بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله - 00:00:00ضَ

في كتابه رياض الصالحين في باب وجود في باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:00:16ضَ

يحاسبكم به الله. الاية اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم باركوا على الركب. فقالوا يا رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق. الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها - 00:00:32ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا واطعنا غفران ربنا واليك المصير. فلما اقتراها القوم ودلت بها السنتهم. انزل الله تعالى في اثرها. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمن - 00:00:52ضَ

كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. لا نفرق بين احد من رسله. وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فانزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لها ما كسبته عليها ما اكتسبت - 00:01:12ضَ

ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال نعم ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا. قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال نعم - 00:01:32ضَ

رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. تقدم الكلام على ما يتعلق بهذا الحديث. وما فيه من معان وبقي ما فيه من المسائل والفوائد فيستفاد من هذا الحديث ومن الايات التي تضمنها هذا الحديث فوائد منها اولا التحذير من ان - 00:01:52ضَ

يخفي الانسان في نفسه ما لا يرضي الله عز وجل. وان الواجب على المرء ان يكون مراقبا لله. لانه سبحانه وتعالى يعلم ما توسوس به نفسه. ومنها ايضا ان الانسان يحاسب على ما في نفسه. وظاهر الحديث - 00:02:12ضَ

العموم وانه يحاسب على كل شيء يضمره في نفسه. ولكن دلت النصوص الشرعية على ان ما في النفس على نوعين. النوع الاول احاديث وخواطر لا يركن اليها ولا يطمئن اليها - 00:02:32ضَ

فهذه مما عفا الله عز وجل عنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم والنوع الثاني مما يضمره الانسان في نفسه ايرادات وعزم وهم وهو ان يعزم على - 00:02:52ضَ

الشيء ويركن الى ذلك. فاذا ترك هذا الذي عزم عليه. ولم يفعله فهذا على اقسى من اربعة. القسم الاول ان يترك ما نهى الله عز وجل عنه. ان يتركه لله عز وجل - 00:03:17ضَ

يقول له حسنة اذا تركه لله فانه يثاب على ذلك. ولهذا جاء في الحديث القدسي من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة. لانه تركها لله عز وجل - 00:03:37ضَ

والقسم الثاني ان يترك المعصية لا لله. ولكن لان نفسه لم ترغب في هذه المعصية. فعنده عزوف عنها لله ولكن لان طبيعته لا تريد هذه المعصية ولا تتقبل هذه المعصية. كمن يترك الخمر مثلا لا لله ولا - 00:03:55ضَ

لانه يضر بصحته او لان نفسه لا تطلبه فهذا لا له ولا عليه. لا له لانه لم يتركه لله ولا عليه لانه لم يفعل المحرم. والقسم الثالث ان يترك المحرم عجزا عنه من - 00:04:15ضَ

غير فعل السبب فيعجز عن المحرم ولكنه لا يفعل السبب الذي يتوسل يتوصل به الى هذا المحرم. فهذا يعاقب على فهذه النية السيئة. فالذي مثلا يهم ويعزم على فعل محرم. ويركن الى ذلك لكنه لا يفعل الاسباب - 00:04:35ضَ

ثم يترك ذلك لا ثم يترك ذلك عجزا عنه فهذا يعاقب على نيته. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يقول لو ان لي مال فلان لعملت به عمل فلان قال فهو بنيته فهما في الوزر سواء. القسم الرابع - 00:04:55ضَ

ان يدع المحرم عجزا عنه مع فعل الاسباب. فهو عزم على فعل المحرم وفعل الاسباب التي يتوصل بها الى هذا المحرم ولكنه عجز فهذا يعاقب عقاب الفاعل تماما. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجلين اذا التقى - 00:05:15ضَ

بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان من صفات المؤمنين السمع والطاعة باوامر الله واوامر رسوله - 00:05:35ضَ

صلى الله عليه وسلم بقوله سامعنا واطعنا. هذا هو شأن المؤمنين. ولهذا قال الله تعالى انما كان قول المؤمنين اذا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. والناس في هذا الباب اعني - 00:05:57ضَ

في السمع والطاعة باوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم الناس في هذا الباب على اقسام ثلاثة. القسم الاول من لم يسمع ولم يطع بل اعرض فلم فلم يرى في اوامر الله ورسوله فلم يرفع بها - 00:06:17ضَ

ولم يرى في تركها بأسا. والقسم الثاني من سمع ولم يطع. بل هو مستكبر وهذا داخل في قول الله عز وجل واذا تتلى عليه اياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا - 00:06:37ضَ

فبشره بعذاب اليم. وهذا من صفات اليهود الذين قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم اشد جرما واعظم اثما من القسم الاول. القسم الثالث من سمع واطاع. وهؤلاء هم المؤمنون - 00:06:57ضَ

الذين قالوا سمعنا واطعنا. اي سمعنا قولك واطعنا امرك فعلا للمأمور وتركا للمحظور. ومن هذا الحديث ايضا ان فيه اثباتا للقاعدة المشهورة انه لا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة. فالواجبات كلها منوطة بالقدرة. ولهذا لا يكلف الله عز وجل نفسا الا وسعها. فمن لم يستطع - 00:07:17ضَ

ان يتوضأ عجل الى التيمم. ومن لم يتمكن ايضا من الطهارة بالماء او التيمم فانه يصلي على حسب في حاله من قدر ان يصلي قائما فانه يصلي قائما ومن عجز فانه يصلي قاعدا. كذلك ايضا لا محرم مع - 00:07:47ضَ

الضرورة وقد قال تعالى وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه. فالله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون بل جميع التكاليف الشرعية في قدرة ما في قدرة العبد. ولهذا اذا - 00:08:07ضَ

ابتلى الله عز وجل العبد قدرا خفف عنه شرعا. ولهذا جاء التيسير في الشريعة على نوعين تيسير وهو ان احكام الشريعة ميسرة من اصلها. يريد الله بكم اليسر ولا ولا يريد بكم العسر. يسروا - 00:08:27ضَ

ولا تعسروا. والنوع الثاني تيسير طارئ. وهو انه اذا وجد او حصل ما يوجب التخفيف فان الحكم الاصلي الذي هو ميسر من الاصل ييسر تيسيرا ثانيا. قال النبي صلى الله عليه وسلم صلي قائما فان لم تستطع فقاعد - 00:08:47ضَ

فان لم تستطع فعلى جنب. وفيه ايضا دليل على منة الله عز وجل على هذه الامة برفع الاثار والاغلال التي كانت على الامم السابقة. ويستفاد من هذا الحديث ايضا التوسل الى الله عز وجل - 00:09:07ضَ

وصفاته لقوله انت مولانا لانه قال فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين والتوسل الى الله عز وجل معناه ان يقرن الداعي بين يدي دعائه ما يكون سببا لاجابة دعوته. ان تقرن - 00:09:27ضَ

بين يدي دعائك ما يكون سببا لاجابة هذه الدعوة. اما باسم من اسماء الله واما بصفة من صفاته بوصف من الاوصاف كالايمان بالله ورسوله واما بذكر حال الداعي واما بدعاء من ترجى اجابة دعوته - 00:09:47ضَ

هذا هو التوسل المشروع. وفيه ايضا دليل على مشروعية اللجوء الى الله عز وجل في جميع الامور بان يعافي بان يسأل الانسان الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة والنصرة على القوم الكافرين - 00:10:07ضَ

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:27ضَ