شرح كتاب التوحيد

شرح كتاب التوحيد| الباب(٢)| الشيخ: أحمد الصقعوب

أحمد الصقعوب

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوك حفظه الله يقدم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العباد هاي كيم من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. نعم المؤلف لما ذكر في الباب السابق ثواب من اتى بالتوحيد الواجب - 00:00:04ضَ

ذكر في هذا الباب ثواب من اتى الكمال من التوحيد وهو ان من حقق التوحيد واتى بالقدر الواجب والكامل الواجب والكامل انه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب فمن الناس من يدخل الجنة بعد حساب وعذاب - 00:00:46ضَ

ومنهم من يدخل الجنة بلا او بعد الحساب ولكنه لا يعذب في غرض تعرض عليه الاعمال ومنهم من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهؤلاء جاء في الصحيحين انهم سبعون الفا - 00:01:13ضَ

وجاء في المسند مع كل الف سبعون الفا يعني اربع ملايين وتسع مئة الف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب يا ترى من هؤلاء هؤلاء مثلكم عاشوا في الدنيا مثلكم - 00:01:30ضَ

سمعوا القرآن والسنة مثلنا. لكن كانت قلوبهم حريصة على الا تتلطخ بشيء من التوحيد لا من نواقضه فهم ابتعدوا عن النواقض وابتعدوا عن النواقص اتوا بالواجبات وحرصوا على الاتيان بمكملات التوحيد ومحلياته. فنالوا هذا الفضل - 00:01:46ضَ

وقرر في هذا الباب شيئا من صفاتهم نعم على هذا تحقيق التوحيد نوعان. النوع الاول تحقيق واجب. وهو ان يعبد الله ويخلص توحيده من الشرك الاكبر والاصغر ومن البدع والنوع الثاني تحقيق مستحب. وهو ان يخلص توحيده من الشرك الاكبر والاصغر والبدع. ويترك بعظ المباحات - 00:02:11ضَ

التي تركها دليل على كمال التوحيد. كما سيأتي بيانه وقول الله تعالى نعم ذكر في هذا الباب ايتين وحديث تدلان على ما بوب له المؤلف. الاولى هذه الاية ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا. ولم يكن من المشركين - 00:02:41ضَ

ومناسبة هذه الترجمة ان الله جل وعلا وصف إبراهيم عليه الصلاة والسلام بخمس صفات لان ابراهيم نموذج نموذج ممن ممن كملوا التوحيد نموذج ممن حققوا التوحيد وهو قدوة لمن اراد ان يحقق التوحيد فناسب ان يذكر هذه الاية. وصفه بانه امة - 00:03:22ضَ

اي معلما وقدوة للخير. واماما يقتدى به علما وعملا ثانيا قال قانتا. اي انه كان مداوما على الطاعة والعبادة لا يمل ولا يكل خاشعا مخبتا لله ثالثا قال لله اي كان مخلصا لله عز وجل. طاعته وقنوته وعبادته لله وحده دون من سواه - 00:03:44ضَ

كل عباداته لله في هذا الباب ليست لاحد سواه يطعم الناس لا يريد منهم جزاء ولا شكورا. يدعو الناس لا يريد منهم جزاء ولا شكورا. عبادة لله وحده دون من سواه - 00:04:13ضَ

رابعا قال حنيفا والحنيف من معانيه المائل اي انه مائل عن الشرك الى التوحيد فهو مائل عن الشرك الى التوحيد. عن الضلال الى الحق. عن الباطل الى الحق خامسا قال لم يك من المشركين. ولم يك من المشركين وهذا تأكيد. فنفى الله عن عنه الشرك الاكبر والاصغر. هذي صفات ابراهيم. هذا حال - 00:04:29ضَ

احد من كملوا التوحيد بل امام من ائمتهم. قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم. والذين معه. اذا تلمت صفات ابراهيم في القرآن وانظر الى معالم دعوته. واقتدي بها فانه قدوة حتى تكون ممن سار على هذا النهج. نعم - 00:05:00ضَ

وقال والذي لا يشركون نعم ايضا هذه الاية مناسبة هنا ان الله جل وعلا وصف المؤمنين الخائفين السابقين في سورة المؤمنون ذكر لهم صفات اعظمها واجلها انه اثنى عليهم بسلامة معتقدهم - 00:05:20ضَ

وعدم وقوعهم في الشرك بانواعه فقال والذين هم بربهم لا يشركون. نعم وعن حصين ابن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي البارحة فقلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت. نعم هذا الحديث حديث عظيم - 00:05:51ضَ

قد اتفق البخاري ومسلم على اخراجه وفيه فوائد نعم قال قال سبع صلاة قلت افتقيت. ولذلك هنا قال اما اني لم اكن في صلاة. لما قال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قال - 00:06:21ضَ

انا ثم خشي ان يظن الناس انه قائم يصلي. فقال اما اني لم اكن في صلاة انا ما رأيت لاني قائما اصلي الليل. وهذا لان السلف رحمهم الله ما كانوا يحرصون على ان يمدحوا بما ليس فيهم - 00:06:40ضَ

بل كان الواحد منهم لا يرغب ان يمدح بما فيه اصلا. لانه عامل لله ما عمل لاجل ان يثنى عليه او لاجل ان يمدح او لاجل ان ينوه باسم كل هذا اصلا ليس مقصدا - 00:06:55ضَ

ولذا يقول الله عز وجل انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر لا نريد ان تجزونا ولا ان تشكرونا نريد الجزاء والشكور الله جل وعلا نعم قال حديث حدث بعض الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن الحسين - 00:07:10ضَ

انه قال لا رؤية الا من عين او ثوب. قال ولكني لدغت قال فما فعلت ما صنعت؟ قال استرقيت. يعني طلبت من يرقيني طلبت احدا يقرأ علي. ثم بين حجته - 00:07:38ضَ

قال قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه اسناده قال لا رقية الا من عين او حمى الحمى العين معروفة اصابة الانسان بالعين والحمى اصابة الانسان بلدغة شيء من ذوات السموم حية او عقرب. فقال لا رقية الا من عين او حمى - 00:07:55ضَ

المعنى اي لا رقية انفع من الرقية من العين او الحمى وفي هذا اشارة الى ان علاج العين وعلاج السموم الرقية الشرعية والادلة على هذا والكلام عليه يطول. نعم قال قد احسن من ابتعا الى ما سمع. انظر العذر - 00:08:16ضَ

السلف رحمهم الله كانوا اذا رأوا من اخذ بما بلغه من الحجة عذروه قال قد احسن من انتهى الى هذا الذي بلغك لكني ساحدثك عن حديث اخر فالمسائل التي يختلف اهل العلم فيها ولا يبلغ العالم الا هذا النص - 00:08:43ضَ

او لا يظهر له الا هذا المعنى قد احسن من انتهى الى ما سمع ولذا اهل السنة يخطئون يخطئون لكنهم لا يكفرون ليس معنى ذلك انهم يلغون باب النواقض ولكن المسائل التي - 00:09:00ضَ

ليست كل مسألة يكفرون الانسان فيها وانما يخطئونه والذي يخطئ ايضا درجات قد يخطئ وهو معذور مأجور قد يخطئ وهو مأجور في هذا الباب ولذا قال قد احسن من انتهى الى ما سمع نعم - 00:09:19ضَ

ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت عليه الامم هذا العرض قال عرضت علي الامم. والاظهر ان هذا عرض حقيقي هذا عرض حقيقي - 00:09:40ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الامة الامم امة بعد امة كان النبي يعرض عليه والله قادر على كل شيء النبي صلى الله عليه وسلم اراه الله بعظ احوال امته في القبور - 00:09:58ضَ

واسمعه شيئا من احوالهم لولا الا تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم ما اسمع عرضت عليه الجنة والنار وهو صلاة الكسوف عرض حقيقي الله قادر على كل شيء اراه الله عز وجل في الاسراء والمعراج شيئا من ملكوت السماء وقد اسري بروحه وجسده والصحيح انها انه اسراء حقيقي ليس - 00:10:12ضَ

كلام من ليس مناما اذا عرضت عليه الامم عرض حقيقي والله قادر على كل شيء لا يعجزه شيء. من امر السماء ولا من من امر الارض. فانظر كيف كان العرض. قال فرأيت النبي - 00:10:37ضَ

ومعه الرجل والرجلان يعني النبي ارسل اليه وبعث امر بالبلاغ ولم يتبعه الا رجل واحد كل من ارسل اليهم كذبوه كلهم عارضوه والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد - 00:10:54ضَ

وفي هذا دلالة على ان عدم على ان عدم قبول دعوة الانسان ليس دليلا على عدم صدقه ولا على عدم اخلاصه ولا على عدم صوابه لا كما ان كثرة الاتباع وكثرة المتعثرين ليست دليلا على الصدق - 00:11:16ضَ

ولا على الاخلاص ولا على الصواب. وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. انما المعيار ما وثق الكتاب والسنة ما وافق الكتاب والسنة. وفي هذا تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام حينما عرضت عليه هذه يعني يا محمد - 00:11:36ضَ

وان كذبك اقرب الناس اليك كذبك ابو طالب ابو لهب كذبك بعض اقاربك فلا تظجر. فالنبي الذي بعث ولم يتبعه احد قبيلته لم يتبعوه فيهم اباؤه واجداده واخوانه وربما ابواب ابناء وربما زوجته - 00:11:52ضَ

فهذا تسلية للانسان. اذا دعوت ولم يتبعك احد اذا علمت ولم يستجب لك احد لا يظيرك ذلك. اجرك تام على الله عز وجل. نعم ارأيتم نبيا والنبي ليس معه احدا اذ رفع عليه فظننت انه - 00:12:13ضَ

فقيل لي هذا موسى وقومه. نعم سواد عظيم اشارة الى الناس الكثير. اذ رفع لي سواد عظيم اي من الناس فظننت انهم امتي لان الله وعده بالخير العظيم انا اعطيناك الكوثر. فهو الخير العظيم - 00:12:39ضَ

ومن الخير العظيم كثرة اتباعه وان اكثر اهل الجنة من اتباعه. ومن الخير العظيم الكوثر الحوض الذي اعطيه. الحاصل وفي هذا دليل على فضل اتباع موسى وان موسى اتباعه اكثر اتباع الانبياء بعد محمد صلى الله عليه - 00:12:58ضَ

وسلم فقيل لي هذه امتك سبعون الف تدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. نعم. وهذا كما قلنا في المسند والترمذي مع كل الف سبعين الفا وهذه الزيادة قال عنها الحافظ ابن حجر اسنادها جيد - 00:13:21ضَ

وقد حسنها الترمذي وصححها ابن حبان نعم نعم هنا قال فرفع لي سواد ولكن قال فقلت فقيل لي هذه امتك فدل على ان امة محمد المتبعون له اكثر من غيرهم من الامم - 00:13:47ضَ

ثم بين المقصد من ايراد هذا الحديث. قال معهم اكمل يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم فقال بعضهم فلعلهم والذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين - 00:14:06ضَ

وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يستحقون ولا يفترون ولا يتغيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة فقال ادعوا الله ان يجعلني منكم. فقال انت منهم ثم قال رجل الاخر - 00:14:34ضَ

ادعو الله ان يجعلني منكم. فقال سبقك بها العكاشة. رواه البخاري ومسلم. نعم. قوله معهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هذا حال الكمل ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم لانه كان جالسا معهم في المجلس - 00:15:04ضَ

فدخل منزله الصحابة من يا ترى هؤلاء وهذا دليل على حرصهم على الخير ورغبتهم ان يكونوا منهم. فنحن سمعنا كما سمعه الصحابة فنقول من يا ترى هؤلاء ولعلنا ان نكون منهم - 00:15:24ضَ

فقال بعضهم لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلهم الذين صحبوه وقال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا لان الصحابة رظوان الله عليهم الذين كانوا وقعوا في الشرك قبل الاسلام بقيت هذي الاشياء يخافون منها - 00:15:44ضَ

وهكذا احيانا قد يقع الانسان في ذنوب ويتوب منها ويستمر يفكر فيها. وتكسره وتكسر اعجابه وتكسر رؤيته لذاته. فتكون المعصية التي تاب منها والشرك الذي تاب منه والكفر الذي اسلم منه - 00:16:04ضَ

داعيا له الى تصحيح العمل في هذا الباب كما كان الصحابة رضوان الله عليهم خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه؟ فاخبروه فاخبرهم بالجواب وبين لهم صفاتهم. فذكر لهم اربع صفات - 00:16:24ضَ

الاولى قال هم الذين لا يسترقون الرقية ان طبعا الرقية جائزة كما قال عليه الصلاة والسلام لا رقية الا من عين او حماة وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي - 00:16:43ضَ

لكن هنا صفة قال لا يسترقون اي لا يطلبون من غيرهم ان يرقيهم لا يطلبون من غيرهم ان يقرأ عليهم. لماذا؟ لقوة اعتمادهم على الله وايضا لان الرقية القرآن سواء قرأتها وانت بنفسك او قرأ عليك غيرك - 00:17:03ضَ

اخلص لله واعتمد على الله واصدق مع الله. فالعبرة بالقرآن. وبقلب موقن فيه وبقلب موقن فيه فاذا صدر من قلب موقن ووافق محلا قابلا فانه يؤثر هذا الغالب. الا اذا وجد مانع وهو قدر سابق - 00:17:25ضَ

ولذا هؤلاء لا يطلبون من غيرهم ان يرقيهم اولا لقوة اعتمادهم على الله ثانيا لانهم يقرأون على انفسهم هم ثالثا لان نفوسهم عزيزة ان تذل لغير الله عز وجل وان كان الامر مباح هذا مباح - 00:17:48ضَ

هذا مباح قد يقول قائل طيب لو ان انسانا رقي نقول لا لا مانع. لان المقصود هنا يسترقون اي يطلبون من غيرهم ان يرقيهم طيب لماذا تركوا ذلك؟ توكلا على الله لانه ذكر. في اخر الحديث قال وعلى ربهم يتوكلون معتمدون على الله - 00:18:05ضَ

ومن يتوكل على الله فهو حسبه الثاني قال ولا يكتوون اي لا يسألون غيرهم ان يكويهم كما لا يسألون غيرهم ان يرقيهم. ولا يتعالجون بالكي وان كان الكي مباح كما قال عليه الصلاة والسلام - 00:18:30ضَ

ان يكن من ادويتكم شيء ففي ثلاث شربة عسل او شرطة محجم او لذعة بنار واكره ان اكثر هي مباحة لكن العلاج بالكي علاج ظني وفيه تعذيب بالنار لكن هذا التعذيب - 00:18:50ضَ

لاجل لسبب ولذلك ابيح قبيح لكنهم يتركونه ثالثا قال ولا يتطيرون مأخوذ من الطيرة والتطير هو التشاؤم. بالمرء او المسموع او غيره. فهم لا يتطيرون بشيء لماذا؟ كل هذه الاشياء الثلاث تركوها - 00:19:10ضَ

الاصل متقرر في قلوبهم وهو انهم على ربهم يتوكلون التوكل على الله من اجل صفات المؤمنين. ومن يتوكل على الله فهو حسبه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله - 00:19:33ضَ

ونعم الوكيل لا تحزن ان الله معنا قال كلا ان معي ربي سيهدين حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم حينما القي في النار فانجاه الله وقال محمد حينما قال الناس ان الناس قد جمعوا لكم - 00:19:52ضَ

فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فهذا المراد فهم موحدون لا يعبدون الا الله. لا يشركون بالله احدا سواه. ومع ذلك متوكلون على الله في كل صغير وكبير في دفع المضار وجلب المنافع - 00:20:12ضَ

ومن ذلك انهم يتركون بعض المباحات توكلا على الله يتركون طلب الرقية من الغيث توكلا على الله يتركون التطير توكلا على الله يتركون الكي توكلا على الله قد يقول قائل طيب لو ان - 00:20:31ضَ

طلب من الغير ان يرقيه فلما علم اراد ان يترك هذا الامر توبة من الذنوب تجب ما قبلها فما بالك بترك المباح فالعبرة ان يعزم الانسان. فلو ان انسانا استرقى فلما علم رغب ان يكون من اهل هذا الامر نقول الاعمال بالخواتيم - 00:20:47ضَ

الاعمال بالخواتيم اصدق مع الله يصدق الله معك. نعم - 00:21:11ضَ