معلقة الحارث بن حلزة

شرح معلقة الحارث بن حلزة التي يرد فيها على عمرو بن كلثوم ( 1 )

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم في اول حلقة من حلقات تناول معلقة الحارث بن حلزة وهي تأتي السابعة في كتاب شرح المعلقات للزوزاني الذي سيكون مصدر الابيات سوف القي المعلقة بالترتيب الذي اورده. ولكنني ربما اتي ببيت او اثنين من روايات اخرى. وحينها سأذكر ذلك - 00:00:02ضَ

هناك حلقتان في القناة تتناولان التعريف به. وبمناسبة القاء هذه المعلقة ساتركهما في الوصف. اما الان فسوف ادخل مباشرة في الشرح المبسط وايضاح معاني الكلمات فيها قال الحارث بن حلسة - 00:00:27ضَ

اذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمل منه الثواء اذنتنا يعني اعلمتنا. وليس اذن بمعنى اعطاء الاذن او السماح. قال الله تعالى فان تولوا فقل اذنتكم على سواء يعني اعلمتكم واوصلت لكم الرسالة جميعا - 00:00:44ضَ

البين هو البعد والفراق الساوي هو المقيم في المكان. والثواء هو الاقامة اذا معنى البيت اعلمتنا اسماء انها ستغادر. رب ثاو اي رب مقيم في المكان وتمل اقامته. ولكن اسماء ليست - 00:01:06ضَ

منهم بالطبع فهو يبدي حزنه على فراق حبيبته وهنا تلاحظون انه بدأ بالبداية العربية المعتادة من ذكر الحبيبة وفراقها رغم ان الموقف موقف حرب وقد جاءت تفسيرات كثيرة من الشراح عن سبب بدء شعراء العرب بهذه الطريقة. وهي ذكر الحبيبة والحزن عليها - 00:01:24ضَ

اولا هي العادة. لان الشعراء الاوائل مثل امرؤ القيس فعلوها في اشعارهم ولاقت استحسانا بين الناس فانتشرت وعادة ما يتكرر فعل الشيء المحبب حتى يصبح عادة ونظاما. وهذا ما حدث - 00:01:45ضَ

فاصبح الشاعر العربي يبدأ ببعض الابيات الحزينة عادة في فراق حبيبته. حتى وان لم تكن له حبيبة في الحقيقة ثم يكمل لقصده الاساسي. السبب الثاني قالوا لان هذا يعطي شحنة معنوية قوية في بداية القصيدة. فتبدأ من اول بيت - 00:02:01ضَ

وانت منتبه للكلام والحديث عن الحب ينبه المستمع بدلا من البدايات العادية وهناك من قال انها احيانا تكون مجازا. فلا توجد حبيبة اصلا ولكنها مجاز عن القصة التي يريد ان يحكيها الشاعر - 00:02:20ضَ

وربما نتكلم عن هذا الموضوع في حلقة اخرى وانبه ان كثيرا من القصائد ليس فيها هذه المقدمة. فهي ليست قانونا وانما عادة اعود الى المعلقة. فقد قال ان اسماء اعلمتنا انها ستبتعد. مع اننا لا نمل بقاءها ونحب صحبتها - 00:02:38ضَ

بعد عهد لنا ببرقة شماء فادنى ديارها الخلصاء عهد يعني زمن البرقة هي الارض التي فيها حصى ورمل ذكرها ايضا طرفة ابن العبد في اول بيت من معلقته. عندما قال لخولة اطلال ببرقة فهمد تلوح كباقي الوشم في - 00:03:00ضَ

في ظاهر اليدين شماء هو اسم لمكان. اي في البرقة التي في مكان شماء الخلصاء اسم مكان اخر اذا المعنى انها ستغادر بعد زمان لنا كنا فيه معا وكنا نتلاقى في البرقة التي عند شماء ومكان اخر يدعى - 00:03:22ضَ

خلصاء وهو اقرب ديارها الينا. ما معنى اقرب ديار؟ معنى ذلك ان لها ديارا كثيرة وهذا اقربها. ولتفهم هذا تماما نحتاج لفهم شيء من حياة العرب فكانت لهم اماكن كثيرة يترددون فيها ويتحركون حسب مواسم المطر لرعاية القطعان - 00:03:42ضَ

ما فيش شتاء يكونون في مكان وفي الصيف في مكان اخر وكثيرا ما تقرأ ان قبيلة كذا ديارها بين مكان كذا ومكان كذا. كل هذه المساحة تتنقل فيها. وليست مكانا واحدا - 00:04:03ضَ

فقط يعيشون فيه طوال الوقت كحالنا الان وهكذا فان الخلصاء اقرب مكان من ديار اسماء للشاعر ولنفس السبب الذي ذكرناه الذي هو تتبع المطر والمرعى. فان القبائل كانت تتلاقى ثم تتفرق كل واحدة في اتجاه - 00:04:17ضَ

وعندما ترحل الفتاة مع قبيلتها يحزن الرجل ويقول ذلك في شعره. ولهذا ترى ان هذه الظاهرة تتكرر في الشعر الجاهلي في البيتين القادمين سيظل يردد اسماء كثيرة اخرى كان يلاقي فيها حبيبته - 00:04:36ضَ

ربما يريد ان يؤكد على طول معرفته بها. وهكذا نفهم انه سيحزن كثيرا عندما تغادر قال فالمحياة فالصفاح فاعناق فتاق فعاذب فالوفاء رياض القطا فاودية الشوربة فالشعبتان فالابلاؤ اذا ثمانية اماكن كاملة مع المكانين اللذين قبلهما عشرة اماكن كاملة ذكرها بالاسم. في كتب الشراح تذكر - 00:04:53ضَ

تعاني هذه الاسماء واماكن بعضها. ولكنني لم اات بها. فقد فهمنا الفكرة التي يريد ان يقولها ثم يكمل لا ارى من عهدت فيها فابكي اليوم دلها وما يحير البكاء عهدت المقصود منها اعتدت - 00:05:24ضَ

ده الهم يعني ذهاب العقل يحير يعني يرد او يرجع يعني لا ارى من اعتدت انا ان اراها في هذه الاماكن فانا اليوم ابكي ذاهب العقل او يبكي بشدة حتى يذهب عقله من الحزن - 00:05:44ضَ

وما الذي يرجعه الحزن؟ او بماذا ينفعني الحزن؟ استفهام غرضه الاستنكار والجحود وبعينيك اوقدت هند النار اخيرا تلوي بها العنياء تلوي المقصود منها ترفع النار. كما ينوي الرجل بثوبه ان يرفعه ليشير الى القوم - 00:06:01ضَ

العلياء المقصود بها العالية وهي جبال الحجاز معنى البيت هند كانت واحدة يعرفها. ويقول انه يتذكر او حدث امام عينه انها اوقدت النار. اخيرا يعني في اخر مرة رآها فيها - 00:06:22ضَ

واضاءت العالية له اي ان المكان اضاء فرآها بوضوح فتنورت نارها من بعيد بخزازة هيهات منك الصلاء التنور هو النظر الى النار. ويقصد من اي مكان لطلبها او لمعرفة من اين هي. خزازة اسم مكان. وفي الغالب - 00:06:40ضَ

انه هو نفسه المكان الذي وقعت فيه معركة خزازة هيهات يعني بعد او صعب عليك جدا الصلة يعني اخذ النار منهم. يعني ان تأخذ منهم شعلة لتقضي منها اغراضك وصل الشيء بالنار يعني احرقه بها - 00:07:02ضَ

المعنى انه طلب هذه النار من بعيد وفكر اين يكون موضعها. ورأى انه في خزازة ويقول وكيف لك ان تذهب لها وتأخذ منها نارا؟ هذا شيء صعب اي انه ابتعد عن هند هي الاخرى. ولا نعلم من هي هند. هل هي حبيبة اخرى او من الاهل - 00:07:22ضَ

اوقدتها بين العقيق فشخصين بعود كما يلوح الضياء العقيق وشخصين اسماء اماكن واوقدتها بعودين من البخور او النار او نحو ذلك. يعني انه نظر فعلم ان النار تقع بين هذين الموضعين - 00:07:43ضَ

ويقول الانباري في شرحه ربما لم ترى هذه المرأة التي ذكرها اي عود او نار على الاطلاق. ولكن الشعراء قالوا واكثروا في ذلك حتى اصبحت هذه الكلمة عادة. وذلك لحب العرب لمنقدي النار - 00:08:02ضَ

فالمعنى العام انه يبدي اسفه على رحيله عن تلك الاماكن ومغادرة الناس غير اني قد استعين على الهم اذا خف بالثوي النجاة. غير اني تعني ولكن الهم الامر الذي يهمني. وقلنا ان الثوي تعني المقيم - 00:08:18ضَ

النجاة السير السريع لطلب النجاة الان انتقل الى اول غرضه بعد ذكر المقدمة. فيقول ولكنني عندما يهمني امر كبير فانني استعين عليه في الوقت الذي الذي يخف فيه الرجل المقيم ويسرع في السير - 00:08:39ضَ

يكمل المعنى في البيت التالي فيقول في زفوف كأنها هطلة ام رئال دوية سقفاء الزفيف هو جري النعام عندما يسرع. والنعام معروف انه طويل وواسع الخطوة وسريع يقصد بزفوف الناقة التي يركبها خطوتها مثل خطوة النعامة وسريعة مثل النعام - 00:08:57ضَ

الهقلة هي النعامة. والذكر والرئال هي اولاد النعام. او النعام الصغير دوية من الضوء وهي الصحراء. كما تعلمون اطلق العرب اسماء كثيرة على الصحراء وهذا احدها وقال دوية اي انها صحراوية معتادة على اجوائها ولا تتأثر - 00:09:22ضَ

سقفاء اي طويلة مائلة. وهذه صفة النعام اذا فقد شبه ناقته واظهر قوتها بمعان بليغة في بيت قصير فهي تمشي سريعة كنعامة لها اولاد فتخاف عليهم. وهي صحراوية قوية. وكذلك فجسمها كبير طويل - 00:09:44ضَ

كانست نبأة وافزعها القناص عصرا وقد دنا الامساء انست يعني احست النبأة هو الصوت الخفي الذي لا يدرى من اين هو القناص جمعوا قناص وهو الصياد يقول ان هذه النعامة التي شبه ناقته بها احست بصوت خفي ففزعت - 00:10:05ضَ

افزعها القناص في وقت العصر قبل المغيب. وهذه الاوقات لم يأت بها اعتباطا. فهو يريد ان يقول انها ترجع الى اولادها لانه ذكر انها ام رئال وقد اقتربت الشمس من المغيب - 00:10:27ضَ

ثم خرج لها صياد فزاد فزعها وجرت باقصى سرعة لاولادها. فهو يشبه بها ناقته في مثل هذه السرعة فترى خلفها من الرجع والوقع منينا كأنه اهباء الرجع ما يرجع من قوائمها من التراب والحصى ونحو ذلك - 00:10:42ضَ

الوقع وقع ضرباتها اي صوت ضربها على الارض المنيين هو التراب والغبار الرقيق الذي يعلو مثل سحابة الاهباء اثارتها للهباء اي الغبار يقول فترى انت ايها المخاطب خلف هذه الناقة سحابة غبار تنبعث من خلفها. وهذا من شدة سرعتها - 00:11:02ضَ

ثم يكمل ويقول وطراقا من خلفهن طراق ساقطات. الوت بها الصحراء. الطراق وطرق اقدام الارض وكذلك اسفل قدمها يقول انك ترى اقدام الناقة وهي مترهلة او ساقطة او يسقط منها جلد ونحو ذلك. ذهبت بها وعورة الصحراء. فشد - 00:11:24ضَ

السير في هذه الاجواء اثرت على ناقته اتلهى بها الهواجر. اذ كل ابن هم بلية عمياء الهواجر جمع الهاجرة وهو وقت انتصاف النهار وشدة الحر البلية كانت عادة عند بعض العرب. عندما كان الرجل يموت كانوا يأتون بناقته ويعصبون عينها فلا ترى. ويربطونها بجانب - 00:11:47ضَ

في القبر حتى تموت كانوا يعتقدون ان صاحبها سيحتاجها في الاخرة ولهذا سميت بلية لانها اصيبت ببلوى. وذكرها ايضا مبيت في معلقته المعنى انني اتلهى واشغل نفسي بتأمل هذه الناقة اثناء سفري في الهواجر وهي الايام الحارة القائضة. يبرر ذلك ان - 00:12:12ضَ

كل ابن هم اي كل رجل يحمل الهم مثل حالته حاله سيء كالبلية العمياء. كالناقة التي تربط لتموت اذا شبه حالته السيئة لما فيه من الهم على قومه اثناء ذهابه للتحكيم بهذه الناقة - 00:12:34ضَ

هكذا انتهت اول حلقة من حلقات تناول معلقة الحارث بن حلزة تناولنا مقدمتها ثم رحلته للقدوم للتحكيم في الحلقة القادمة سيدخل مباشرة في غرضه ويبدأ في ذكر بني تغلب في منازعتهم - 00:12:51ضَ

والان نراجع بسرعة ابيات حلقة اليوم كما اعتدنا ليسهل حفظها قال الحارث بن حلسة اذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمل منه السواء بعد عهد لنا ببرقة شماء فادنى ديارها الخلصاء - 00:13:09ضَ

فالمحياة فالصفاح فاعناق فتاق فعاذب فالوفاء فرياض القطا فاودية الشرب بي فالشعبتان فالابلاؤ لا ارى من عهدت فيها فابكي اليوم دلها. وما يحير البكاء وبعينيك اوقدت هند النار اخيرا تلوي بها العلياء - 00:13:30ضَ

فتنورت نارها من بعيد بخزازة هيهات منك الصلاء اوقدتها بين العقيق فشخصين بعود كما يلوح الضياء غير اني قد استعين على الهم اذا خف بالثوي النجاة بزفوف كانها هقلة ام رئال - 00:13:56ضَ

قوية سقفاء انست نبأة وافزعها القناص عصرا وقد دنا الامساء فترى خلفها من الرجع والوقع منينا كانه اهباء وطلاقا من خلفهن طراق ساقطات. الوت بها الصحراء اتلهى بها الهواجر. اذ كل ابن هم بلية عمياء - 00:14:19ضَ

اذا اخبروني عن رأيكم في هذه المعلقة حتى الان. ولا تنسوا الاشتراك في القناة والاعجاب بهذه الحلقة اراكم في الحلقة القادمة مرة اخرى ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:47ضَ