شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح السندي 37 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد - 00:00:00
وببيان شيء من انواع السحر قلنا الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ليهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله - 00:00:18
صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وبعد ان بين المؤلف رحمه الله في الباب الماضي السحر حكما وحقيقة وحدا نسب ان يعقد هذا الباب الذي هو تفصيل - 00:00:46
لسابقه بيان شيء من انواع السحر فانه قد مر بنا في الباب السالف ان السحر اسم عام يضم انواعا مختلفة يجمعها امران الاول ان فيها تأثيرا خفيا على النفوس والثاني - 00:01:18
ان فيها خداعا للنفوس ما فيه تأثير وما يكون تعاطيه بخفة وخداع هو الذي جعل اهل العلم يطلقون على انواع شتى هذا الاسم الا وهو السحر فمن السحر ما هو - 00:01:53
شرك بالله عز وجل اذ لا يكون الا بحصول الشرك وهذا هو السحر اذا اطلق بالحقيقة الشرعية الخاصة وهناك انواع اخرى تدخل في كلمة السحر بالمعنى العام لا بالحقيقة الخاصة - 00:02:27
التي يترتب عليها امران الحكم بالكفر واقامة الحد الشرعي على ما مضى بيانه من تلك الانواع التي تدخل بالمعنى العام ما يرجع الى استعمال بعض الادوية وخواص الاشياء والتدخينات التي - 00:02:58
يلبس ويخدع بها اهل هذا الصنف فالذين يطلون انفسهم بانواع من الدهانات ثم يدخلون النار فلا تؤثر فيهم هذا يسمى سحرا لكنه ليس السحر بالمعنى الشرعي الخاص الذي قد تعلمناه - 00:03:24
هناك ايضا السحر الذي هو تخييل للعين يعني يستعمل اصحاب هذه اه او هذا النوع طريقة في اشغال اعين الناس ابصارهم بشيء ما ثم يفعلون بخفاء شيئا اخر ومن ذلك ايضا ما - 00:03:49
يسمى عصرنا الحاضر خفة اليد حركات وتصرفات يصنعون بسرعة وذكاء يتدربون عليها و يكون لهم فيها نوع رياضة ويطلق عليها وتسمى ايضا سحرا اذا هناك اصناف شتى لما يطلق عليه انه سحر - 00:04:26
منه ما يكون كفرا ومنه ما لا يكون كذلك وطالب العلم بحاجة الى ان يعرف الفرق بين هذه الانواع حتى ينزل كل نوع منزلته وحتى يحكم على كل نوع بالحكم الشرعي المناسب له - 00:04:59
ان بعض الناس ربما اطلق او عمم فوقع بسبب ذلك شيء منا الالتباس بل التعدي على الشرع القرار في المالكي رحمه الله في كتابه الفروق عقد مسألة اشار فيها الى اهمية هذا الامر - 00:05:25
وهو التفريق بين انواع السحر وانزال اه وانزال كل نوع منزلته الشرعية وكان يشتكي من قلة من يعتني بهذا الامر و هذا الموضوع يرجع الى اصل مهم ينبغي على طالب العلم - 00:05:53
بل على المسلم ان يراعيه الا وهو ضرورة معرفة حدود ما انزل الله حدود ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هذا معرفته من اهم المهمات ومن انفع العلوم - 00:06:18
ومن اهم العلوم والعالم حقا هو الذي يعرف حدود ما انزل الله على رسوله بحيث انه لا يخرج شيئا منها ولا يدخل شيئا فيها لا يخرج شيئا هي منه منها - 00:06:42
ولا ولا يدخل فيها شيئا ليس منها فيها فهذا من الامور المهمة هذه الحدود التي جاءت في النصوص والتي يتعلق بها احكام من جهة التحليل والتحريم ومن جهة المدح والذم - 00:07:05
لابد على المسلم ان يحيط علما بها هذا هو العلم حقا ومن ذلك هذا الذي بين ايدينا ما هو السحر ما انواعه ما الذي يترتب على كل نوع من احكام - 00:07:26
هذا الذي رام المؤلف رحمه الله بيانه في هذا الباب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال احمد رحمه الله حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان بن العلاء قال حدثنا قطر بن قبيصة عن ابيه انه سمع - 00:07:45
النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجد قال عوف نعم هذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله بهذا السياق شيء نادر في كتاب التوحيد من النادر - 00:08:07
ان يسوق المؤلف رحمه الله حديثا باسناده وهذا الحديث فيه بحث من جهة اسناده فان فيه حيان ابن العلاء ابو العلاء فيه كلام يسير و الاقرب والله اعلم ان الحديث ثابت - 00:08:28
قد صححه المنذري وحسنه شيخ الاسلام ابن تيمية والنووي وجود اسناده ابن مفلح والشوكاني وغيرهم من اهل العلم والحديث اخرجه الامام احمد رحمه الله وابو داوود وغيرهما من اهل العلم - 00:08:55
قال حدثنا قال احمد حدثنا محمد بن جعفر وهو غندر الامام العلم الثقة الثبت عن عوف هو ابن ابي جميلة البصري اه المعروف بعوف الاعرابي وهو ثقة خرج له الجماعة - 00:09:22
عن حيان بن العلاء ويقال ابن مخارق ابو العلاء وهذا الذي فيه كلام يسير آآ وثقه بعض اهل العلم وقالوا لا بأس به وبعضهم ضعف يروي عن قطن ابن قبيصة - 00:09:45
وهو تابعي صدوق وابوه قبيسة قبيصة ابن مخارق البصري صحابي جليل نزل البصرة رضي الله عنه وارضاه هذا الحديث فيه بيان ان من الجبت ثلاثة امور العيافة والطرق والطيرة اما الجبت - 00:10:08
فمر بنا فيما مضى ان الاصل في هذه الكلمة هو اطلاقها على ما لا خير فيه وتنوعت كلمات السلف في تفسير هذه الكلمة بين ان يكون الجبت هو الشيطان او السحر - 00:10:39
او الشرك او الاصنام والمعنى المناسب منها لهذا الحديث هو ان الجبت هو السحر اما هذه الامور الثلاثة فهي من السحر كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنها هنا - 00:11:02
اما ان تكون تبعيضية يعني من انواع السحر هذه الامور الثلاثة او ان منها هنا لابتداء الغاية يعني هذه الامور منشؤها من السحر اما الامر الاول فهو العيافة والعيافة هي الزجر - 00:11:27
تقول عفت الطير اعيفها عيافة يعني زجرتها فهو زجر الطير وذلك ان العرب في الجاهلية كانوا اهل ولع ب التطير فكان احدهم اذا خرج من داره يريد سفرا او تجارة او ما لا ما الى ذلك - 00:11:53
فانه يتأمل طيرا في السماء وينظر في ممره يستدل بذلك على عاقبة ما هو مقدم عليه فاذا لم يجد شيئا طائرا ووجد طائرا ساكنا في محله زجرة يعني اثاره وطيره - 00:12:30
حتى يطير ثم بعد ذلك ينظر في ممر هذا الطير فان كان يمر من جهة الشمال الى جهة اليمين اذا كان يمر من جهة الشمال الى جهة اليمين بالنسبة لهذا الزاجر - 00:12:56
سمى ذلك الطائر سانحا واستبشر بذلك واعتقد ان العاقبة حميدة اما اذا طار هذا الطائر من جهة اليمين الى جهة الشمال فانه سماه فانه يسميه بارحا ويتشاءم بذلك ويعتقد ان مآل الامر الذي هو مقدم عليه الخيبة والخسران - 00:13:16
فيرجع ولا يقدم هذا هو الذي اسماه النبي صلى الله عليه وسلم العيافة وبين العيافة والطيرة وهي التي جاءت في هذا الحديث ايضا عموم وخصوص من وجه كل من الامرين عام من وجه وخاص من وجه - 00:13:46
اما العيافة فانها اعم من الطيرة من جهة انه اه يكون بها تشاؤم وتفاؤل اما الطيرة فالغالب في استعمال هذه الكلمة ان تكون في التشاؤم وفي مقابل ذلك فالطيرة اعم - 00:14:14
فان العيافة مختصة بالطيور واما الطيرة فانها اعم من ذلك قد تكون بالطيور من جهة ممرها من جهة الوانها من جهة اسمائها من جهة اصواتها وقد تكون بغير الطيور من حيوانات - 00:14:44
وعاهات والوان وارقام وامكنة وازمنة الى غير ذلك وباب الطيرة باب سيأتينا عن قريب ان شاء الله بعد بابين او ثلاثة لتحلت نتحدث فيه ان شاء الله بالتفصيل انا احكامي الطيرة - 00:15:11
ولكن بمناسبة ما ذكر ها هنا فان الطيرة امر محرم و اذا عظمت في النفس حتى كانت سببا للاقدام او الاحجام فانها تكون شركا على ما سيأتي بيانه ان شاء الله - 00:15:37
اذن هذه هي العيافة هذه هي الطيرة ووجه اطلاق السحر على هذين الامرين هو ما فيهما من تأثير خفي على النفوس فان العيافة والطيرة كلاهما مؤثران على النفوس بحيث يحصل انقباض - 00:15:59
او انشراح او اقدام او احجام وكل ذلك من تأثير هذه الامور التي لا اصل لها ولا حقيقة لها فجامعت السحر من هذه الجهة من جهة ما فيها من تأثير خفي على النفوس. وقد قلنا ان المعنى العام - 00:16:35
الذي ترجع اليه انواع السحر هو ما في هذه الانواع من تأثير خفي على النفوس او ما فيها من خفة وخداع وبالتالي صحة وصف العيافة ووصف الطيرة بانها سحر بالمعنى العام - 00:17:02
لا بالمعنى الخاص الذي وصفناه بانه شرك اكبر مخرج من الملة فهذا القدر لا يصل الى هذا الحد اما الامر الثالث فهو اه الطرق وللطرق تفسيران عند اهل العلم احدهما ما اورد المؤلف مما سنقرأه ان شاء الله - 00:17:27
من كلام عوف رحمه الله من انه الخط في الارض اذا هذا هو التفسير الاول الطرق هو الخط في الارض وسمي الخط في الارض طرقا لان الذي يرسم او يخط على الارض - 00:17:53
كانه يرسم فيها طرقا كانه يرسم فيها ماذا؟ طرقا فسمي ذلك ماذا فرقا وصفة ذلك ان اهل الجاهلية كانوا يأتون الى الكهان والمشعوذين يطلبون منهم ان يخطوا لهم اذا ارادوا الاقدام - 00:18:15
على زواج او سفر او تجارة او ما شاكل ذلك طلبوا من هذا الكاهن ان يخط لهم في الارض فيأخذ عودا ينكت به بالارض او باصبعه بحيث انه يرسم خطوطا كثيرة - 00:18:43
يرسم خطوطا كثيرة على التراب لا يحيط بها العد يرسمها هكذا بطريقة عشوائية ثم يأتي بعد ذلك على مهل فيمسح خطين خطين ثم ينظر فيما بقي فان كان الذي يبقى خطان - 00:19:01
كان هذا علامة على النجاح استبشر صاحب الشأن بهذا واقدم واعتقد ان هذا اعلام له بما في الغيب واما ان كان الذي يبقى فهو خط واحد فانه يتشائم بذلك لانه يراه علامة الخيبة - 00:19:24
ولانه يستطلع بهذا الى ما في الغيب. وان الذي في الغيب هو ان يكون على الانسان خسارة وبالتالي فانه يحجم ولا يقدم اذا هذا نوع من الكهانة مما سيأتي الكلام فيه ان شاء الله - 00:19:49
على وجه التفصيل في الباب القادم ما جاء في الكهان اما التفسير الثاني فهو ان الطرق هو الضرب بالحصى وذلك ان الطرق في اللغة يطلق ويراد به الضرب ومن ذلك سميت المطرقة - 00:20:09
مطرقة الحداد او مطرقة النجار سميت مطرقة لان فيها ماذا لان بها الضرب وهذا الذي قاله لبيد بن ربيعة لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانعه - 00:20:31
وروي هذا البيت لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى وهذا البيت ذكر امرين مما كان اهل الجاهلية يتعاطونه الاول الضرب بالحصى والثاني العيافة التي ذكرناها قبل قليل الشاهد ان هيئة هذه - 00:20:52
اه الصورة وهي الضرب بالحصى انه تؤخذ حصيات حجارة او نحوها ثم يضرب عليها وقد يؤخذ غير الحصى كالودع الذي مر بنا سابقا فيضرب عليها ثم يزعم هذا الكاهن المشعوذ الدجال - 00:21:15
بعد ان يتأمل في هذا الذي ضرب عليه سيكون كذا او لا يكون كذا ستتزوج وتنجح ترسب اه تسافر تفيد من سفرك فائدة او تخسر او يموت فلان الى غير ذلك - 00:21:37
اذا على كلا التفسيرين الطرق نوع من الكهانة فيه ادعاء علم الغيب وهذا لا شك انه منكر عظيم وسيأتي الكلام فيه على وجه التفصيل ان شاء الله وظاهر ما في هذا النوع من تأثير خفي على النفوس - 00:21:56
وصح وصف ذلك بانه من السحر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال عوف العيافة تزجر الطير عوف كما مر بنا هو ابن ابي جميلة العبدي اه الملقب بعوف الاعرابي - 00:22:19
الامام احمد رحمه الله عقب على روايته هذا الحديث بذكر هذا التفسير من عوف الذي هو احد رواة هذا الحديث. نعم طلعوا قال عوف رحمه الله الايافة زجر الطير والضرب الخط يخط بالارض - 00:22:41
والجبت قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد. طيب الجبت قال الحسن يعني البصري رنة الشيطان الرنة في اللغة الصوت الحاد فما المراد برنة الشيطان لاحظ ان الحسن رحمه الله يفسر الجبت - 00:23:02
بهذه الكلمة رنت الشيطان اهل العلم امام هذه الكلمة آآ لهم ثلاثة مواقف او اربعة الموقف الاول انهم يتوقفون في هذه الكلمة كما فعل الحفيد الشارح الشيخ سليمان ابن عبد الله - 00:23:30
الشيخ سليمان ابن عبد الله في التيسير انه لما ذكر هذه الكلمة في التيسير قال لم اقف فيها على كلام والموقف الثاني ان بعض اهل العلم فسروا هذه الكلمة بامرين - 00:23:55
فسروا رنة الشيطان بالنياحة وبالغناء وهذا جاء فيه بعض الاثار عن السلف لكن ليس في تفسير الجد انما في رنة الشيطان ذكروا ان من من رنة الشيطان نياحة النائحة او الغناء - 00:24:16
اما الامر الثالث فهو ان رنة الشيطان يعني دعاؤه وتسويله فهو يوسوس ويدعو و يملي من يطيعه حتى يعصي الله تبارك وتعالى فعاد الامر الى ان الجبت هو الشيطان رنته يعني دعاء دعاؤه ودعوته وتسويله - 00:24:41
ووسوسته وما الى هذه المعاني والاقرب والله تعالى اعلم بل هذا الذي لا ارى فيه اه غيرة ولا اشك فيه ان هذه الكلمة رنة تصحيف وان الكلمة في اصلها انه الشيطان - 00:25:13
لان الحجة في هذا ظاهرة من ثلاثة وجوه اولا ان الذي في مسند الامام احمد والذي بين ايدينا منقول عن المسند الذي في المسند قال الحسن الجبت انه الشيطان او قال الحسن في الجبت انه الشيطان - 00:25:35
وقد راجعت المسند في طبعا عدة ولم اجد فيه الا هذه الكلمة انه الشيطان وثانيا ان الذي نقله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن الامام احمد فانه ساق هذا الحديث باسناده - 00:26:01
بتفسير سورة النساء والذي ذكره انه الشيطان وليس رنة الشيطان ومعلوم ان ابن كثير رحمه الله من اعظم الناس عناية بمسند الامام احمد وقد راجعت تفسيره في طبعات مختلفة وكلها متفقة على - 00:26:21
انه الشيطان والامر الثالث ان هذا التفسير هو المعروف عن الحسن البصري رحمه الله في تفسير الجبت وهذا ما ذكره غير واحد من المفسرين عند تفسير كلمة الجبت الذي لا اشك فيه والعلم عند الله تعالى - 00:26:46
ان هذه الكلمة صحفت صحفت من انه الى رنة ومعلوم ان كتابة الالف قد تأتي بصيغة رسمها قريب من الراء فلعله اشتبه الامر ولا ادري على من هل على المؤلف او على من نقل - 00:27:06
عنه المؤلف فصار رنة الشيطان وعلى كل حال الامر يسير ان قلنا ان الصواب انه الشيطان او انه رنة الشيطان فالامر راجع الى الشيطان. والمعنى ان الشيطان هو الذي نوسوس ويسول الناس هذه الامور من العيافة والطرق والطيرة - 00:27:32
فالشيطان مبدأ ذلك ومنها هنا لابتداء الغاية ومشوا ذلك هو مبدأهم هو الذي يقذف هذه التصورات والتصديقات الباطلة هو الذي يقذفها في نفوس من استجاب له. والله تعالى اعلم. نعم - 00:28:00
احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه يعني ان ابا داوود ومن ذكر اه انما رووا الحديث المرفوع القطعة المرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:25
دون ما بعد ذلك وهو تفسير عوف او الحسن رحمة الله عليهما. نعم قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد - 00:28:45
شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما حديث صحيح كما ذكر المؤلف رحمه الله وقد صححه شيخ الاسلام ابن تيمية وكذلك - 00:29:04
النووي وكذلك الذهبي كتابه الكبائر وغير هؤلاء حديث صحيح ان شاء الله و فيه يخبر النبي يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اقتبس يعني حصل وتعلم شعبة من السحر - 00:29:22
الشعبة الجزء يعني من حصل طرفا من علم النجوم فقد حصل طرفا من السحر زاد ما زاد ومعنى قوله زاد ما زاد انه كلما اوغل بتعلم هذا العلم علم النجوم فانه يكون قد اوغل في السحر - 00:29:49
كلما ازداد تعلما لهذا العلم ازداد من اثم السحر المراد بهذا الحديث علم النجوم الذي هو علم التأثير لا علم التسيير انتبه علم النجوم قسمات علم تأثير وعلم تسيير وسنتحدث عن هذا ان شاء الله على وجه التفصيل في باب قادم خاص بهذا الموضوع - 00:30:15
لكن يقال على وجه الايجاز ان المراد ها هنا علم النجوم يعني علم التأثير وعلم التأثير يرجع الى امرين وهذا الذي كان يتعاطاه من يتعاطاه من اهل الجاهلية من الكفار والمشركين والى هذا العصر - 00:30:52
الاول هو الاستدلال بحركات الافلاك والنجوم واجتماعها وافتراقها على المغيبات والثاني اعتقاد تأثير الافلاك في مجريات هذا الكون يعني ان لهذه الكواكب ولهذه النجوم ولهذه الاقمار ان لها تأثيرا وتدبيرا لهذا الكون - 00:31:17
وكلا النوعين شرك بالله عز وجل وكفر به ووجه اطلاق السحر على هذا النوع هو ما فيه من تأثير خفي على النفوس فان ارباب هذا الصنف ومن يتعاطاه ومن ينساق له - 00:31:53
تتأثر نفوسهم به ويبنون عليه تفاصيل ومواقف وامورا كثيرة بناء هذا بناء على هذا الذي وقر في نفوسهم وهو ولا شك شيء باطل لا حقيقة له. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله - 00:32:18
وللنساء من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن شيئا وكل اليه هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته - 00:32:42
فان الذهبي رحمه الله بميزان الاعتدال اعله بعلتين الاولى احد رواته فانه لين وهو عباد ابن ميسرة والعلة الثانية الانقطاع من جهة ان الجمهور يرون ان الحسن لم يسمع من ابي هريرة - 00:33:02
والحديث جاء من طريق عباد عن الحسن عن ابي هريرة واظن انه مضى الكلام في هذا الموضوع وعلمنا ان الجمهور يرون ان اه الحسن البصري رحمه الله لم يسمع من ابي هريرة رضي الله عنه - 00:33:31
ولذلك ضعف هذا الحديث الذهبي وغيره من اهل العلم ومن المعاصرين الشيخ ناصر رحمة الله تعالى على الجميع وبعض اهل العلم حسن هذا الحديث وابن مفلح بالاداب نقل كلام الذهبي - 00:33:51
ثم قال كذا قال ويتوجه ان الحديث حسن وذلك ان من اهل العلم من رأى آآ ان الحسن قد سمع من ابي هريرة ومن اهل العلم من قال ان عباد ابن ميسرة - 00:34:11
اه لا بأس به وعلى كل حال هذا الحديث فيه امران الاول ما يتعلق بالنفث في العقد وهذا يشهد له كتاب الله ومن شر النفاثات في العقد وما جاء في تفسير هذه الاية من كلام كثير للسلف - 00:34:30
واما الشق الثاني في الحديث وهو من تعلق شيئا وكل اليه فيشهد له ما مر بنا من حديث عبدالله ابن عكيم رضي الله عنه فهذا يتقوى بذاك وذاك يتقوى بهذا - 00:34:52
على كل حال. هذا الحديث فيه كما ذكرت امران الاول ان من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك لاحظ معي ان هذا الحديث فيه التنصيص على النوع الذي هو سحر بالحقيقة الشرعية الخاصة - 00:35:08
هذا الحديث هو الحديث الوحيد من الاحاديث الخمسة التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذا الباب فيها ذكر هذا النوع الذي هو السحر بالحقيقة الشرعية الخاصة التي قلنا ان حكمها ماذا - 00:35:35
انها كفر وشرك لانها لا تكون الا بالشرك بالله عز وجل وذلك ان هذا النوع هو النوع الذي يفشو ويكثر عند السحرة كلبيد ابن الاعصم واخوانه من اليهود ومن سار على نهجهم من السحرة في القديم والحديث - 00:35:52
وذلك ان هؤلاء السحرة يعقدون يعقدون خيوطا يرومون بذلك عقد السحر وعدم انحلاله ومع هذا العقد فانهم يتلون رقى وعزائم وتعويذات يتقربون بها للشياطين ويستعينون فيها بالشياطين ويضيفون الى هذا - 00:36:17
النفس وقلنا ان النفس مرتبة بين النفخ والتفل اخراج الهواء مع شيء من الريق وذلك كما ذكر اهل العلم ان نفس الساحر نفس الخبيثة فاذا نفث خرج من نفسه هذا النفس الخبيث - 00:36:47
وهذه آآ وهذا الريق الخبيث الذي خرج من نفس خبيثة فتكيف ذلك واتفق واقترن مع رح الشيطان الخبيثة وتكيف ذلك بكيفية الله اعلم بها فحصل بسبب ذلك اذى للمسحور. باذن الله الكوني لا باذن الله الشرعي - 00:37:15
يجتمع ويتوافق ويقترب ويتعاون روح انسية خبيثة مع رح شيطانية خبيثة في كيفية الله اعلم بها ينتج بها او ينتج منها فصول السحر واذى المسحور فهذا هو العقد الذي جاء في هذا الحديث وهو المراد بقول الله عز وجل ومن شر النفاثات في العقد. يعني - 00:37:43
السواحر اللاتي يعقدن وينفثن في هذه العقد التي عقدناها والمقصود ان هذا الحديث فيه بيان ان هذه كيفية للسحر الذي هو شرك وهذا ظاهر كما لا شك فيه. من سحر فقد اشرك - 00:38:16
وقد علمنا الاوجه التي كان بسببها السحر شركا اكبر شركا بالله عز وجل اكبر اما قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ ومن تعلق شيئا وكل اليه فهذا حق لا مرية فيه - 00:38:42
وذلك ان من تعلق قلبه وتعلقت جوارحه بالله جل وعلا فان الله عز وجل كافيه وان الله عز وجل مغنيه. وان الله عز وجل ناصره اليس الله بكاف عبده بلى والله - 00:39:05
والله جل وعلا كافي كل من اوى اليه ولجأ اليه واعتصم به ووثق به الله عز وجل كافيه والله عز وجل متوليه ومن يضره اذا كان الله عز وجل هو الذي يتولاه - 00:39:27
اما من تعلق بغيره ان يبشر بالخسارة والخيبة فاي نجاح وفلاح لمن تخلى الله عز وجل عنه ووكله الى غيره فكيف اذا كان ذلك التعلق بالشرك وباهل الشرك عافاني الله واياكم من ذلك - 00:39:49
لعلنا نتوقف عند هذا الحد ونكمل في درس آآ في الليلة القابلة ان شاء الله. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:40:14
Transcription
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد - 00:00:00
وببيان شيء من انواع السحر قلنا الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ليهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله - 00:00:18
صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وبعد ان بين المؤلف رحمه الله في الباب الماضي السحر حكما وحقيقة وحدا نسب ان يعقد هذا الباب الذي هو تفصيل - 00:00:46
لسابقه بيان شيء من انواع السحر فانه قد مر بنا في الباب السالف ان السحر اسم عام يضم انواعا مختلفة يجمعها امران الاول ان فيها تأثيرا خفيا على النفوس والثاني - 00:01:18
ان فيها خداعا للنفوس ما فيه تأثير وما يكون تعاطيه بخفة وخداع هو الذي جعل اهل العلم يطلقون على انواع شتى هذا الاسم الا وهو السحر فمن السحر ما هو - 00:01:53
شرك بالله عز وجل اذ لا يكون الا بحصول الشرك وهذا هو السحر اذا اطلق بالحقيقة الشرعية الخاصة وهناك انواع اخرى تدخل في كلمة السحر بالمعنى العام لا بالحقيقة الخاصة - 00:02:27
التي يترتب عليها امران الحكم بالكفر واقامة الحد الشرعي على ما مضى بيانه من تلك الانواع التي تدخل بالمعنى العام ما يرجع الى استعمال بعض الادوية وخواص الاشياء والتدخينات التي - 00:02:58
يلبس ويخدع بها اهل هذا الصنف فالذين يطلون انفسهم بانواع من الدهانات ثم يدخلون النار فلا تؤثر فيهم هذا يسمى سحرا لكنه ليس السحر بالمعنى الشرعي الخاص الذي قد تعلمناه - 00:03:24
هناك ايضا السحر الذي هو تخييل للعين يعني يستعمل اصحاب هذه اه او هذا النوع طريقة في اشغال اعين الناس ابصارهم بشيء ما ثم يفعلون بخفاء شيئا اخر ومن ذلك ايضا ما - 00:03:49
يسمى عصرنا الحاضر خفة اليد حركات وتصرفات يصنعون بسرعة وذكاء يتدربون عليها و يكون لهم فيها نوع رياضة ويطلق عليها وتسمى ايضا سحرا اذا هناك اصناف شتى لما يطلق عليه انه سحر - 00:04:26
منه ما يكون كفرا ومنه ما لا يكون كذلك وطالب العلم بحاجة الى ان يعرف الفرق بين هذه الانواع حتى ينزل كل نوع منزلته وحتى يحكم على كل نوع بالحكم الشرعي المناسب له - 00:04:59
ان بعض الناس ربما اطلق او عمم فوقع بسبب ذلك شيء منا الالتباس بل التعدي على الشرع القرار في المالكي رحمه الله في كتابه الفروق عقد مسألة اشار فيها الى اهمية هذا الامر - 00:05:25
وهو التفريق بين انواع السحر وانزال اه وانزال كل نوع منزلته الشرعية وكان يشتكي من قلة من يعتني بهذا الامر و هذا الموضوع يرجع الى اصل مهم ينبغي على طالب العلم - 00:05:53
بل على المسلم ان يراعيه الا وهو ضرورة معرفة حدود ما انزل الله حدود ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هذا معرفته من اهم المهمات ومن انفع العلوم - 00:06:18
ومن اهم العلوم والعالم حقا هو الذي يعرف حدود ما انزل الله على رسوله بحيث انه لا يخرج شيئا منها ولا يدخل شيئا فيها لا يخرج شيئا هي منه منها - 00:06:42
ولا ولا يدخل فيها شيئا ليس منها فيها فهذا من الامور المهمة هذه الحدود التي جاءت في النصوص والتي يتعلق بها احكام من جهة التحليل والتحريم ومن جهة المدح والذم - 00:07:05
لابد على المسلم ان يحيط علما بها هذا هو العلم حقا ومن ذلك هذا الذي بين ايدينا ما هو السحر ما انواعه ما الذي يترتب على كل نوع من احكام - 00:07:26
هذا الذي رام المؤلف رحمه الله بيانه في هذا الباب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال احمد رحمه الله حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان بن العلاء قال حدثنا قطر بن قبيصة عن ابيه انه سمع - 00:07:45
النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجد قال عوف نعم هذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله بهذا السياق شيء نادر في كتاب التوحيد من النادر - 00:08:07
ان يسوق المؤلف رحمه الله حديثا باسناده وهذا الحديث فيه بحث من جهة اسناده فان فيه حيان ابن العلاء ابو العلاء فيه كلام يسير و الاقرب والله اعلم ان الحديث ثابت - 00:08:28
قد صححه المنذري وحسنه شيخ الاسلام ابن تيمية والنووي وجود اسناده ابن مفلح والشوكاني وغيرهم من اهل العلم والحديث اخرجه الامام احمد رحمه الله وابو داوود وغيرهما من اهل العلم - 00:08:55
قال حدثنا قال احمد حدثنا محمد بن جعفر وهو غندر الامام العلم الثقة الثبت عن عوف هو ابن ابي جميلة البصري اه المعروف بعوف الاعرابي وهو ثقة خرج له الجماعة - 00:09:22
عن حيان بن العلاء ويقال ابن مخارق ابو العلاء وهذا الذي فيه كلام يسير آآ وثقه بعض اهل العلم وقالوا لا بأس به وبعضهم ضعف يروي عن قطن ابن قبيصة - 00:09:45
وهو تابعي صدوق وابوه قبيسة قبيصة ابن مخارق البصري صحابي جليل نزل البصرة رضي الله عنه وارضاه هذا الحديث فيه بيان ان من الجبت ثلاثة امور العيافة والطرق والطيرة اما الجبت - 00:10:08
فمر بنا فيما مضى ان الاصل في هذه الكلمة هو اطلاقها على ما لا خير فيه وتنوعت كلمات السلف في تفسير هذه الكلمة بين ان يكون الجبت هو الشيطان او السحر - 00:10:39
او الشرك او الاصنام والمعنى المناسب منها لهذا الحديث هو ان الجبت هو السحر اما هذه الامور الثلاثة فهي من السحر كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنها هنا - 00:11:02
اما ان تكون تبعيضية يعني من انواع السحر هذه الامور الثلاثة او ان منها هنا لابتداء الغاية يعني هذه الامور منشؤها من السحر اما الامر الاول فهو العيافة والعيافة هي الزجر - 00:11:27
تقول عفت الطير اعيفها عيافة يعني زجرتها فهو زجر الطير وذلك ان العرب في الجاهلية كانوا اهل ولع ب التطير فكان احدهم اذا خرج من داره يريد سفرا او تجارة او ما لا ما الى ذلك - 00:11:53
فانه يتأمل طيرا في السماء وينظر في ممره يستدل بذلك على عاقبة ما هو مقدم عليه فاذا لم يجد شيئا طائرا ووجد طائرا ساكنا في محله زجرة يعني اثاره وطيره - 00:12:30
حتى يطير ثم بعد ذلك ينظر في ممر هذا الطير فان كان يمر من جهة الشمال الى جهة اليمين اذا كان يمر من جهة الشمال الى جهة اليمين بالنسبة لهذا الزاجر - 00:12:56
سمى ذلك الطائر سانحا واستبشر بذلك واعتقد ان العاقبة حميدة اما اذا طار هذا الطائر من جهة اليمين الى جهة الشمال فانه سماه فانه يسميه بارحا ويتشاءم بذلك ويعتقد ان مآل الامر الذي هو مقدم عليه الخيبة والخسران - 00:13:16
فيرجع ولا يقدم هذا هو الذي اسماه النبي صلى الله عليه وسلم العيافة وبين العيافة والطيرة وهي التي جاءت في هذا الحديث ايضا عموم وخصوص من وجه كل من الامرين عام من وجه وخاص من وجه - 00:13:46
اما العيافة فانها اعم من الطيرة من جهة انه اه يكون بها تشاؤم وتفاؤل اما الطيرة فالغالب في استعمال هذه الكلمة ان تكون في التشاؤم وفي مقابل ذلك فالطيرة اعم - 00:14:14
فان العيافة مختصة بالطيور واما الطيرة فانها اعم من ذلك قد تكون بالطيور من جهة ممرها من جهة الوانها من جهة اسمائها من جهة اصواتها وقد تكون بغير الطيور من حيوانات - 00:14:44
وعاهات والوان وارقام وامكنة وازمنة الى غير ذلك وباب الطيرة باب سيأتينا عن قريب ان شاء الله بعد بابين او ثلاثة لتحلت نتحدث فيه ان شاء الله بالتفصيل انا احكامي الطيرة - 00:15:11
ولكن بمناسبة ما ذكر ها هنا فان الطيرة امر محرم و اذا عظمت في النفس حتى كانت سببا للاقدام او الاحجام فانها تكون شركا على ما سيأتي بيانه ان شاء الله - 00:15:37
اذن هذه هي العيافة هذه هي الطيرة ووجه اطلاق السحر على هذين الامرين هو ما فيهما من تأثير خفي على النفوس فان العيافة والطيرة كلاهما مؤثران على النفوس بحيث يحصل انقباض - 00:15:59
او انشراح او اقدام او احجام وكل ذلك من تأثير هذه الامور التي لا اصل لها ولا حقيقة لها فجامعت السحر من هذه الجهة من جهة ما فيها من تأثير خفي على النفوس. وقد قلنا ان المعنى العام - 00:16:35
الذي ترجع اليه انواع السحر هو ما في هذه الانواع من تأثير خفي على النفوس او ما فيها من خفة وخداع وبالتالي صحة وصف العيافة ووصف الطيرة بانها سحر بالمعنى العام - 00:17:02
لا بالمعنى الخاص الذي وصفناه بانه شرك اكبر مخرج من الملة فهذا القدر لا يصل الى هذا الحد اما الامر الثالث فهو اه الطرق وللطرق تفسيران عند اهل العلم احدهما ما اورد المؤلف مما سنقرأه ان شاء الله - 00:17:27
من كلام عوف رحمه الله من انه الخط في الارض اذا هذا هو التفسير الاول الطرق هو الخط في الارض وسمي الخط في الارض طرقا لان الذي يرسم او يخط على الارض - 00:17:53
كانه يرسم فيها طرقا كانه يرسم فيها ماذا؟ طرقا فسمي ذلك ماذا فرقا وصفة ذلك ان اهل الجاهلية كانوا يأتون الى الكهان والمشعوذين يطلبون منهم ان يخطوا لهم اذا ارادوا الاقدام - 00:18:15
على زواج او سفر او تجارة او ما شاكل ذلك طلبوا من هذا الكاهن ان يخط لهم في الارض فيأخذ عودا ينكت به بالارض او باصبعه بحيث انه يرسم خطوطا كثيرة - 00:18:43
يرسم خطوطا كثيرة على التراب لا يحيط بها العد يرسمها هكذا بطريقة عشوائية ثم يأتي بعد ذلك على مهل فيمسح خطين خطين ثم ينظر فيما بقي فان كان الذي يبقى خطان - 00:19:01
كان هذا علامة على النجاح استبشر صاحب الشأن بهذا واقدم واعتقد ان هذا اعلام له بما في الغيب واما ان كان الذي يبقى فهو خط واحد فانه يتشائم بذلك لانه يراه علامة الخيبة - 00:19:24
ولانه يستطلع بهذا الى ما في الغيب. وان الذي في الغيب هو ان يكون على الانسان خسارة وبالتالي فانه يحجم ولا يقدم اذا هذا نوع من الكهانة مما سيأتي الكلام فيه ان شاء الله - 00:19:49
على وجه التفصيل في الباب القادم ما جاء في الكهان اما التفسير الثاني فهو ان الطرق هو الضرب بالحصى وذلك ان الطرق في اللغة يطلق ويراد به الضرب ومن ذلك سميت المطرقة - 00:20:09
مطرقة الحداد او مطرقة النجار سميت مطرقة لان فيها ماذا لان بها الضرب وهذا الذي قاله لبيد بن ربيعة لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانعه - 00:20:31
وروي هذا البيت لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى وهذا البيت ذكر امرين مما كان اهل الجاهلية يتعاطونه الاول الضرب بالحصى والثاني العيافة التي ذكرناها قبل قليل الشاهد ان هيئة هذه - 00:20:52
اه الصورة وهي الضرب بالحصى انه تؤخذ حصيات حجارة او نحوها ثم يضرب عليها وقد يؤخذ غير الحصى كالودع الذي مر بنا سابقا فيضرب عليها ثم يزعم هذا الكاهن المشعوذ الدجال - 00:21:15
بعد ان يتأمل في هذا الذي ضرب عليه سيكون كذا او لا يكون كذا ستتزوج وتنجح ترسب اه تسافر تفيد من سفرك فائدة او تخسر او يموت فلان الى غير ذلك - 00:21:37
اذا على كلا التفسيرين الطرق نوع من الكهانة فيه ادعاء علم الغيب وهذا لا شك انه منكر عظيم وسيأتي الكلام فيه على وجه التفصيل ان شاء الله وظاهر ما في هذا النوع من تأثير خفي على النفوس - 00:21:56
وصح وصف ذلك بانه من السحر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال عوف العيافة تزجر الطير عوف كما مر بنا هو ابن ابي جميلة العبدي اه الملقب بعوف الاعرابي - 00:22:19
الامام احمد رحمه الله عقب على روايته هذا الحديث بذكر هذا التفسير من عوف الذي هو احد رواة هذا الحديث. نعم طلعوا قال عوف رحمه الله الايافة زجر الطير والضرب الخط يخط بالارض - 00:22:41
والجبت قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد. طيب الجبت قال الحسن يعني البصري رنة الشيطان الرنة في اللغة الصوت الحاد فما المراد برنة الشيطان لاحظ ان الحسن رحمه الله يفسر الجبت - 00:23:02
بهذه الكلمة رنت الشيطان اهل العلم امام هذه الكلمة آآ لهم ثلاثة مواقف او اربعة الموقف الاول انهم يتوقفون في هذه الكلمة كما فعل الحفيد الشارح الشيخ سليمان ابن عبد الله - 00:23:30
الشيخ سليمان ابن عبد الله في التيسير انه لما ذكر هذه الكلمة في التيسير قال لم اقف فيها على كلام والموقف الثاني ان بعض اهل العلم فسروا هذه الكلمة بامرين - 00:23:55
فسروا رنة الشيطان بالنياحة وبالغناء وهذا جاء فيه بعض الاثار عن السلف لكن ليس في تفسير الجد انما في رنة الشيطان ذكروا ان من من رنة الشيطان نياحة النائحة او الغناء - 00:24:16
اما الامر الثالث فهو ان رنة الشيطان يعني دعاؤه وتسويله فهو يوسوس ويدعو و يملي من يطيعه حتى يعصي الله تبارك وتعالى فعاد الامر الى ان الجبت هو الشيطان رنته يعني دعاء دعاؤه ودعوته وتسويله - 00:24:41
ووسوسته وما الى هذه المعاني والاقرب والله تعالى اعلم بل هذا الذي لا ارى فيه اه غيرة ولا اشك فيه ان هذه الكلمة رنة تصحيف وان الكلمة في اصلها انه الشيطان - 00:25:13
لان الحجة في هذا ظاهرة من ثلاثة وجوه اولا ان الذي في مسند الامام احمد والذي بين ايدينا منقول عن المسند الذي في المسند قال الحسن الجبت انه الشيطان او قال الحسن في الجبت انه الشيطان - 00:25:35
وقد راجعت المسند في طبعا عدة ولم اجد فيه الا هذه الكلمة انه الشيطان وثانيا ان الذي نقله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن الامام احمد فانه ساق هذا الحديث باسناده - 00:26:01
بتفسير سورة النساء والذي ذكره انه الشيطان وليس رنة الشيطان ومعلوم ان ابن كثير رحمه الله من اعظم الناس عناية بمسند الامام احمد وقد راجعت تفسيره في طبعات مختلفة وكلها متفقة على - 00:26:21
انه الشيطان والامر الثالث ان هذا التفسير هو المعروف عن الحسن البصري رحمه الله في تفسير الجبت وهذا ما ذكره غير واحد من المفسرين عند تفسير كلمة الجبت الذي لا اشك فيه والعلم عند الله تعالى - 00:26:46
ان هذه الكلمة صحفت صحفت من انه الى رنة ومعلوم ان كتابة الالف قد تأتي بصيغة رسمها قريب من الراء فلعله اشتبه الامر ولا ادري على من هل على المؤلف او على من نقل - 00:27:06
عنه المؤلف فصار رنة الشيطان وعلى كل حال الامر يسير ان قلنا ان الصواب انه الشيطان او انه رنة الشيطان فالامر راجع الى الشيطان. والمعنى ان الشيطان هو الذي نوسوس ويسول الناس هذه الامور من العيافة والطرق والطيرة - 00:27:32
فالشيطان مبدأ ذلك ومنها هنا لابتداء الغاية ومشوا ذلك هو مبدأهم هو الذي يقذف هذه التصورات والتصديقات الباطلة هو الذي يقذفها في نفوس من استجاب له. والله تعالى اعلم. نعم - 00:28:00
احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه يعني ان ابا داوود ومن ذكر اه انما رووا الحديث المرفوع القطعة المرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:25
دون ما بعد ذلك وهو تفسير عوف او الحسن رحمة الله عليهما. نعم قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد - 00:28:45
شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما حديث صحيح كما ذكر المؤلف رحمه الله وقد صححه شيخ الاسلام ابن تيمية وكذلك - 00:29:04
النووي وكذلك الذهبي كتابه الكبائر وغير هؤلاء حديث صحيح ان شاء الله و فيه يخبر النبي يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اقتبس يعني حصل وتعلم شعبة من السحر - 00:29:22
الشعبة الجزء يعني من حصل طرفا من علم النجوم فقد حصل طرفا من السحر زاد ما زاد ومعنى قوله زاد ما زاد انه كلما اوغل بتعلم هذا العلم علم النجوم فانه يكون قد اوغل في السحر - 00:29:49
كلما ازداد تعلما لهذا العلم ازداد من اثم السحر المراد بهذا الحديث علم النجوم الذي هو علم التأثير لا علم التسيير انتبه علم النجوم قسمات علم تأثير وعلم تسيير وسنتحدث عن هذا ان شاء الله على وجه التفصيل في باب قادم خاص بهذا الموضوع - 00:30:15
لكن يقال على وجه الايجاز ان المراد ها هنا علم النجوم يعني علم التأثير وعلم التأثير يرجع الى امرين وهذا الذي كان يتعاطاه من يتعاطاه من اهل الجاهلية من الكفار والمشركين والى هذا العصر - 00:30:52
الاول هو الاستدلال بحركات الافلاك والنجوم واجتماعها وافتراقها على المغيبات والثاني اعتقاد تأثير الافلاك في مجريات هذا الكون يعني ان لهذه الكواكب ولهذه النجوم ولهذه الاقمار ان لها تأثيرا وتدبيرا لهذا الكون - 00:31:17
وكلا النوعين شرك بالله عز وجل وكفر به ووجه اطلاق السحر على هذا النوع هو ما فيه من تأثير خفي على النفوس فان ارباب هذا الصنف ومن يتعاطاه ومن ينساق له - 00:31:53
تتأثر نفوسهم به ويبنون عليه تفاصيل ومواقف وامورا كثيرة بناء هذا بناء على هذا الذي وقر في نفوسهم وهو ولا شك شيء باطل لا حقيقة له. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله - 00:32:18
وللنساء من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن شيئا وكل اليه هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته - 00:32:42
فان الذهبي رحمه الله بميزان الاعتدال اعله بعلتين الاولى احد رواته فانه لين وهو عباد ابن ميسرة والعلة الثانية الانقطاع من جهة ان الجمهور يرون ان الحسن لم يسمع من ابي هريرة - 00:33:02
والحديث جاء من طريق عباد عن الحسن عن ابي هريرة واظن انه مضى الكلام في هذا الموضوع وعلمنا ان الجمهور يرون ان اه الحسن البصري رحمه الله لم يسمع من ابي هريرة رضي الله عنه - 00:33:31
ولذلك ضعف هذا الحديث الذهبي وغيره من اهل العلم ومن المعاصرين الشيخ ناصر رحمة الله تعالى على الجميع وبعض اهل العلم حسن هذا الحديث وابن مفلح بالاداب نقل كلام الذهبي - 00:33:51
ثم قال كذا قال ويتوجه ان الحديث حسن وذلك ان من اهل العلم من رأى آآ ان الحسن قد سمع من ابي هريرة ومن اهل العلم من قال ان عباد ابن ميسرة - 00:34:11
اه لا بأس به وعلى كل حال هذا الحديث فيه امران الاول ما يتعلق بالنفث في العقد وهذا يشهد له كتاب الله ومن شر النفاثات في العقد وما جاء في تفسير هذه الاية من كلام كثير للسلف - 00:34:30
واما الشق الثاني في الحديث وهو من تعلق شيئا وكل اليه فيشهد له ما مر بنا من حديث عبدالله ابن عكيم رضي الله عنه فهذا يتقوى بذاك وذاك يتقوى بهذا - 00:34:52
على كل حال. هذا الحديث فيه كما ذكرت امران الاول ان من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك لاحظ معي ان هذا الحديث فيه التنصيص على النوع الذي هو سحر بالحقيقة الشرعية الخاصة - 00:35:08
هذا الحديث هو الحديث الوحيد من الاحاديث الخمسة التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذا الباب فيها ذكر هذا النوع الذي هو السحر بالحقيقة الشرعية الخاصة التي قلنا ان حكمها ماذا - 00:35:35
انها كفر وشرك لانها لا تكون الا بالشرك بالله عز وجل وذلك ان هذا النوع هو النوع الذي يفشو ويكثر عند السحرة كلبيد ابن الاعصم واخوانه من اليهود ومن سار على نهجهم من السحرة في القديم والحديث - 00:35:52
وذلك ان هؤلاء السحرة يعقدون يعقدون خيوطا يرومون بذلك عقد السحر وعدم انحلاله ومع هذا العقد فانهم يتلون رقى وعزائم وتعويذات يتقربون بها للشياطين ويستعينون فيها بالشياطين ويضيفون الى هذا - 00:36:17
النفس وقلنا ان النفس مرتبة بين النفخ والتفل اخراج الهواء مع شيء من الريق وذلك كما ذكر اهل العلم ان نفس الساحر نفس الخبيثة فاذا نفث خرج من نفسه هذا النفس الخبيث - 00:36:47
وهذه آآ وهذا الريق الخبيث الذي خرج من نفس خبيثة فتكيف ذلك واتفق واقترن مع رح الشيطان الخبيثة وتكيف ذلك بكيفية الله اعلم بها فحصل بسبب ذلك اذى للمسحور. باذن الله الكوني لا باذن الله الشرعي - 00:37:15
يجتمع ويتوافق ويقترب ويتعاون روح انسية خبيثة مع رح شيطانية خبيثة في كيفية الله اعلم بها ينتج بها او ينتج منها فصول السحر واذى المسحور فهذا هو العقد الذي جاء في هذا الحديث وهو المراد بقول الله عز وجل ومن شر النفاثات في العقد. يعني - 00:37:43
السواحر اللاتي يعقدن وينفثن في هذه العقد التي عقدناها والمقصود ان هذا الحديث فيه بيان ان هذه كيفية للسحر الذي هو شرك وهذا ظاهر كما لا شك فيه. من سحر فقد اشرك - 00:38:16
وقد علمنا الاوجه التي كان بسببها السحر شركا اكبر شركا بالله عز وجل اكبر اما قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ ومن تعلق شيئا وكل اليه فهذا حق لا مرية فيه - 00:38:42
وذلك ان من تعلق قلبه وتعلقت جوارحه بالله جل وعلا فان الله عز وجل كافيه وان الله عز وجل مغنيه. وان الله عز وجل ناصره اليس الله بكاف عبده بلى والله - 00:39:05
والله جل وعلا كافي كل من اوى اليه ولجأ اليه واعتصم به ووثق به الله عز وجل كافيه والله عز وجل متوليه ومن يضره اذا كان الله عز وجل هو الذي يتولاه - 00:39:27
اما من تعلق بغيره ان يبشر بالخسارة والخيبة فاي نجاح وفلاح لمن تخلى الله عز وجل عنه ووكله الى غيره فكيف اذا كان ذلك التعلق بالشرك وباهل الشرك عافاني الله واياكم من ذلك - 00:39:49
لعلنا نتوقف عند هذا الحد ونكمل في درس آآ في الليلة القابلة ان شاء الله. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:40:14
شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح السندي 37 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)