Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ
انتهينا من الايات التي ذكرها النووي رحمه الله تعالى في باب المحافظة على الاعمال. ثم ذكر شيئا من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فمنها حديث عائشة رضي الله عنها قالت وكان احب الدين - 00:00:21ضَ
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما داوم صاحبه عليه. وقد سبق في الباب قبله تقول عائشة رضي الله عنها كان احب الدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما داوم صاحبه عليه - 00:00:41ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احب الاعمال الى الله ادومه وان قل لان المداومة على العمل الصالح تدوم بها محبة الله خشيته تدوم بها رقة القلب وخشوعه فكلما حافظ المسلم على - 00:00:58ضَ
الاعمال الصالحة وداوم عليها فلا يزال يزداد ايمانا يوما بعد يوم ولا ينقص ايمانه الا بسبب شيء من الغفلة او الزلة وكل بني ادم خطاء لكن خير الخطائين التوابون. وبالملازمة والمحافظة على الاعمال الصالحة تدوم له التوبة - 00:01:23ضَ
تدوم له الانابة الى الله تعالى لان حقيقة هذه الاعمال الصالحة رجوع الى الله الخلاف الذي يغفل ولا يداوم على الاعمال الصالحة قال وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه من الليل او - 00:01:50ضَ
عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل. رواه مسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا كما ذكر النووي رحمه الله تعالى حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه - 00:02:14ضَ
وسلم اذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم فهذا في الحقيقة من حزم العبد في عبادة الله تعالى وهذا من انفع ما يكون للقلب - 00:02:38ضَ
ان المسلم لا يتنازل عن الاعمال الصالحة التي اكرمه الله تعالى بها وفقه اليها. وهذا والله من تمام شكر نعمة الله تعالى على التوفيق للاعمال الصالحة كيف تذوق لذة قيام الليل او تلاوة القرآن او ذكر الله ثم - 00:03:02ضَ
اذا فاتك وردك من القيام او الذكر او تلاوة القرآن تتنازل عنه ولا تبالي وكأنه ما فاتك شيء لو ان الواحد منا فاته حظه من الدنيا في مجال من مجالات الحياة - 00:03:26ضَ
تجده يتتبع ما فاته ويستدركه بل يزيد على الشيء الذي فاته انا اليوم ما ربحت هذا الربح فيحاول في الايام القادمة والمواسم التي ستأتي ان يزيد في ربحه. هذا التاجر مثلا - 00:03:46ضَ
وهكذا تجد الناس في حياتهم اذا فاته محبوب في الدنيا تم الكيف يحزن عليه وينكسر قلبه يحاول ان يستدرك ما فاته كيف لا يكون هذا حالنا مع الله تعالى. اذا فاتنا شيء من الصلة بالله - 00:04:11ضَ
من الصلاة من ذكر الله ولهذا تأمل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه من الليل او عن شيء منه - 00:04:39ضَ
فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر يعني في وقت الضحى ان بعد صلاة الفجر هذا وقت منهي عنه المقصود قرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر يعني اذا كان - 00:04:54ضَ
آآ صلاة تكون هذه الصلاة في وقت الضحى. واذا كان تلاوة للقرآن يقرأه من بعد صلاة الفجر الى الظهر. قال كتب له كأنما من قرأه من الليل كانما قمت هذه الليلة وما فاتك شيء من قيام الليل - 00:05:07ضَ
فهذا من تمام رحمة الله لذلك عمر رضي الله عنه فاته اه حزبه من الليل وهو راوي الحديث فصلاه في وقت الضحى ثم قرأ قول الله تعالى وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا - 00:05:24ضَ
فهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده. صحيح هناك مواسم تعظم فيها الخيرات والبركات مثل قيام الليل في الثلث الاخير من الليل مثل صيام شهر الله المحرم وهكذا مواسم كثيرة - 00:05:47ضَ
لكن الذي يفوته موسم من مواسم الخير حتى لو كان مستحبا يستحب لك ان تقضيه مثل قيام الليل. فكان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة اذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره ما يقول انا معذور. وهذا امر مستحب - 00:06:06ضَ
يتركه لا بل يصليه قالت صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة لان صلاة الوتر فاتت فيقضيها وقت الضحى لكن يقضيها شفعا هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم لان غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل انه كان يصلي احدى عشرة ركعة - 00:06:27ضَ
فاذا فاتته هذه الركعات احدى عشر ركعة يصليها في النهار ثنتي عشرة ركعة حتى لا يفوته ورده من الليل. لماذا؟ لان الاخوة هذه الصلاة مناجاة لله قلبك يكون على صلة بالله وقريبا من الله - 00:06:54ضَ
فالقلب حياته وغذاؤه بهذه الصلاة وبهذه العبادات فاذا فات الانسان شيء من وردة في عبادة الله وهذا لا يخلو منه انسان. الانسان ضعيف ينام تأخذ نومه يمرظ ينشغل لكن الله تعالى وسع لنا في الاوقات هو الذي جعل الليل والنهار خلفة - 00:07:14ضَ
لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا اذا انقضى الليل وفاتك وردك من قيام الليل يخلفه النهار لك ان تقضي ما فاتك في النهار. واذا فاتك وردك من النهار تقضيه من الليل - 00:07:43ضَ
فهكذا تتكرر مناجاة القلب لربه في سائر الاوقات. ولا تقل هذه المناجاة ولا تنقص بالمحافظة على الاعمال الصالحة فلا يزال الانسان في زيادة في الايمان ما دام حيا واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. بهذا بالمحافظة والمداومة - 00:08:00ضَ
هذا من شأن اصحاب العزائم اصحاب الحزم والجد في طاعة الله. ولهذا تأمل ليس هذا في الصلاة فقط. نعم الصلاة هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي قيام الليل. بل كان يقضي السنن الرواتب. كما في حديث وفد عبد القيس لما انشغل - 00:08:24ضَ
مع وفد عبد القيس عام الوفود الناس يأتون المدينة من كل جانب من كل صوب ويتعلمون الدين فانشغل النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم وفد عبد القيس من صلاة الظهر بعد ما صلى الظهر انشغل معهم الى صلاة العصر - 00:08:46ضَ
فاتته سنة الظهر البعدية ركعتان فبعد صلاة العصر دخل بيت ام سلمة وصلى ركعتين فسئل عنها ذكر انه فاتته الركعتين بعد الظهر فقضاها. حتى لو كان الوقت وقت نهي يعني قضاها بعد صلاة العصر - 00:09:05ضَ
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فسأله قال اتصلي الصلاة مرتين وكما قال فقال يا رسول الله فاتتني سنة الفجر فقال اذا يعني اقره النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:27ضَ
فيجوز قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر مباشرة ولو اخرها الى طلوع الشمس يعني الى وقت الضحى فهذا ايضا طيب لانه ما يصليها في وقت منهي عنه لكن هذا جائز وهذا جائز. ثبت ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان اذا فاتته سنة الفجر يقضيها بعد طلوع الشمس - 00:09:46ضَ
يعني في وقت الضحى وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فاته ورده من قراءة القرآن يقضيه ولا يتنازل عنه كما اه في حديث اه اه ثقيف لما اتوا المدينة ايضا - 00:10:11ضَ
وفدوا على المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم مشغولا بالوفود بتعليمهم فكان يأتي وفد ثقيف كل ليلة يعلمهم ففي ليلة من الليالي تأخر عنه هم ينتظرون ليس من عادة النبي صلى الله عليه وسلم ان يخلف وعده - 00:10:31ضَ
ثم اتاهم فقالوا يا رسول الله قد ابطأت علينا الليلة. تأخرت علينا هم في غاية الشوق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. يا ترى ما الذي شغل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:50ضَ
عن تعليم هؤلاء القرآن والدين تأمل قال انه طرأ علي حزبي او جزئي من القرآن فكرهت ان اتيكم قبل ان اتمه تأمل. ما قال لا انا الان مشغول بتعليم الناس - 00:11:04ضَ
ورسول الله هذا عمله هذه وظيفته تبليغ الرسالة. ما قال انا مشغول بتبليغ الرسالة. فاتنازل عن اعمالي الصالحة عن وردي من القرآن وعن آآ شيء من قيام الليل حتى آآ يعني اتفرغ للدعوة لا - 00:11:27ضَ
ما يتنازل عن صلته بربه وعن مناجاته لله بتلاوة كلامه. لماذا لم يعلم ان اساس دعوته ووقودها ان اساس الدعوة وقودها هو صلته بربه جل وعلا فالقلب ليست له حياة - 00:11:48ضَ
بدون مناجاة الله بدون ذكر الله بدون تلاوة القرآن كيف يتمكن ان يدعو الى الله او ان يخشع في صلاته او ان يطمئن قلبه او ان يمارس حياته بقلب مطمئن صدر منشرح وجه - 00:12:10ضَ
بشوش ان لم يكن على صلة بربه جل وعلا ان لم يكن راضيا بالله كيف يصبر على البلاء الذي يصيبه في الدنيا؟ ان ما كانت بينه وبين الله صلة ولذلك هذه فائدة هذه الاوراد - 00:12:25ضَ
ان المسلم ما يتنازل عنها ويحافظ على الاعمال الصالحة حتى تدوم له حياة قلبه تدوم مناجاتي لربه جل وعلا وهذا انفع ما يكون. لذلك الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحرصون غاية الحرص على المحافظة على الاعمال الصالحة. وما يتنازلون عن اورادهم في اليوم والليلة - 00:12:40ضَ
كما عرفنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الان كم يعني يفوتنا وردنا من تلاوة القرآن ويقول لك واحد انا انشغلت اليوم طال علي العمل في الدوام ثم رجعت البيت وانشغلت باهلي ومر اليوم وما قرأ شي من القرآن كأنه ما حصل شيء - 00:13:04ضَ
لكن والله لو كان عنده في اليوم الذي بعده امتحانا في الدنيا او شيء يتعلق بمصالح في الدنيا يقول لك لا لابد اسهر عندي امتحان عندي شغل اجعل هكذا وردك من القرآن صلاتك من الليل - 00:13:27ضَ
وهكذا باقي الصلوات والاوراد. اجعلها هي الاساس في حياتك. ليست ثانوية. والله اذا كان هناك وقت زائد ساقرأ القرآن فكانك وقت ساصلي قيام الليل اذا كانك وقت ساحافظ على السنن لا - 00:13:50ضَ
ان تريد ان تكون في زيادة في الايمان تشعر بخشوع القلب في صلاتك استمر على المال الصالح لا تتنازل عنها بذلك يحيى القلب ويزداد ايمانا بعد ايمان. ايمانا على ايمانه يوما بعد يوم - 00:14:05ضَ
ولهذا جاء عن عمر رضي الله عنه ثبت عن عمر رضي الله عنه راوي هذا الحديث تأملوا انه استأذن عليه رجل بالهاجرة وقت خيرة فلم يخرج وتأخر والرجل ينتظر ثم - 00:14:22ضَ
خرج اليه عمر فقال اني نمت عن حزبي من الليل وكنت اقضيه الان ينقطع عن كل الظيوف ومن يطرق الابواب وعن المواعيد يلغيها كلها لاجل المحافظة على الاعمال الصالحة حافظ على قراءة القرآن وقيام الليل. نحن الان بالعكس تماما - 00:14:39ضَ
نلغي القيام نلغي تلاوة القرآن لماذا؟ لاعمال الدنيا لان قلوب الصحابة كانت معلقة بالاخرة. لكن للاسف نسأل الله ان يصلح احوالنا املأ قلوبنا ايمانا وتعلقا بالدار الاخرة ثم ذكر ايضا نختم بهذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله - 00:15:08ضَ
لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل متفق عليه. اما هذي وصية من النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو. ومر معنا في الباب الذي قبله قصة عبد الله بن عمرو. في الاقتصاد - 00:15:38ضَ
في العبادة وكيف انه كان يقوم الليل كله ويختم القرآن في كل ليلة فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصيه لما النبي صلى الله عليه وسلم هكذا تدرج معه في العبادة قرأ القرآن في الشهر مرة في عشرين يوم في اسبوع في الاسبوع مرة - 00:15:54ضَ
في كل ثلاث ايام مرة حتى وقف معه الى هذا ثلاثة ايام وكان يصيب الملازمة يا عبد الله لا تكن مثل فلان. كان يقوم الليل فترك قيام الليل هذي حسرة والله هذي غبنة - 00:16:14ضَ
ان الانسان فتح الله له في عبادة وفي طاعة وذاق حلاوتها واستمر عليها ثم تركها هذا ما يكون اما بسبب ذنب او بسبب عدم معرفة العبد لقدر هذه النعمة والله انما يوفق من يعرف قدر النعمة ويشكرها - 00:16:33ضَ
كما قال الله تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليه من بيننا لماذا الله تعالى هدى هؤلاء الصحابة ومن عليهم من بيننا ونحن السادة والاغنياء. هكذا يقول الكفار. قال الله تعالى ماذا؟ ما سر التوفيق - 00:17:01ضَ
قال اليس الله باعلم بالشاكرين الشاكرين اذا عرفت قدر نعمة قيام الليل وشكرت هذه النعمة بالمداومة وفقك الله تعالى لكن الذي يتنازل عنها لماذا يتنازل عنها؟ لانه ما عرف قدرها. والله لو كنا نوقن بقدرها ما تنازلنا عنها - 00:17:21ضَ
فلنراجع انفسنا نحن للاسف عندنا ان النعم في حياتنا هي نعم الدنيا. اكثر ما نسأل اللهم ارزقنا رزقا حلالا مالا طيب حلالا وهكذا ارزقني اشفني عافني. كل مطالبنا اكثرها في الدنيا. صحيح العبد لابد له ان يطلب حاجته من الله في اموره في الدنيا - 00:17:48ضَ
لا غنى لك عن ربك طرفة عين حتى في سؤال الملح حتى في انقطاع شسع النعل سير النعل ما لك غنى عن الله طرفة عين لكن للاسف ما ينبغي ان تكون - 00:18:12ضَ
مسائلنا وطلباتنا من الله فقط في امور دنيانا. في امور مطعمنا ومعاشنا وملبسنا ومسكننا ثم ننسى امر اخرتنا ننسى امر صلاتنا وخشوعنا فيها القرآن وذكر الله تعالى فلذلك الاخوة علينا ان نعرف قدر هذه النعمة ان الله اذا وفقك لعمل صالح فتح عليك في باب من الابواب في الاعمال الصالحة - 00:18:32ضَ
من قيام ليل من ذكر لله المحافظة على الصلاة على السنن الرواتب على الصيام لا تتنازل عن هذه الاوراد حافظ عليها حتى الصيام لو فاتك صيام يوم مستحب يستحب لك ان تقضيه - 00:19:02ضَ
فاتك صيام شيء من شهر الله المحرم. ونحن في شهر الله المحرم بسبب ظرف يستحب لك ان تقضيه. هذا يدل على صدق العبد مع ربه على معرفة لقدر هذه النعمة التي والله لا يوجد نعمة اعظم من هذه النعمة ان يوفقك الله للاعمال الصالحة - 00:19:20ضَ
فنسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعلنا من المحافظين على الاعمال الصالح المداومين عليها وبهذا ختم الامام النووي هذا الباب. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم - 00:19:40ضَ
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:00ضَ