شرح (كتاب الفتن) من (صحيح البخاري) | جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض ١٤٣٢
شرح (كتاب الفتن) من صحيح البخاري (٣) | الشيخ عبد الله العنقري
Transcription
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فا ننبه على حديث كثيرا ما ننبه عليه في المناسبات التي يكون فيها عدد من الاخوة من طلاب العلم لان هذا الحديث - 00:00:00ضَ
يقل العامل به جدا وهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه او غيره في البخاري انهم كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ما كانوا يحنون ظهورهم بالسجود للسجود حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الارض. يعني - 00:00:20ضَ
لانهم كانوا اذا رفع النبي صلى الله عليه وسلم فقال سمع الله لمن حمده قالوا ربنا ولك الحمد ثم هوى النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا فانهم لا يتابعونه اذا قال الله اكبر. لان الامام قد يكون مجهدا. قد يكون - 00:00:40ضَ
سن فاذا قال الله اكبر هكذا من البداية تجد كثيرا من المصلين يهون ساجدين مما يجعلهم يوافقون الامام وربما سابقوه اذا كانوا انشط منه. فلهذا في حديث البراء قال ما كنا نحني ظهورنا - 00:01:00ضَ
للسجود حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الارض وهذا امر كما قلنا التفريط فيه كثير. فليس للمأموم ان يبدأ بالحركة خلف امامه حتى يصل امامه الى الموضع الذي يشرع للمأموم ان يتابعه فيه. فالسجود مثلا الوارد في هذا الحديث - 00:01:20ضَ
لا يشرع للمأموم ان يحني ظهره له حتى يسجد الامام تماما. ولهذا في اللفظ هذا يقول حتى يظع النبي صلى الله عليه وسلم على الارض وذلك يقتضي انهم يستمرون قائمين - 00:01:46ضَ
فاذا وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى الارض وسجد ووضع جبهته بدأوا بعد ذلك يهوون بالركوع. وهذا امر التفريط فيه كثير الحقيقة. كثير جدا من الناس اذا قال الامام الله اكبر بمجرد ما يسمع حرف الالف - 00:02:01ضَ
تجد انه يبادر للسجود وهذا ليس بمشروع بل لابد ان ينتظر الامام. ولهذا جاء في ابن ماجه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن هذا وقال فاني قد بدنت الامام قد - 00:02:23ضَ
يحمل اللحم الامام قد يكون كبير السن والامام قد يكون مجهدا في ظهره او في ركبتيه او في اي موضع من جسده فيكون نزوله للسجود بطيئا. فالمأموم عليه ان ينتظره. وهذا ليس فقط في السجود بل في جميع اركان الصلاة - 00:02:37ضَ
على المأموم ان ينتظر امامه حتى تحدث المتابعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال الامام - 00:02:57ضَ
البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب. حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا ابن عيينة انه سمع الزهري عن عروة عن زيد - 00:03:17ضَ
بنتي ام سلمة عن ام حبيبة عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن انها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه وهو يقول لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب - 00:03:37ضَ
فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وعقد سفيان تسعين او مئة. قيل انهلك الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث. في هذا الباب تخصيص للعرب اخذا من الحديث بالهلاك - 00:03:57ضَ
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب. ذكر الحافظ ان النبي صلى الله عليه وسلم انما خص العرب لانهم اول من دخل الاسلام. وللانذار بان الفتن اذا وقعت - 00:04:17ضَ
كان الهلاك اسرع الى العرب من غيرهم. فلهذا قال ويل للعرب في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اما قال ليفرن الناس من الدجال في الجبال. قالت ام شريك رضي الله عنها يا رسول الله فاين العرب؟ قال - 00:04:34ضَ
هم قليل. هم قليل. يعني في ذلك الوقت وقت الدجال السند فيه اربع من الصحابيات. وهذا من الاسانيد النادرة اربع من الصحابيات يروي بعضهن عن بعض زينب بنت ام سلمة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم امها ام سلمة. ام المؤمنين - 00:04:55ضَ
تروي هذا الحديث عن ام حبيبة وترويه ام حبيبة عن زينب ابنة جحش هذا الاستاذ كما ترى فيه اربع من الصحابيات عن زينب بنت ام سلمة عن ام حبيبة عن زينباء بنت جحش رضي الله تعالى عنهن - 00:05:21ضَ
في بعض الروايات انها انهن ثلاث وفي بعض الاسانيد انهن اربع صنف بعض اهل العلم مصنفا في ما يرويه الصحابة رضي الله تعالى بعضهم عن بعض فان هذا الحديث مسلسل باربع من الصحابيات. صنف فيه جزءا في الاحاديث المسلسلة باربعة من الصحابة. رضي الله عنهم - 00:05:39ضَ
ذكر الحافظ ان الاحاديث التي على هذه الصورة قليلة عددها تسعة احاديث اما فقه الحديث نفسه والكلام على المتن فسنرجئه ان شاء الله تعالى الى اخر باب في كتاب الفتن - 00:06:04ضَ
وهو باب يأجوج ومأجوج. سيكون هناك ان شاء الله تعالى الكلام على هذا الحديث بحول الله تعالى مع الكلام على احاديث الباب لان البخاري هي في اخر كتاب الفتن عقد بابا في شأن يأجوج ومأجوج واعاد هذا الحديث. فهناك ان شاء الله - 00:06:23ضَ
سنفصل الكلام على هذا الحديث مع احاديث الباب كلها ان شاء الله. نعم حدثنا ابو نعيم قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري حاء وحدثني محمود قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال اشرف النبي صلى الله - 00:06:45ضَ
عليه وسلم على اطم من اقام المدينة فقال هل ترون ما ارى؟ قالوا لا. قال فاني لارى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر. هذا الحديث فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام اشرف اي اطلع - 00:07:12ضَ
على اطم من اقام المدينة. والاطقم المراد به الحصن فسأل الصحابة رضي الله عنهم هل ترون ما ارى مما يشاهده حقا وفعلا قالوا لا وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يريه الله عز وجل امورا لا يراه احد لا يراها احد غيره. فكان مما ثبت عنه - 00:07:32ضَ
عليه الصلاة والسلام انه يرى المصلين من وراء ظهره. كما قال عليه الصلاة والسلام هو الذي نفسي بيده اني لاراكم ظهري وهذه خاصة به فان الانسان انما يرى من امامه اما هو عليه الصلاة والسلام فان مما جعل الله من - 00:07:57ضَ
الامور التي اختص بها ان يراهم من وراء ظهره ومن ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري ابلغ عائشة رضي الله عنها سلام جبريل فلما ابلغها سلام جبريل قالت له عليك وعليه السلام ترى ما لا نرى يا رسول الله. فلا شك ان النبي صلى الله - 00:08:18ضَ
عليه وسلم يرى ما لا يراه الناس صلوات الله وسلامه عليه قال هل ترون ما ارى؟ قالوا لا. قال فاني لا ارى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر ما صلة الحديث بالباب له ارتباط بقوله ويل للعرب لان الكلام موجه للصحابة الذين كانوا معه عليه الصلاة والسلام - 00:08:41ضَ
قوله كوقع كوقع القطر المراد بالقطر المطر. والمطر اذا نزل يتميز بالعموم في كثير من الاحيان. يتميز بانه عام لما خصت المدينة بذلك؟ لان قتل عثمان رضي الله تعالى عنه - 00:09:06ضَ
تلك الجريمة التي وقعت في المدينة انتشر من اثارها فتن كثيرة جدا فبعد قتله عليه رضوان الله على تلك الهيئة البغيضة من قبل اوباش الناس دخل الناس في خلاف عظيم جدا - 00:09:24ضَ
وترتب على ذلك اكثر من قتال. فوقعت موقعة الجمل وموقعة صفين في اثر ذلك ومن اثار ايضا ما وقع في صفين خرج الخوارج. فكثرت الفتن وتولدت وكان بداية الاشكال في قتل عثمان رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:09:43ضَ
وقتل عثمان رضي الله عنه بالصيغة. وبالهيئة التي كانت لا يشك في انها كانت من اعظم الظلم وافدحها وذلك ان جملة من الاوباش نقموا على عثمان رضي الله عنه امورا - 00:10:07ضَ
اتوا الى المدينة مرتين اثنتين. في المرة الاولى اتوا الى المدينة واظهروا انهم مجموعة من الرعية يشتكون ولاة امورهم. كما كان الناس في زمن يشتكون الولاة الى عمر رضي الله عنه - 00:10:25ضَ
عثمان رضي الله عنه ناقشهم ووعدهم بان يزيل المظالم التي يدعونها وتفحص رضي الله تعالى عنه هذا الامر اكد منه بنفسه ثم انهم لانهم لا يريدون الا قتله. بعد ان رجع اهل الكوفة واهل البصرة من طريق. ورجع - 00:10:44ضَ
اهل مصر من طريق اخر التفوا مرة اخرى ورجعوا جميعا الى المدينة. وفي هذه المرة طوقوا بيت عثمان رضي الله عنه وارضاه. وادعوا عليه انه كتب الى ولاتهم بقتلهم اجابهم بالجواب الشرعي - 00:11:10ضَ
ان لهم عليه اليمين بالله انه ما كتب ولا علم قالوا انت صادق لكن الذي كتب هو مروان ابن الحكم عندك. سلم لنا مروان قال ولا اسلم مروان. الامور ليست فوضى - 00:11:32ضَ
يسلم لهم مروان حتى يقتلوه بحكم الكثرة قال ولا اسلم مروان. فطوقوه رضي الله عنه حتى الجأوه في بيته الى ان شرب من بئر فيها في البيت قد تغير ماؤها - 00:11:48ضَ
ثم انه اشرف عليهم وذكر لهم بعض ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من فضائل عثمان واحتاج ان يبين هذه الفضائل. والا الاصل ان المرء لا يمدح نفسه. لكنه - 00:12:06ضَ
محتاجة ليبين لهؤلاء حتى يعلموا انه رجل من اهل الجنة. وحتى يعلموا ما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيه. وكان مما قال لهم تمنعوني من بئر وهي بئر رومة. بئر رومة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها من يشتري بئر رومة وله الجنة - 00:12:24ضَ
فاشتراها عثمان ووقفها على المسلمين دلوه كدلائهم. يعني وقف يعني انها وقف عام لا يأتي يقول هذه بئر هذه بئري دلوه كدلو غيره لانه اوقفها لله عز وجل وذكر لهم بعض ما قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأنه لانهم قد يجهلون قدره عليه رضوان الله - 00:12:44ضَ
ثم انهم ابوا الا ان يقتلوه عليه رضوان الله فابى هو ان يدافع عنه اي احد. وقال من كان سامعا مطيعا فليخرج من البيت. وقال والله لا تراق في محجمة دم. يعني لاجلي - 00:13:06ضَ
واصر على الا يدافع عنه احد طلبوا منه كما تقدم ان ينزل عن الخلافة. وكان النبي عليه الصلاة والسلام قد اخبره بالحديث الذي تقدم وهو قوله يا عثمان ان الله قمصك قميصا - 00:13:24ضَ
فان ارادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه فسماهم بالمنافقين يعني الخلافة واشار عليه ايضا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بالا يتنازل. وقال له لا تجعل فينا سنة فارس والروم - 00:13:41ضَ
يعني انهم اذا ارادوا ان يغيروا حاكما ضغطوا عليه ثم تنازل حتى يعين اخر وهذا يدلك وهذا يدلك على ان هذه الطريقة طريقة قديمة عند غير المسلمين وهي التي قلنا في الامس لما اجبنا عن السؤال على - 00:13:58ضَ
المظاهرات انها مرتبطة عند القوم بما يسمى بحكم الشعب ان الشعب هو الذي يقوم باعادة ما يسمى بالدستور والعمل به اذا خولف. بقوة الجماهير وقال رضي الله تعالى عنه وارضاه ولا اتنازل ايضا عن الخلافة. وامر من حوله وكان الانصار قد اجتمعوا وعبد الله بن الزبير - 00:14:18ضَ
الحسن رظي الله عنهم اجمعين وعدد من الصحابة يريدون ان يدافعوا عنه وعلم انه مقتول ولا محالة. لانهم يريدون قتلهم فلما علم ذلك رجح انه بدلا من ان يقتل هو ويقتل غيره من الصحابة ان يقتل وحده هذا اخف - 00:14:46ضَ
حتى يبقى في الناس من يمكن ان يلي الخلافة كما حصل بالفعل حين وليها علي رضي الله عنه حاصروهم حتى قتلوه رضي الله تعالى عنه فتلتين في غاية الشناعة والسوء. وقد جاوز الثمانين سنة رجل مسن كبير عليه رضوان الله - 00:15:06ضَ
وفي المدينة التي هي حرم وهو زوج اثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما ماتت الثانية قال عليه الصلاة والسلام له لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان - 00:15:26ضَ
لما قتل على على هذه الهيئة البغيضة غضب عدد كبير من المسلمين سواء من اهل المدينة او من غيرهم ورأوا ان القتل على هذه الهيئة انه يوجب عليهم اولا وقبل كل شيء ان يقتل قتلة عثمان - 00:15:41ضَ
علي رضي الله عنه وارضاه لما تولى تولى والامور على غاية كبيرة من الاضطراب. واخبر انه انما تولى احتسابا لله تعالى وانه لولا خوفه على الامة لما تولى. ولكنهم اصروا عليه اصر عليه الصحابة رضي الله عنهم لانه - 00:16:04ضَ
هو الذي استقرت الخلافة فيه وفي عثمان ثم رجح عثمان فبقي علي رضي الله تعالى عنه الجميع فانعقدت البيعة ولا شك لعلي فجاء اشكال قتلة عثمان. فكان علي رضي الله عنه يرى انه لا يمكن ان يقتل قتلة عثمان حتى تستتب الامور لانهم كثرة - 00:16:25ضَ
وانتشروا في البلدان وعاد بعضهم دخل في قبيلته فليس من السهولة ان يقبض عليه. ورأى من الصحابة رضي الله عنهم ضرورة البدء بقتل القتلة قبل اي شيء نشأت من هنا - 00:16:47ضَ
مسألة الخلاف التي ترتب عليها موقعة الجمل ثم موقعة صفين مبتدأ الاشكالات كانت من قتل عثمان رضي الله تعالى عنه وارضاه ولهذا ورد عن بعض الصحابة انه واظنه حذيفة او غيره - 00:17:04ضَ
انه كان يبكي ويقول ما كنت اظن اني اخلف حتى يقتل عثمان يعني ان الامور تتغير الى هذا الحد وهكذا قال غيره كما في البخاري ولو انقض احد مما صنعتم بعثمان لكان محقوقا لو ان جبل احد انهد باسره - 00:17:22ضَ
لكان امرا في محله من شناعة ما فعل بعثمان رضي الله عنه كبداية الاشكالات كانت من قتل عثمان عليه رضوان الله فنشأ بعد ذلك ما نشأ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اني لارى الفتن - 00:17:41ضَ
تقع خلال بيوتكم كوقع القطر فكانت بدايتها في المدينة ثم انتشرت. ووصلت اماكن كثيرة حتى وقع ما وقع من قتال في اكثر من موضع وقتل فيه من قتل من المسلمين مما سيأتينا ان شاء الله تعالى الحديث عنه في حديث في هذا في هذا الكتاب ان شاء الله - 00:17:57ضَ
نعم باب ظهور الفتن حدثنا عياش بن الوليد قال اخبرنا عبد الاعلى قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج - 00:18:21ضَ
قالوا يا رسول الله اي ما هو؟ قال القتل القتل. وقال يونس وشعيب والليث وابن اخي الزهري عن عن حميد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. هذا الباب في ظهور الفتن. واللفظ المطابق - 00:18:44ضَ
له هو في قوله عليه الصلاة والسلام وتظهر الفتن. ذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث خمسة امور. كل واحد منها بحاجة الى توضيح منها قوله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان ما المراد بتقارب الزمان؟ من اهل العلم من يقول ان المراد بتقارب الزمان - 00:19:04ضَ
قلة البركة فيه. واستدلوا بقوله عليه الصلاة والسلام يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم. يعني من قلة بركة الايام قول اخر ان المراد تقارب اهل الزمان في احوالهم. بقلة الدين. حتى لا - 00:19:25ضَ
فيهم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فاذا تساوى الناس وصاروا على هذا الحال الواحد من عدم الامر والنهي فذلك من تقارب الزمان بتقارب حال اهله من حيث الفساد اذ تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:19:52ضَ
شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ذكر ان مما يحتمل ان يراد بقوله يتقارب الزمان ان يراد الالات التي قربت الزمان بالوسائل والمواصلات مما نحن فيه الان لان هذه الوسائل قربت - 00:20:15ضَ
بحمد الله عز وجل شيئا كثيرا من الزمان فالحج الذي كان الانسان في هذه البلاد يستغرق فيه نحو من شهر ونصف حتى يصل الى مكة صار يصل الى مكة في يومه - 00:20:43ضَ
وقد يأخذ العمرة في الضحى ويعود بعد الظهر بعد الظهر ويحتمل ان يكون المراد هذا ومن اهل العلم ان يرجحوا هذا وبالتالي يكون هذا من الاشارة الى هذه الالات ومما اشير اليه في هذه الالات ان الله تعالى لما ذكر - 00:21:03ضَ
الخيل والابل والخيل والبغال والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة. قال بعدها ويخلق ما لا تعلمون قال ابن سعدي رحمه الله تعالى ان الاية اشارة الى هذه المراكب بقوله ويخلق ما لا تعلمون. بعد ان ذكر الوسائل التي كان يقطع بها الطرقات قديما - 00:21:30ضَ
الخيل والبغال والابل والحمير. هذه هي المستخدمة دواب يسعى عليها الناس ثم قال ويخلق ما لا تعلمون في اثر ذلك. ما هو الذي لا يعلمون؟ قال المقصود هذه المراكب المراكب من الطائرات ومن السيارات ونحوها - 00:21:56ضَ
واخذ ايضا بعض اهل العلم والعلامة الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب اضواء البيان من قوله عليه الصلاة والسلام في مسلم ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها. القلاص الابل قال هذا الحديث في ذلك الزمن - 00:22:18ضَ
من العجائب ان يقال لولا انه من دلائل النبوة يقول ما كان الناس كلهم يسافرون سفرا الا على الابل. لان الابل هي التي يقطع بها المسافات الطويلة. فقوله ولتتركن القلاص - 00:22:38ضَ
فلا يسعى عليها هذا لا يكاد هذا لا يقر به الا من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وامن به. لان الناس لا يتصورون ان يكون هناك قطع للمسافات الا من خلال الابل. لان الابل هي المتخذة للسفر الطويل. اما مثل الحمر والخيول ونحوها فانها لا تستطيع - 00:22:52ضَ
السفر المطول المجهد. اما الابل فكانت هي التي يسعى يسعى عليها في الحج وفي غيره. فيأتي الناس من اقاصي البلدان على الابل وهذا امر لم يكن خاصا بالعرب هذا عند عموم الناس. فكونها تترك فلا يسعى عليها - 00:23:17ضَ
اخذ من هذا رحمه الله تعالى ان المراد ان تترك لوجود البديل وهو السيارات فالحاصل ان في هذه النصوص اشارات قد تحمل على ما يقع في مثل هذه الازمنة ويكون الحديث في هذه الحال من دلائل النبوة. وحتى بالتفسير السابق - 00:23:37ضَ
من جهة قلة البركة او تقارب اهل الزمان في الفساد بحيث لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن عن منكر فان هذا كله يدخل في دلائل النبوة لان فيه خبرا عن امر غيبي لم يقع فوقع باذن الله تعالى. فهذه هي التفسيرات وبه فيها تفاسير اخرى ايضا - 00:23:58ضَ
في المراد بقوله يتقارب الزمان ثم قال وينقص العلم في بعض الروايات وينقص العمل وهي محتملة فيكون نقص العمل على رواية وينقص العمل من اثار نقص الدين نقص عمل الناس بسبب نقص تدينهم - 00:24:18ضَ
اذ العمل من الايمان. فاذا نقص العمل نقص الايمان كما لا يخفى اخبر ان العمل سينقص وفي بعض الروايات كما قلنا وينقص العلم وسيأتي عليها الكلام ان شاء الله في الحديث الذي بعده. قال ويلقى الشح والشح هو اشد البخل - 00:24:42ضَ
وقيل انه اعم من البخل لان البخل هو البخل بالمال اما الشح فهو البخل بالمال وبالمعروف حتى ثم قال عليه الصلاة والسلام وتظهر الفتن. وهذا هو المطابق للفظ الترجمة. باب ظهور الفتن اخذه من قوله - 00:25:02ضَ
تظهر الفتن ثم قال ويكثر ويكثر وتظهر الفتن ويكثر الهرج الهرج فسألوه يا رسول الله اي اي ما هو؟ يعني ما الهرج كما في الرواية الاخرى؟ من قال ويكثر الهرج؟ قالوا ما الهرج - 00:25:25ضَ
قال القتل القتل وفي بعض الروايات انه اشار بيده صلى الله عليه وسلم هذه الامور الذي يظهر ان المراد ليس اصل وقوعها ولكن المراد انها تشتد وتكثر وتنتشر اما مجرد وجود القتل فهو موجود قديما - 00:25:42ضَ
ولكن المقصود ان يكثر القتل كثرة شديدة. وهكذا قوله ويلقى الشح ليس المقصود مجرد وجود الشح وانما المقصود ان ينتشر عياذا بالله الشح يكون على نطاق واسع وهكذا ما يتعلق بنقص العمل - 00:26:05ضَ
او نقص العلم على الرواية الاخرى وقوله ويكثر الهرج سيأتي الكلام على المراد بالهرج عند اللفظة الاخرى من الحديث ان شاء الله تعالى فيها بيان كثرة القتل وهذا من اعلام النبوة. وقد قال عليه الصلاة والسلام يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيما قتل - 00:26:25ضَ
ولا المقتول فيما قتل المقتول لا يدري ما الذنب الذي ارتكبه حتى يقتل. والقاتل ليس عنده وجه مبرر. ليقتل لكن لشدة انتشار القتل صار الناس يقتلون بدون وجه واضح. لا يدرون لماذا يقتلون. والمقتول - 00:26:49ضَ
ايضا هذا المظلوم لا يدري بالجرم الذي ارتكبه والذي بناء عليه قتل ولا شك في وقوع هذا وانه والعياذ بالله من علامات ودلائل ما يقع من الفوضى والاختلاط الشديد الهائل الذي يقع في الناس - 00:27:14ضَ
فان الدماء تسترخص في احيان كثيرة. ويسهل على من لا يخافون الله عز وجل امر القتل ولهذا سفكت دماء كثيرة جدا بدون ادنى وجه حق او سفكت بوجه لا يقتضي القتل. يعني قد يقع من الانسان غلط - 00:27:35ضَ
يوجب عليه الشرع عقوبة معينة. لكن يزاد في عقوبته كما روي ان الحجاج ابن يوسف كان عمر رضي الله عنه يؤدب العصاة بنوع من ازالة العمامة يعني تزال العمائم لان العمائم لها شأن عند السلف - 00:28:02ضَ
جاء فيها حديث عنه عليه الصلاة والسلام فيه انه قال فصل ما بيننا وبين اهل الكتاب العمائم على القلانس فهي من شعارات المسلمين المعروفة. من شعارات المسلمين المعروفة ان يكون لهم عمائم. سواء على الهيئة العربية القديمة بان تلف. او - 00:28:27ضَ
وبمثل هذا الوضع الذي نحن عليه الان لان هذه تسمى في اللغة عمامة ويكون تحتها القلنسوة المسماة بالطاقية. فهذه من العلامات التي يعرف بها المسلمون فكان مما يعزر به الناس قديما اذا ضربوا ان يحسر عن رؤوسهم - 00:28:48ضَ
وتزال عمائمهم هذا نوع من انواع العقوبة جاء بعد عمر ولاة تجاوزوا. فصاروا يحلقون. وبعضهم جاوز واساء فصار يحلق اللحية. يعني عقوبة. لان اللحية شرف كبير عند اهلها. فكان هذا الوالي - 00:29:09ضَ
ان يعاقب بحلق اللحية. بحيث انه اذا حلقت لحيته وصار بلا لحية صار نكالا في الناس اذ كان حلق اللحية في تلك الازمنة غير موجود البتة فيما بين المسلمين فلما جاء الحجاج - 00:29:33ضَ
قال هذا كله لعب ليس بشيء فصار يعاقب بالسيف في ادنى غلطة او نحوها يمكن ان يعاقب عليها الواحد من الرعية بنوع من السجن او نحوه صار يأمر بضرب رأسه - 00:29:50ضَ
تسلطا وعدوانا وظلما. فكثر القتل كما قال عليه الصلاة والسلام ويكثر الهرج ثم بين ان هذا الهرج الذي يكثر المراد به القتل القتل. وكل هذا من الفتن فكثرة القتل والقاء الشح ونقص العمل وتقارب الزمان هذه كلها كما سيأتي وغيرها هذه تكون بين يدي الساعة - 00:30:07ضَ
وهذه من الفتن عياذا بالله التي منها ما هو واقع ويراه الناس الان ومنها ما هو قديم في الناس قبلنا. ومنها ما سيقع سواء من هذه الدلائل او من غيرها. وتارة يشتد وتارة يقل بحسب المواضع - 00:30:35ضَ
ففي بعض المواضع والبلدان يجعل الله فيها استتبابا للامن خاصة اذا طبق الشرع لان الشرع فيه امان للناس ولكن اذا لم يطبق الشرع فالغالب ان الامور تكون فوضى او ستصير الى فوضى. ان لم تكن في وقتهم - 00:30:53ضَ
معاصي لهم فوضى فما اسهل من ان تنفرط وتكون فوضى. ولا يحمي للناس دينهم وامنهم ودنياهم شيء كتطبيق الشرع الحاصل ان هذه كلها من العلامات التي تقع واخبر بها عليه الصلاة والسلام. ومقصوده صلى الله عليه وسلم التحذير منه - 00:31:13ضَ
وقلنا ايضا ان المراد بها كثرتها وشدتها وليس المراد اصل وجودها. فالشح قد يكون في المتقدمين بعض من يكون شحيحا ولكن المقصود ان ينتشر عياذا بالله وهكذا ما يتعلق بالقتل. القتل وجد - 00:31:35ضَ
حتى زمن النبي صلى الله عليه وسلم هناك من قتل وبعد النبي صلى الله عليه وسلم في زمن ابي بكر وهناك من يقتل لكن المقصود ان ينتشر ويشتد القتل. نعم. حدثنا مسدد قال - 00:31:55ضَ
عبيد الله بن موسى عن الاعمش عن شقيق قال كنت مع عبد الله وابي موسى فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لاياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل - 00:32:08ضَ
هذا مما اخبر به عليه الصلاة والسلام مما يقع قبل الساعة ايضا. ان بين يدي الساعة لاياما الحال فيها على النحو الاتي. ينزل فيها وفي بعض الروايات ان من اشراط الساعة - 00:32:30ضَ
ان يقل العلم ويظهر الجهل والمقصود بالجهل والمقصود بالجهل هنا الجهل بامور الشرع وان وجد علم واسع بالدنيا والمدح للعلم في النصوص هو للعلم الشرعي كل ما ذكر في النصوص من مدح العلم واهله واستغفار الملائكة واستغفار النون في البحر - 00:32:46ضَ
النملة في جحرها ونحو ذلك. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. المقصود العلم الشرعي فقط. ولا يحل حمله على سواه لان النصوص واردة في ثناء في الثناء على العلم الشرعي. اما العلم الدنيوي فانه مرغب فيه لمن اصلح الله له - 00:33:12ضَ
نيته واراد به وجه الله. واما لو تعلم العلم الدنيوي لغير الله. كأن يتعلم الطب ليثري وليجد مالا اوفر من غيره فهل يجوز هذا؟ يجوز لو كانت نيته في دراسة الطب ان يثري - 00:33:33ضَ
ويجد اموالا لا مانع. لانه طلب الدنيا بالدنيا. لكن لو كان له همة عالية ودرس الطب الهندسة وغيرها من الامور الدنيوية ليرفع حاجة الامة عن اعدائها فكان بذلك مأجورا بنيته. فالاجر هنا للنية. ولهذا من نفيس ما ورد عن الشافعي رحمه الله انه قال - 00:33:55ضَ
ما اسى على شيء ما اسى على الطب تركه المسلمون لليهود والنصارى يقول كيف يتركون الطب لليهود والنصارى؟ واذا ترك لليهود والنصارى صار المسلمون محتاجين لهم. يقول ما ينبغي بالمسلمين ان يحتاجوا لا في الطب - 00:34:24ضَ
ولا في غيره لكن المراد بمدح العلم في النصوص العلم الشرعي بلا شك اما من تعلم هذه العلوم الدنيوية يريد بها المال والثراء ففعله جائز بلا شك. لانه طلب الدنيا بالدنيا بخلاف العلم - 00:34:42ضَ
الشرعي فمن تعلمه لغير الله تعالى ولم يعمل به فلا شك في اثمه. والاحاديث في هذا كثيرة كقوله عليه الصلاة والسلام من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله هذا قيد والعلم الذي والعلم الذي يبتغى به وجه الله ويتقرب به هو العلم الشرعي. من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال به عرضه - 00:35:00ضَ
من الدنيا لم يجد رائحة الجنة وهذا يدل على وجوب اصلاح النية في تعلم العلم الشرعي ان تعلم العلم الشرعي لغير الله ان صاحبه يأثم فالحاصل ان مما ذكر في هذا الحديث مما يقع من من الاشراط وعلامات الساعة - 00:35:26ضَ
هذه الايام التي ينزل فيها الجهل اي يكثروا فيها كما في الرواية الاخرى وقلنا ان المقصود الجهل بالعلم الشرعي اما الجهل اما العلم بالامور الدنيوية ومعرفتها فقد توجد مع الجهل بالعلم الشرعي. ولهذا بكل اسف وجد من ذوي الشهادات العالية. من لا يحسن يتوظأ للاسف - 00:35:48ضَ
او لا يحسن يصلي مع ان مثل هذه الامور مما ينبغي ان يعلمها الصبيان فمع ان لديه شهادة عليا في علم من العلوم الدنيوية الا انه لا يعرف يتوضأ. ويكون عنده غلط في الوضوء استمر عليه منذ صباه. او يكون عنده غلط - 00:36:11ضَ
في اداء الصلاة استمر عليه عليهم منذ صبا. استمر على هذا جاهلا به كما جاء عن حذيفة رضي الله عنه او عن عمران انه رأى رجلا يصلي فقال مذكم تصلي هذه الصلاة - 00:36:30ضَ
قال منذ اربعين سنة قال ما صليت منذ اربعين سنة لانه كان يصلي هذه الصلاة بلا طمأنينة مستعجلا. والطمأنينة ركن اذا فقدت في الصلاة فان الصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام من مسيء صلاته ارجع فصلي فانك لم تصلي. يكون الرجل لم يصلي وان ادى صورة الصلاة بالظاهر - 00:36:46ضَ
ولهذا جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى عند قوله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون يقول والله ليبلغن باحدهم ان يضع الدينار او قال الدرهم على اصبعه - 00:37:08ضَ
سيخبرك بوزنه من دقة علمه بامور الدنيا يقول ثم لا يحسن يصلي يقول هو على دراية شديدة جدا باحوال الدنيا كحال كثيرين اليوم لديهم تفصيلات في مسائل دنيوية كثيرة للغاية. لكن هذه التفصيلات يقابلها في امور دينهم - 00:37:24ضَ
جهل بالاسس كأن يحسن الصلاة او يحسن الوضوء الحاصل ان قوله صلى الله عليه وسلم ينزل فيها الجهل اي الجهل بالعلوم الشرعية ويرفع فيها العلم اي العلم الشرعي وهما امران متلازمان. لان الجهل اذا نزل - 00:37:47ضَ
يكون معه ارتفاع العلم. لكن كيف يرتفع العلم اخبر عليه الصلاة والسلام بارتفاع العلم بان العلم لا يقبض قبضا من الصدور بحيث يكون هذا الرجل الذي لديه علم من الغد من الجهال. لا يقبض من الصدور. ولكن العلم يقبض بقبض اهله - 00:38:08ضَ
كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى اذا لم يبقي لمن اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا - 00:38:31ضَ
ودلائل هذا كثيرة حتى في وقتنا هذا عدد المسلمين اليوم بالملايين والعلماء الذين على السنة ولديهم الدراية بابواب العلم لا شك ان نسبتهم لا يمكن ان تكون موازية لهذا العدد الكبير - 00:38:49ضَ
لان عدد اهل العلم المنضبطين على السنة هم كما قال عليه الصلاة والسلام بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. لا شك انهم قلة فهذا من دلائل ما يقع بين يدي الساعة - 00:39:12ضَ
ومنه قبض العلم فقبض العلم يكون بقبض اهله ولهذا تجد كثرة ما يذهب من علماء الامة ثم ان التعويض ولا حول ولا قوة الا بالله قليل يعني يذهب عدد من اهل العلم - 00:39:28ضَ
ويبقى بحمد الله اخرون من فضل الله. لكن هؤلاء الذين بقوا سيصيبهم ما اصاب غيرهم ممن مات لكن هل هؤلاء العلماء الذين يموتون يقوم بدلا عنهم علماء اخرون لا شك ان هذا غير حاصل مقارنة بعدد من يموت. وهذا من دلائل رفع العلم. لان رفع العلم الموجود في الحديث - 00:39:48ضَ
يكون بقبض العلماء انضاف الى هذا اتخاذ اتخاذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا ولا شك ان هذا حاصل لا شك ان هذا حاصل الان في عدد ممن يتصدرون ممن لا يعرف. فتصدر وهو لا يعلم. ثم اذا سئل كما قال عمر رضي الله عنه - 00:40:16ضَ
استحيا ان يقول لا اعلم. فتكلم بلا علم. وهذا واقع ومن اكثر ما زاده انتشارا. الان وسائل الاعلام فهذه القنوات الفضائية التي هدفها الاثارة ولفت نظر الجمهور. واجتناب اكثر عدد من المتابعين - 00:40:44ضَ
لا شك انها اظهرت اناسا كثيرين من غير اهل العلم الشرعي ممن لا يحسن بعضهم ان يقرأ القرآن قراءة سليمة. فضلا عن ان يكون لديه قدرة على فقه الاية التي يقرأها - 00:41:06ضَ
ولهذا قال السلف الصالح رضي الله عنهم في الجهم ابن صفوان قالوا لم يكن من اهل العلم. ولم يكن ذا مجالسة. حتى مجالسة لاهل العلم غير موجود. ولكنه صاحب لسان - 00:41:22ضَ
عنده قدرة على التأثير في الناس بلسانه. وهذا هو الوضع الذي يريده الاعلام الشيء الذي يلفت نظر السامعين بان يخرج شخص يذكر حكما في بعض الاحيان محل اجماع او يكاد ان ينعقد الاجماع عليه فيذكر حكما مقابلا فيذكر قولا مخالفا لهذا الحكم. فيفرح - 00:41:38ضَ
اعلام لان الاعلام للاسف مبني على الاثارة. لا على نشر العلم والبحث عن السنة ودحض البدعة لكنه يبحث عما يثير. فلهذا تجد يتداولون الجهة التي وقعت فيها المقابلة وغيرها ما سمعتم او رأيتم ما قيل في صحيفة كذا او في قناة - 00:42:04ضَ
كذا فلان يقول كذا وكذا هذا الذي يريدون للاسف. فصدروا جملة من الجهلة. ممن اما انهم لم يدرسوا العلم الشرعي نهائيا ويوجد منهم الان اناس لم يتخصصوا البتة في العلم الشرعي - 00:42:25ضَ
ويخرج ويتكلم في امور الامة العظام. ويقول هذا صواب وهذا خطأ وهذا يصلح وهذا لا يصلح ولا يعرف في هذه الامور شيئا. او ان يكون تحصيله العلمي قليلا جدا فلا شك ان هذا حاصل - 00:42:41ضَ
وهذا كله من دلائل رفع العلم ان يكثر الجهل ويرفع العلم ورفعه يكون بقبض اهله وان يحل محلهم اناس من الجهالة كما قال عليه الصلاة والسلام اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا - 00:42:58ضَ
بغير علم فضلوا واضلوا. ضلوا هم في انفسهم واضلوا غيرهم عياذا بالله من حالهم نعم حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثنا شقيق قال جلس عبد الله وابو موسى - 00:43:17ضَ
فتحدثا فقال ابو موسى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لاياما فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن ابي وائل قال اني لجالس مع عبد الله وابي موسى رضي - 00:43:35ضَ
الله عنهما. فقال ابو موسى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله. والهرج بلسان الحبشة القتل. حدث محمد ابن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن واصل عن ابي وائل عن عبدالله واحسبوا - 00:44:02ضَ
رفعه قال بين يدي الساعة ايام الهرج يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل. قال ابو موسى هرج القتل بلسان الحبش هذه الاحاديث في ما بين ابي موسى وعبدالله يعني ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم - 00:44:22ضَ
يقول ابو موسى عن النبي عليه الصلاة والسلام ان بين يدي حين تحدث مع عبد الله ان بين يدي الساعة اياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل - 00:44:46ضَ
ثم في الرواية بعده قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال الراوي مثله يعني مثل هذا الحديث ولكن اظاف قال والهرج بلسان الحبشة القتل يقول يعني ان تفسير الهرج بان المراد به القتل هذا في لغة الحبشة - 00:45:03ضَ
اصل الهرج في الهرج في اللغة اختلاط الناس يقال هرج الناس اي اختلطوا واختلفوا هذا اصل الهرج ولهذا قال صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه من حيث اللغة معنى الهرج كما قلنا الاختلاط والاختلاف هذا هو المراد الهرج في اللغة. لكن - 00:45:22ضَ
تخصيص الهرج بالقتل هذا في لغة الحبشة. ولا شك ان هذا هو الصواب وقول من قال من من الشراح ان هذا غير سليم. يقال بلى هذا السليم لان ابا موسى لا يجهل مثل هذا - 00:45:49ضَ
ابو موسى رضي الله عنه رجل عربي وابصروا من هذا الشارع بلغة العرب. فقوله والهرج القتل بلسان الحبشة لا شك انه يتحدث من واقع ما يعلم. لان عموم لان الهرج من حيث عموم معناها في اللغة تعني ما ذكرناه من الاختلاط والاختلاف الذي - 00:46:04ضَ
قد ينشأ عنه القتل لكن كلمة الهرج المراد الهرج والمراد بها القتل هذه في لغة الحبشة نعم وقال ابو عوانة عن عاص بقية الفقرات هذه تكون مرت بنا. يعني اذا ذكر مرة اخرى رفع العلم ونزول الجهل لا حاجة الى - 00:46:27ضَ
ان يعاد شرفها لانها تقدمت في الحديث قبله. نعم وقال ابو عوانة عن عاصم عن ابي وائل عن الاشعري انه قال لعبد الله تعلم الايام التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ايام الهرج نحوه. وقال ابن مسعود سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من شراء - 00:46:46ضَ
للناس من تدركهم الساعة وهم احياء. من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء. نعم هذه الرواية فيها زيادة. ذكرها ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال - 00:47:10ضَ
من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والسبب ان الساعة لا تقوم على مؤمن لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله لا يوجد احد بتاتا يكون من اهل الايمان. والدليل على انها لا تقوم على وجه الارض مسلم قوله صلى الله عليه وسلم - 00:47:26ضَ
كما في مسلم لا تقوم يبعث الله ريحا من اليمن الين الين من الحرير فلا تدع احدا في قلبه مثقال ذرة من ايمان الا قبضته. يقبض بهذه الريح. وفي لفظ - 00:47:50ضَ
فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم. ويبقى شرار الناس. يتهارجون فيها تهارج الحمر. فعليهم تقوم الساعة فدل الحديث انه على انه تقبض ارواح جميع المؤمنين والمسلمين. ولهذا قال كما في الرواية الاخرى - 00:48:04ضَ
لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله. لا يوجد احد يذكر الله نهائيا اي انهم جميعا كفار وفي مسلم ايضا في بقية هذا الحديث يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر في خفة في خفة - 00:48:25ضَ
الطير واحلام السباع يتهارجون فيها تهارج الحمر. فيتمثل لهم الشيطان فيقولون فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الاوثان زاد احمد في المسند فيعبدونها. فدل على انها لا تقوم الا على اهل الكفر - 00:48:43ضَ
ولا تقوم الساعة على وجه الارض احد مسلم ابدا حتى لو كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان روى مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال تقوم الساعة والروم اكثر الناس - 00:49:04ضَ
تقوم الساعة والروم اكثر الناس اذا جمعت هذا الحديث مع قوله عليه الصلاة والسلام ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء اتضح لك ان هؤلاء اشرار وذلك نص قوله تبارك وتعالى ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البلاء - 00:49:21ضَ
فلا شك بانهم اشرار بنص الايات القرآنية واهل الكفر هم اشر الدواب. كما قال تعالى ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون فاهل الكفر هم الاشرار ومنهم هؤلاء الروم كما هو نص حديث مسلم. تقوم الساعة والروم اكثر الناس مع قوله هنا من - 00:49:49ضَ
الناس من تدركهم الساعة فدل على انهم اشرار بنص الحديث مع الاية. في زيادة لهذا الحديث ان من شرار الناس من الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد فذكر صنفين من الاشرار. الصنف الاول الذين تقوم عليهم الساعة - 00:50:17ضَ
وعلمت ان السبب في كونهم اشرارا انهم يكونون كفارا. وانه لا يوجد احد مسلم على وجه الارض في ذلك الوقت الصنف الثاني الذين يتخذون القبور مساجد هؤلاء الذين اتخذوا القبور مساجد - 00:50:39ضَ
انما كانوا من الاشرار لفساد ما فعلوا في الامة حيث اتوا الى هذه القبور وقلبوها الى مواضع للشرك بعبادة للشرك في عبادة الله تعالى. واذا انت تدبرت وتأملت ما الذي فعله؟ هؤلاء الذين اتخذوا القبور مساجد - 00:50:56ضَ
علمت لما قال صلى الله عليه وسلم فيهم ان من شرار الناس من تدركهم الساعة هذا الصنف الاول والذين يتخذون القبور مساجد هؤلاء سببوا نشر الشرك انهم حين اتوا الى هذه القبور وعظموها بالعبادة فيها وزادوا على ذلك بان بنوا عليها البنايات وجعلوها مواضع - 00:51:17ضَ
الصلاة وزعموا ان فيها من البركات ومن القبول للدعوات كذا وكذا صار الناس يعبدون هذه القبور عبادة صريحة ولا يشك في ان هذا من التسبب في في وقوع الشرك والمتسبب في وقوع الشرك في الامة - 00:51:40ضَ
لا ريب انه من الاشرار ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ايضا ليحملن شرار هذه الامة على مسلك على سنن من كان قبلها اهل الكتاب حذو القذة بالقذة يعني ان من الاشرار الذين يكونون في هذه الامة الذين يحرفون هذه الامة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:52:01ضَ
ويعيدونها الى سنن من كان قبلنا وخص اهل الكتاب لان التأسي والتقليد لهم هو الاكثر والاعم. فهؤلاء الاشرار من الذين تدركهم الساعة وهم احياء ومن الذين يتخذون القبور مساجد ومن الذين يحملون الامة على طرائق اليهود والنصارى اذا تأملت في وصف النصوص لهم بالاشرار علمت شدة - 00:52:27ضَ
فجرم الاوائل كما قلنا هؤلاء انهم غير مسلمين اصلا الذين تدركهم الساعة جرم من يتخذون قبور مساجد انهم يتسببون في وقوع الشرك في اهل التوحيد. ويحرفونهم عنه. جرم من يحمل الامة - 00:52:57ضَ
على سنن اعداء الله من اليهود والنصارى. انه يضطرب في الاسلام سنة الجاهلية. يتخذ في الاسلام سنة الجاهلية فتغير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويجتلب بديل عنها وهذا وقع في الامة كثيرا وهو في القرون المتأخرة فاش ظاهر - 00:53:15ضَ
وصارت همة بعض الناس ان يجتنب من اعداء الله عز وجل من اليهود والنصارى طرائقهم في في الحياة وفي التفكير ويعيش عياذا بالله حياته وعمره حتى يفنى ويشيب وهو يروج لهذه السنن الجاهلية. فانتشر في المسلمين شيء - 00:53:39ضَ
كثير بسبب دأب هؤلاء وجهدهم الشديد في نقل ما عند اعداء الله من اليهود والنصارى الى المسلمين وتفاوت الناس في هذا بين مقل ومكثر لكن لا ريب ان هذا امر فاش منتشر - 00:54:03ضَ
في نساء وفي رجال وفي شيب وفي شباب حتى صار التشبه باعداء الله عز وجل كثيرا تارة في اشياء مظهرية وتارة في اشياء في الفكر وفي الاعتقاد. فهؤلاء كلهم يجمعهم انهم من الاشرار - 00:54:19ضَ
الذي تسبب هذا في هذه الفتن العظيمة لهذه الامة. نعم باب لا ياتي زمان الا الذي بعده شر منه. حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الزبير بن علي - 00:54:37ضَ
قال اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما يلقون من الحجاج. فقال اصبروا فانه لا يأتي عليكم الا والذي بعده اشر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم - 00:54:54ضَ
بوب هذا الباب على لفظ الحديث باب لا يأتي زمان الا الذي بعده شر منه الذي يشتكي من حال يقال له الحال المقبل في العموم الاغلب اشد منه وذلك ان تقدم الزمان يقرب من نهاية الدنيا - 00:55:14ضَ
وقرب قيام الساعة. وكثرة الفتن وكثرة الاختلاف. فالزمان الذي يكون فيه الناس على حال يشتكون من اوضاع معينة في كثير من الاحيان الازمنة التي بعده يكون الحال فيها اسوأ هذا من حيث العموم والاغلب - 00:55:40ضَ
في هذا الحديث ان انس بن مالك رضي الله عنه اتاه بعض اهل البصرة او غيرهم او غيرهم وشكوا اليه ما يلقون من الحجاج المسلط الحاكم الظالم الامير الظالم الذي تسلط على الناس كما تقدم - 00:56:01ضَ
يتأمل طالب العلم في اللفظ هنا يقول الزبير بن عدي اتينا بصيغة الفاعلين المتحدث اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما يلقون لم لم يقل اتينا انس ابن مالك فشكونا اليه ما نلقى - 00:56:22ضَ
هذا يسمى في اللغة التفاتا الالتفات مهم جدا ان يعرفه طالب العلم. لانه يفهمه بعض النصوص هذه الجملة الان اتينا ذكر هذه الجملة بصيغة المتكلم ناء الفاعلين اتينا ثم قال - 00:56:52ضَ
بصيغة الغائب ما يلقون من الحجاج هذا يسمى التفاتا وهو نوع من انواع التعبير العربي وهو مستخدم في القرآن في اكثر من موضع مثل قوله تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر. حتى اذا كنتم - 00:57:12ضَ
الفلك وجرينا بهم بريح طيبة. ما الذي تغير الان؟ اول الاية فيها صيغة المخاطب هو الذي يسيركم انتم حتى اذا كنتم انتم في الفلك وجرينا بهم وجرينا بهم ما قال وجرينا بكم - 00:57:37ضَ
فالتفت من صيغة المخاطب الى صيغة ماذا؟ الى صيغة الغائب هذه مفيدة لطالب العلم لان بعض النصوص فيها الالتفات فالالتفات هو تغيير في الاسلوب من مثلا المتكلم الذي يتكلم عن نفسه الى صيغة الغيبة. او من المخاطب الذي يخاطب الى صيغة الغيبة - 00:58:05ضَ
فاذا عرف طالب العلم امر الالتفات في اللغة اتضح له. ماذا يكون المعنى الان؟ اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ماذا؟ ما من الحجاج هذا المراد ولكن المقصود انه التفت بصيغة الغيبة وانما اتى هؤلاء الى انس رضي الله عنه لانه من الصحابة - 00:58:33ضَ
ويريدون منه التوجيه ماذا يعمل مع هذا الوالي الظالم اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما يلقون من الحجاج يعني من ظلمه وتعديه ومن ذلك تعديه ربما على بعض من اتوا الى انس - 00:58:58ضَ
يشتكون اليه الحجاج وانس نفسه رضي الله تعالى عنه وارضاه لم يسلم من الحجاج وظلمه حتى انه اذى انس بن مالك رضي الله عنه اذية شديدة ثم ركب انس رضي الله عنه الى الوليد - 00:59:18ضَ
ابن عبد الملك يشتكي الحجاج ابن يوسف وذهب الى الشام فكتب الوليد الى الحجاج كتابة عنيفة جدا يعنف فيها الحجاج ويشتمه شتما على تعديه على انس رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:59:38ضَ
فلم يستطع ان يرفع ظلم الحجاج الا بشكواه الى الخليفة في الشام. وذلك انه كان شديد البطش والتعدي حتى لم حتى لم اسلم منه هذا الصحابي الجليل ولن يسلم منه ايضا حتى عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وارضاه - 01:00:00ضَ
انه بعد ان قتل عبد الله ابن الزبير امر الحجاج بان يصلب مقلوبا يعني يجعل على رأسه هكذا ورجلاه الى الاعلى وامر ان يؤتى بامه اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما امر ان يؤتى بها اليه - 01:00:19ضَ
فقالت والله لا اتي اليه هذه ذات النطاقين رضي الله عنها صاحبة المواقف الكريمة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يريدها هذا الغر الجاهل ان تأتي اليه بهذه البساطة فقال - 01:00:42ضَ
هاتوها وان ابت فجروها بقرونها. يعني بالظفائر التي تظفرها المرأة. يجرها جرا. فقالت والله الى اتي حتى اسحب بقروني تريد ان تسحب اسحب لكني انا لن اتي بنفسي. فلما رآها مصرة على هذا قال اروني سبتيتين - 01:00:59ضَ
يعني نعليه فذهب اليها وقال كيف رأيتني فعلت بعدو الله من هو عدو الله؟ عبد الله بن الزبير الصحابي الجليل المعروف بالصيام والقيام رضي الله تعالى عنه وارضاه فقالت رأيتك افسدت عليه دنياه - 01:01:20ضَ
وافسد عليك دينك اما دنياه فافسدتها وقتلته اما هو فبفعلك هذا فسد عليك دينك ولكن يا حجاج حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في ثقيف كذابا ومبيرا. اما الكذاب فقد رأيناه. تعني المختار ابن ابي عبيد لانه ادعى النبوة. واما المبير فلا اراه الا انت. المبين - 01:01:42ضَ
اي الفاسق وممن تعرض للاذى من الحجاج ايضا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما. وكل هؤلاء من الصحابة. انظر ماذا يقول انس مما شرحناه بالامس من الصبر على ائمة الجور لما شكوا اليه ما يلقون من الحجاج - 01:02:09ضَ
والذي يلقون من الحجاج قلنا ظلم وبطش. تارة بالقتل وهو متعد جدا في القتل. كما نقلنا بالامس وتارة المستديم يرمي الانسان في السجن ولا يكترث بتاتا متى يموت يلقي في السجن ويتركه - 01:02:29ضَ
وتارة بالظرب العنيف. كان يجلد جلدات هائلة كثيرة في مقام واحد فشكوا الى انس هذا كله فماذا قال انس؟ قال اصبروا انس رضي الله عنه في امره لهم بالصبر متأسم الاحاديث الكثيرة - 01:02:49ضَ
التي مر بنا بعضها من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر. فكل هذا يعزز ما قلناه عند اهل السنة من الصبر على الجور عل الله سبحانه وتعالى ان يصلح من حالهم بالنصح والتوجيه كما كان الصحابة يدخلون - 01:03:11ضَ
اليهم وينصحونهم. فعبيد الله بن زياد دخل عليه معقل ابن يسار رضي الله عنه. وقال اي بني اني اريد ان احدثك بحديث سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:03:31ضَ
يقول فيه ان شر الرعاء الحطمة شر الرعاء يعني الرعاة والملوك والحكام. الحطمة هذا الذي يحطم الناس في الظلم فقال اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد قال وهل كانت النخالة فيهم؟ ما كانت النخالة فيهم وما كانت الا في من بعدهم. يعني من امثالك - 01:03:46ضَ
ولما دخل ايضا عبيد الله يزور احد الصحابة لا يحضرني الان اسمه وكان في مرض الموت وكان قد سئم الناس من ظلمه وبطشه. مع كثرة ما كانوا ينصحونه قال اتعهد الي بشيء؟ يقوله الامير - 01:04:11ضَ
قال نعم لا تصلي علي ولا تقم على قبري ماذا يستفيد هجرة له وردعا له وزجره وانكارا عليه وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون كما قلنا يصبرون ولم يكونوا جبناء وانما كانوا يصبرون وينكرون رضي الله - 01:04:34ضَ
او عنهم. ومن ذلك ان الزهري رحمه الله دخل على الوليد ابن عبد الملك وكان فيه نصب وتحامل على علي رضوان الله تعالى عليه وكان قد سأل اثنين من اهل العلم - 01:04:55ضَ
عن قوله تعالى والذي تولى كبره منهم له عذاب اليم يعني الافك من هو الذي تولى كبره؟ فقالوا عبدالله بن ابي. قال كذبتم هو علي ابن ابي طالب. عياذا بالله من - 01:05:14ضَ
قول السوء فدخل الزهري فقال يا زهري من الذي تولى تبراه قال عبدالله ابن ابي المنافق قال كذبت هو علي ابن ابي طالب قال انا اكذب لا ام لك والله لو نوديت من السماء ان الكذب قد حلل ما كذبت - 01:05:29ضَ
والوليد كان من الجبابرة فقال لعلنا احفظنا الشيخ يعني لعلنا اغظبناه فكان اهل العلم على القدر الذي ذكرناه من امر نهي الحكام عن المنكر وقد نهوا الحجاج ونهوا غير الحجاج وامروا الرعية كما قلنا بالصبر - 01:05:50ضَ
فقال اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده اشر منه. حتى تلقوا ربكم ثم قال سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. يعني اني لم اتي بهذا من تلقاء نفسي. ولا اقول هذا على - 01:06:10ضَ
الرأي المجرد وانما اخبركم بهذا مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه حدثنا ان الحال يكون على هذا. لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. ثم قال سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم - 01:06:30ضَ
هنا قد يأتي استشكال ويقال ان زمن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى بعد الحجاج ولا يرتاب ان زمن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى من الازمنة العظيمة التي رفعت فيها المظالم - 01:06:48ضَ
وانها خير حتى من زمن سليمان ابن عبد الملك وغيره فكيف يحمل قوله صلى الله عليه وسلم لا يأتي الا لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه من اهل العلم من قال ان المقصود بالحديث - 01:07:08ضَ
الحمل على العموم والاغلب. يعني من حيث العموم انه كلما تقدم الزمان الاوضاع تكون اشر واشد ولا ينفي ذلك ان يوجد ازمنة فيها شيء من ظهور السنة ورفع المظالم. ولهذا جاء عن الحنس عن الحسن رظي - 01:07:27ضَ
الله عنه انه لما سئل عن هذه المسألة من كون عمر بن عبد العزيز وجد زمنه بعد زمن الحجاج فقال لابد للناس من تنفيس. يعني ليس المعنى ان الامور تشتد - 01:07:49ضَ
في كل زمن اسوأ من الذي بعده مطلقا يوجد تنفيس فيوجد في بعض المواطن وفي بعض الازمنة شيء من رفع المظالم واقامة السنة ولكن من حيث الجملة والعموم كلما تقدم الزمن اشتدت الامور وكانت - 01:08:05ضَ
اعظم خطبا واسوأ حالا هذا جوال جواب اخر اجاب به ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه ذكر فيه ان المراد بقوله لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه - 01:08:25ضَ
ان يذهب العلماء لا يأتي يوم الا وهو اقل علما من اليوم الذي قبله فاذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون فحمله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه على هذا. ان المراد انه كما في الحديث - 01:08:44ضَ
لما ذكر عليه الصلاة والسلام ان من اشراط ان من اشراط الساعة ان يقل العلم ويكثر الجهل او ويظهر الجهل يقول هذا المراد ان يقل العلم ويذهب حملته. ثم يستوي الناس فاذا استووا ولم يكن فيهم عالم ومتبصر وداع الى الله - 01:09:12ضَ
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر استووا جميعا في عدم الامر بالمعروف. لان العالم حياته كلها امر بمعروف وحياته كلها نهي عن منكر فبثه للعلم ودعوته الى السنة امر بالمعروف. وتحذيره من الشرك ومن المفاسد ومن الضلال. هذا نهي عن المنكر. فاذا ذهب - 01:09:33ضَ
العلم قل او انعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاستوى الناس فعند ذلك يهلكون. فهذا من الاجوبة التي بها على قوله صلى الله عليه وسلم لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه. اما ان يقال ان هذا من حيث العموم - 01:09:55ضَ
ان الامور تزداد وتشتد والذي يصبر الاوضاع يجد هذا الحال في زمننا. فان اقبال كثيرين على السنة وعلى الخير لا شك انه قل ومما قل وهذا مما يشاهد للاسف قلة الحرص على العلم. وقلة طالبيه - 01:10:15ضَ
هذا امر مشاهد وملاحظ لا نقول فيما بين زمن ابن تيمية وزمننا. بل والله في السنوات الاخيرة الذي يدرك ما كان عليه الناس مثلا من نحو خمس وعشرين سنة مثلا - 01:10:42ضَ
كان الوضع بلا شك من اقبال الناس على العلم وتسابقهم وتنافسهم فيه اكثر منه الان. وذلك ان كثيرين صرفتهم الدنيا واقبلوا على ملهياتها. وجاءت هذه الوسائل الحديثة للناس بشيء كثير جدا من صرفهم عن العلم. مع ان - 01:10:57ضَ
في هذه الوسائل ايضا فتحا لابواب لابواب كثيرة. للوصول الى علم يمكن ان يصل اليه طالبه ولو لم تكن لديه كتبه التي يريد. فصارت الكتب متيسرة ومتوفرة لكن الاقبال بكل اسف على الاكثر على سواها - 01:11:17ضَ
فتجد من جدوا في الطلب وبلغوا فيه مبلغا ظن فيهم انهم سيكونون من المبرزين لكن الذي حدث انهم اشغلتهم الدنيا. او والعياذ بالله انتكس منهم من انتكس نعوذ بالله من الزيغ والضلال - 01:11:38ضَ
فهذا مما يبين ان الامور كلما تقدمت كلما صار الامر اقرب الى ظهور الفتن والقرب من قيام الساعة فتحدث مثلها هذه الامور التي اخبر بها صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة - 01:11:55ضَ
- 01:12:10ضَ