بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الخامسة والثلاثين من هذه الحلقات التي اشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد شرحت في الحلقة السابقة شيئا من قوله مسح اذا ما السابحات على الونا - 00:00:00
وذكرت لكم ان الفرس المسح هو الذي ينصب في عدوه انصبا وان الخيل السابحات هي التي تحسن مد ايديها في الجري حتى لا تجد مزيدا مسح اذا مس السحات على الونا - 00:00:40
الونا التعب والفتور من قولهم ولا يني ونيا وبنيا وونى فهو وان اذا تعب وفتر في عمله منه قول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام اذهب انت واخوك بايات ولا تنيا في ذكري - 00:01:01
اي لا تفترا في ذكري ولا تكسلا عنه وروي مسح اذا ما السابحات على الوجا والوجع هو الحفا من قولهم وجي يوجا وجا فهو وجن ووجي وهي وجية اذا اصابه الحفا وهو رقة القدم والخف والحافر - 00:01:25
مسح اذا مس السابحات على الونا اثرنا الغبار بالكديد المركل اثرنا الغبار وروي اثرنا غبارا اي رفعنا الغبار واطرنا ومن ذلك قول الله تعالى عن الخيل في سورة العاديات فاثرن به نقعا اي اثرن غبارا وترابا - 00:01:53
اثرنا غبارا بالكديد المركل. الكديد مكان له صفتان هما السعة والغلظ فهو بطن واسع من الارض تجري فيه الخيل. ارضه غليظة سمي بذلك لانها تكد الحوافر اي تدقه فهو مكدد بالحوافر مركون بالقوائم. ولذلك قال بالكديد المركن. وروي - 00:02:20
بالكديد السموألي والسموأل الارظ الواسعة سهلة التراب وروي بالكثيب السموأل والكثيب هو التلة من الرمل. جمعه اكذبة وكتبان وفي كتاب الله تعالى يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا اي - 00:02:55
رمل ينهال اعلاه على اسفله يقول امرؤ القيس ان فرسه يفوق غيره من نجائب الخيل فالسابحات منها التي تحسن مد ايديها في الجري فكأنما هي تسبح والتي تثير الغبار في الارض الغليظة لصلابة حوافرها وقوتها - 00:03:23
والتي فيها من الصبر والجلد ما يعينها على ان تفعل ذلك على الونا. اي مع بلوغها ما يوجب الفتور والتعب فاذا ما فعلت ذلك هاج فرسه في منافستها فانصح في جريه انسحاحا كالغيث - 00:03:49
وانصب في عدوهم صبابا كالمطر ففاقها وسبقها فان كانت في جريها كالسابحات في الماء فهو في جريه كالماء المنصب المتدفق الغزير وهذا البيت اثبته كثير من الرواة في هذا الموضع من المعلقة - 00:04:11
والاصمعي يقدمه فيجعله بعد قوله كميت يزل اللب عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل وابو جعفر النحاس يؤخره ليكون بعد قوله له اي طلا ظبي وساق نعامة وارخاء سرحان وتقريب تتفل وسيأتي شرحه ان شاء - 00:04:34
جاء الله تعالى ولاجل سرعة هذا الفرس المسح الفائق في عدوه فهو يذل الغلام الخف عن صهواته. ويلوي باثواب العنيف المثقل ويروى يطير الغلام الخف عن صهواته. ويروى يزل الغلام الخف عن صهواته - 00:05:04
الخف والخف الخفيف من قولهم خفى يخف خفا وخفة فهو خفيف وخفاف وقيل الخفيف في الجسم والخفاف في التوقد والذكاء وجمعها خفاف. فهذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته ينزلق الغلام الخفيف من ظهره لان وزن بدنه لا يعينه على الثبات في صهوته مع تلك - 00:05:33
سرعة وذلك النشاط يزل الغلام والخفة عن صهواته صهوة كل شيء اعلاه وهي موضع الفارس من ظهر الفرس وهي من البعير مؤخر السنام وجمع صهوة صهاء وصهوات عبر عن المفرد بالجمع - 00:06:07
فلم يقل يزل الغلام الخف عن صهوته بل قال عن صهواته تفخيما وتعظيما لهذا الفرس وقد وفق في هذا لانه سبق ان قال ان هذا الفرس هيكل عظيم الجرم متنه مكتنز باللحم عريض كالصخرة الصفواء - 00:06:32
فناسب ان يقول عن صهواتي فكأن ما له صهوات لا صهوة واحدة يزل الغلام الخف عن صهواته يطير الغلام الخف عن صهواته يزل الغلام الخف عن صهوات ويلوي بثواب العنيف المثقل - 00:06:57
يلوي من الوى بالشيء اذا ازاله واذهبه وحركه واطاره من قولهم الوت به العنقاء او اذا اطارته والوى بهم الدهر اذا اهلكهم والوى بثوبه اذا رفع يده به وحركه في السماء مشيرا به للاستغاثة ونحوها - 00:07:22
ويلوي بثواب العنيف العنيف من العنف وهو ضد الرفق من قولهم عنف به وعنف عليه يعنف عنفا وعنافة واعنفه وعنفه تعنيفا فهو عنيف من قوم عنف اذا لم يكن رفيقا في امره - 00:07:47
باثواب العنيف المثقل المثقل من الثقل وهو ضد الخفة فليس ثقيلا فحسب بل هو مثقل من قولهم ثقل الشيء اذا جعله ثقيلا فهو مثقل وذاك مثقل اي فيه ما يجعله ثقيلا - 00:08:12
وللعلماء في تفسير قوله ويلوي باثواب العنيف المثقل قولان الاول ان هذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته ان كان راكبه خفيفا اسقطه وان كان ثقيلا تطايرت ثيابه فلا يتمالكوا ان يصلحها - 00:08:36
والثاني ان هذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته. ان كان راكبه خفيفا اسقطه وان كان عنيفا ثقيلا رمى به فكنا عن بدن الراكب نفسه باثوابه. والمراد الوى به وباثوابه اي رماه باثواب - 00:09:00
وهذا هو الوجه فهذا الفرس لعتقه وكرمه يأنف من العنف ولا ينقاد الا لفارس حاذق وليس من حذق الفارس ان يكون عنيفا او مثقلا ومثقل هنا لا تنصرفوا الى ثقل وزن البدن فحسب. بل هو ثقيل الوزن - 00:09:23
تقيل الحركة ثقيل التصرف ثقيل الركوب وهذا الفرس لا ينقاد الا لفارس شديد اللحم مفتول القوام. ذكي القلب حاضر البديهة كريم الطباع فهو يسقط الغلام الخفيف لا لخفة بدنه فحسب - 00:09:49
بل لانه ما زال غلاما لم يبلغ من الحذق ان يركب هذا الفرس وهو يرمي بالعنيف المثقل اباء وانافة من ان ينقاد بالعنف او ان يكون فارسه ثقيلا في وزنه وحركته وتصرفه واستجابته - 00:10:13
وهذا الفرس ليس في جريه جياشا له اذا جرى اهتزام كغلي القدور فحسب وليس مسحا اذا مس السابحات اثرن الغبار في الارض الواسعة الغليظة سبقها فحسب وليس لفرط نشاطه وسرعته - 00:10:36
يذل الغلام الخف عن صهواته ويلقي باثواب العنيف المثقل فحسب بل هو مع ذلك درير كخظروف الوليد امره تتابع كفيه بخيط موصل وبهذا البيت ابدأ الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى - 00:11:03
والى ذلك الحين استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد - 00:11:28
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة الخامسة والثلاثين من هذه الحلقات التي اشرح فيها معلقة امرئ القيس كنت قد شرحت في الحلقة السابقة شيئا من قوله مسح اذا ما السابحات على الونا - 00:00:00
وذكرت لكم ان الفرس المسح هو الذي ينصب في عدوه انصبا وان الخيل السابحات هي التي تحسن مد ايديها في الجري حتى لا تجد مزيدا مسح اذا مس السحات على الونا - 00:00:40
الونا التعب والفتور من قولهم ولا يني ونيا وبنيا وونى فهو وان اذا تعب وفتر في عمله منه قول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام اذهب انت واخوك بايات ولا تنيا في ذكري - 00:01:01
اي لا تفترا في ذكري ولا تكسلا عنه وروي مسح اذا ما السابحات على الوجا والوجع هو الحفا من قولهم وجي يوجا وجا فهو وجن ووجي وهي وجية اذا اصابه الحفا وهو رقة القدم والخف والحافر - 00:01:25
مسح اذا مس السابحات على الونا اثرنا الغبار بالكديد المركل اثرنا الغبار وروي اثرنا غبارا اي رفعنا الغبار واطرنا ومن ذلك قول الله تعالى عن الخيل في سورة العاديات فاثرن به نقعا اي اثرن غبارا وترابا - 00:01:53
اثرنا غبارا بالكديد المركل. الكديد مكان له صفتان هما السعة والغلظ فهو بطن واسع من الارض تجري فيه الخيل. ارضه غليظة سمي بذلك لانها تكد الحوافر اي تدقه فهو مكدد بالحوافر مركون بالقوائم. ولذلك قال بالكديد المركن. وروي - 00:02:20
بالكديد السموألي والسموأل الارظ الواسعة سهلة التراب وروي بالكثيب السموأل والكثيب هو التلة من الرمل. جمعه اكذبة وكتبان وفي كتاب الله تعالى يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا اي - 00:02:55
رمل ينهال اعلاه على اسفله يقول امرؤ القيس ان فرسه يفوق غيره من نجائب الخيل فالسابحات منها التي تحسن مد ايديها في الجري فكأنما هي تسبح والتي تثير الغبار في الارض الغليظة لصلابة حوافرها وقوتها - 00:03:23
والتي فيها من الصبر والجلد ما يعينها على ان تفعل ذلك على الونا. اي مع بلوغها ما يوجب الفتور والتعب فاذا ما فعلت ذلك هاج فرسه في منافستها فانصح في جريه انسحاحا كالغيث - 00:03:49
وانصب في عدوهم صبابا كالمطر ففاقها وسبقها فان كانت في جريها كالسابحات في الماء فهو في جريه كالماء المنصب المتدفق الغزير وهذا البيت اثبته كثير من الرواة في هذا الموضع من المعلقة - 00:04:11
والاصمعي يقدمه فيجعله بعد قوله كميت يزل اللب عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل وابو جعفر النحاس يؤخره ليكون بعد قوله له اي طلا ظبي وساق نعامة وارخاء سرحان وتقريب تتفل وسيأتي شرحه ان شاء - 00:04:34
جاء الله تعالى ولاجل سرعة هذا الفرس المسح الفائق في عدوه فهو يذل الغلام الخف عن صهواته. ويلوي باثواب العنيف المثقل ويروى يطير الغلام الخف عن صهواته. ويروى يزل الغلام الخف عن صهواته - 00:05:04
الخف والخف الخفيف من قولهم خفى يخف خفا وخفة فهو خفيف وخفاف وقيل الخفيف في الجسم والخفاف في التوقد والذكاء وجمعها خفاف. فهذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته ينزلق الغلام الخفيف من ظهره لان وزن بدنه لا يعينه على الثبات في صهوته مع تلك - 00:05:33
سرعة وذلك النشاط يزل الغلام والخفة عن صهواته صهوة كل شيء اعلاه وهي موضع الفارس من ظهر الفرس وهي من البعير مؤخر السنام وجمع صهوة صهاء وصهوات عبر عن المفرد بالجمع - 00:06:07
فلم يقل يزل الغلام الخف عن صهوته بل قال عن صهواته تفخيما وتعظيما لهذا الفرس وقد وفق في هذا لانه سبق ان قال ان هذا الفرس هيكل عظيم الجرم متنه مكتنز باللحم عريض كالصخرة الصفواء - 00:06:32
فناسب ان يقول عن صهواتي فكأن ما له صهوات لا صهوة واحدة يزل الغلام الخف عن صهواته يطير الغلام الخف عن صهواته يزل الغلام الخف عن صهوات ويلوي بثواب العنيف المثقل - 00:06:57
يلوي من الوى بالشيء اذا ازاله واذهبه وحركه واطاره من قولهم الوت به العنقاء او اذا اطارته والوى بهم الدهر اذا اهلكهم والوى بثوبه اذا رفع يده به وحركه في السماء مشيرا به للاستغاثة ونحوها - 00:07:22
ويلوي بثواب العنيف العنيف من العنف وهو ضد الرفق من قولهم عنف به وعنف عليه يعنف عنفا وعنافة واعنفه وعنفه تعنيفا فهو عنيف من قوم عنف اذا لم يكن رفيقا في امره - 00:07:47
باثواب العنيف المثقل المثقل من الثقل وهو ضد الخفة فليس ثقيلا فحسب بل هو مثقل من قولهم ثقل الشيء اذا جعله ثقيلا فهو مثقل وذاك مثقل اي فيه ما يجعله ثقيلا - 00:08:12
وللعلماء في تفسير قوله ويلوي باثواب العنيف المثقل قولان الاول ان هذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته ان كان راكبه خفيفا اسقطه وان كان ثقيلا تطايرت ثيابه فلا يتمالكوا ان يصلحها - 00:08:36
والثاني ان هذا الفرس لفرط نشاطه وسرعته. ان كان راكبه خفيفا اسقطه وان كان عنيفا ثقيلا رمى به فكنا عن بدن الراكب نفسه باثوابه. والمراد الوى به وباثوابه اي رماه باثواب - 00:09:00
وهذا هو الوجه فهذا الفرس لعتقه وكرمه يأنف من العنف ولا ينقاد الا لفارس حاذق وليس من حذق الفارس ان يكون عنيفا او مثقلا ومثقل هنا لا تنصرفوا الى ثقل وزن البدن فحسب. بل هو ثقيل الوزن - 00:09:23
تقيل الحركة ثقيل التصرف ثقيل الركوب وهذا الفرس لا ينقاد الا لفارس شديد اللحم مفتول القوام. ذكي القلب حاضر البديهة كريم الطباع فهو يسقط الغلام الخفيف لا لخفة بدنه فحسب - 00:09:49
بل لانه ما زال غلاما لم يبلغ من الحذق ان يركب هذا الفرس وهو يرمي بالعنيف المثقل اباء وانافة من ان ينقاد بالعنف او ان يكون فارسه ثقيلا في وزنه وحركته وتصرفه واستجابته - 00:10:13
وهذا الفرس ليس في جريه جياشا له اذا جرى اهتزام كغلي القدور فحسب وليس مسحا اذا مس السابحات اثرن الغبار في الارض الواسعة الغليظة سبقها فحسب وليس لفرط نشاطه وسرعته - 00:10:36
يذل الغلام الخف عن صهواته ويلقي باثواب العنيف المثقل فحسب بل هو مع ذلك درير كخظروف الوليد امره تتابع كفيه بخيط موصل وبهذا البيت ابدأ الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى - 00:11:03
والى ذلك الحين استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد - 00:11:28