Baheth

الحديث الخامس قال المؤلف رحمه الله حدثنا شبيبة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس ابن مالك قال كنا قد نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء - 00:00:00ضَ

وكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاءه رجل من اهل البادية فقال يا محمد اتى رسولك فزعم انك تزعم ان الله ارسلك قال صدق - 00:00:16ضَ

قال فمن خلق السماء؟ قال الله. قال فمن خلق الارض؟ قال الله قال فمن نصب هذه الجبال؟ قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال الله ارسلك - 00:00:32ضَ

قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا. قال صدق قال فبالذي خلق السماوات وخلق الارض ونصب هذه الجبال االله امرك بهذا قال نعم قال زعم رسولك ان علينا صوم شهر في سنتنا - 00:00:48ضَ

قال صدق قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال الله امرك بهذا قال نعم قال زعم رسولك ان علينا الحج من استطاع اليه سبيلا. قال صدق قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال االله امرك بهذا - 00:01:08ضَ

قال نعم فقال والذي بعثك بالحق لا ازيد عليه شيئا ولا انقص منه شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان صدق دخل الجنة التخريج هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم - 00:01:30ضَ

الشرح قول انس كنا قد نهينا يعني في القرآن كما في رواية مسلم نهينا في القرآن يعني قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم - 00:01:50ضَ

عفا الله عنها والله غفور حليم وهذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ونهي لهم عن ان يسألوا عن اشياء مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها لانها ان اظهرت لهم تلك الامور ربما ساءتهم وشق عليهم سماعها - 00:02:11ضَ

وقوله وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم اي وان تسألوا عن هذه الاشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على الرسول تبين لكم وذلك على الله يسير - 00:02:31ضَ

ثم قال اعفا الله عنها اي عما كان منكم قبل ذلك. والله غفور حليم. وقيل المراد بقوله وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن لكم اي لا تسألوا عن اشياء تستأنفون السؤال عنها - 00:02:49ضَ

فلعله قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد او تضيق وقد ورد في الحديث اعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته رواه البخاري ومسلم من حديث سعد بن ابي وقاص - 00:03:06ضَ

ولكن اذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن بيانها حينئذ تبينت لكم لاحتياجكم اليها عفا الله عنها اي ما لم يذكره في كتابه فهو مما عفا عنه فاسكتوا انتم عنها كما سكت عنها - 00:03:23ضَ

وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ذروني ما تركتكم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم. رواه مسلم وفي الحديث الصحيح ايضا ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها - 00:03:43ضَ

وحد حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء فلا تنتهكوها. وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها. رواه البيهقي في السنن الكبرى عن ابي ثعلبة الخشني به مرفوعا ثم قال قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين - 00:04:02ضَ

اي قد سأل هذه المسائل المنهي عنها قوم من قبلكم فاجيبوا عنها ثم لم يؤمنوا بها فاصبحوا بها كافرين اي بسببها اي بينت لهم ولم ينتفعوا بها لانهم لم يسألوا على وجه الاسترشاد وانما سألوا على وجه - 00:04:24ضَ

والعناد انظر تفسير ابن كثير الجزء الثالث مئتين وخمسة مئتين وسبعة تحقيق سلامة وقوله وكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع قوله العاقل يعني الذي يسأل عن العلم. ولا يسأل عن اشياء اخرى لا داعي لها - 00:04:44ضَ

فقد كان يأتي اناس من اهل البادية ويسألون الطعام ويسألون عن امور الدنيا ولا يسألون عن العلم فكان الصحابة يريدون الذي يسأل مسائل نافعة ولذلك اذا جاء الاعرابي العاقل وظنوا انه سيسأل اخبر بعضهم بعضا فتوافدوا الى المسجد ليسمعوا الرسائل - 00:05:07ضَ

بل انهم كما في بعض الروايات من غير هذا الحديث يعطون الاعرابي مالا ليسأل عن مسائل يريدونها لان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل من الاعراب ويتحملهم وقوله اى الله ارسلك؟ الله بالمد في اوله. لان الهمزة الاولى همزة الاستفهام - 00:05:29ضَ

دخلت على همزة الوصل وهي الالف اللينة فمدت ويصح ان تقول الله ارسلك بدون همزة الاستفهام على معنى الاستفهام ويصح المد وتحقيق الهمزتين كما قرأ في قوله عز وجل االله خير ام ما يشركون؟ فقد قرأ اخر - 00:05:52ضَ

الله بعدة وجوه كما في الجلالين لتحقيق الهمزتين وابدال الثانية الفا وتسييرها وادخال الف بين المسهلة والاخرى وتركه. انتهى وهذا الحديث جاء في اخره في صحيح مسلم انه قال وانا ضمام ابن ثعلبة اخو بني بكر بن سعد - 00:06:12ضَ

هو الحديث الاول نفسه لكنه من رواية انس وفيه قال والذي بعثك بالحق لا ازيد عليه شيئا ولا انقص منه اما انه لا ينقص فواضح اي لا ينقص من الفرائض. لكن كيف لا يزيد؟ اجاب العلماء عن ذلك بانه لا يزيد ما - 00:06:35ضَ

فلا يشرع قال ابن رجب رحمه الله مراده انه لا يزيد على الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة وصيام رمضان. وحج البيت شيئا وليس مراده انه لا يعمل بشيء من شرائع الاسلام وواجباته غير هذا - 00:06:54ضَ

وانما مراده انه لا يزيد في النوافل والمراد والله اعلم انه لشدة التمسك ولا يعني انه اقسم انه لن يتنفل بشيء ومما يدل على هذا حرص الرجل وانه جاء وافدا قد تكلف المشاق لذلك. وسأل بهذه الاسئلة الدقيقة واقسم - 00:07:11ضَ

ما هذه الاقسامات وهذه المناشدة؟ ووفد عن قومه فدل على انه حريص على الخير ومن حرصه قال هذه الكلمة ومراده المبالغة في التمسك بالشريعة وليس المبالغة انه لا يزيد من الخير. ولذلك قال النبي صلى الله - 00:07:33ضَ

الله عليه وسلم ان صدق دخل الجنة. والحديث في الصحيحين اي ان صدق انه لا ينقص منها ولا يزيد ما يشرع. دخل الجنة من فوائد الحديث افادوا منه العلماء فائدة وهي انه من تمسك بالفرائض ولم يقصر فهو من اهل الجنة. وهم المعنيون بالمقتصد في قوله - 00:07:51ضَ

عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا. ولباسهم فيها حرير - 00:08:16ضَ

وهؤلاء كلهم من هذه الامة الاسلامية وهم الذين ورثوا الكتاب. قال الحافظ ابن كثير يقول تعالى ثم جعلنا القائمين بالكتاب العويل من مصدق لما بين يديه من الكتب الذين اصطفينا من عبادنا وهم هذه الامة ثم قسمهم الى ثلاثة انواع فقال فمنهم ظالم لنفسه وهو المفرط - 00:08:38ضَ

في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات. ومنهم مقتصد وهو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات. وقد اتركوا بعض المستحبات ويفعل بعض المكروهات. ومنهم سابق بالخيرات باذن الله وهو الفاعل للواجبات والمستحبات - 00:09:02ضَ

التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية قال هم امة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب - 00:09:22ضَ

كتاب انزل فظالمهم يغفر له. ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا. وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب وروى ابو القاسم الطبراني عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ذات يوم - 00:09:36ضَ

شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. قال ابن عباس السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله والظالم لنفسه واصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:09:56ضَ

قال في هامشه رواه الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن عباس واخرج المرفوع احمد وابو داوود والترمذي وصححه ابن حبان من حديث انس واسناده صحيح. انتهى وهكذا روي عن غير واحد من السلف - 00:10:14ضَ

النوارم لنفسه من هذه الامة من المصطفين على ما فيه من عور وتقصير. والصحيح ان الظالم لنفسه من هذه الامة وهذا اختياط ابن جرير كما هو ظاهر الاية. وكما جاء - 00:10:31ضَ

به الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق يشد بعضها بعضا. ونحن نوجد منها ما تيسر. عن ابي عيدنا الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في هذه الاية ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - 00:10:45ضَ

لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة هذا حديث غريب من هذا الوجه. وفي اسناده من لم يسمى وقد رواه احمد وابن جرير وابن ابي حاتم - 00:11:05ضَ

قال في هامشه والطبري ومعنى قوله بمنزلة واحدة اي في انهم من هذه الامة وانهم من اهل الجنة. وان كان بينهم فرق في المنازل في الجنة وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:11:24ضَ

فاما الذين سبقوا فاولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فاولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا واما الذين ظلموا انفسهم فاولئك الذين يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلافاهم برحمته فهم الذين يقولون الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور - 00:11:43ضَ

الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسون فيها لغوب رواه الامام احمد وعن شقيق ابي وائل عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه قال - 00:12:07ضَ

هذه الامة ثلاثة اثلاث يوم القيامة. ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا. وثلث يجيئون من عظام حتى يقول ما هؤلاء؟ وهو اعلم تبارك وتعالى. فتقول الملائكة هؤلاء جاءوا بذنوب عظام الا انهم لم - 00:12:23ضَ

يشرك بك. فيقول الرب عز وجل ادخلوا هؤلاء في سعة رحمتي. وتلا عبد الله هذه الاية ثم اورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنه ظالم لنفسه الاية. رواه ابن جرير. وعن عقبة بن صفبان الهنائي قال سألت عائشة رضي - 00:12:43ضَ

الله عنها عن قول الله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه الاية. فقالت لي يا بني هؤلاء في الجنة. اما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه - 00:13:03ضَ

شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحياة والرزق. واما المقتصد فمن اتبع اثره من اصحابه حتى لحق به. واما الظالم نفسه فمثلي ومثلكم. قال فجعلت نفسها معنى رواه الطايالوسي وهذا منها رضي الله عنها من باب الهضم والتواضع - 00:13:19ضَ

والا فهي من اكبر السابقين بالخيرات. لان فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله قال امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في قوله تعالى فمنه ظالم لنفسه - 00:13:40ضَ

قال هي لاهل بدونا ومقتصدنا اهل حضرنا وسابقنا اهل الجهاد. رواه ابن ابي حاتم وعن محمد ابن الحنفية قال انها امة مرحومة. الظالم مغفور له والمقتصد في الجنان عند الله. والسابق بالخيرات - 00:13:58ضَ

في الدرجات عند الله رواه ابن جرير. وقال ابو الجارود سألت محمد بن علي يعني الباقر عن قوله فمنهم ظالم لنفسه فقال هو الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا. فهذا ما تيسر من ايراد الاحاديث والاثار المتعلقة بهذا المقام. واذا - 00:14:18ضَ

قرر هذا فان الاية عامة في جميع الاقسام الثلاثة من هذه الامة. فالعلماء اغبط الناس بهذه النعمة واولى الناس بهذه انتهى مختصرا وهذا الحديث الذي معنا في المقتصد الذي لا يزيد على الفرائض ولا ينقص عنها. ولا يقترف المحرمات مصرا عليها فهذا هو المقتصد - 00:14:38ضَ

فهو من اهل الجنة والسابق بالخيرات هو من زاد على الفرائض بفعل النوافل فهو من السابقين السابقين. واما من نقص من ذلك شيئا فهو حظه من الاسلام ينقصه. والاسلام فيه الواجب الذي فيه كمال الاسلام الواجب. وفيه المستحب الذي فيه كمال الاسلام المستحب - 00:15:01ضَ

والاسلام الواجب هو الدخول في الاسلام الذي لا يصح دين الانسان وايمانه الا به وجماله الواجب هو فعل الواجبات وترك المحرمات. وكماله المستحب هو فعل المستحبات وترك المكروهات فاذا دخل في كماله الواجب دخل في الايمان فصار مؤمنا قد ادى الايمان الواجب. وبلغ كمال الايمان الواجب - 00:15:21ضَ

وكمال الاسلام الواجب والايمان الواجب هو كمال التوحيد الواجب. بفعل الفرائض واجتناب المحرمات. وكمال الاسلام المستحب هو كمال الايمان المستحب بان يزيد على الفرائض بفعل النوافل فهذه درجة السابقين جعلنا الله من اهلها - 00:15:43ضَ

وقوله ان صدق دخل الجنة وفي رواية من حديث طلحة بن عبيد الله افلح ان صدق ومن فوائده انه يدل على ان هذه الاصول هي فرائض الاسلام التي كان يدعو اليها النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يدخل الرجل الاسلام الا بها - 00:16:02ضَ

- 00:16:27ضَ