شرح سما لك شوق بعدما كان أقصرا - امرؤ القيس
شرح قصيدة سما لك شوق (3) - امرؤ القيس - فدع ذا، وسل الهَمَّ عنك بجَسرةٍ
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم في الحلقة الثالثة من تناول قصيدة سما لك شوق للشاعر العربي امرؤ القيس اخر بيت في الحلقة السابقة كان قوله تقطعوا اسباب اللبانة والهوى عشية جاوزنا حماة وشيزره - 00:00:00ضَ
اي لم تعد عنده اسباب للهوى عندما تعمق في الاراضي الغريبة ثم يكمل بسير يضج العود منه يمنه اخو الجهد لا يلوي على من تعذر يضج ان يحدث ضوضاء من الشكوى - 00:00:20ضَ
العود هو الجمل الكبير الذي اعتاد السفر وهو ايضا الطريق القديم العادي الذي يعدو عليه الناس يمنه اي يذهب بمنته ويضعفه اخو الجهد يعني شدة الجهد لا يلوي على من تعذر نقول مضى لا يلوي على شيء يعني لا يلتفت وراءه - 00:00:38ضَ
المعنى اننا نسير سيرا شديدا يضج ويتعب منه الجمل الخبير المعتاد اصلا على هذه الطرق ونحن لا نلتفت ولا نقف لمن يعتذر بسبب التعب او باي شيء اخر ولم ينسني ما قد لقيت ضعائنا وخملا لها كالقر يوما مخدرا - 00:01:01ضَ
دعائن تعني مسافرات. ولم يحدد منهن. فربما تكون هذه مجموعة اخرى من اهله خمل هي الاهداب التي تكون على الستائر والنسيج المخمل هو الذي له وبر القرن هو مركب من مراكب النساء على الهوادج. اي ان كل الاحداث التي يلاقيها لم تجعله ينسى هؤلاء الفتيات المسافرات - 00:01:23ضَ
وما زال تعلقه باهله كما هو. ولم ينسى هوادجهن التي عليها الخمائل والستائر توضع بشكل يخبأ فيها ما داخل الهوادج كاثل من الاعراض من دون بيشة ودون الغمير عامدات لغضور - 00:01:48ضَ
الاثم هو شجر كبير معروف. ويضرب به المثل في الضخامة الاعراض هي الاودية اذا شبه ضخامة الهوادج وما عليها من الستائر الخضراء بضخامة شجر الاثل بيشة والغمير وغضور اسماء اماكن. ويصف اماكنهن الان بانهن قبل بيشة وقبل الغمير وفي طريقهن - 00:02:05ضَ
يبدو انه يراقب اماكنهم في خياله فدع ذا وسل الهم عنك بجسرة ذمول اذا صام النهار وهجر سلي من السلوان وهو النسيان جسرة الناقة القوية الجسورة اي التي تجسر على مواجهة الصحاري والاهوال. فهذا من تسمية الشيء بصفته - 00:02:29ضَ
زمن البعير اي صار سيرا رقيقا هينا صام يعني قام واعتدل صامت الشمس اذا ارتفعت في كبد السماء هجر يعني اشتدت الحرارة وقت الهاجرة وهي وقت انتصاف النهار معنى البيت انس كل هذا ودع الحديث الذي يجدد الاحزان وسلي نفسك بالتركيز على هذه الناقة التي يركبها - 00:02:53ضَ
وهذا يحدث كثيرا لمن يصاب بهم شديد ويتجاهل ما حوله ويلهي نفسه باي شيء اخر فسيبدأ في الابيات التالية في مراقبة ووصف الناقة التي يركبها. رغم انه لن يستمر كثيرا وسيعود بعد قليل لواقعه الصعب - 00:03:21ضَ
قال يصف الناقة انها جسرة تجسر وتتشجع على قطع الاهوال في الصحراء. وتظل تمشي بثبات ورقة وبلا تأثر في وقت الهاجرة واشتداد الحرارة تقطع غيطانا كأن متونها اذا اظهرت تكسى ملاء منشرا - 00:03:39ضَ
الغيطان جمع غوط وهو المنخفض الواسع من الارض متونها اي الارتفاعات منها اظهرت اي جاء وقت الظهر ملاء منشرا اي ملاحف بيضاء منشورة. الملحفة القماشية البيضاء التي تفرش بها السرائر - 00:03:59ضَ
يقول انها تقطع بسيرها السهول من الارض وكذلك المرتفعات وشبه مرتفعات هذه الارض وقت الظهر وهبوط السراب عليها كأن عليها ملاحف بيضاء منشورة لان لونها ابيض بفعل الشمس والسراب لهذا شبهها كأنها عليها ملاءة بيضاء - 00:04:19ضَ
بعيدة بين المنكبين كانها ترى عند مجرى الضفر هرا مشجرا البنكب هو اول الذراع من ناحية الكتف بعيدة بين المنكبين اي ان صدرها عريض. فهناك مساحة بين الذراعين وهذا اجود لها في الجري - 00:04:38ضَ
الضفر من الحبال التي يربط بها الجمل هر يقصد به حيوانا مفترسا كالاسد مشجر يعني مربوط بها وسميت الشجرة كذلك لان فروعها تتشاجر اي تتداخل واشتجر الشيء اي دخل بعضه في بعض - 00:04:57ضَ
والشجار هو تداخل الناس بعضهم في بعض في فوضى فهذا من الفوائد اللغوية الجميلة المعنى انها قوية الجسد. فهناك مسافة بين اكتافها وصدرها عريض. وهي تجري بسرعة كانها مربوطة بحيوان مفترس - 00:05:17ضَ
يخيفها فتجري باقصى سرعة اذا جعل مثلا السرعة الشديدة كانها كالحيوان الذي يجري باقصى سرعة خوفا من اسد مفترس مربوط بها خير ذران الحصى بمناسم صلاب العجا ملثومها غير امعرى - 00:05:34ضَ
الذران من الحصى هو الحصى الطويل الذي له طرف مدبب وجارح مناسم هي اخفاف الابل. اي اطراف اقدامها السفلية العجا هي اعصاب القدم من الاسفل ملثومها الجزء الذي يلثم من اقدامها. اي يلكم ويضرب بالحصى - 00:05:54ضَ
امعر هو الجلد الذي ذهب شعره يقول انها تمشي بقوة شديدة وتستمر في تطهير الحصى القوي المدبب المؤذي ولا يؤثر فيها وتضربه باخفاف ذات اعصاب قوية صلبة وهي قوية الى درجة ان الجزء الذي يضرب الحصى لم يتأثر ولم يتساقط شعره. فما زال جلد قدمها كما هو رغم انها تضرب - 00:06:16ضَ
في هذا الحصى وهذا يدل على الصحة الشديدة التي تتمتع بها كأن الحصى من خلفها وامامها اذا نجلته رجلها خف اعسر نجل يعني فرقت ورميت الخذف هو قذف الحصى باصابع اليد - 00:06:41ضَ
يقول انها اذا سارت فرقت الحصى وضربته في كل اتجاه خلفها وامامها بقوة كانها رجل اعسر. اي يستخدم يد اليسرى ويقذف بها الاحجار وربما خص الاعسر لانه يقذف بلا اتجاه محدد - 00:07:00ضَ
اي انها تطيل الحصى في كل الاتجاهات. او لانها اقوى. عندنا في مصر نقول للاعب الكرة الذي يسدد بقوة انه اشول. اي اعصر فكأن هناك ارتباطا بين اليسار وبين القوة - 00:07:17ضَ
كأن صليل المروي حين تطيره صليل زيوف ينتقدن بعبقرة الصليب هو صوت احتكاك المعادن بالمعادن المرء الحجارة البيضاء الصلبة التي تحدث شرارا عندما تصطدم. وتطلق ايضا على اي حجارة صلبة - 00:07:31ضَ
الزيوف تعني نقود معدنية مزيفة ينتقدنا بعبقرة النقد هو تمييز الطيب من الخبيث عبقر مكان في اليمن معروف بصناعة النقود المزيفة. وهو واد شرق اليمن قرب الحدود مع عمان طبعا هناك اساطير كثيرة نسجها العرب حول جبل ووادي عبقر. ولا نعرف تحديدا اي واد يقصدون. فقد اختلف في تحديد مكانه - 00:07:51ضَ
ولكن من سياق هذه القصيدة نقول انه مكان في اليمن يذكره امرؤ القيس لان النقود تضرب فيه يقول ان صوت الحصى وهي تضربه باقدامها مثل صوت احتكاك النقود النحاسية المزيفة. لان النقود المزيفة تحدث صوتا عاليا - 00:08:19ضَ
مختلفا عن النقود الاصلية طبعا بما انه كان اميرا وغنيا ومعتادا على الاموال فانه يختار تشبيهاته تبعا لما اعتاد عليه فعندما سمع صوت الحصى يضرب بعضها بعضا ميزها بالصوت الذي يعرفه وهو صوت احتكاك النقود النحاسية - 00:08:37ضَ
وهكذا يختار الشاعر تشبيهاته من حياته اليومية عليها فتى لم تحمل الارض مثله ابر بميثاق واوفى واصبر طبعا هو هنا يقصد نفسه. هو الذي يجلس فوق الناقة. يمدح نفسه بانه لا يوجد على الارض مثله - 00:08:56ضَ
كان امرؤ القيس شخصا ملكيا واثقا من نفسه جدا لدرجة كبيرة فيمتدح نفسه بهذه الطريقة يصف نفسه بانه صادق في عهده وفي لاصدقائه. ويصبر على ما يصيبه من مصائب هو المنزل الالاف من جو ناعت بني اسد حزنا من الارض او عرا - 00:09:16ضَ
الالاف يقصد الالاف من البشر ناعت حصن كان يتحصن فيه بنو اسد. وهم اعداؤه الذين قتلوا اباه فانتقم منهم بشدة الحزن هو الارض الوعرة العالية يفخر بما فعله في قبيلة اسد. فكما تعلمون قتل بنو اسد اباه الملك حجر. فقام امرؤ القيس للثأر وجمع احلافه - 00:09:39ضَ
حاربهم وقتل منهم بشدة ويفخر هنا انه انزلهم من حصنهم ناعت وطاردهم وجعلهم يهربون منه الى الجبال الوعرة ثم يكمل ويقول ولو شاء كان الغزو من ارض حمير ولكنه عمدا الى الروم انفرا - 00:10:04ضَ
هنا يعتذر او يبين لماذا يذهب الى قيصر ويريد ان يطلب منه جيشا ويقول انه كان يستطيع طلب العون من اقاربه من ملوك حمير فيعينوه على استبداد ملكه ولكنه ذهب عامدا الى قيصر الروم يطلب منه الجيش ليقيم تحالفا جديدا ضد المنذر بن ماء السماء حليف الفرس - 00:10:23ضَ
اعتقد انه ذهب خصيصا لمعرفته بالعداوة بين الروم والفرس يطلب عونا ضد حليف الفرس وهو يظن ان قيصر سيعطيه المدد بالعداوة المعروفة اذا نتوقف هنا لحلقة اليوم. اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم. والان نعيد ذكرى ابيات الحلقة كما اعتدنا - 00:10:46ضَ
قال امرؤ القيس بسير يضج العود منه يمنه. اخو الجهد لا يلوي على من تعذر ولم ينسيني ما قد لقيت ضعائنا وخملا لها كالقر يوما مخدرا كاكل من الاعراض من دون بيشة - 00:11:07ضَ
ودون الغمير عامدات لغدورا ودع ذا وسل الهم عنك بجسرة ذمول اذا صام النهار وهجر تقطع غيطانا كأن متونها اذا اظهرت تكسى ملاء منشرا بعيدة بين المنكبين كانها ترى عند مجرى الضفر هرا مسجرا - 00:11:27ضَ
تطاير ذران الحصى بمناسم صلاب العجى ملثومها غير امعرى كأن الحصى من خلفها وامامها اذا نجلته رجلها خذفه اعسرا كأن صليل المروحين تطيره صليل زيوف ينتقدن بعبقرة عليها فتى لم تحمل الارض مثله - 00:11:54ضَ
ابر بميثاق واوفى واصبر هو المنزل الالاف من جو ناعط بني اسد حزنا من الارض او عرى ولو شاء كان الغزو من ارض حمير ولكنه عمدا الى الروم انفرا هنا تنتهي حلقة اليوم. شكرا لكم على المتابعة. لا تنسوا الاشتراك في القناة والاعجاب بهذه الحلقة - 00:12:20ضَ
واذا اعجبك محتوى القناة يمكنك ان تدعمها على موقع باتريون. ساضع الرابط في وصف هذه الحلقة شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:47ضَ