شرح رياض الصالحين - الشرح الأول - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
شرح رياض الصالحين (5) الشرح الأول - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد ايها الاخوة في كتابي رياض الصالحين كنا في دروس سابقة توقفنا في - 00:00:00ضَ
باب التوبة. اسأل الله ان يرزقنا حسن التوبة والقبول. وان يرزقنا التوبة النصوح. وقفنا في حديث سعيد الخدري في قول النبي صلى الله عليه وسلم كان في من كان قبلكم رجل قتل تسعة - 00:00:30ضَ
تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم اهل الارض فدل على راهب فاتاه فقال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال لا فقتله فكمل به مئة ثم سأل عن اعلم اهل الارض فدل على رجل عالم فقال انه قتل مئة نفس فهل له من - 00:00:50ضَ
فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق الى ارض كذا وكذا فان بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء فانطلق حتى اذا كان حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت. فاختصمت فيه - 00:01:20ضَ
ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله تعالى. وقال ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط. فاتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم اي حكما - 00:01:50ضَ
فقال قيسوا ما بين الارضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له. فقاسوا فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد فقبضته ملائكة الرحمة. متفق عليه. هذا الحديث فيه فوائد كثيرة في الدرس الماظي السابق تكلمنا على اه انه لما سأل عن اعلم - 00:02:10ضَ
ان اعلم اهل الارض تدل على راهب. والراهب في من مضى والمتعبد المنصرف الى العبادة ولو كان على جهل وهذا يكثر في النصارى ولذلك كانوا قليل العلم. ولذلك سماهم الله ووصفهم بالضالين في قوله عز وجل غير المغضوب عليهم - 00:02:40ضَ
ولا الضالين وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم بان المغضوب عليهم هم اليهود وان الظالين هم النصارى. وهذا الوصف بالاغلبية والا في النصارى مغضوب عليهم لمخالفتهم الحق واليهود ضالون ايضا لانهم ضلوا عن الاسلام لكن الاصل - 00:03:10ضَ
غلبة في اليهود انهم مغضوب عليهم غضب عليهم مرتين فباءوا بغضب على غضب. والصفة الغالبة على النصارى الجهل والضلال. ولذلك وصف الانسان يوصف باغلب صففه يوصف باغلب صفة فالراهب هنا ليس عالما لكن لما كان اشهر - 00:03:30ضَ
من العالم من هذا الرجل العالم واذيع صيتا واوسع انتشارا للسمعة ثم عرف عنه من الزهد الصلاح آآ ظن الناس انه انه عالم فسأل هذا الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا - 00:04:00ضَ
يعني اجرم في الارض وسفك فيها الدم الحرام. واكثر الافساد وهذا الكلام في في في القصة هذه في من كان قبلنا في الامم المسلمة السابقة قبل ظلال النصارى واليهود الذي - 00:04:20ضَ
انا بعد ذلك لان الامة النصارى فيما سبق كانوا مسلمين. فلما دخل فيهم التثليث والشرك لله عز وجل واعتقاد ان الله ثالث ثلاثة وان الله هو المسيح ابن مريم وان المسيح صلب ونحو ذلك دخلوا في الشرك والكفر - 00:04:40ضَ
لكن الكلام على على الذين على على العقيدة الصحيحة. ثم لما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مسخ ختمة جميع الاديان لا يقبل الله من اهل الارض جميعهم. الا الاسلام الذي جاء بهم محمد صلى الله عليه وسلم. فالاديان السابق نسخت - 00:05:00ضَ
منها محرف ومنها ما هو منسوخ. فليس لها شيء الا الاسلام. دايم يبقى الا الاسلام. لكن الكلام على قضية تاريخية حصلت في ذلك الزمان في الامم في الامة المسلمة فيما مضى وكيف حصل منهم هذا الشيء - 00:05:20ضَ
ففيها فائدة انه ليس كل مشهور يكون عالما. العلم شيء والشهرة شيء. قد يكون الشخص واعظا مشتهر الصيت والعالم خفي الصيت لا يعرفه كثير من الناس. قد يكون الانسان صالحا كثير الصلاح والزهد حتى - 00:05:40ضَ
في اشتهر ذلك ويكون مستجاب الدعوة وهو في العلم ليس بذاك ليس المعنى انه جاهل كليا في الشريعة لا ليس بذلك العلم وقد يكون العالم فيه الصلاح لكن ليس بذلك الاشتهار يخفي صلاح - 00:06:00ضَ
او يخفي اموره بينه وبين الله. لم يجعل الله له حظا من الصيت. ليس كل الناس لهم حظ من الصيت. فنحن مثلا عارف الائمة ائمة الاسلام والعلماء نعرفهم بالعلم والفقه اكثر مما نعرف عن سيرهم من ايش؟ من الزهد والصلاح - 00:06:20ضَ
مع انهم كانوا في كذلك في الصلاح والزهد والعمل بالعلم الشيء العظيم لكن كانت هذه اشياء خفية في سيرهم تجدها في بطون الكتب ليس كاشتهادهم في العلم وقد يوجد من الناس من اشتهر بالزهد - 00:06:40ضَ
يضرب به المثل والصلاح وهكذا كالفضيل بن عياض وكإبراهيم بن ادهم كغيرهم وهم ليسوا باكثر من ابن المبارك ومالك ونحو الشافعي واحمد وائمة اللسان المشاهير. لكن يغلب على الانسان الصفة التي يشتهر بها - 00:07:00ضَ
يغلب عليه اكثر الوصف له. الشاهد انهم دل على الراهب. فالراهب لما كان قليل البضاعة في العلم. وجاءه وكثير الخوف من الله وكراهة الذنوب لما قال له انه قتل تسعة وتسعين نفسا رأى ان هذا الرجل لا يمكن كيف كيف تغطي - 00:07:20ضَ
وهذه الذنوب فقال لها هل له من توبة؟ يريد التوبة. قال لا. هذا الجهل. الذي حمله على هذه الفتوى والعاطفة والاثر النفسي للعاطفة. ما الذي ما حمله العلم؟ لو كان عنده علم وعلم ان الله التوبة بابها باب - 00:07:40ضَ
باب مفتوح وان الله عز وجل رحمته سبقت غضبه وانه يقبل التوبة من عباده اذا تابوا ويعفو عن السيئات وانه كما قال عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على اسرف ولاحظ كلمة اسرفوا اكثر الذنوب - 00:08:00ضَ
اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وهذه الاية في التائبين اه يعني اذا تابوا لا يقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا للتائبين. هذا الراهب لكثرة - 00:08:20ضَ
ختم عنده من العبادة وكراهة الذنوب وانعزاله عن الناس. لما سمع هذه القضية تسعة وتسعين مقتول من المسلمين اسراف الواحد الواحد يسبب غضب الله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه - 00:08:40ضَ
ولعنه واعد له عذابا عظيما. انظر الى كم؟ واحد فكيف تسعة وتسعين نفس؟ هذا الراهب عظمة ذنب ونسي سعة رحمة الله ونسي ان الله يقبل التوبة عن التائب فقال لا - 00:09:00ضَ
هذا المجرم اسهل ما عليه القتل. ولما قال له ليس لك توبة اذا ما الذي ما الذي يستفيد خلاص استمر في في الاجرام والقتل. فسل السيف وقتل هذا. قتل هذا وهذا يدل على جرم - 00:09:20ضَ
وعظم الفتيا بغير علم كيف تصل بالانسان؟ اولا تؤيس من رحمة الله والفتية بدون علم سواء كانت في مثل هذا الباب او في الترخيصات حتى الترخيص التشديد والترخيص كله سواء في التعظيم في عظمها المهم انه الفتي بعلم - 00:09:40ضَ
سواء كان الانسان يريد ان يكون موسعا متساهلا يسهل للناس ويرخص على الناس بدون الشرع هذا جرم جرم في في دين الله. قال عز وجل ولا تقولوا لما تصفوا السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب - 00:10:00ضَ
معي لا اله الا الله وواضح نهى الله عز وجل. قال عز وجل في المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اعظم المحرمات فاذا من جرم هذا التجرم وعلى العلم ان الله عاقبه بان قتل. ولعل الله ان يعفو عنه. لان القتل كما قال - 00:10:20ضَ
بحسب اصحاب القتل يعني القتل كفارة كما ان المصائب كفارة المهم ان هذا دل على انه الفتي بغير علم جرم ودل على ان الاشتهار الانسان آآ لا يكفي بان تستفتي كل مشهور بل لابد ان - 00:10:50ضَ
تفتيش العالم هذا الرجل بقي معه الذنب يؤنبه وعلم ان رحمة الله في نفسه اوسع من من ضيقها فسأل قال ثم سأل على سأل عن اعلم اهل الارض فدل على رجل عالم لما - 00:11:10ضَ
ذهب اشتهار الراهب بين الناس وان هو اصلح الموجودين. الناس التفتوا الى العالم. فلما سئل عنه قالوا ما بقي الا فلان. دل على عالم وهو العالم الصحيح. وصفه النبي صلى الله عليه وسلم قال دل على عالم - 00:11:30ضَ
فقال انه قتل مئة نفس. فهل له من توبة؟ استفتى. فقال نعم. ومن يحول بينك وبين التوبة اولا ارشده الى انه له توبة. مهما مئة نفس مئة نفس. دام تاب توبة نصوحا صادقا له توبة - 00:11:50ضَ
قضية القبول او عدم القبول تعود الى اشياء منها التوبة ان تكون نصوحا. منها العزم على على عدم العودة الى ذلك. منها تكفيرها منها اشياء اخرى منها ان يقبل الله. لكن الكلام ليس في قضية ان الله يقبل منك ولا - 00:12:10ضَ
اقبل هذا علمه عند الله. قال عز وجل انما يتقبل الله من المتقين. اذا صدق الانسان واخلص في عمله يتقبل الله منه. صدق واحسن العمل اخلص التوبة والعمل لله واحسن العمل يقبل الله منه. لكن القضية في ماذا؟ في انه هل المذنب اذا اسرف في - 00:12:30ضَ
الذنوب هل له مجال للتوبة؟ او لا؟ نعم له مجال. كما مر معنا بالاحاديث السابقة ما لم يغرر ما لم تبلغ الروح الحلقوم. قبل ذلك له توبة. فاذا بلغت الغرغرة يعني ايش؟ اختنق خرجت الروح ووصلت الى - 00:12:50ضَ
حلق عند ذلك اختنق الانسان. قبل ذلك لو كانت الروح تسحب ووصلت الى الرجلين ووصلت الى لانها اول ما تسل من هنا وصلت الى نصف البدن كذا له توبة. له توبة. ولذلك المسلم احيانا - 00:13:10ضَ
قد يكون هناك مسلم مسرف بالذنوب ويموت لا تدري لعله تاب قبل قبل نزع روحه لا لا تسرف سوء الظن به. فلما قال له ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اولا اعطاه الحكم الشرعي ثم ارشده - 00:13:30ضَ
هذا العالم انظر للعالم ينظر الى يعطي الحكم ويرشد الى التطبيق. نظر الى هذا الرجل واذا هذا الرجل في بلد كلها اهل سوء. تدعو الى ايش؟ الى الاجرام. بدليل انهم لما سئلوا عن سأل عن العالم ماذا ما يعرفون العالم - 00:13:50ضَ
ظنوا ايش ذاك المشهور انه هو العالم؟ فقالوا فلان الراهب منعزل في صومعة فذهب اليه يسأله. يعني فيه غابات فيه اشياء فيه امور فيه ما تستطيع التوبة. عصابته معه. قال انطلق الى ارض كذا وكذا - 00:14:10ضَ
فان بها اناسا يعبدون الله. في رواية فان بها اناسا صالحون صالحين. فيها ناس اهل صلاح يعني يعينونك على الطاعة. اذا النفس مالت الى الهوى او كذا نهوك. اذا بدل ما يخلو الانسان مع اهل الباطل لان اهل الباطل يحثون على الباطل. اقل شي يكون الانسان في غفلة - 00:14:30ضَ
في معهم. اما اهل الصلاح فيحثون على الصلاح. يكون الانسان معهم في ذكر. يكون يستحي منهم. ان يفعل المنكر امامهم. بعد فترة نفسه تطمئن الى الخير وتكره الشر. تشبه بهم. كما قال الشافعي رحمه الله. قال احب الصالحين - 00:15:00ضَ
تواضع هو رجل صالح وعالم قال احب الصالحين ولست منهم لعلي ان انال بهم شفاعة واكره من بضاعته المعاصي وان كنا سواء في البضاعة ليس بضاعة الشافعية المعاصي رحمه الله لكن هذا - 00:15:20ضَ
تواضع يعني لانه يعرف ايش قيمة طاعة الله في مع قصور الانسان فيقول اكره اهل المعاصي ما الذي جعله يكره اهل المعاصي لانه لا يحب اعمالهم. هذا الذي دلنا ليس معهم في البضاعة لكن يقول نحن ظعفاء واكره من - 00:15:40ضَ
من بضاعته المعاصي وان كنا سواء في البضاعة وهذه قاعدة ينبغي للانسان حتى ولو كان عنده معاصي يكره اهل يكره المعاصي ويحب اهل الطاعة. يقول احب الصالحين ولست منهم يعني انا مقصر. وهو المشهود له رضي الله - 00:16:00ضَ
بالعلم والعمل والزهد والصلاح والعبادة والجهاد في الله فيتواضع لله فعلى ذلك هذا الرجل قال له انك بارض آآ قوم سوء لا تستطيع اذهب الى الارض الصالحة لاجل ايش تتعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء. يعني اذا رجعت ستجد اصحابك كما هم والمجتمع كما هو يفرض على الانسان - 00:16:20ضَ
كان آآ عادات سيئة يفرض عليها الانسان تصرفات احيانا يكون الانسان في مجتمع لا يستطيع ان يحمي نفسه الا بالقتل. لا يستطيع ان يحمي كذا لا يستطيع ان يأكل الا بالسرقة. المجتمعات سيئة. وهي طبعا ليست عذر للناس. لانه يستطيع ان يعني يهاجر منها ويتركها. اذا بقيت - 00:16:50ضَ
اذا هو راضي في هذا الوضع. يعني وهكذا فماذا يصنع؟ يتركها يهاجر لله. يهاجر يهاجر الله فامره بذلك فقال انطلق الى ارض كذا وكذا وهذا هو ايش؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم آآ لا - 00:17:10ضَ
هجرة بعد الفتح وانما جهاد ونية. وقال المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. ولذلك قال العلماء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تنقطع التوب تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من من مغربها - 00:17:30ضَ
اذا هناك هجرة لكن ما هي هجرة ماذا؟ هجرة دار السوء الى دار الصلاح. هجرة الكفر الى الايمان. هجر مجالس السوء الى مجالس الخير. هذه لابد منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. والمهاجر - 00:17:50ضَ
من هجر ما نهى الله عنه سواء من المجالس او من الاعمال او من الاقوال او من النيات وهكذا فاذا هذه اول والفائدة الاولى او الفائدة الثانية او الثالثة من هذا المسائل هي مسألة ايش؟ لا بد في التوبة ام من بذل الاسباب المعينة. وهو ترك صحبة السوء - 00:18:10ضَ
سوء ترك وطن السوء. يعني مجتمع ليس بالضرورة ان يكون البلد كله مجتمع. مكان انسان يعمل في مكان سيء ينتقل عنه اذا كان صادقا يريد يريد ما عند الله يبحث عن الاسباب اما بقية المسائل هذه تكون ان شاء الله في الدرس المقبل نسأل الله - 00:18:30ضَ
الله تعالى ان يعيننا على اتمامها وان يوفقنا للتوبة الصالحة اللهم اللهم انا نسألك في هذه الساعة المباركة ان ان تتقبل ان وان ترزقنا التوبة النصوح وان تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك - 00:18:50ضَ
- 00:19:16ضَ