Transcription
السلام عليكم. اهلا وسهلا بكم على قناة مدرسة الشعر العربي تخيل حال مالك ابن الريب الرجل العربي ابن الصحراء وهو يحتضر ويموت وحيدا بعيدا عن اهله في بلاد اجنبية كل مناظرها غريبة عنه - 00:00:04ضَ
اشجارها غير الاشجار ولا يجد فيها الجمال العربية التي اعتاد عليها حتى لون رمالها لا يشبه الصحراء العربية هذه حلقات شرح قصيدة ما لك بن الريب التي قالها يرثي نفسه عندما احس بالموت وهو في بلاد خراسان - 00:00:23ضَ
وكنا قد تكلمنا عنه تفصيلا في الحلقة الاولى. لكن لمن لم يتابع فمالك بن الريب هو فارس وشاعر عربي. خرج مع جيش الفتح الى بلاد خراسان وفيها ابلى بلاء حسنا. لكنه مرض او لدغته افعى فاحس باقتراب اجله. وعندها استلقى - 00:00:43ضَ
مع اصحابي في مكان بري في تلك الاراضي الغريبة وقال هذه القصيدة التي نقرأها اليوم ونفسر ابياتها بشكل ميسر وسهل القصيدة سهلة جدا حتى ان هناك كثير من الابيات لا تحتاج ايضاحا - 00:01:03ضَ
كل ما تحتاج اليه هو تأمل المعنى للاستمتاع بواحدة من اجمل القصائد العربية هيا بنا نبدأ حلقة اليوم قال ما لك بن الريب الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بجنب الغضا اسجي القلاص النواجي - 00:01:20ضَ
ليت شعري هذه عبارة يقولها العرب بمعنى التعجب. بمعنى يا ويلي والجملة كاملة يمكن تقديرها بليت شعري يخفف عني او يفيدني الغضب هو شجر معروف ينمو في الرمال. هذه صورته - 00:01:42ضَ
يكون احراشا كثيفة دائمة الخضرة تختبئ فيها الحيوانات وهو شجر مميز للمناطق الرملية الصحراوية فلا ينمو الا فيها. ويشكل علامة لمنطقة نجد وما حولها في الجزيرة. ولهذا يشتاق تسجي ازجاء الابل اي دفعها دفعا يسيرا وقيادتها بتمهل. واذ جاء الوقت تمضيته. وفي القرآن الكريم المتر - 00:02:01ضَ
ان الله يزجي سحابا اي يسيره ببطء القناص جمع قالوص وهو الشيء المرتفع. ويقصد بها الناقة او الجمل. لان من صفاتها الارتفاع النواجي الناجية هي الناقة سريعة العدو القوية التي تنجو بصاحبها عندما يركبها في الصحراء - 00:02:27ضَ
يبدأ القصيدة مباشرة بالاشتياق لبلاده. يقول يا ويلي هل يغني شعري وحديثي؟ وهل يخفف عني ما اشعر به؟ وما تريده الان لحظة موته هو ان يبيت ولو ليلة واحدة اخرى بجانب اشجار الغضا التي يعرفها وفي رمال الصحراء - 00:02:51ضَ
تمر عليه الجمال الفخمة العالية والسريعة تلك التي ترعى في البلاد العربية وهو يشتاق لمظاهر بلاده للشجر وللحيوانات. ويتمنى لو يقضي ليلة واحدة فقط من تلك الليالي العربية التي كانت هي - 00:03:10ضَ
حياته قبل ان يخرج في رحلته الاخيرة ثم يتابع فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضا ما شر ركاب ليالي الركب هي قافلة المسافرين والركاب ماشا اي حاذاها ومشى بجانبها لفترة - 00:03:27ضَ
المعنى يتمنى لو لم تكن قافلته قد تجاوزت منطقة اشجار الغطاء. او لو استمر الغضب بجانبهم عددا اكبر من ليالي السير حتى يشبع نفسه من منظره. وكل هذا بيان لتعلقه بهذه الذكرى التي باغتته لحظة موته فاشتاق لها بشدة - 00:03:49ضَ
لقد كان في اهل الغضى لو دنى الغضى مزار. ولكن الغضا ليس دانيا دنا اي اقترب مزار اي مكان للزيارة المعنى لو كانت ارض الغدا قريبة مني الان لكنت وجدت عند اهلها كثيرا ممن احب زيارتهم. ولا استأنست بهم - 00:04:10ضَ
لكن الغضى واهله ليسوا قريبين مني الان لعلكم تلاحظون انه قرر لفظة الغضى كثيرا في اول ثلاثة ابيات. حتى انه ذكره ثلاث مرات في بيت واحد وهذا يعد عيبا عند نقاد الشعر والبلاغة. لان فيه تكرارا زائدا لنفس الكلمة - 00:04:33ضَ
لكن ربما يفعل هذا استمتاعا بذكر لفظ الكلمة. كما يفعل المحب بترديد اسم حبيبته فكأن تكرار اللفظ يجعله يشعر به اكثر الم ترني بعت الضلالة بالهدى واصبحت في جيش ابن عفان غازيا - 00:04:54ضَ
بعت الضلالة اي تركتها باع الشيء اي تركه مقابل المال او مقابل شيء اخر يخبرنا انه ترك الضلالة التي كان يقوم بها من قطع طريق وترويع للناس وباع كل ذلك وتخلص منه وانتقل الى الهدى - 00:05:13ضَ
بدأ حياة جديدة بالانضمام الى جيش الفتح مع سعيد بن عثمان. الذي سماه باسم جده عفان. فقال ابن عفان الشاعر يريد ان يعلم الناس انه تغير ويشكر سعيد ابن عثمان على ذلك - 00:05:32ضَ
واصبحت في ارض الاعادي بعدما اراني عن ارض الاعادي قاسيا قاسي البعيد يشير الى وضعه الحالي فقد اصبح في ارض اعدائه بعدما كان يرى نفسه بعيدا عنها يفخر ويشير بوضعه الجديد كمحارب وكفاتح - 00:05:50ضَ
لكن لم يكن يدور في باله ان ايامه الاخيرة ستكون في هذا المكان بعدما عاش كل حياته في بلاد العرب وارتبط بها جدا عن الهوى من اهل ودي وصحبتي بذي الطابسين فالتفتوا ورائي - 00:06:11ضَ
الهوا هو الحب والمودة ذو الطبسين موضع من ديار ما لك التي يشتاق لها كما سنرى في هذه القصيدة فمالك بن الريب يحمل مودة كبيرة لاهله واصحابه. وسيتكلم عنهم كثيرا - 00:06:28ضَ
ادركته موجة من الحنين. ودعاه حبه لتذكر احبابه واصدقائه. الذين تركهم في ذي الطبسين. فالتفت وراءه تفكير فيهم تطلع باتجاه بلاده التي تعلق قلبه بها هذا البيت كناية عن التفكير في الناس الذين خلفهم وراءه - 00:06:44ضَ
ثم يقول في بيت بالغ الجمال اجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها ان الام ردائي الزفرة هي ان يتنفس الانسان تنفسا حارا فيه اهة وحرارة تقنعت تقنع اي جعل على وجهه قناعا. غطى وجهه بشيء ما فجعله كالقناع - 00:07:06ضَ
الرداء هو الثوب الخارجي. ما يلبسه العرب فوق الثياب كالجب او العباءة او البشت معنى البيت انه استجاب لداعي الهوى باطلاق زفرة قوية من اعماق قلبه. وكانت قوية الى درجة انه اخفى وجهه بردائه - 00:07:32ضَ
كي لا يراه من حوله ويلومونه على ظهور هذا الضعف منه وفي هذا البيت تقديم وتأخير. يمكن اعادة ترتيبه كي نفهمه بسهولة فنقول لما دعاه الهوى اجابه بزفرة انتبه لها فاخفى وجهه تحت ردائه كالقناع خوفا من ان يراه الناس ويلومونه - 00:07:50ضَ
هذا البيت في غاية الجمال والصدق ثم كانه عاد الى رشده واستجمع قواه قليلا في البيت التالي اقول وقد حالت قرى الكرد بيننا جزى الله عمرا خير ما كان جازيا - 00:08:13ضَ
حالة اي حجزت الكرد يقصد اراضي الشعب الكردي. وهي تقع الان شمال العراق وغرب ايران وشرق تركيا الحالية. وايضا في شرق سوريا والاكراد شعب مسلم له تاريخ كبير. وما يقصده الشاعر ان هذه البلاد تحجز بينه الان وبين بلاد العرب. اي انه - 00:08:29ضَ
خلفها وهو ابعد من بلاد الكرد. في بلاد الاتراك في وسط اسيا وخراسان وهذه المناطق ولا اعرف من هو عمرو الذي يدعو له في هذا البيت. يدعو بالخير لمن هداه الى هذه الطريق الجديدة وهو في بلاد الكرد التي تحول بين - 00:08:51ضَ
وبين بلاده وهو في الحقيقة دعاء محمل بالمرارة. كأنه يلومه ويقول له انت من اقحمني في هذا ان الله يرجعني من الغزو لا ارى وان قل ما لي طالبا ما ورائي - 00:09:09ضَ
المفردات واضحة جدا. يؤكد انه ان عاد من هذا الغزو لن يخرج مرة اخرى مع الغزوات وفي طلب الامور البعيدة. وسيقنع بما معه حتى وان نقص ماله واحتاج اليه. فسيكون ارحم عليه من هذا البعد - 00:09:27ضَ
ربما يظن البعض ان قوله هذا فيه جبن لكن الامر في الحقيقة اوسع من ذلك لان الانسان تنتابه مشاعر مختلفة في اوقات مختلفة. وهو بين صعود وهبوط وتنازع بين المشاعر. وهذه القصيدة تصور - 00:09:44ضَ
لحظات شوقه البالغ لاهله. لكنه في اوقات اخرى وقت الحروب يكون ثابتا وقد شهد له بذلك في حياته وهذا التقلب والصراع بين المشاعر هو الذي يفرق بين الانسان وبين الالة التي تضبطها على اداء معين فتظل تعمل الى ان تنطفئ - 00:10:01ضَ
او الى ان يحترق المحرك. اما الانسان فهو كائن معقد يحمل خليطا من المشاعر المتناقضة. ويخوض صراعا دائما بين نفسه التي تريد الراحة والامن وبين المبادئ ومسئوليات الحياة لهذا ليكن حكمنا واسعا ناضجا ولا نطلق احكاما متعسفة من نظرة واحدة او بناء على موقف واحد - 00:10:20ضَ
ثم يكمل الشاعر تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي صفارك هذا تاركي لا ابالي يتحدث هنا عن ابنته التي تحتل مكانة غالية جدا عند ما لك بن الريب احست الفتاة بانها ستفقد اباها عندما اخبرها بانه - 00:10:44ضَ
سيذهب في هذه الغزوة الطويلة في البلاد الاجنبية. فقالت انها ستفقده وسيجعلها هذا السفر يتيما لابد ان هذا كان قاسيا جدا على قلب الاب وربما وعدها انه سيعود لها لكنه لم يقدر على تنفيذ وعده. وهذا ما يزيد حسرته. وها هو يتذكرها عند موته - 00:11:04ضَ
لعمري لان غالت خرسان هامتي لقد كنت عن بابي خراسان نائية قالت غاله الامر واغتاله اي اهلكه واخذه من حيث لا يدري. وغال فلانا اي اهلكه وقضى عليه خراسان ارض خراسان التي تذكر في المصادر التاريخية هي ما يشمل الان شرق ايران ووسط وغرب افغانستان الحالية مع اجزاء - 00:11:26ضَ
من دول اوزبكستان وتركمانستان كل هذه المنطقة كانت تسمى خراسان قديما وهذه هي المنطقة التي مات فيها ما لك ابن الريب. هامته الهامة هي الرأس او مقدمتها بابي خراسان يقصد بها حدود المكان. شبهها كأنها حصن له بابان ان تجاوزتهما تدخله - 00:11:53ضَ
يقسم بحياته لان تسببت ارض خراسان في انهاء حياته وكانت سببا في هلاكه فهو من جلب هذا الامر على نفسه فقد كان بعيدا عن خراسان وهو الذي ذهب الى هناك - 00:12:18ضَ
فان انجو من بابي خراسان لا اعد اليها وان منيتموني الامانيا من اه اي اغراه بالامنية. والامنية هي الرغبة والمطلب يقول ان قدر له العودة ونجا من حدود هذا المكان لن يعود له مرة اخرى مهما اغروه. لانه احس بالم الغربة والبعد عن - 00:12:32ضَ
ولن يفعل هذا مرة اخرى ساتوقف هنا اليوم بعد بلوغنا حدا مناسبا ولانه سينتقل في الابيات التالية لمدح نفسه على خروجه لهذه الرحلة وتضحيته في سبيل ذلك بالاشياء التي سيعددها - 00:12:55ضَ
في النهاية اترك للمشاهد الحكم هل ترى ان ما لك بن الريب ندم على ذهابه للغزو؟ ام ان هذا اشتياق زائد لاهله انا شخصيا ارى انه شوق زائد هيمن عليه في هذه اللحظات واوضحت هذا في الحلقة - 00:13:15ضَ
ولا يعني هذا انه ندم لانه لم يصرح بهذا في القصيدة. بل انه سيذكر انه ذهب طواعية وسوف ينوه بنفسه على اختياره لهذا لكنني احب ان اسمع منكم في التعليقات - 00:13:30ضَ
شكرا لكم على مشاهدة هذه الحلقة حتى النهاية. لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب لان هذا يرفع القناة كثيرا وان تشترك معنا على قناة مدرسة الشعر العربي واذا اعجبك محتوى القناة يمكنك ان تدعمنا لنستمر في انتاج هذا المحتوى المجاني - 00:13:46ضَ
يمكنك زيارة صفحة القناة على موقع باتريون او عن طريق خواص الانتساب والدعم على موقع يوتيوب شكرا لكم على المشاهدة. ولا يتبقى الان الا اعادة ابيات القصيدة كي نتمكن من حفظها - 00:14:04ضَ
قال مالك بن الريب يرثي نفسه الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بجنب الغضا اسجي القلاص النواجي فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه. وليت الغضى ما شركاب ليالي لقد كان في اهل الغضا لو دنا الغضا مزار. ولكن الغضا ليس دانيا - 00:14:18ضَ
الم ترني بعت الضلالة بالهدى واصبحت في جيش ابن عفان غازيا واصبحت في ارض الاعادي بعدما اراني عن ارض الاعادي قاسيا دعاني الهوى من اهل ودي وصحبتي بذي الطابسين فالتفتوا ورائي - 00:14:45ضَ
اجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها ان الام ردائي اقول وقد حالت قرى الكرد بيننا. جزى الله عمرا خير ما كان جازيا الله يرجعني من الغزو لا ارى. وان قل مالي طالبا ما ورائي - 00:15:07ضَ
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي سفارك هذا تاركي لا ابى لي لعندي لان غالت خراسان هامتي لقد كنت عن بابي خراسان نائيا فان انتم من بابي خراسان لا اعد اليها. وان منيتموني الامانيا - 00:15:29ضَ
شكرا لكم. اراكم قريبا مرة اخرى ان شاء الله. السلام عليكم - 00:15:51ضَ