شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٧٢ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب المجاهدة عن ابي مسعود عقبة بن عمرو - 00:00:02ضَ

انصاري البدري رضي الله عنه قال لما نزلت اية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مراء وجاء رجل اخر فتصدق بصاع وقالوا ان الله لغني عن صاع هذا. فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات. والذين لا يجدون الا - 00:00:24ضَ

جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. متفق عليه قال النووي ونحامل اي يحمل احدنا على ظهره بالاجرة ويتصدق بها ذكر الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في باب المجاهدة - 00:00:51ضَ

وهذا اه فيه اه بيان ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجاهدون انفسهم على بذل المال في سبيل الله. بكل ما يجدون بكل ما يستطيعون قال ابو مسعود البدري رضي الله عنه لما نزلت اية الصدقة يعني قول الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها - 00:01:15ضَ

وصلي عليهم وايضا هذا اه عندما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة اه استعدادا لغزوة تبوك جاء بما عندهم يقول كنا نحامل على ظهورنا كما بين معنى هذه الكلمة الامام النووي يعني انه - 00:01:41ضَ

يحمل احدهم على ظهره بالاجرة يتصدق بها يحمل على بعيره مثلا شيئا ويأخذ الاجرة يتصدق بها وهكذا. يعني حتى ان لم يجد ما عنده من صدقة فيكلف نفسه ان يعمل حتى يكسب مالا ويتصدق به. فانظر الى صدق الصحابة رضي - 00:02:06ضَ

وعنهم في آآ نصر الدين وبذل ما يستطيعون في سبيل الله فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مراء هكذا يقول المنافقون اذا تصدق المسلم بشيء كثير قالوا مراء وجاء رجل اخر فتصدق - 00:02:31ضَ

بصاع وفي رواية انه ابو عقيل رضي الله عنه تصدق بصاع او بنصف صاع الصاع كيلوين وقليل من الجرامات تقريبا. فقالوا ان الله لغني عن صاع هذا المقصود ان هؤلاء لا يتصدقون ولا آآ يشجعون غيرهم على الصدقة بل يخذلون - 00:02:51ضَ

هذا شأن المنافق والعياذ بالله ان تصدق بالكثير قالوا مراء وان تصدق بالقليل قالوا ان الله لغني عن صدقة هذا. قال فنزلت الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين في الصدقات يعني الذين يتطوعون ويبذلون الكثير فيلمزونهم يقولون انهم مراؤون - 00:03:15ضَ

والذين لا يجدون الا جهدهم يعني يلمزون الذين لا يجدون الا جهدهم. يعني يخرج ما يستطيع ما فيه آآ تعبه وجهده ومشقته يلمزون هؤلاء فيقولون الله غني عن صدقة هؤلاء - 00:03:40ضَ

قال الله تعالى فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. فاذا هذا الحديث يدلنا على انه ينبغي على المسلم ان يبذل ما يستطيع آآ في نصر الدين والصدقة في سبيل الله ويجاهد نفسه على هذا - 00:04:02ضَ

ثم قال عن سعيد ابن عبد العزيز عن ربيعة ابن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر جندب ابن جنادة رضي الله عنه. وتأمل ليس من عادة النووي انه يذكر اسناد الحديث. لكن هنا ذكر اسناد الحديث كما نبه في اخر الحديث - 00:04:19ضَ

اذ قال روينا عن الامام احمد ابن عن الامام احمد ابن حنبل رحمه الله قال ليس لاهل الشام حديث اشرف من هذا الحديث ليس لاهل الشام حديث اشرف من هذا الحديث رواة هذا الحديث كلهم شاميون. فرووا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:40ضَ

قال فيما يروي عن الله تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا والظلم ظلمات يوم القيامة. والذي يظلم غيره سيؤخذ من حسناته ويأتي مفلسا يوم القيامة - 00:05:01ضَ

اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ودعوة المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب فهذا من تمام عدل الله وربوبيته انه اقام هذا العالم على العدل وحرم الظلم و انزل - 00:05:24ضَ

كتاب بالعدل بالحق والميزان لما ذكر هنا التحريم تحريم الظلم واقامة العدل ذكر بعد ذلك الاحسان مع غنى الله جل جلاله. فهذا الحديث في الحقيقة يدخل في قول الله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان - 00:05:43ضَ

فبدايته في اقامة العدل وتحريم الظلم ثم جمل الحديث الى اخره تتعلق بالاحسان وغنى الله تعالى فهو محسن الى عباده مع غناه عنهم فهو الغني الحميد جل جلاله. ولهذا قال بعدها يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوا - 00:06:11ضَ

كوني اهدكم وهذا اعظم احسان من الله تعالى على عباده هذي اعظم نعمة كلكم ضال المقصود بالضلال هنا يعني ان الانسان اول ما يخرج من بطن امه لا يعرف شيئا عنده فطرة التوحيد لكن آآ ليس عنده علم بالحق - 00:06:37ضَ

فلابد ان يتعلم وان يهتدي للصراط المستقيم كما قال الله تعالى لنبيه وجدك ضالا فهدى قال كلكم ضال الا من هديته والناس يسلكون الطريق آآ يسمعون هدى الله تعالى لكن من الذي يهتدي الا من هديته - 00:07:01ضَ

فاستهدوني اهدكم. ولهذا في كل ركعة نقول اهدنا الصراط المستقيم فلما بدأ بالنعمة الدينية الهداية بعد ذلك ذكر النعمة الدنيوية والتي لا قوام للانسان الا بها. فقال يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني - 00:07:24ضَ

اكسكم وهذا فيه ذكر نعمة الطعام الذي به قوام بدن الانسان هذا ما يتعلق بجلب المنافع للانسان ثم ذكر نعمة اللباس وفيها دفع يعني المضرة والعري عن الانسان. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته - 00:07:50ضَ

استكسوني اكسكم فهذا يجعل العبد يفتقر الى الله تعالى في كل احواله. في كل شيء وانت تأكل لقمة عندما تحمد الله تعالى احمد الله تعالى من اعماق اعماق اعماق قلبك - 00:08:12ضَ

وانت تقول الحمدلله الذي اطعمني هذا ورزقني من غير حول مني ولا قوة لان الله يقول كلكم جائع الا من اطعمته استطعموني اطعمكم لا تظن انك اذا كنت في قوتك وصحتك وغناك ومالك انك مستغن عن الله في هذا ابدا - 00:08:29ضَ

انظر الى بعض اصحاب المليارات والملايين لكن لا يستطيع الواحد منهم ان يدخل لقمة في فمه ابتلي بمرض يدخل الطعام من خلال معدته او من خلال انفه انظر الى الافتقار الى الله - 00:08:53ضَ

وكم من انسان ربما يصاب بحساسية او حروق في جلده ما يستطيع ان يلبس لباسا فالانسان حقا ضعيف ينبغي ان يفتقر الواحد منا الى ربه في كل شيء. لا تظن انك في لحظة من لحظات مستغن عن الله طرفة عين. لا في طعامك ولا في - 00:09:15ضَ

ولا في نفسك ولا في خطواتك ولا في نظراتك. في كل امورك لله عليك نعمة في كل حال من احوالك في كل قلب في كل نظرة في كل نفس في كل حركة - 00:09:36ضَ

هذا الحديث حقا يرسخ في قلوبنا الافتقار التام الى الله تعالى. ثم مع نعمة الله تعالى على عباده انظر كيف ان العباد يقعون في المعاصي ويسيئون الى الله. الله يحسن اليهم وهم يسيئون الى الله ومع ذلك يدعوهم الى مغفرته. فقال يا عبادي انكم تخطئون - 00:09:52ضَ

الليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. وهذا في دفع المظرة في الدين. لما سأل الهداية والانسان معرض للزلل والمعصية. فجاء طلب المغفرة هنا. ثم بعد ذلك جاء ما يبين غنى الله جل جلاله عن عباده فهو محسن اليهم. تفضل عليهم بالهداية والمغفرة والطعام واللباس. ومع - 00:10:16ضَ

ذلك فهو الغني جل جلاله. قال يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني قال يا عبادي لو ان اولكم قال لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم - 00:10:45ضَ

ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء اه فسبحان جل جلاله لا ينتفع بطاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين - 00:11:05ضَ

هو الغني الحميد جل جلاله قبل ان يخلق خلقه فغناه وحمده ذاتي متصف باكمل الصفات والمحامد جل جلاله. لا يحتاج الى احد من خلقه قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان - 00:11:27ضَ

المسألة ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر الله اكبر مخيط ابرة تضعها في البحر ماذا تنقص من البحر ولا شيء هكذا ملك الله تعالى - 00:11:53ضَ

يا عبادي، انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. الله اكبر قال سعيد يعني راوي الحديث ابن عبد العزيز قال كان ابو ادريس الخولاني - 00:12:14ضَ

يعني الذي روى هذا الحديث عن ابي ذر من التابعين قال كان ابو ادريس الخولاني رحمه الله اذا حدث بهذا الحديث لا على ركبتيه الله اكبر انه حق الحديث هو حديث الافتقار الى الله - 00:12:42ضَ

حديث غنى الله جل جلاله هذا الحديث حقا كانه بيان لقول الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وهذا والله الاخوة انفع ما يكون للعبد - 00:13:00ضَ

ان يفتقر الى ربه افتقارا عظيما ولينكسر الى ربه لان هذه حقيقة العبودية هذي حقيقة الغاية التي خلقنا لاجلها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والله تعالى يحب هذا منك - 00:13:19ضَ

اذا رأى افتقارك وانكسارك لكل شيء ان تفتقر الى الله في طعامك في شرابك في لباسك. هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا لبس لباسا يقول الحمد لله الذي كساني هذا الثوب - 00:13:34ضَ

رزقني من غير حول مني ولا قوة. الحمد لله الذي اطعمني هذا الطعام ورزقني من غير حول مني ولا قوة لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة - 00:13:48ضَ

بهذا لا يعجب الانسان بعمله ولا يغتر ولا يتكبر دائما يكون متواضعا مع الله متواضعا مع عباد الله. مفتقرا الى الله منكسرا الى ربه جل وعلا فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا نسأله تعالى ان يزيدنا افتقارا وانكسارا وعبودية له جل جلاله. وتأمل - 00:14:01ضَ

يعني اقول في نفسي لماذا ذكر النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في باب المجاهدة سبحان الله يعني هذا اه ممكن ان يكون له اوجه كثيرة. لكن حقا يعني هذي حقيقة المجاهدة - 00:14:24ضَ

ان يفتقر المسلم الى ربه في كل احواله اذا وصل الانسان لهذه الدرجة فقد حقق الغاية من المجاهدة مجاهدة النفس فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا نسأله تعالى ان يعفو عنا والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:39ضَ

- 00:15:01ضَ