Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب الامر بالمحافظة على السنة وادابه - 00:00:00ضَ
عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل رجل اوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وانا اخذ بحجزكم عن النار. وانتم - 00:00:21ضَ
تفلتون من يديه وفي رواية وانتم تقحمون فيه رواه مسلم قال الجنادب نحو الجراد والفراش هذا هو المعروف الذي يقع في النار والحجز جمع حجزة وهي معقد الازار والسراويل فهذا الحديث - 00:00:45ضَ
يدلنا على كمال حرص النبي صلى الله عليه وسلم على امته هكذا يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في ذلك فيقول مثلي ومثلكم كمثل رجل او قد نارا فجعل - 00:01:08ضَ
والفراش يقعن فيها والجنادب كما ذكر نحو الجراد والفراش والجنادب هذا الذي يطير بالليل ويكون له صوت شديد اه ما ادري يسمون عندنا صرناخ او كذا يعني من انواع ما يطير ويقع في النار وكذلك الفراش المعروف - 00:01:24ضَ
هذا الفراش لضعف تمييزه لا يميز بين النور والنار فيتهافت على اي ضوء ولو كانت نارا محرقة. ولو كان هذا الضوء نارا محرقة يقعن فيها وهذا الرجل يذبهن عنها وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:55ضَ
قال وانا اخذ بحجزكم عن النار وانتم تفلتون من يدي هكذا الناس يوقعون انفسهم في النار بالمعاصي والشهوات. والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى امته عن الحرام والناس يأبون الا ان يوقعوا انفسهم في نار الشهوات التي تؤدي بهم الى نار جهنم - 00:02:23ضَ
يقول النووي رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث في شرحه لمسلم قال شبه تساقط الجاهلين والمخالفين معاصيهم وشهواتهم في نار الاخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع قال اه - 00:02:48ضَ
نعم مع قبضه قال شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الاخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعهم اياهم وقبضهم على مواضع المنع منهم. لان الانسان اذا اراد ان يحجز غيره عن شيء - 00:03:12ضَ
احسن موضع يمسكه منه موضع الازار هنا معقد الازار وهو آآ المراد بالحجز هنا وانا اخذ بحجزكم عن النار. كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا يمسك الواحد منا من حجزة ازاره - 00:03:39ضَ
قال مع منعهم اياهم وقبضهم على مواضع المنع فيهم او منهم. قال بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضع في تمييزه وكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك لجهله - 00:03:58ضَ
فالفراش يقع في النار لضعف تمييزه يسعى في هلاك نفسه وهكذا العاصي الجاهل. الذي يوقع نفسه في النار في نار الشهوات في الدنيا فهذا يؤدي به الى الوقوع في نار جهنم - 00:04:20ضَ
وكان العرب آآ في الجاهلية اه يضربون المثل في الطيش بالفراشة. قل اطيش من فراشة ان الفراش لا تميز بين النار والنور هكذا ايضا ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في طيش - 00:04:40ضَ
اهلي الشهوات في هذه الدنيا. ولذلك لو كانوا يعلمون اه ان هذه المعاصي انما هي نيران تحرقهم في الدنيا والاخرة لما ارتكبوها لكن بسبب الغفلة والتغافل والجهل وان يتجاهلوا في الحقيقة - 00:04:59ضَ
عن حقيقة الدنيا وعن الاخرة وان هناك يوم سيحاسبون فيه وان هناك جنة ونار فالذي يتجاهل هذه الامور هكذا لا يبالي ويوقع نفسه في الشهوات والمحرمات وهذا يطابق قول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم - 00:05:21ضَ
عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم هكذا النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بحجزنا عن النار والناس يأبون الا ان يقعوا فيها فاذا السنة هي النجاة. الذي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم يفوز برحمة الله في الدنيا والاخرة. ثم قال - 00:05:43ضَ
وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بلعق الاصابع والصحفة. وقال انكم لا في ايها البركة. رواه مسلم. وفي رواية له اذا وقعت لقمة احدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من اذى - 00:06:04ضَ
يأكلها ولا يدعها للشيطان. ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق اصابعه. فانه لا يدري في اي طعامه البركة. وفي رواية ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه. حتى يحضره عند طعامه. فاذا سقطت من احدكم - 00:06:24ضَ
لقمة فليمط ما كان بها من اذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان فهذه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وادب من اداب الطعام وهكذا السنة عظيمة وشاملة لكل احوال المسلم - 00:06:44ضَ
حتى في طعامك وشرابك فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بلعق الاصابع والصحفة امر بلعق الاصابع والصحفة وهذا كما علل النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم لا تدرون في ايها البركة - 00:07:07ضَ
يعني البركة تنزل على الطعام ولا تدري في اي موضع من المواضع تكون البركة التي تكون في هذا الطعام بان يكون هذا الطعام مناسبا لمعدتك ويكون مريئا ليس فيه اذى ويكون معينا لك على طاعة الله. ولا يكون مؤذيا - 00:07:27ضَ
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود بركة في الطعام. وهذا امر غيبي لا يمكن ان يعرف الا النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى. لكن هذه البركة لا يدرى اين تكون - 00:07:56ضَ
ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بلعق ما يتبقى من الطعام في الاصابع وهذا يدلنا على ان آآ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل اصابعه وكان يلعق اصابعه - 00:08:12ضَ
الثلاث كان يلعب اصابعه الثلاث كما في حديث اخر لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ثلاثة اصابع هذا في الطعام الذي يمكن ان يؤخذ بالاصابع الثلاثة. اما الطعام الذي يتناثر - 00:08:30ضَ
الارز مثلا فمثل هذا لا يمكن ان يؤكل بثلاثة اصابع الا بشيء من المشقة والتأخر فهنا لا بأس اذا زاد على الاصابع الثلاثة. لكن بعد ذلك يلعق اصابعه ولا يترك الطعام الذي يبقى في يده هكذا - 00:08:48ضَ
يعني يرمى في المهملات او يغسل وآآ يعني يذهب الى آآ يعني آآ كان يعني القاذورات فهذا ايضا من التواظع من التواضع ومن معرفة قدر نعمة الله تعالى والمحافظة على النعمة حتى لو كانت يسيرة - 00:09:08ضَ
والله لو رأى اصحاب المجاعات مثل هذا الطعام الذي يتبقى ولو لقيمات يسيرة لما ابقوا منها شيئا لكن للاسف الان الواحد منا في بيته ربما في كل يوم يزيد الطعام. لو جمع الطعام الزائد والمتبقي في الصحون - 00:09:32ضَ
لا يكفي هذا الطعام لبيت من البيوت او وجبة لانسان وهكذا يتهاون الناس في نعمة الله تعالى ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم - 00:09:52ضَ
فهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ينبغي ان نعود انفسنا واولادنا على هذا الهدي. نسأل الله العافية. الله يعفو عنا. نحن في هذا الباب لكن هكذا هذا من فوائد مذاكرة السنة - 00:10:10ضَ
تذكر هذه السنة فيها تقدير لنعمة الله تعالى فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يمرنا بلعق الاصابع والصحفة الصحفة هي الاناء الكبير الذي يعني يكفي الخمسة تقريبا يأمر بلعق الصحفة معنى ذلك انك تلعقها بيدك باصابعك فلا تبقي في الصحفة - 00:10:26ضَ
شيئا من الطعام ولو يسيرا ولو حبة آآ طعام يسير من الارز او غيره فهذا من التواضع لنعمة الله. وربما تكون البركة فيما يتبقى من هذا الطعام فقال انكم لا تدرون في ايها البركة - 00:10:54ضَ
وفي رواية له لمسلم اذا وقعت لقمة احدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من اذى وليأكلها. ولا يدعها للشيطان اذا سقطت اللقمة فليمط ما كان بها من اذى هكذا ينفخ او او يميط عنها الاذى بيده. بحيث انه لا يبقى عليها اذى - 00:11:14ضَ
هذا اذا استطاع اما اذا انغمست اللقمة مثلا في الارض التراب وما استطاع ان يزيل الاذى منها فيعني هنا لا بأس لانها فسدت عليه لكن اذا استطاع ان يميط الاذى عنها - 00:11:37ضَ
ولو بقي شيء يسير هذا لا يضر الانسان باذن الله قال وليأكلها ولا يدعها للشيطان هذا من باب الارشاد يعني لو بعض الناس مثلا نفسه تعاف ان يأكل هذه اللقمة - 00:11:54ضَ
فليس عليه حرج لان هذا ليس على سبيل الوجوب. ولكن ايضا يأخذها ويجعلها للبهائم مثلا فبحيث انه لا يجعلها هكذا تداس بالاقدام يعني اه هكذا اه لا يقدر نعمة الله تعالى. ثم كذلك العلة الاخرى قال ولا يدعها للشيطان وهذا امر غيبي - 00:12:11ضَ
الشيطان يتربص بالانسان حتى اللقمة التي تسقط منه فاذا لم يأخذها تركها للشيطان قال ولا ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق اصابعه. اذا مسح بالمنديل قبل ان يلعق اصابعه ذهب الطعام - 00:12:36ضَ
المتبقي مع المنديل والقي في مكان القاذورات اولا يلعق اصابعه لا يترك في اصابعه شيء من الطعام المتبقي ثم بعد ذلك يغسل يديه او يغسل يده او اه يمسحها بالمنديل - 00:12:55ضَ
قال فانه لا يدري في اي طعامه البركة. هكذا يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة تحري بركة الطعام بما من الطعام اليسير وفي رواية ان الشيطان يحظر احدكم عند كل شيء من شأنه. حتى يحضره عند طعامه - 00:13:12ضَ
وهذا تحذير نبوي عظيم وتأمل في عداوة الشيطان للانسان ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شأنه بلا استثناء. بل اكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا العموم فذكر ايسر الامور. قال حتى يحضره عند طعامه - 00:13:36ضَ
يعني تقول عند الطعام ماذا يريد الشيطان مني؟ مع ذلك الشيطان يحظر الانسان عند طعامه ينسيه ذكر الله ينسي ان يحمد الله بعد الطعام حتى يأكل معه ويذهب بركة الطعام - 00:13:57ضَ
فعلى المسلم ان يكون متنبها. الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم ولا يدعك الشيطان في اي حال من احوالك. اذا كان الشيطان يحظر عند طعامك فما بالك في صلاتك - 00:14:16ضَ
ولهذا هناك شيطان متخصص لي الصلاة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو خنزب. هذا الشيطان متخصص للصلاة فقط يحضرك عند صلاتك في كل صلاة تصليها هو مستعد. يريد ان يشغلك عن صلاتك - 00:14:31ضَ
لان الصلاة اذا ان صلحت ان صلحت اعمالك كلها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. اذا صليت صلاة خاشعة من قلبك فهذا اعظم ما يطرد الشيطان من حياتك واعظم ما يوفقك في حياتك. لانك تكون على صلة بالله في محبته والشوق للقائه وخشيته - 00:14:51ضَ
فالشيطان حريص على ان يحظر عند صلاتك اذا اردت ان تدخل بيتك كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الشيطان يكون متربصا يريد ان يدخل معك حتى يبيت في البيت معك فاذا - 00:15:16ضَ
تذكرت الله عند دخولك البيت قلت بسم الله قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الشيطان لا مبيت لكم الليلة فاذا ذكرت الله عند طعامك قال لا عشاء لكم اليوم او لا طعام لكم اليوم - 00:15:31ضَ
بل النبي صلى الله عليه وسلم اه ارشد الى ذكر الله تعالى ودعائه حتى اذا اتى الرجل اهله يقول بسم الله اللهم جادوا من الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا هذا يدل على ان الشيطان يحظر الانسان عند معاشرته لاهله - 00:15:48ضَ
فكن حريصا على ذكر الله حتى يخنس الشيطان ولا يشاركك في حياتك ربما تكون كثير من المشاكل في البيوت بين الزوج وزوجته بين آآ الوالدين واولادهما آآ المشاكل في العمل في الوظيفة بين الاصحاب - 00:16:07ضَ
بسبب نزغ الشيطان لان الشيطان يشاركهم. يعيش معهم لانهم لا يذكرون الله لكن اذا ذكرت الله بارك الله تعالى لك في الاحوال والاعمال التي تقوم بها فما يكون الشيطان معك - 00:16:29ضَ
وهذا دليل على حصول البركة باذن الله ما دام ان الشيطان بعيد عنك اذا ستكون باذن الله مباركا والملائكة تعينك على ما تريد. اه تجعل في نفسك ارادة الخير فاذا على المسلم ان يحذر من الشيطان غاية الحذر - 00:16:45ضَ
اه كثير من المشاكل والغموم والغموم اه اه الذهاب الى اماكن الشر او ان يعزم الانسان على فعل الشر هذا كله من الشيطان والنفس الامارة بالسوء فاذا كلما كنت على ذكر لله واستقامة على طاعة الله يبتعد عنك الشيطان - 00:17:10ضَ
قال فاذا سقطت من احدكم اللقمة فليمط ما كان بها من اذى فليأكلها. ولا يدعها للشيطان هكذا يعني ما اجمل السنة تجلب المسلم كل خير كل مصلحة في دينه ودنياه واخرته. حتى المصالح عند طعامك تجدها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذه البركات العظيمة - 00:17:36ضَ
فنسأل الله تعالى ان يمسكنا بالسنة بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وان يجعلنا من المحافظين على سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في كل شئوننا واحوالنا نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا ونسأله تعالى ان يغفر لنا - 00:18:02ضَ
لوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:22ضَ