شرح كتاب الإيمان لابن أبي شيبة (117 حلقة) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

شرح كتاب الإيمان (046 من 117) الحديث (55 إلى 58) #الكتب_الصوتية للشيخ #سعد_بن_شايم_الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

الحديث الخامس والخمسون قال المصنف رحمه الله حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي سفيان عن انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:00:00ضَ

قالوا يا رسول الله امنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال نعم ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها التخريج هذا الحديث واسناده صحيح على شرط مسلم - 00:00:17ضَ

واخرجه في المصنف والامام احمد والترمذي وزاد في اخره يقلبه كيف يشاء وقال الترمذي حديث حصل وقال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في تخريج كتاب الايمان الصفحة الثامنة والعشرين اسناده صحيح على شرط المسلم - 00:00:34ضَ

الحديث السادس والخمسون قال رحمه الله حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابو كعب صاحب الحرير حدثنا شهر بن حوشب قال قلت لام سلمة يوم المؤمنين ما كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان عندك فقالت - 00:00:56ضَ

كان اكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله ما اكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا ام سلمة ليس من ادمي الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله - 00:01:13ضَ

ما شاء اقام وما شاء ازاغ هذا حديث صحيح بالشواهد رواه المؤلف في مصنفه واحمد وابويا على الموصلي من طريق ابي جن ابن كعب عن شهر به وسنده ضعيف لاجل شهر ابن حوشب لكنه صحيح بشواهده - 00:01:30ضَ

الحديث السابع والخمسون قال حدثنا يزيد ابن هارون اخبارنا همام ابن يحيى عن علي ابن زيد عن ام محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:01:53ضَ

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله انك لتدعو بهذا الدعاء. قال يا عائشة اوما علمت ان قلب ابن ادم بين اصبعي الله اذا شاء ان يقلبه الى هدى انقلبه - 00:02:05ضَ

وان شاء ان يقلبه الى ضلالة انقلبه التخريج حديث صحيح رواه ايضا المصنف هو اسحاق ابن راهوي في مصلده ورواه في البلد الكبرى من حديث زيد ابن يحيى حدثنا سعيد بن بشهير حدثنا - 00:02:20ضَ

قتادة عن ابي حسان عن عائشة ام المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قلب الا وهو بين اسماعين من اصابع الرحمن اذا شاء ان يقيمه واقامه وان شاء ان يزغه ازغه - 00:02:36ضَ

الحديث الثامن والخمسون قال حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم ابن عتيبة قال سمعت ابن ابي ليلى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهذا دعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:02:50ضَ

التخريج هذا الحديث صحيح وان كان مرسلا لما تقدم من شواهده وابن ابي ليلى هو عبدالرحمن الانصاري تابعي ثقة كبير رواه المؤلف في مصنفه ثلاثين الفا واربعمائة وثمانية وغيره الشرح - 00:03:03ضَ

الحديث بهذه الطرق وغيرها صحيح. وقد جاء مع نوم من حديث جابر وانس وغيرهما ورواه مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:03:22ضَ

ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا الى طاعتك. اخرجه في المسلم فينبغي الحرص علي لان الانسان لا يأمن سوء الخاتمة - 00:03:33ضَ

كما جاء في الحديث الاخر عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخله - 00:03:52ضَ

وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها متفق عليه. فاللهم ثبت قلوبنا على دينك كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:04:07ضَ

احرص ان تدعو بهذا وبهذا يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف الابصار صرف قلبي على طاعتك والقلب بيده يصرفه كيف شاء كما فسره في حديث عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم - 00:04:27ضَ

قلب ابن ادم بين اصبعي الله اذا شاء ان يقلبه الى هدى انقلبه وان شاء ان يقلبه الى ضلالة قلبه وهذا يدل على ان لله ان يفعل بعباده ما يشاء. لكن هذا كما قال تبارك وتعالى ولا يظلم ربك احدا - 00:04:42ضَ

وهو باسباب علمها الله من الناس كما قال عز وجل ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون اخبر الله عز وجل انه لم يعلم فيهم خيرا يستحقون به الهداية والتوفيق - 00:04:58ضَ

الذي يزيغه الله ويقلب قلبه انما هو لما علم الله منه من عدم صلاحه كما قال اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم وكما قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم - 00:05:13ضَ

تبين عز وجل ان ازاغة القلوب هي بسابع عملهم ولما علمه عز وجل بانهم لن يصلحوا. ولك بهذا ان تفهم قصة خلق ادم واذ قال ربك للملائكة اني جاعلون في الارض خليفة. فهذا امتحان لهم ولابليس ولبني ادم - 00:05:27ضَ

هو امتحان للناس ليميز الله جل جلاله الخبيث من الطيب قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لمعالم بما سبق من سكان اهل الارض من بني الجان لان بني الجان خلقوا قبل بني ادم - 00:05:44ضَ

فلما افسدوا في الارض على ما قيل ارسل الله اليهم الملائكة فقتلتهم وشردتهم في البحار واخذوا من جملة ما اخذوا ابليس فتربى بينهم حتى بلغ ان كان طاووسا من طواويس الملائكة فكان عظيما فيهم في الصلاح الظاهر - 00:05:59ضَ

ولكنه كان في قلبه فساد علمه الله ولم تعلمه الملائكة ولذلك لما ذكر هذه القصة قال بعدها ابى واستكبر وكان من الكافرين اي كان في علم الله السابق انه من الكافرين فاراد الله ان يظهر ذلك لهم - 00:06:15ضَ

وهم قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. اي سيظهر من ابليس ما لا تعلمون وسيظهر من بني ادم ما لا تعلمون. وغير ذلك من الحكم - 00:06:31ضَ

منهم الانبياء والاولياء والصالحون علمه السابق عز وجل بمقتضاه عليه يزيغ الله من شاء ويهدي من يشاء فلا تفهم هذا النص بمعزله عن النصوص. وهنا تقول عائشة من شاء من قلب قلب قلبه الى هدى ومن شاء الى ضلالة - 00:06:46ضَ

كما قال عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما الله عليم بهم وحكيم في تقديره وخلقه وهذا لبيان ان الله عز وجل لا يكون في ملكه الا ما يشاء على مقتضى علمه وحكمته عز وجل - 00:07:05ضَ

فلا يهتدي مهتد الا باذنه ورحمته وفضله ولا يضل ضال الا باذنه وعدله وحكمته سبحانه وتعالى لكن نقول صاحب الضلالة والظالم لنفسه كما قال جل جلاله وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فاستحقوا ذلك - 00:07:21ضَ

ولا يظلم ربك احدا. قال ابن القيم في الشفاء العليل مساء القضاء والقدر والحكمة والتعليل واما تقليب الافئدة فقال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ولذروهم في طغيانهم يعمهون - 00:07:39ضَ

وهذا عطف على انها اذا جاءت لا يؤمنون اي نحول بينهم وبين الايمان. ولو جاءتهم تلك الاية فلا يؤمنون. واختلف في قوله كما لم يؤمنوا به اول مرة وقال كثير من المفسرين المعنى نحول بينهم وبين الايمان لو جاءتهم الاية كما عنا بينه وبين الايمان اول مرة - 00:07:54ضَ

قال ابن عباس في رواية عطاء عنه ونقلب افئدتهم وابصارهم حتى يرجعوا الى ما سبق عليهم من علمه قال وهذا كقوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. وقال اخرون - 00:08:15ضَ

المعنى ونقلب افئدتهم وابصارهم لتركهم الايمان به اول مرة تعاقبناهم بتقليب افئدتهم وابصارهم وعدم حسن فان كافة تشبيه تتضمن نوعا من التعليل كقوله واحسن كما احسن الله اليك وقوله كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني اذكركم - 00:08:27ضَ

والذي حثن اجتماع التعليل والتشبيه الاعلام بان الجزاء من جنس العمل في الخير والشر والتقليب تحويل الشيء من وجه الى وجه وكان الواجب من مقتضى انزال الاية ووصولهم اليها كما سألوا ان يؤمنوا اذا جاءتهم لانهم رأوها اعيانا - 00:08:52ضَ

وعرفوا ادلتها وتحققوا صدقها فاذا لم يؤمنوا كان تقليبا لقلوبهم وابصارهم عن وجهها الذي ينبغي ان تكون عليه وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:09:10ضَ

ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك - 00:09:26ضَ

ورواه الترمذي من حديث انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت يا رسول الله امنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا - 00:09:39ضَ

قال نعم ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء قال هذا حديث حسن وروى حمد عن ايوب وهشام ويعلى بن زياد عن الحسن قال قالت عائشة رضي الله عنها - 00:09:51ضَ

دعوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يدعو بها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله دعوة كثيرة ما تدعو بها، قال انه ليس من عبد الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله - 00:10:04ضَ

فاذا شاء ان يقيمه واقامه واذا شاء ان يزيغه وزاغه وقوله ونذرهم في طغيانهم يعمهون. قال ابن عباس اخذلهم وادعهم في ضلالهم يتمادون انتهى من شفاء العليل ابن القيم الجزء الاول ثلاثمائة وثمانية - 00:10:20ضَ

وفي حديث سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل اهل الجنة وانه لمن اهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل اهل النار وهو من اهل الجنة - 00:10:39ضَ

وانما الاعمال بخواتيمها. رواه البخاري يعني يلحق عليه ما كان يخفيه اما فيما يبدو للناس انه صالح وهو في الباطن منافق او فيما يبدو للناس بالظاهر الذي بدر منه اولا ولم يعلمه فيما سبق في علم الله في الكتاب - 00:10:54ضَ

فقد يكون صادقا في هذا في اول امره لكن تأتيه لحظة يرتد فيزيغ في لحظة وتأتيه فتنة فتفتنه نسأل الله العافية والسلامة ولذلك يكثر الانسان من هذا الدعاء. قال ابن رجب في شرح الاربعين ومن هنا كان الصحابة من بعدهم من السلف الصالح يخافون على انفسهم النفاق. ويشتد - 00:11:13ضَ

قلقوهم وجزعوهم منه فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الاصغر. ويخاف ان يغلب ذلك عليه عند الخاتمة سيخرجه الى النفاق الاكبر كما تقدم ان دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في دعائه - 00:11:35ضَ

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقيل له يا نبي الله امنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا فقال نعم ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله عز وجل يقلبها كيف يشاء - 00:11:56ضَ

اخرجه الامام احمد والترمذي من حديث انس انتهى. ومعنا يصادف الله قلبه على طاعته ان يقلبه ويحبب اليه كل هذه الطاعات من شعب الايمان فيسأل الله ذلك اما اللفظ الاول فهو الثبات على الدين في الجملة - 00:12:11ضَ

واعلم ان مشيئة العبد وحدها لا تكفي الا ان يشاء الله عز وجل ولكن من صدق مع الله وبذل وسعه سيوفقه الله قال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا - 00:12:28ضَ

وان الله لمع المحسنين وقال عز وجل ان سعيكم لشتى. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى فمن عمل بطاعة الله واعطى ما يجب عليه لله ولخلقه واتقى المحرمات وما نهى الله عنه - 00:12:43ضَ

وصدق بالحسنى والحسنى تشمل كل وعد الله الحسن ومنه الجنة. فانها الحسنى. وهي لا اله الا الله التوحيد وهي جزاء الله الحسن للمحسنين كما قالها الجزاء الاحسان الا الاحسان. فمن احسن وكان موقنا بالجزاء الحسن من الله فان الله سييسره لليسرى - 00:13:01ضَ

ولاحظ انه قال فسنيسره وما قال سنسيره وهذا بخلاف ما يقوله بعض الناس يعني الانسان مسير بل نقول انه ميسر والنبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من نفس الا وقد علم منزلها من الجنة والنار - 00:13:24ضَ

قالوا يا رسول الله فلم نعمل افلا نتكل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الى قوله فسنيسره للعسرى متفق عليه - 00:13:41ضَ

فاذا صدق الانسان مع الله وعمل لن يخذله الله كما قال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فلابد ان يحسن العمل ولا يعمل بالباطل. ويكون صادقا ويجاهد نفسه ويحسن - 00:13:58ضَ

كما قال ومن احسنوا دينا ممن اسلم وجهه لله وهم محسنون واتبع ملة ابراهيم حنيفا فهذا الذي على الهدى والصواب هو الذي يستحق من الله ان يفي الله له بوعده - 00:14:17ضَ

اما الذي لم يعمل بما اشترط الله عليه فلا يستحق الوفاء لان وعد الله مشروط بان يمتثل العبد ما اشترط الله له كما قال واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى - 00:14:30ضَ

فانه لم يظلم باخذه بدون عمل باطل يستحق به ذلك. بل بخل بالواجب الذي هو الاعمال الواجبة. واستغنى عن الله فلم يفتقر له وكذب بالحسنى فليس عنده يقين بالجزاء الحسن - 00:14:45ضَ

وكذب بالتوحيد سواء تكذيبا كاملا كالمشركين والكفار او جزئيا كمن يكون عنده شرك خفي او كبائر او اسراف بالذنوب. فبعض الناس يقترف الذنوب ولا يبالي فلا يخشى التعامل الربا والفواحش مدى الزمان وكانه ما يعلم عن عقوبتها. فهذا نسأل الله العافية والسلامة قد استغنى عن الله - 00:14:59ضَ

فهذا اذا ختم له بسوء فمن عمله كما قال فسنيسره للعسرى من فوائد الحديث في هذا الحديث دليل على ان الايمان قد يزول عن القلب. وهذا الذي اورده المصنف لاجله وانه يخشى على الانسان من ذلك - 00:15:23ضَ

فينبغي ان يسأل الله الثبات وان لا يظن انه الايمان هو التصديق المجرد فحسب فقد يكون مصدقا ولا يغنيه ذلك شيئا فابليس عليه اللعنة كان مصدقا فقد كلمه الله بامره وقال له سجود لادم فابى واستكبر - 00:15:41ضَ

فكان كفره كفر اباء واستكبار وليس كفر تكذيب لانه يصدق ان ادم خلق الله. ويصدق ان الله هو الذي امره ومع ذلك ابى واستكبر وكان من الكافرين فكفره ليس كفر تكذيب وجعود. وانما كفر استكبار واباء. وفرعون ومن معه كفروا كفر جحود في الظاهر. مع انهم استيقنوا - 00:15:58ضَ

ومن حيث اليقين في الباطن حيث قال عز وجل وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا هؤلاء عندهم التصديق لكن ما نفعهم الا يغتض الانسان بانه مصدق فقد يكون مصدقا وعنده شيء من منافاة الايمان او من من الايمان. لان الايمان له ما ينقضه - 00:16:22ضَ

فيه وله ما ينقصك ما له الواجب. فالذي ينافيه هو الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر والذي ينقصك ما له الواجب الذنوب والمعاصي دون الكفر والشرك الاكبر دون الكفر والشرك الاكبر فانها تنقص الايمان لانها من شعب تلك النواقض. كما تقدم. فالايمان له نواقض بالضاد المعجمة وله - 00:16:43ضَ

نواقص بالصاد المهملة فالنواقض الكفر الاكبر والنواقص شعب الكفر من المعاصي. مما هو دون الكفر الاكبر والشرك الاكبر فكلها نواقص فكل ما يتعرض لاصل الايمان ويهدمه فهو ناقض وكل ما يتعرض لكمال الايمان الواجب فهو ناقص او منقص - 00:17:07ضَ

وفي هذا الحديث اثبات صفة الاصابع لله عز وجل. على ما يليق به كاثبات اليد والقدم واثبات الرحمة. وسائر الصفات الالهية على ما يليق بجلاله تبارك وتعالى كما قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اثبت السمع والبصر ونفى المماثلة والمشابهة. فاهل السنة يثبتون اثباتا بلا تشبيه - 00:17:30ضَ

تمثيل وينزهون تنزيها بلا تعطيل. فينزهونه عن المماثلة والمشابهة لكن بلا تعطيل. والتعطيل هو الاخلاء من الصفات كما تقول الجهمية ومن تبعهم الذين يلفون الصفات اما نفي معنى واو نفي كليا. ونفي المعنى ان يقولوا نثبت لكن ليس معناها الظاهر - 00:17:53ضَ

وهذا يسمى التأويل. فيقولون السمع بمعنى العلم والبصر بمعنى العلم والسميع البصير اي العليم ويسمونه تأويلا. والاستواء يؤولونه بالاستيلاء. وهذا تعطيل في الحقيقة لكنه زخرف باسم التأويل. والله عز وجل اثبت - 00:18:13ضَ

لنفسه ذلك على ما يليق بجلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والذي ليس له صفات هو المعدوم. وكل موجود له صفة واقل ما يقال فيه صفة الوجود. ولو جرينا مع اهل البدع على بدعهم لقلنا - 00:18:32ضَ

ويلزم من اثبات صفة الوجود اثبات المشابهة للموجودات بل نقول ليس كذلك بل وجوده جل جلاله ليس كوجود غيره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فوجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم ولا زوال ولا نقص - 00:18:48ضَ

والله عز وجل حي قيوم لا يموت. وهو الاول فليس قبله شيء والاخر ليس بعده شيء. والظاهر ليس فوقه شيء والباطن ليس دونه شيء كما قال الله جل جلاله هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم - 00:19:06ضَ

وقد فسر في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوق شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. الحديث اخرجه مسلم. فهذا الوجود وجود حقيقة لا يشبه فيه غيره تبارك وتعالى - 00:19:24ضَ

كذلك جميع صفاته لان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحتذى فيه حذوه. ولذلك الجهمية الغولاة اثبتوا وجودا مطلقا بشرط الاطلاق فهو وجود كالعدم اذ شبهوه بالممتنعات فيقولون لا موجود ولا غير موجود وهكذا. فقال لهم العلماء هذا وصف الممتنع. فالممتنع هو الذي لا موجود ولا معدوم - 00:19:44ضَ

لا يمكن في الوجود. فلو انهم قالوا له ذات وصفات تليق بجلاله. وان الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات لسلموا من هذه اليس الله له ذات حقيقة نؤمن بها؟ فهل تشبه الحقائق الاخرى والذوات الاخرى؟ كلا فنقول كما انه لا - 00:20:10ضَ

الذوات فصفاته كذاته والكلام على الصفات كالكلام على الذات يحتذى حذوه ويختفى فيه اثره. كما قال العلماء كما ان له ذاتا لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولذلك ضرب شيخ الاسلام في - 00:20:30ضَ

رسالة تزمورية مثالين للناس للتقريب احدهما اللوح نؤمن بها وان لها حقيقة وان لها صفات وان لها وجودا حقيقة ولكن لا نعلمه ولا نعلم كيفية ذلك وليس بالضرورة ان نعلم حقيقة الروح ولكن نؤمن بها. وانها تتكيف وانها تدخل وتخرج ولكن لا نعلمها - 00:20:50ضَ

والمثال الثاني ما اعد الله في الجنة. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله اعددت العباد الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فاقرأوا ان شئتم فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من - 00:21:12ضَ

من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. متفقون عليه. فاننا نؤمن ان فيها فاكهة حقيقة. وان فيها حوراينا حقيقة وانها جنان حقيقة وان فيها خمر حقيقة. وماء حقيقية غير اسن ولبنا مصفى. كل ذلك حقيقة - 00:21:32ضَ

لكن ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نؤمن بانها حقائق ولكن لا نصل الى ادراكها مهما خيلناها وهذا في خلق الله الذي سيريك اياها وستجده وستتمتع به. وهذا ليس كمثله في الدنيا شيء ولم يره - 00:21:52ضَ

الناس في الدنيا ولذلك قال ابن عباس ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. رواه ابن ابي حاتم في تفسيره والضياء في الاحاديث مختارة والبيهقي باسناده باسناد جيد كما قال المنذري وصححه الالباني في الصحيح الترغيب وفي السلسلة الصحيحة - 00:22:12ضَ

ففيها فاكهة من رمان وغيره وليس كهذا الرمان. ولذلك نثبت هذا الشيء ولا نقول انه غير الذي سمى الله ولا نقول ليس الرمان انا بل رمان حقيقة فالله سماه رمانا وفيها نساء حوريات. ولا نقول ليست نساء بل نقول هي نساء حقيقة - 00:22:30ضَ

ولا ننكر هذا الشيء فكذلك صفات الله كما خاطبنا الله بلسان عربي المبين يعني بلغة عربية مبينة. وكذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء - 00:22:50ضَ

رواه احمد وابن ماجة والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وصححه الالباني في مشكاة المصابيح مائة واثنين اثبت الله عز وجل ان له اصابع. لا نتخيلها كاصابع الناس. فان الله ليس كمثله شيء بل ان خلق الله لا تتشابه صفاتهم - 00:23:07ضَ

ارأيت البعير اليس في خطي اصابع؟ فهل تشبه اصابع النملة؟ فاذا ذكرت اصابع البعير هل يخطب ببالك اصابع النملة او الانسان لا يخطر ذلك وهكذا. والملائكة التي خلقها الله من نوض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهي تتجسد بما - 00:23:25ضَ

يشبه الانسان وليست في الحقيقة كالانسان. وكذلك الانسان مخلوق من طين وتراب. وصار ترابه لحما ناميا حيا. حوله الله الى حال. والله على كل شيء قدير. وكذلك الجن مخلوق من نار. كما قال عز وجل من مارج من نار. واذا تلبس الجندي - 00:23:45ضَ

الجنسي لا يحترق لان ناريته انطفأت وحوله الله من حال الى حال. والله على كل شيء قدير. هذا خلق الله وبينهم هذا تفاوت عظيم. فكيف ياتي الانسان ويتكلم عن ذات الله وصفاته بما لم يخبره الله به. وينفي ما يشاء ويثبت ما يشاء بالقياس والهوى - 00:24:05ضَ

بل نقول نثبت لله يدين وعينين وان له قدما كما في الحديث عن انس ابن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم تقول وهل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه؟ فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها الى بعض. متفق عليه - 00:24:25ضَ

وله اصابع لكن لا تشبه اصابع خلقه. لانه اخبرنا انه ليس كمثله شيء. وقال فلا تضربوا لله الامثال الله يعلم وانتم لا تعلمون. ففي حديث الباب اثبات الاصابع لله. وهذا من حيث اثبات الصفة ولكن المراد بهذا التقليب - 00:24:45ضَ

سياق له شيء في المعنى العام بالمفهوم من السياق. والمفردات لها معنى مراد كقوله ولتصنع على عيني. يرفع منها من السياق العام انه برعايته واطلاعه. وهذا المعنى العام والمفسرون يقولون على عيني على مرأى مني اي من الله عز وجل. هذا المعنى - 00:25:05ضَ

مراد من السياق فاذا وجدت من السلف من يقول هذا فليس هذا تأويلا. ولا يقال ان السلف يأولون. وكقوله فانك اي بحفظنا ليس هذا من التأويل. كما تقول للشخص يا فلان وانت بقلبي هل معناها انك في داخل قلبي؟ بل المعنى منزلتك - 00:25:25ضَ

محبتك مستقرة في قلبي ويوفى من افراد الكلام ان لك قلبا حقيقة. وكما تقول اضعك في عيني ليس المراد ان تدخله في عينك. بل المراد الرعاية والعناية لكن المعنى يدل بافراده ان لك عينا حقيقية لكن المقصود الرعاية والحفظ. فكذلك هذا المعنى فللآية معنى وسياق - 00:25:45ضَ

ولها مدلول مفردات. والسياق باعيننا اي بحفظنا. ولتصنع على عيني اي على مرأى مني اي ذا من حيث المعنى ما من حيث المفردات فلما اضاف الله لنفسه العين. علمنا ان له عينا حقيقة تليق به عز وجل. والا لما اضافها لنفسه لو - 00:26:08ضَ

كان فيها عيب او نقص او تشبيه. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الدجال الا انه اعور وان ربكم ليس باعور فقل عليه واهل البدع يردون هذه الاحاديث ويقولون ننظر في الحديث. فان كان احادا تركناه ولا نستدل به في العقائد. وان كان متواترا ننظر - 00:26:28ضَ

يوافق العقل او لا يوافق العقل. فان وافق العقل قبلناه وانما حقيقة قبولهم له بالتبع للعقل لا بالاستقلال. وان خالف العقل رده بكل هذه الصراحة. قالوا بانه لا يمكن ان يخالف - 00:26:50ضَ

العقل لان العقل هو الذي دلنا على ان هذا الحديث صحيح. فبعقولنا عرفنا صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعرفنا الدين وعرفنا الحديث وعرفنا القرآن فاذا خالف الحديث العقل لابد ان نقدم العقل لان العقل عندهم هو الاصل. واذا قدمنا النقل ابطلنا العقل. واذا ابطلنا العقل يبطل النقل - 00:27:05ضَ

لاننا ابطلنا الاساس. لاننا اذا ابطلنا الاساس ابطلنا الفرع فجعلوا الاساس هو العقل وهذا الكلام جنون لولا وجوده في كتب القوم يصدق اي العقل يتحمل ان النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة يخرج الى الطباق السبع ويسمع الله ويرى الانبياء في السماوات السبع ويكلمون - 00:27:26ضَ

ويرى جبريل ويرى الملائكة فهل العقل يتحمل هذا؟ وانه في ليلة واحدة يعرج به في السماوات السبع التي كل سماء بينها وبين الذي تليها مسيرة خمسمائة عام وطباقها وكثافها خمسمائة عام. فهل العقل يدرك هذا؟ ان العمل لا يدرك ذلك - 00:27:48ضَ

ولولا انه منصوص في القرآن لما صدقوا به. ولذلك كفر وارتد من ارتد ممن كان امن بالنبي صلى الله عليه وسلم. فلما اخبرهم بهذا تبدو ما تحملته عقولهم وكثير من الاشياء ما يدركها العقل. كما نراه ونحسه في هذا الزمان من المصنوعات البشرية. فلو حدثت انسان - 00:28:08ضَ

اعرابيا في البادية ما يعرف الهاتف الجوال ولا التليفون. وقلت انا اكلم شخصا في امريكا في كل لحظة لما صدقك. لان العقل لا يدرك اتصالات هذه لكننا رأيناها وجربناها فصارت عندنا يقينية لا يمكن ان نشك فيها لانك تخاطب الشخص - 00:28:28ضَ

بنفسه وتسمع صوته بل ترى صورته وتعريفه في نفس اللحظة ولا تشك فيه. ولولا هذا ما صدقت لانك تحسه بالسمع ترى الصورة واضحة كما في التلفاز ونحوه. فلذلك مشركوا العرب انكروا الاسراء وقالوا محمد يحدثنا انه ذهب في ليلة واحدة الى بيت - 00:28:48ضَ

المقدس وعرج به الى السماء وكلم الله وراء الملائكة وراء الانبياء. فانكروا ذلك. وهذا قد حصل حقيقة ولولا صحة الخبر لما تصدقناه فتصور انه يكلم موسى ويكلم ابراهيم ويكلم موسى ويكلم عيسى ويكلم يحيى ويكلم ادم وهم قد ماتوا ويقول - 00:29:08ضَ

قل آدم مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. ويجمعهم الله له ويصلي بهم كيف يكون هذا؟ ان الله على كل شيء قدير. كما قدر على خلقك من طين وخلق الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق روحك من شيء ما تدري هل هو من طين او من نار او من نور - 00:29:28ضَ

وهذه الروح التي بين جنبيك لا احد يشك فيها لا من الملاحدة ولا من غيرهم. ولكن لا نعرف من اي المخلوقات هي ومن اي الدفن ركبت ما اخبرنا الله عنها. بل قال الله سبحانه وتعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا - 00:29:48ضَ

قليلة وهذا تعزيز لك ايها الانسان لاجل ان تعرف قدرك والا لو شاء عز وجل لقال لنا انها من كذا وكذا. مثل ما اخبرنا عن الملائكة والجن وغير ذلك. ومع علمنا اليقيني بها لكن لا ندري عن كونهها ولا نستطيع ان نجحدها. فهذه الاشياء الموجودة التي - 00:30:08ضَ

يدركها ولا يعلم حقيقتها لتعلم ان عقلك له حد لا يتجاوزه. كما قال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن ارض مثلهن يتنزل الامر بينهن. لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما - 00:30:28ضَ

ثم لو جعلنا هذه العقول مدرجا لاصل العلم بالله لعجز عن تفاصيل ذلك ولاحتارت فضلت. كما قال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا به علما. وقال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ثم باي ميزان من العقول نزن كلام الله وكلام رسوله - 00:30:47ضَ

ابعقول ضعيفة ناقصة افسدها الهوى وافسدت البدع وافسدتها الذنوب وافسدها الاعراض عن الله وافسدها الشيطان الامارة بالسوء لذلك ليس لها الا التسليم. ولذلك الطائفة المنصورة تبقى على الدين الصحيح الى قيام الساعة بسبب انها مسلمة - 00:31:07ضَ

الكتاب والسنة وانظر الى هذه الامم ممن قبلنا. التي جاءتها كتب وانبياء لكنهم ما حفظوها بل اعرضوا عنها. وذهبوا الى عقولهم فافسدوا وضلوا واضلوا. فهل يمكن ان يتصور ان بني اسرائيل يعبدون العجل في ظرف يسير. وعندهم نبي مرسل وهو هارون عليه السلام - 00:31:27ضَ

انما حصل ذلك لانهم ما سلموا للانبياء وما جاءوا به. ثم ان موسى يزجبهم زجرا شديدا ويحرق هذا العجل المصنوع. ويبقى في انفسهم منه شيء لانه اسربت قلوبهم حبا. وهم يرون بينهم نبيين ينهيانهم. ومع ذلك ضلوا لانهم قدموا - 00:31:47ضَ

والهوى. كما ان الدجال ياتي اخر الزمان ويقول للناس اشياء ويأتي بمخاريق واشياء ويصدقه الناس. فالدجاجلة كثير خاصة الذين يعارضون الكتاب والسنة نعوذ بالله منهم - 00:32:07ضَ