شرح كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مر بنا ادلة يؤكد على المؤمن ان - 00:00:00ضَ
يتفكر في ايات الله وفي مخلوقاته ويستدل بها على العظمة والجلال والكبرياء لله وحده وبذلك تصوره عظمة الله تعالى يصغر نفسه وتصغر الدنيا ويصبر اهل الدنيا في قلبه ولا يبقى في قلبه - 00:00:28ضَ
معظما الا ربه تعالى وهذا هو السبب لكثرة الادلة التي تحث على التفكر والاعتبار في ايات الله تعالى الكونية العلوية والسفلية فانه يستدل بها على عظمة الخالق تعالى واذا قرأ القرآن مثلا - 00:01:13ضَ
وجد ان الله تعالى يحث عباده على ان يتفكروا وعلى ان يعتبروا بالايات الكونية التي نصبها لعباده فمثلا قول الله تعالى الم نجعل الارض مهادا يذكر العباد بانه جعل لهم الارض مهادا - 00:01:51ضَ
المهاد هو الوقاء او الفراش اللين الذي يمكن البقاء عليه وكذلك هذه الارض فانها مهاد وكذلك قول الله تعالى الذي جعل لكم الارض مهدا وفي القراءة الذي جعل لكم الارض بها داء - 00:02:28ضَ
وكذلك في اية اخرى قول الله تعالى الذي جعل لكم الارض فراشا لا شك انها اية عظيمة حيث جعل هذه الارض وبسطها وجعلها قرارا ان الله تعالى الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء - 00:03:01ضَ
اذا تذكر العبد هذه الاية العظيمة بها عظمة الخالق الذي خلق هذه الارض وبسطها ثم فيها ما يدل ايضا على الايات والعبر ولذلك يقول الله تعالى وفي الارض ايات الى الموقنين - 00:03:42ضَ
ومواعظ لا ينتفع بها الا اهل اليقين واليقين هو العقد عقل القلب على الايمان من غير تردد وقد اطال العلماء في ذكر النظر في الارض وكيه يستدل بها على عظمة الخالق تعالى - 00:04:22ضَ
وان الذي خلقها على كل شيء قدير انت مثلا تسير في ارض واسعة صحراء بعد قليل يصل الى ارض جبلية صخرية فيها جبال منبسطة ثم تصل الى ارض جبلية فيها جبال شامخة مرتفعة ارتفاعا - 00:04:57ضَ
ثم تأتي ايضا ارضا رملية رملية فيها من الكتب الرمال المرتفعة ما كأنه جبال كأن تلك الرمال جبال مرتفعة عن مستوى الارض وكذلك ايضا تأتي ارضا سابخة لا نبات فيها. وتأتي ارضا - 00:05:38ضَ
ياما كان في مستنقعات الماء وتأتي ارضا لينة هي النبات من كل انواعها النباتات وهكذا لا شك ان هذا دليل على عظمة من اوجدها وكذلك ايضا يا على ايحة هذه البحار الممتدة التي لا يدرك لبعضها طرف - 00:06:14ضَ
في امتدادها وجعل في وسط بعضها جزرا انحسر عنها الماء فاصبحت جزرا في وسطه ذلك الماء يسكن هامان يسكنها من خلق الله تعالى لا شك ان هذا دليل على عظمة من اوجدها - 00:06:53ضَ
وهكذا ايضا ورد في الحديث تقسيم الارض بالنسبة الى المطر عليها الى اربعة اقسام يمسك الماء ولا ينبت اي ماء المطر وقسم ينبت ولا يمسك ماء. وقسم يمسك هو ينبت وقسم لا يمسك ولا ينبت. وهو الارظ السابحة - 00:07:23ضَ
لا شك ان الذي قسمها الى هذه الاقسام هو الرب تعالى الذي خلقها وجعلها على هذه الطبقات كذلك ايضا يا على في جوفها في جوف هذه الارض حفرا تمسك الماء بمنزلة المستودعات التي - 00:08:02ضَ
يودع فيها الماء ماء السماء اذا نزل اذا نزل هذا المطر امتصته تلك الاودية وانصب في تلك المستودعات وبقي في جوف الارض يستخرج عند الحاجة بالدلاء وبالنواضح وما اشبه ذلك لا شك ان - 00:08:31ضَ
الى ذلك فجعل فيها هذه الحفر التي في قد تكون واسعة لا يعلم سعتها الا الله تعالى بث الله تعالى فيها من دابة اه يذكر الله تعالى عباده كما في قوله تعالى - 00:09:02ضَ
والقى في الارض رواسيا ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله اروني ماذا حلق الذين من دونه - 00:09:37ضَ
الظالمون في ضلال مبين فيخبر تعالى بانه يلقى في الارض روعة سعيد. اي هذه الجبال الراسية الراسخة جعلها للارض حتى لا تميت. اي حتى لا تضطرب وتتحرك فلا يحصل عليها - 00:10:01ضَ
ان الله قادر على ان يمسكها ولكن جعل هذه الجبال سببا في امساكها عن الاضطراب عن الحركة وايضا ففي هذه الجبال ايضا منافع قال تعالى والقى في الارض رواسيا بكم انهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات - 00:10:29ضَ
فجعل بين الجبال سبلا يعني طرقا يسلكها السائر ويعرف بها الطرق. ويعرف بها المدن يتوجه اليها وكذلك قال تعالى والقى في الارض رواسيا بكم وانهارا جعل فيها انهار وذلك ان فيها - 00:11:04ضَ
هذه الاماكن التي تخزن الماء كما قال الله تعالى وما انتم له بخازنين لا تستطيعون ان تحزنوا الماء الذي ينزل من السماء في اوانيكم ومواعينكم بكم ولكن جعل الله له مخازن في جوف الارض - 00:11:34ضَ
عيونا في بعض البكاء عيونا تنبع من الارض اذا امتلأت تلك المخازن التي في الجبال مثلا الارض المرتفعة نبعت مع تلك العيون وصار الناس يتصرفون فيها ليسكن بها اشجارهم ويسقون بها انعامهم وينتفعون بها - 00:12:04ضَ
ولو انقطعت عنهم لهلكوا انقطعت انقطع عنهم هذا الماء الذي ينزله الله تعالى ويجعل له مخازن تحفظه يجد ما يثقون به انفسهم او اختيارهم او دوابهم هلكوا ولكن الله تعالى - 00:12:46ضَ
رحيم بعباده. حيث جعل في هذه الارض مستودعات لهذا الماء حتى يستخرج لا شك ان هذه اية عظيمة وعبرة لمن اعتبر وهكذا ايضا جعل الارض لينك ان تنبت ولو كانت الارض صخرية ما انتفعوا بها - 00:13:14ضَ
ولا هلكوا وكذلك لو جعلها كلها من نوع واحد كصاخر مثلا او نحوه كما عاشت عليها دابة ولا انسان ولكن جعلها لينة تنبت وهذه النباتات التي تنبت على ظهر الارض - 00:13:49ضَ
فيها ايضا عبرة وموعظة حيث اخبر الله تعالى بان اللقاح واحد وان الام واحدة في قوله تعالى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل اللقاح الذي هو الماء واحد - 00:14:19ضَ
والام التي هي الارض واحدة ولكن اخبر بان هذه النباتات مختلفة الزهور والطعام والالوان والروائح والطبائع والاشكال والاغراض والانواع من طعام لنوع الانسان ومنها ما هو علف للحيوانات ومنها ما هو - 00:14:45ضَ
اطعم الطيور او السباع وكذلك ايضا الحيوانات تختلف تختلف فمنها ما يأكل هذا ومنها ما يأكل هذا فجعل الله تعالى لها هذا القوت بهذا النبي لا شك انه اية وعبرة. ولذلك قال تعالى وانبتنا فيها من كل زوج - 00:15:15ضَ
وفي اية اخرى من كل زوج بهيج اي يبهج النظرين اذا نظر اليها العاقل اعتبر بها وتذكر كل داخل في قوله تعالى وفي الارض ايات للموقنين ثم يا على ايحاء ايضا - 00:15:45ضَ
ميعادنا لتخرج ما ينتفعون به وما يتمتعون به اما ان تكون تلك الميعاد ثابتة في الارض خلقها الله بها من حين خلقت الارض. واما ان تكون متولدة كما النبات اودعها هذه المعادن - 00:16:18ضَ
كثيرة الانواع لا يحصيها الا الله تعالى منها ما هو نهيج مثل معدن الذهب يستخرج من الارض بمعنى انه يوجد في اطراف او في بعض الارض هذا النوع وهذا المعدن فيستخدم - 00:16:53ضَ
هذا الذهب الذي هو اغلى وانفاس ما يدخر وما يجعل قيما وسلع اثنانا للسلع التي تمتلك مع انه لا يمكن ان ينتفع به بعينه ولكن جعل الله له رغبة في قلوب الناس جعل له هذا الغلاء وهذه الرغبة مع انه - 00:17:18ضَ
لا ليس مطعونا ولا مأكولا ولا مشروبا ولا ملبوسا حديث يستخرج من جوف الارظ ثم تكون له القيمة العظيمة الرفيعة قال لك ايه؟ تنهوا النفوس الى التهالك عليه والى الحرص على اقتنائه - 00:18:02ضَ
وقد ذكره الحريري مكانته بوصف الذنب في قوله تبا له من خادع ومازق اصفر لي وجهين كالمنافق يبدو بوصفين العين الراسق زينة معشوق ولو نعاسك لولاه ولم تقطع يمين السالق - 00:18:35ضَ
ولا بدت مظلمة من فاسق. ولا اشمأزب داخل من طارق. ولا شكل من طول مطل العائق وشر ما فيه من الخلائق الذي سيغني عنك في المضائق الا اذا فر فرار الاب - 00:19:12ضَ
سابق يعني انه في النفوس ومع ذلك فانه يحصل منه هذه الاذات التي تتبع النفوس الى مثل هذه الافات التي ذمه لاجلها ولكن الله تعالى جعل له هذه القيمة يستأخر اليوم جو في الارض - 00:19:32ضَ
جعل في الارض اماكن يستخرج منها هذا الذهب ولما كانت له هذه النفاسة صار ايضا في الجنة ولهذا قال في وصف اهل الجنة يحلون فيها من اساور من ذهب ولباسهم في اخرين - 00:20:07ضَ
فلما كان حلي الذهب من ارفع قيام ما يتحلى به جعل الله لاهل لانك حلية ذهب فيها لكونه من ارفع ما يتحلى به واغلى واعزه في النهوس. وان كان لا يؤكل ولا يشرب. هذا النوع يستخرج من جوف الارض - 00:20:38ضَ
ومثله ايضا بقية المعادن مثلا معدن الفضة الفضة البعضة التي هي ايضا مما يستخرج من جوه الارض ينتفع به يجعل قيام واثنان للممتلكات هو ايضا حديدا كما هو معروف يستخرج من الارض ثم يصفى ويسبك ويضرب ويكون وتكون له هذه القيمة وهذه - 00:21:08ضَ
كذلك ايضا ما ورد ايضا يستخرج ايضا من جوح الارض من بقية انواع المعادن التي ينتفع بها ولو عدمت لتضرر الناس. فمثلا معادن النحاس التي هي ومعاجل الحديد ومعادن الصفر ونحوها - 00:21:51ضَ
وكذلك ايضا ميعاد من الرصاص وما اشبهه وهكذا ايضا الحجرية كلا الكحل والملح والجص وما اشبهه. كل هذه يستخرج من الارض وهكذا ايضا ما يستخرج من البحار حيث ان هذا البحر ايضا ينبت فيه نباتات عزيزة رفيعة الثمن - 00:22:28ضَ
قال الله تعالى سخر لكم الباحر لتأكلوا منه اللحم طرية. وتستخرج منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه. ولتبتغ من فظله ولعلكم تشكرون هذه الحلية التي تستخرج من البحر مثل اللؤلؤي والجوهر - 00:23:06ضَ
الجوهر او هو اعز ما يستخرج من البحر الزمرد والعقيان وما اشبه كل هذه ينبت باذن الله في جوف البحر. وتستخرج ويكون اللحام ثمن رفيع لا يعرفه الا ولا يغالي فيه الا اهله. الذين يعرفون نفاسته. نقول - 00:23:33ضَ
ان هذه ايات من ايات الله اذا تذكر فيها العقل واعتبر عرف قدرة الخالق سبحانه وتعالى وهكذا هذا كله داخل في قوله تعالى وفي الارض ايات للموقنين وقد ذكرنا ان - 00:24:05ضَ
ابن القيم رحمه الله تكلم عليها في كتابه التبيان في اقسام القرآن تكلم على القسم الذي فيه هذه السورة والذاريات ذروا الى قوله تعالى هو رب السماوات والارض انه الحق - 00:24:32ضَ
كان من جملة ما تكلم عليه هذه الاية وفي الارض اية للموقنين وكذلك ايضا على ما بعدها بقوله وفي انفسكم واطال النفس في الكلام على هذه الجملة وفي انفسكم وله ايضا ولغيره كلام كثير حول هذه الايات وهذه العبر التي - 00:24:54ضَ
يعتبر بها المؤمنون. ويتفكرون فاعتبروا يا اولي الابصار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى - 00:25:26ضَ
ذكر تعظيم الرب تبارك وتعالى وانه لا يدرك ولا يوصف ولا يحاط به تعالى وتقدس قال حدثنا ابراهيم بن محمد الحسن قال حدثنا محمد ابن اسحاق قال حدثنا احمد ابن ابي الحواري قال حدثنا احمد ابن بشير - 00:25:52ضَ
قال سمعت ابا عبد الرحمن ببيت المقدس يقول سبحانك موجدا غير محدود معروفا غير موصوف. قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم قال حدثنا ابو زرعة. قال حدثنا - 00:26:14ضَ
قال حدثنا بشر ابن عمار قال حدثنا ابو روق عن عطية عن ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار - 00:26:33ضَ
قال لو ان الجن والانس والشياطين والملائكة منذ خلقوا الى ان فنوا صفوا صفا واحدا ما احاطوا بالله عز وجل ابدا قال حدثنا الوليد قال حدثنا ابو سعيد الكسائي قال حدثنا من جاد. قال حدثنا بشر - 00:26:52ضَ
عن ابي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ قال لا تعلمون عظمته. قال حدثنا الوليد. قال حدثنا بوحاتم قال حدثنا رجاء السندي - 00:27:19ضَ
قال حدثنا ابو خالد عن جويبل عن الضحاك رحمه الله تعالى في قوله تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه. قال يتشققن من عظمة الله عز وجل قال حدثنا الوليد قال حدثنا ابو حاتم قال حدثنا ابو صالح - 00:27:42ضَ
قال حدثني معاوية عن علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ذو الجلال والاكرام. قال ذو العظمة والكبرياء. قال حدثنا ابو العباس الهروي قال حدثنا ابو عامر الدمشقي - 00:28:07ضَ
قال حدثنا الوليد قال حدثني خليد بن دعلج انه سمع قتادة يحدث عن قول الله عز وجل قال المبارك المؤمن قال امن بقوله انه حق. المهيمن قال انزل كتابه فشهد عليه العزيز قال العزيز في نقمته اذا انتقم. الجبار قال جبر خلقه - 00:28:27ضَ
على ما شاء من امره المتكبر قال تكبر عن كل سوء. قال حدثنا الوليد قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا العباس عن يزيد عن سعيد عن قتادة رضي الله عنه - 00:28:57ضَ
ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله قال المشركون انما هذا كلام اوشك ان ينفذ - 00:29:16ضَ
فانزل الله عز وجل ما تسمعون يقول لو كان شجر الارض اقلاما وماء البحر سبعة ابحر لتكسرت الاقلام. ونفذ ماء البحر قبل ان تنفد عجائب ربي وحكمته وعلمه وخلقه قال حدثنا عبدالله بن محمد بن عمران قال حدثنا ابن ابي عمر العدني قال حدثنا مروان بن عبدالواحد - 00:29:38ضَ
وحدثنا الوليد انبأنا محمد بن ايوب انبأنا عبد الاعلى عن ابن ابن حماد انبانا مروان بن عبد الواحد قالا حدثنا موسى ابن ابي ذر من عواهب بن منبه رحمه الله تعالى قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان - 00:30:11ضَ
المسجد الحرام عن مسجد عن مجلس كان في المسجد الحرام يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون فترتفع اصواتهم فقال ابن عباس رضي الله عنهما انطلق بنا اليهم. فانطلقنا حتى وقفنا عليهم فقال - 00:30:32ضَ
ابن عباس رضي الله عنهما اخبرهم عن الكلام الذي عن الكلام الذي كلم به الفتى ايوب عليه الصلاة والسلام وهو في بلائه قلت قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله عز وجل وذكر الموت ما يكل لسانك - 00:30:51ضَ
ويقطع ويقطع قلبك ويكسر حجتك. يا ايوب اما علمت ان لله عبادا اسكتته هم خشية الله عز وجل من غير عيب من غير عي ولا بكم. وانهم لهم النبلاء الفصحاء الطلقاء الالباب. العالمون - 00:31:14ضَ
الله واياته اذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم وكلت السنتهم وطاشت عقولهم واحلامهم فرقا من الله وهيبة وهيبة له فاذا استفاقوا من ذلك استبقوا الى الله تبارك وتعالى بالاعمال الزاكية - 00:31:38ضَ
لا يستكثرون له الكثير. ولا يرضون له بالقليل. يعدون انفسهم مع الظالمين والخاطرين وانهم لانزاهم ابرارا مع المضيعين والمفرقين وانهم لاكياس اقوياء ناحلون ذائبون ذابنون. يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرضى وقد خولطوا وقد خالط القوم امرا عظيم امر عظيم وكتب الي - 00:32:05ضَ
وكتب الي وكتب الي رجل انه بلغه ان ابن عباس رضي الله عنهما قال قال على اثر قول وهب بن وهب رحمه الله تعالى وكفى بك ظالما ان لا تزال مخاصما - 00:32:44ضَ
فبك اي اثما الا تزال ماريا. وكفى بك كاذبا الا تزال محدثا في غير ذكر الله عز وجل قال حدثنا ابراهيم بن محمد الحبل الحسن قال حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال حدثنا محمد ابن - 00:33:03ضَ
اسماعيل ابن عياش عن ابيه قال حدثني ضمضم ابن زرع زرعة عن شريح بن عبيد عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال ثلاث غيبتهن عن عبادي لو - 00:33:24ضَ
اني كشفت غطائي كيف افعل بخلقي اذا امتهم. وقبضت السماوات بيميني وقبضت الارض ثم قلت انا الملك من ذا الذي له المهو ملك دوني قال حدثنا احمد بن محمد بن شريح قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا اسماعيل بن عبدالكريم - 00:33:45ضَ
قال حدثني عبد الصمد ابن معقل عن وهب ابن منبه رحمه الله قال قال الله تبارك وتعالى لارمياء عليه السلام الم تعلم ان القلوب كلها تصدر عن مشيئتي. وان الالسن كلها بيدي اقلبها - 00:34:13ضَ
كيف شئت اقلبها كيف شئت فتطيعني فلا تتم القدرة الا لي ولا يعلم ما في غد غيري فاني انا الله الذي قامت السماوات والارض وما فيهن بكلمات وانا الذي كلمت البحار ففقهت قولي فامرتها فامتثلت امري. وحددت لها حدا فلا - 00:34:34ضَ
تأتي بامواج امثال الجبال فاذا بلغت حدي البستها مذلة طاعتي واعتراف نتفكر في هذه الاثار وكذلك فيما تدل عليه ونأخذ من ذلك عبرة وموعظة الله سبحانه وتعالى كلما يذكر الايات - 00:35:04ضَ
يذكر من ينتفع بها مثل قوله تعالى ان في ذلك لايات يا قوم يتفكرون ان في ذلك لايات لقوم يعتلون ان في ذلك لايات لقوم يسمعون ان في ذلك لايات للعالمين - 00:35:43ضَ
ومعناه ان هذه العبر التي نصبها الله عز وجل لعباده لا يتأثر بها الا هؤلاء والمراد بقوله لقومه يعقلون لهم عقول واعية تنفعهم عند التأمل عند التفكر بخلاف القلوب المعيشية - 00:36:16ضَ
التي اهم اهلها الامور الدنيوية او الشهوات البهيمية فانها لا تهيجوا اهلها ولذلك يقول الله تعالى فيهم لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها - 00:36:50ضَ
اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون فاذا نظرنا في هذه الايات التي يا صباح الله تعالى لعباده الذي ينظر اليها بعين البصيرة لا بعين البصر قد يكون الذي فقد البصر - 00:37:23ضَ
الاعماق اقوى تفكيرا من الذي يبصر ولكنه لا يفكر ولا يتأثر وذلك لان بصيرة القلب وبصر القلب ومعرفته اقوى من مجرد النظر بالعين دون تأمل ودون تعقل نظرنا في ايات الله سبحانه التي - 00:37:59ضَ
ينصبها لعباده كان في النظر اليها يجلب البصيرة والمعرفة اليقينية يستفاد منها ان هذه المخلوقات ما اوجدت نفسها بل اوجدها الخالق وحده ويستفاد منها انه يا لها ايات ودلالات على كمال قدرته وعلى وحدانيته - 00:38:36ضَ
ويستفاد منها انها ما خلقت عبثا لا يمكن ان يقال ان الله خلقها عبثا وبعضنا قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق لم يخلق الله تعالى شيئا - 00:39:23ضَ
الا بحكمة عظيمة وفائدة كبيرة ما خلقها باطلة وقال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فوائل للذين كفروا من النار الذين يظنون انهم لاجل ان يعمروا هذه الاجسام - 00:39:57ضَ
وان ينعموا هذه الابدان ما تشتهيه وبما تلتذ به وين يتذكر فيما وراء ذلك فهؤلاء منهم الا كالانعام بل هم اظل لا شك ان العبد العاقل يتأمل فيما بين يديه وهما خلفه - 00:40:34ضَ
فيعرف ان الذي اوجده هو ربه وان الرب له حق على عباده هذا الحق هو ان يتوجه اليه بقلوبهم وان يرفع اليه اكف الظمأ وان يسأله حاجتهم وان يتواظعوا عظمته وان يعرف فضله عليهم. وان يعترفوا بانعامه - 00:41:05ضَ
هذا الحق الذي هلكهم لاجله هو عبادته التي امر بها وذكر انها الحكمة من ايجادهم في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي ما خلقهم ليتكثر بهم من قلة ولا ليتعزز بهم من ذلة فان - 00:41:47ضَ
انه الغني وهم الفقراء ولكن خلقهم لعبادته وامرهم بتوحيده وطاعته. فعل بهم الاول وهو خلفهم ليفعلوا الثاني وهو العبادة ومع ذلك فانهم لابد وان يستعينوا به على امورهم يستعينوا به على ما خلقوا له وما امروا به - 00:42:18ضَ
ولذلك لما قال الله تعالى اياك نعبد قال بعدها واياك نستعين اي ان لا نستغني عن اعانتك في كل شيء حتى في امور العبادة فاذا اردنا ان نتعبد لله تعالى - 00:42:58ضَ
ونتقرب اليه بما يدل على العبودية وبما يدل على التذلل له والخضوع والتمسك بين يديه. عرفنا انه هو الذي يعين على ذلك. وهو الذي يوافق على ذلك ويسدد من ابعد - 00:43:29ضَ
ذلك فنستعين بالله وبه المستعان. كما قال الله تعالى وبالله الرحمن وبك المستعان الله تعالى هو المستعان على كل شيء من امور الدنيا ومن امور الاخرة. واذا كان كذلك نائبنا العمدة - 00:43:55ضَ
يشعر اولا في حاجته الى الله تعالى. وعدم استغنائه عن ربه طرفة عين يسأل الله تعالى ويعترف بعلمه يقول اللهم انك تعلم سري وعلانيتي وتعلم حاجتي اي تعلم دنيا واخراي - 00:44:33ضَ
وتعلم ما في نفسي الله تعالى عليم بما فيه عليم بذات الصدور ثم يسأل الله فيقول اللهم رحمتك ارجو لا تكلني الى نفسي طرفة عين. اصلح لي شأني كله لا اله الا انت - 00:45:14ضَ
لا غنى للعبد عن ربه طرفة عين هانيا يشعر بانه عبد مملوك متصرف فيه لا يملك لنفسه ظرا ولا نفعا قال الذي يملك ذلك هو الله وحده فهو الاله الذي خلقه واوجده وهو الذي خلق الخلق - 00:45:40ضَ
سخر لهم اما سخروا انعم عليهم فلا يستطيعون ان يتصرفوا لانفسهم هو الذي يتصرف الامر كما يشاء. يهدم عيسى ويظل من يشاء. كما في قول الله تعالى قل اللهم ما لك الملك - 00:46:18ضَ
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. وتعز من تشاء وتذل من تشاء. بيدك الخير انك على كل كل شيء قدير يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء فبينما ترى الانسان عزيزا - 00:46:39ضَ
تعرف بعد ذلك انه قد ذل وهان وبينما تعرفه غنيا تراه بعد ذلك فقير وبينما تراه صحيحا تراه بعد ذلك مريضا مدرفا بينما تراه مثلا تسمعوا اذا هو قد مات وترك هذه الحياة الذي يتصرف فيها على الكون كله - 00:47:00ضَ
هو الله وحده فهو الذي يتصرف بعباده كما يشاء وهو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء نعرف بذلك كما لا قدرة الخالق سبحانه وتعالى وانه هو الرب الذي ربى - 00:47:30ضَ
هذا هو انعم عليهم بعد ذلك ايضا نعرف انه ما خلقه الا ليعبدوه. خلقهم لاهل يعبدون وحده ويتقرب اليه بهذه العبادة. ثم نعرف ايضا ان هذه العبادة التي خلقنا لاجلها - 00:47:50ضَ
لابد ان تكون ان تكون على ما امر به وعلى ما يحبه ويرضاه ليست العبادة حسب الاهواء ولا على ولا على ما تشتهيه الانفس انما تكون العبادة على وفق ما جاء به الشرع. وعلى ما جاءت به الرسل ونزلت بها - 00:48:17ضَ
الكتب عرف العباد مثل هذا كله عرفوا وايقنوا لماذا خلقوا ولاي شيء اوجد اوجدوا لهذه العبادة ثم لما كان كذلك نسب الله تعالى هذه الدلالات نصب هذه الايات التي يستدل بها على انه - 00:48:53ضَ
هو المعبود وحده لتدل الخلق على ان الذي خلقهم هو الذي يستحق ان يعبد وحده ولذلك لما فسر ابن كثير رحمه الله قول الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم - 00:49:27ضَ
الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة قال لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فلما تكلم على الربوبية - 00:49:53ضَ
تكلم على خلق الانسان وخلق الاقدمين والمتأخرين. وكذلك على وجعلها جراشا والسماء بناء وكذلك على انزال المطر وانبات النبي ذكر بعد ذلك ان هذه المخلوقات اية وعبرة فقال الذي خلق هذه الخالق لهذه الاشياء - 00:50:21ضَ
هو المستحق للعبادة اي انه يا لها دلال لكن على انه اهل ان يعبد وان يركع له ويسجد - 00:50:56ضَ