Transcription
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوط حفظه الله يقدم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العباد بالقسط لا اله الا هو العزيز الله اليك ما جاء في قول الله تعالى - 00:00:04ضَ
ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي قال مجاهد هذا بعملي وانا به. وقال ابن عباس رضي الله عنهما يريد من عندي وقوله قال انما اوتيته - 00:00:41ضَ
على علم عندي. قال قتادة على علم مني بوجوه المكاسب. وقال اخرون على علم من الله اني له اهل وهذا معنى قول مجاهدة اوتيته على شرف. نعم المؤلف رحمه الله تعالى - 00:01:04ضَ
عقد هذا الباب وله مقصد من ايراده اراد ان يبين ان من انعم الله عز وجل عليه بالنعم سواء انعم الله عليه بمال او بمنصب او بجاه او برفعة او بخيرات - 00:01:22ضَ
فزعم انه حقيق بها وانه جدير بها. ولم ينسبها الى الله. ولم يشكر الله جل وعلا على ما انعم عليه ونسب الفضل لنفسه. ونسي ان ينسب الفضل لربه جل وعلا - 00:01:40ضَ
فقال انما اوتيت هذا المال على علم عندي بوجوه المكاسب. انا اعرف افعل كذا واعرف احصل المال واعرف ان ال المناصب فنسبها الى نفسه ولم ينسبها الى ربه هذا فعله - 00:01:56ضَ
مذموم ولذا قال الله عز وجل ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي. هذا يعتبر خلل في توحيد الانسان لان من عرف الله وعرف ان كل ما يصيب العباد من خير فهو من الله عز وجل - 00:02:15ضَ
وان الله جل وعلا لو عاملنا بما نستحق لعاقبنا. ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة. لكن الخيرات التي نعطاها هي محض فضل من الله نعمة من الله ينعم الله عز وجل بها على من يشاء - 00:02:34ضَ
فينسبها الى الله ويشكر الله على ما اعطاه. وكذلك يستعين بها على طاعة الله. هذا الوصف هو حال اهل الايمان هو حال اهل الايمان الذين يشكرون الله ويعترفون بفظله عليهم وينسبون الفضل اليه واما هم - 00:02:52ضَ
فانهم يعرفون انهم محتاجون عاجزون لو وكلهم الله عز وجل الى انفسهم طرفة عين لما استطاعوا ان يحققوا مصالحهم ولذلك ذكر هذه الاشياء. قال ولئن اذقناه رحمة منا الى اخره قد يقول قائل طيب لو ان انسانا قال ذلك - 00:03:11ضَ
ولان اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي لو قال ذلك هل يعتبر هذا قادح في توحيده وايمانه يقال هو ليس ناقضا لتوحيده وايمانه. لكنه قدح قادح لا يخرجه من الملة يدل على عدم معرفته لنفسه. وعلى عدم تقديره لربه - 00:03:37ضَ
ثم ذكر بعد ذلك الحديث العظيم حديث ابي هريرة الذي فيه قصة الثلاثة الابرص والاقرع والاعمى الذين كانوا اصابهم بلاء ثم امتحنهم الله عز وجل بان اعطاهم نعمة ازال عن الاعمى عماه - 00:03:59ضَ
وازال عن الابرص برصه وازال عن الاقرع قرعه فاحسن شكلهم. واعطاهم جمالا ومالا ثم بعد ذلك ارسل الله اليهم ملكا للاختبار وهذا حق والحديث ثابت في الصحيحين وهي قصة حصلت - 00:04:20ضَ
يبتلي الله عز وجل العباد قد يبتليهم الله عز وجل بالضراء. وقد يبتليهم الله بالسراء. فمن الناس من اذا اصابته السراء وصبر ومنهم من اذا اصابته فتنة الظراء لم يستطع ان يتحمل - 00:04:40ضَ
وهؤلاء الثلاثة منهم من شكر ونسب النعمة الى الله وهو الاعمى ومنهم من نسب النعمة الى نفسه ازال الله عنه النعمة ولم يبقى له هجر ولا فظل ولا خير. ويؤخذ من هذه القصة كما سنقرأها ان العبد يجب عليه ان يشكر الله عز وجل على النعم التي ينعم الله بها - 00:04:59ضَ
عز وجل بها علي وايضا اذا اصابه الله بخير بعد ضر فلا يأمن ان يختبره الله عز وجل فان الله يختبرك ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت. ويبتلي الله بعض الناس بالنعم. فالانسان - 00:05:23ضَ
اذا كان في صحة فهو في اختبار فليستعين بها على طاعة الله او على معصية الله اذا كان في سعة من الرزق هو في اختبار هل يستعين به على طاعة الله او على معصية الله - 00:05:44ضَ
اذا كان في جاه ورفعة عند البشر فهو في اختبار. الشباب اختبار. قال الفراغ اختبار. متى ينكشف للانسان الحال ينكشف للانسان الحال على حقيقته ووجهه يوم ان يقال له اقرأ كتابك - 00:05:57ضَ
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فيرى الانسان ثواب ما قدم او جزاء تقصيره وتفريطه في طاعة ربه احسن الله اليك عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:06:16ضَ
ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى. فاراد الله ان يبتليهم. فبعث اليهم ملكان فاتى الابرص فقال اي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قدرني الناس به. قال فمسحه فذهب عنه قدره. فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال - 00:06:39ضَ
فاي المال احب اليك؟ قال الابل او البقر. شك اسحاق فاعطي ناقة عشراء. انظر الى عظيم قدرة الله عز وجل هذا الرجل بمسحة من مخلوق ارسله الله عز وجل ليجري الشفاء على هذا الرجل. زال عنه بصره - 00:07:09ضَ
والاخر زال عنه عماه والاخر زال عنه قرعه وغير الله حالهم من فقر الى غنى فالعبد عليه ان يعلم ان الله قادر على كل شيء سيرغب الى الله عز وجل في ازالة الضر - 00:07:31ضَ
وفي جلب الخير وفي اعطاءه النعمة ويعلم ان الله جل وعلا قادر بلمحة بصر يقول للشيء كن فيكون في غير الله حاله من ذل الى عز ومن ظر الى سعة ومن مرض الى صحة ومن فقر الى غنى ومن ضعة الى رفعة - 00:07:46ضَ
لكن عليه ان يعتمد على الله عز وجل احسن الله اليك فاعطي ناقة العشراء وقال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليه قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا - 00:08:05ضَ
فقال اي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل فاعطي بقرة حاملا وقال بارك الله لك فيها. فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان يرد الله الي بصري - 00:08:31ضَ
فابصر به الناس. فمسحه فرد الله اليه بصره. قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطي والدا فانتج هذان وولد هذا. فكان لهذا واد من الابل. ولهذا واد من البقر. ولهذا - 00:08:51ضَ
من الغنم قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته. فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الجبال في سفري فلا بلاغ اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن - 00:09:11ضَ
بعيرا اتبلغ به في سفري؟ فقال الحقوق كثيرة. فقال له كأني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك الناس فقيرا؟ فاعطاك الله عز وجل المال؟ فقال انما ورثت هذا المال كابرا عنك - 00:09:31ضَ
فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. هذا موطن الشاهد انما ورثت هذا المال كابر عن كابر وهذا منطق ينطق به كثير من الناس ولاجل ذلك ذكره المؤلف ليبين لك ان من تحقيق التوحيد ان ينسب العبد النعم الى مسديها - 00:09:51ضَ
ولا ينسبها الى ذاته وجهده وعقله ورأيه. ولا الى مخلوق من المخلوقين. المخلوقون اذا اجرى الله على ايديهم على مخلوق النعمة يشكرون لا يشكر الله من لا يشكر الناس. لكن - 00:10:14ضَ
الذي قدر هذه النعمة واعطاها هو الله. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده فلو ان الله عز وجل لم يقدر نعمة واجتمع الخلق كلهم ان يعطوك اياهم ما استطاعوا - 00:10:31ضَ
ولو ان الله قدر لك خيرا واجتمع الخلق كلهم على ان يردوه عنك ما استطاعوا هذا يجعل العبد يوقن ان كل شيء بيد الله ويرغب بما عند الله. ويتوكل على الله. ويحمد - 00:10:49ضَ
الله جل وعلا اذا نزلت عليه نعمة ويشكر المخلوق اذا اجرى الله على يديه هذه النعمة. نعم الله اليك قال فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت قال واتى الاقرع في صورته - 00:11:06ضَ
فقال له مثل ما قال لي هذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى قال واتى الاعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ - 00:11:26ضَ
اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري؟ فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله - 00:11:47ضَ
فقال امسك عليك ما لك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. اخرجه. الله اكبر - 00:12:07ضَ