Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة خوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب الاقتصاد في الطاعة وعن ابي ربعي حنظلة - 00:00:00ضَ
تبني الربيع الاسيدي الكاتب احد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيني ابو بكر رضي الله عنه فقال كيف انت يا حنظلة؟ قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول؟ - 00:00:20ضَ
قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كان رأي عين فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد والضيعات فنسينا كثيرا - 00:00:41ضَ
قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا انطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نافق حنظلة يا رسول الله - 00:01:01ضَ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأن رأي العين فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات نسينا كثيرا - 00:01:17ضَ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا قال ساعة وساعة قالها ثلاث مرات - 00:01:35ضَ
رواه مسلم حنظلة رضي الله عنه لقي ابا بكر الصديق رضي الله عنه فقال ابو بكر رضي الله عنه كيف انت يا حنظلة؟ وهكذا المسلم يسأل عن حال اخيه المسلم - 00:01:57ضَ
وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم رحماء بينهم كيف انت يا حنظلة؟ قلت نافق حنظلة. تأملوا ما ذكر له حاله في الدنيا ذكر له ما يتعلق بايمانه ودينه هذا الذي يهم الصحابة رضي الله عنهم - 00:02:19ضَ
وتأمل في قول حنظلة نافق حنظلة يتهم نفسه بالنفاق وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل من كتاب الوحي وهذا من خوف الصحابة رضي الله عنهم من الله تعالى - 00:02:40ضَ
لان المسلم ايها الاخوة نعم يحسن الظن بالله ويرجو رحمة الله لكن في الوقت نفسه لا يجزم مئة بالمئة على ان الله تقبل منه اعماله. ممكن دخل في عملك شيء من العجب بنفسك او الغرور او الرياء - 00:03:01ضَ
فاحبط عملك وانت لا تشعر ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون قال نافق حنظلة وهذا يدل على محاسبة الصحابة رضي الله عنهم لانفسهم وهكذا المؤمن المؤمن هو الذي يحاسب نفسه دائما على كل صغيرة وكبيرة - 00:03:18ضَ
كما اقسم الله تعالى بالنفس اللوامة قال لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. نفس شريفة تحاسب نفسها قال الحسن البصري قال المؤمن دائما يحاسب نفسه يقول ما اردت بكلمتي. ما اردت باكلتي ما اردت - 00:03:39ضَ
حديث نفسي يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد حاسب نفسك ماذا قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون هكذا حنظلة لما حاسب نفسه وجد انه كانه منافق قال نافق حنظلة - 00:04:00ضَ
فتعجب ابو بكر الصديق رضي الله عنه قال سبحان الله ما تقول فذكر له سبب هذه التهمة لنفسه قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار - 00:04:22ضَ
كأن رأي عين. يعني كأن نراها رأي العين لما يكونون او لما يكون الصحابة في مجالس النبي صلى الله عليه وسلم يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم ايات الله تتلى. ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ويتلو عليهم - 00:04:40ضَ
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. ذكرهم بالجنة والنار. قلوبهم تعرج الى السماء. كأنهم يرون الجنة والنار رأي العين قال فاذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الازواج والاولاد والضيعات. عافسنا يعني عالجنا - 00:05:00ضَ
تلاعبنا واشتغلنا بالدنيا اه الزوجة وبالاولاد وبالضيعات يعني المعايش في الدنيا من اموال واراضي وبيوت فيقول لا اجد هذا الايمان في قلبي اذا خرجت من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:24ضَ
والنفاق كما تعرفون ان يظهر الانسان شيئا ويبطن شيئا المنافق النفاق الاكبر يظهر للناس انه مسلم وهو كافر في الباطن فلما رأى حنظل من حاله شيئا من ذلك انه امام النبي صلى الله عليه وسلم خاشعا باكيا. وصل الايمان الى اعلى الدرجات - 00:05:44ضَ
ثم اذا خرج من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم نزل ايمانه. وما يشعر بذلك الايمان القوي فظن ان هذا من النفاق فلما ذكر هذا لابي بكر رضي الله عنه - 00:06:09ضَ
طبعا قال فنسينا كثيرا وهذا يدلنا على ان الانشغال بالدنيا ينسي المرء ينسي المرء الحقائق الايمانية ويطفئ شيئا من نور الايمان في قلبه هذا لابد منه قال فنسينا كثيرا قال ابو بكر رضي الله عنه فوالله انا لنلقى مثل هذا - 00:06:24ضَ
يعني ابو بكر لما سمع كلام حنظلة وجد انه يجد في نفسه مثل ما يجد حنظلة في نفسه. والقلوب تتغير ما تبقى على حال دائمة يقول فانطلقت انا وابو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:52ضَ
فقلت نافق حنظلة يا رسول الله تعجب النبي صلى الله عليه وسلم قال وما ذاك قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأن رأي العين من قوة الايمان واليقين كانهم يرون الجنة والنار. قال فاذا خرجنا من عندك عافسنا الازواج والاولاد والضيعات نسينا كثيرا - 00:07:09ضَ
يضعف ايماننا ولا نشعر بهذا اليقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر وفي رواية قال لو كانت تكون قلوبكم كما تكونون عند الذكر - 00:07:32ضَ
لصافحتكم الملائكة على فروشكم وفي طرقكم يعني لو انكم تدومون على هذا الايمان العالي مثل ما تكونون عندي في مجالس العلم والايمان فكأنكم ترون الجنة والنار رأي العين وفي الذكر عندما تذكرون - 00:07:56ضَ
تداومون على طاعته يرتفع الايمان. لو تدومون على هذا الحال في كل حياتكم في كل دقيقة في كل ثانية ما الفرق بينكم وبين الملائكة الملائكة هكذا يسبحون الليل والنهار لا يفترون. فقال لصافحتكم الملائكة. كانه يقول اصبحتم من جنس الملائكة بهذه - 00:08:17ضَ
لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم كأنكم اصبحتم مثل الملائكة فستصافحكم الملائكة في على فرشكم وفي طرقاتكم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يريد من هذا الكلام؟ لا يريد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:40ضَ
ان يثبته عن كثرة الذكر والعبادة لا. النبي صلى الله عليه وسلم الان يريد ان يصحح مفهوما اخطأ في حنظلة حنظل يظن ان الايمان لابد ان يبقى دائما في اعلى المراتب وان يكون العبد ذاكرا لله في كل ثانية من ثواني حياته - 00:09:03ضَ
ما يفتر عن هذا يقول لا هذا ليس لكم هذا للملائكة. الله خلق الملائكة بهذه الطريقة يسبحون الليل والنهار لا يفترون اما الانسان يختلف تماما عن الملك ولهذا الانسان لم يؤمر بتغيير طبعه. ولكن امر بمجاهدة نفسه - 00:09:25ضَ
بعظ الناس الان يشتكي يقول يا شيخ والله مهما جاهت نفسي نفسي تراودني على الشهوات نفسي آآ ما تخشع في الصلاة نفسي فكر في كذا احيانا يطرأ على قلبي الرياء ويتظايق صحيح هذا جيد ان تحاسب نفسك لكن ما دمت تكره هذا الامر وتجاهد نفسك - 00:09:47ضَ
استمر في طريق العلم والعمل باذن الله يغلب على نفسك الطمأنينة بالله وبذكر الله وهذا يكفي حتى لو في بعض الاوقات انصرفت نفسك عن هذا وتعلقت بشيء من الدنيا او التفتت الى شيء من الدنيا او الشهوات او آآ آآ يعني طرأ على قلبك شيء من الرياء - 00:10:07ضَ
او العجب ثم دفعته واستغفرت الله لا يوجد انسان معصوم النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولا اتى بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر الله لهم - 00:10:33ضَ
هذي من طبيعة البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يصحح لحنظل هذا المفهوم فاذا دوام الذكر بالنسبة للانسان لا يمكن ان يكون كما هو حال الملائكة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل قال - 00:10:50ضَ
اه يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد في سبيل الله ولن تستطيع اذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدك فتصلي ولا تفتر ما تنقطع وتصوم ولا تفطر؟ قال لا - 00:11:11ضَ
فالمقصود ان دوام الذكر كحال الملائكة هذا ما يكون للبشر ليس من طاقة البشر لكن الذي هو في طاقة البشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله يعني ان يكون غالب حالك اكثر حالك - 00:11:26ضَ
في الدنيا ان تذكر الله تحافظ على الواجبات تحافظ على المستحبات ثم لابد من فعل بعض المباحات الامور التي تحتاجها في حياتك تذهب الى اهلك تقضي حاجتك تقضي حاجتهم تقضي حاجة اولادك تعمل لدنياك حتى تكسب رزقا حلالا تكفي نفسك - 00:11:43ضَ
اهلك هذا من طبيعة الانسان والمؤمن الفطن يستطيع ان يحول هذه العادات الى قربات فتكون حياته كلها ذكرى لكن ليس الذكر المحض الذي يقوم به الملائكة من التسبيح والتحميد لكن يتعبد الله بكل احواله - 00:12:06ضَ
بالنية الطيبة اذا خرج الى وظيفته ينوي مثلا انه اه يحسن الى الناس مع المتعاملين انه يتخلق بالاخلاق الطيبة مع الناس انه يكفي اهله ونفسه اذا اكل او شرب ينوي بذلك ان يتقوى على طاعة الله. اذا نام اول الليل ينوي ان يتقوى على قيام الليل وصلاة الفجر. فتكون هذه المباحات في حياتك - 00:12:30ضَ
هي كلها طاعات. حتى اذا جالس اهله حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة حتى اذا عاشر زوجته يحصل على اجر لانه ينوي عفة نفسه وعفة زوجته وينوي بذلك - 00:12:55ضَ
الذرية الصالحة اذا يحصل على اجر هذا الذي خلق الله الانسان لاجله تتنوع العبودية في حياة المسلم لكن مع ذلك لا شك ان الانسان اذا عاشر الاهل والاولاد وعافس كما قال يعني الازواج - 00:13:10ضَ
اولاد والضيعات والدنيا لابد ان يعني يضعف قلبه ويضعف ايمانه شيئا هذي من طبيعة البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم هذا هو مقصوده ولهذا قال ولكن يا حنظلة ساعة وساعة - 00:13:33ضَ
ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ساعة تناجي فيها ربك وتحضر مجالس العلم وتزداد ايمانا وساعة لدنياك تقضي فيها حاجاتك في الدنيا فالاسلام دين اعتدال وتوسط يجمع بين مصالح الدين والدنيا والاخرة يجمع بين مطالب البدن والروح - 00:13:53ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري. واصلح لي دنياي التي فيها معاشي. واصلح لي اخرتي التي فيها معادي. واجعل - 00:14:19ضَ
هل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر وهذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم للاسف يفسرها كثير من الناس اليوم على غير تفسيرها النبوي - 00:14:29ضَ
ترى انسانا يعصي الله تعالى اترك الصلاة او يلهو ويلعب ويضيع صلاته او يشرب الخمر او يدخن او يزني. فاذا قلت يا فلان اتق الله يقول لك يا اخي ساعة وساعة. يعني ساعة لربك وساعة - 00:14:44ضَ
لدنياك وشهواتك ومعاصيك. اعصي الله هذا ما اراده النبي صلى الله عليه وسلم ابدا ما يمكن ان يبيح النبي صلى الله عليه وسلم لنا المحرمات ويقول ساعة وساعة او يفهم بعض الناس ان المراد من هذا الحديث ساعة وساعة - 00:15:03ضَ
انك لا تكثر من ذكر الله. يا اخي لماذا تتشدد؟ لماذا دائما تقرأ القرآن وتكثر من ذكر الله؟ ساعة وساعة خفف على نفسك لا النبي صلى الله عليه وسلم ما اراد هذا المعنى - 00:15:22ضَ
بالعكس النووي رحمه الله تعالى بوب في صحيح مسلم كما هو معلوم ان آآ الابواب في صحيح مسلم من وضع الامام النووي قال في هذا الحديث باب فظل دوام الذكر والفكر في امور الاخرة والمراقبة - 00:15:36ضَ
وضع هذا الحديث في باب دوام الذكر لكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة يعني لا يمكن ان تكون كل ساعات المؤمن في الدنيا ذكرا محضا وعبادة - 00:15:54ضَ
محظة لله. هذا من شأن الملائكة لكن ساعة وساعة ساعة تناجي فيها ربك وتذكر الله وساعة اخرى لحوائجك في الدنيا لكن مع الاكثار من ذكر الله ما وانت بين اهلك الله تعالى قال عن اهل الجنة - 00:16:10ضَ
آآ في دعائهم قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين في اهلنا مشفقين خائفين وقال الله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض. وابتغوا من فضل الله يعني اذا قضيت صلاة الجمعة - 00:16:29ضَ
في الارض وابتغوا من فضل الله في الاعمال في الوظائف في التجارات. لكن قال واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. ما يمنع ان تنشغل بحوائجك في الدنيا لكن ان يكون قلبك معلقا بالله وان تكثر من ذكر الله - 00:16:48ضَ
فنسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:05ضَ
- 00:17:21ضَ