شرح معلقة زهير بن أبي سلمى

شرح معلقة زهير ( 5 ) - الحصين بن ضمضم كاد أن يفسد الصلح

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله. واهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة على قناة مدرسة الشعر العربي. مع محمد صالح ووصلنا الان الى الحلقة الخامسة من شرح معلقة زهير بن ابي سلمة - 00:00:06ضَ

لا تنسى الاعجاب بهذه الحلقة والاشتراك في قناة مدرسة الشعر العربي. لتتابع شرح القصائد العربية بطريقة مبسطة وسهلة في الحلقة الماضية شدد زهير بن ابي سلمة على القبيلتين عبس وذوبيان ان يحترموا المعاهدة والا يعودوا الى الحرب - 00:00:21ضَ

وذكر لهم مساوئها وسرعة اشتعالها كل هذا ليحذرهم منها اليوم يتناول حادثة معينة كادت ان تفسد كل الصلح وهو ان رجلا من بني ذبيان اسمه الحصين بن ضمضم قتل ابوه واخوه في المعارك المتعددة ضد قبيلة عبس - 00:00:42ضَ

فاقسم ان يأخذ ثأره بيده ولم يقبل الصلح. واضمر في نفسه الشر وفعلا تسلل وقتل فارسا من عبس. وهذا بعد اتمام الصلح وكاد هذا ان يفسد كل شيء لولا ان قبيلة عبس وافقت ان تستمر في الصلح وحصلت على فدية الله - 00:01:03ضَ

وفي هذا يقول هذه الابيات لعمري لنعم الحي جر عليهم بما لا يؤتيهم حسين بن ضمضم يتكلم عن حي ذبيان فيمدحهم ويقول انهم نعم الحي وانهم لم يوافقوا حصين ابن ضمضم في الغدر الذي نوى عليه - 00:01:23ضَ

لعمري يقسم بعمره وحياته جر عليهم يعني جنى عليهم. والجريرة هي الجناية يعني ان حسين بن ضمضم تسبب في مشكلة لقبيلته بسبب غدره. ولم يكونوا موافقين له وكان طوى كشحا على مستكنة - 00:01:47ضَ

فلا هو ابداها ولم يتجمجم روى الامر يعني اخفاه في نفسه واسره وهو اصلا لف الشيء فوق بعضه قال الله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب تشحن الكشح هو جانب الصدر الى الخاصرة. اي الى الاسفل. والرجل الكاشح هو الذي يضمر شيئا في نفسه او هو الرجل - 00:02:08ضَ

فمعنى طوى كشحا اي انه اضمر شيئا داخل نفسه ولم يعلن عنه لاحد كان ينطوي على الانتقام على مستكنة المستكنة يعني مستقرة بداخله حماية عن الحقد الذي يحمله داخله فلا هو ابداها ولم يتجمجم لم يبد ما في نفسه ولم يتجمجم يعني لم يتراجع عما اضمره داخله - 00:02:34ضَ

وقال ساقضي حاجتي ثم اتقي عدوي بالف من ورائي ملجمي ساقضي حاجتي يعني سافعل ما في نفسي ثم ساحمي نفسي بالف فارس من ورائي ملجم يعني حصان يلبس اللجام ومجهز للحرب - 00:03:03ضَ

يعني انه سيضرب عرض الحائط بالصلح وسيعتمد على قوته وقوة اتباعه فشد ولم يفزع بيوتا كثيرة لدى حيث القت رحلها ام قشعمي لم يفزع بيوتا كثيرة يعني انه لم يهاجم علانية. فلم يثر جلبة وسط البيوت. لان الحرب تكون صاخبة وتفزع البيوت - 00:03:23ضَ

اما هو فلم يفزع بيوتا كثيرة. اذا فهذه طريقة فنية من الشاعر ليقول انه تسلل خلسة ليقتل هدفه القط الرحل يعني القط اغراض السفر. يشير الى حيث ذهب ام قشعم ام قشعم تقال للحرب وللموت وللداهية - 00:03:49ضَ

اذا هو ذهب الى حيث الموت والخراب وقتل هدفه غدرا في كمين او ما شابه. لم يقتله رجلا لرجل في مواجهة لدى اسد شاك السلاح مقذف له لبد اظفاره لم تقلم - 00:04:11ضَ

اسد شاك السلاح يقصد الرجل الذي قتل. يشبهه بانه اسد تام السلاح. ومقذف يعني ضخم غليظ الجسد له لبد اللبدو هي شعر الاسد الضخم الذي يوحي بالقوة. ولبد الشيء يعني ركب بعضه على بعض - 00:04:29ضَ

وشعر متلبد يعني متلاصق. ولهذا يسمى شعر الاسد الكثيف بهذا الاسم اظفاره لم تقلم يعني انيابه حادة وبحالها. فلم يعتريه ضعف اذا هو هنا يمدح الرجل المقتول ويشبهه بانه اسد قوي بسلاحه. وله هيبة ومنعة - 00:04:48ضَ

وهنا ربما تقول كيف او لماذا يمدح المقتول بهذه الطريقة انا ارى ان هذا ذكاء من الشاعر. لانه يحتوي غضب اهله الذين سيطالبون الان بدمه. وربما ينتقد الصلح بالكامل وهو يمدح الرجل خاصة انه ذكر انه قتل غدرا وخلسة. ولم يقتل بطريقة عادلة في نزال - 00:05:10ضَ

جريء متى يظلم يعاقب بظلمه سريعا والا يبدأ بالظلم يظلم يواصل مدحه للرجل فيقول انه جريء. الجريء هو الذي يتقدم ولا يخاف متى ما ظلمه احد فانه يعاقب الظالم سريعا. وان لم يظلمه احد فانه يظلم الناس اظهارا لقوته وسطوته - 00:05:33ضَ

فزهير يرى ان الرجل ينبغي ان يظلم لكي يظهر قوته. وسيؤكد هذا المعنى في بيت قادم. ونحن طبعا لا نوافقه على ذلك وقرأت في بعض الشروح انه يمدح بهذه الصفات حصين بن ضمضم - 00:05:57ضَ

وانا ارى انه يمدح المقتول. فمن غير المعقول ان ينتقد ما فعله ثم يمدحه لا يبدو هذا لي متماشيا مع الابيات السابقة. وربما اكون مخطئا رعوا ما رعوا من ظمئهم - 00:06:13ضَ

ثم اوردوا غمارا تفرا بالسلاح وبالدم. يصف ما فعلوه ويشبههم بانهم قطيع يرعى في البادية. ثم يرد الى مصادر الماء ليشرب لان الجمال كانت ترعى مدة بلا ماء ثم تأتي لتشرب - 00:06:28ضَ

الظمأ هو العطش الشديد وهو ايضا الفترة بين الشرب والشرب الاخر الفترة التي تقضيها الجمال بلا ماء وهي بضعة ايام عادة. ويقصد هنا الهدنة بين الحربين الغمار هو الماء الكثير. ويشتق منها الغمر - 00:06:44ضَ

التفري يعني التشقق يقول انهم توقفوا عن القتال فترة محددة ثم عادوا. مثل الجمال التي تتوقف عن الشرب ثم تعود وعادوا الى مياه كثيرة كناية عن المعارك. وتمتلئ بالسلاح وبالدم - 00:07:03ضَ

فقضوا منايا بينهم ثم اصدروا الى كلأ مستوبل متوخم قضوا يعني اتموا انهوا امورهم من الحرب ونحوه ومنايا جمع منية وهي الموت اصدروا الاصدار هو خروج القطيع من الماء وعودته الى المراعي - 00:07:21ضَ

يواصل تشبيه المعركة بقطيع الابل يقول انهم فعلوا ما فعلوا ثم عادوا. مثلما يشرب القطيع ثم يعود الى كلأ مستوبل متوخم الكلأ هو ما تأكله الحيوانات في المراعي مستقبل من الويبيل وهو الامر سيء العاقبة الذي له اثار سيئة - 00:07:42ضَ

مستوخم من وخيم ومعناها قريب ايضا. نقول خطأ وخيم يعني خطأ فادح وله عواقب سيئة يقول انهم عادوا الى رعيهم كناية عن عاداتهم التي لها عواقب سيئة لعمرك ما جرت عليهم رماحهم - 00:08:05ضَ

ده مبنى ناهيك او قتيل المثلم هنا يعود بالكلام الى قبيلة ذوبيان ويقول ان رماحهم لم تجر عليهم دماء هؤلاء الرجال فلم يتورطوا فيهم. ولكنهم سيحملون دياتهم من اجل الاصلاح - 00:08:26ضَ

وقيل ان هؤلاء قتلوا قبل الحرب. فلما جاءت الحرب ثم الصلح ادخلوا فيها كل قتيل حتى هؤلاء ولا شاركت في الحرب في دم نوفل ولا وهب فيها ولا ابن المخزن - 00:08:45ضَ

هؤلاء ايضا شخصيات تنضم الى الذين ذكروا في البيت السابق قتلوا ايضا فيما سبق ولكن تم تحميل الديات مع ديات الحرب فكلا اراهم اصبحوا يعقلونه صحيحات الف بعد الف مسطم - 00:09:02ضَ

يعقلون ان يؤدون عقله ايديته مسطم يعني تام كامل يقول فكل هؤلاء اراهم تدفع ديتهم والديات تدفع الفا كاملا بعد الف كامل من الابل هنا تلاحظون انه يمدح ثوبيان لانهم التزموا بدفع ديات القتلى. سيمدح ايضا عبس في البيتين القادمين - 00:09:22ضَ

كما يفعله هو انه يهدئ الطرفين بعيدا عن الحمقى في كل طرف وهذا لتلطيف الامور كي يضمن انهاء الخصومة وانبه ان الاختلافات بين الروايات في هذا الجزء من المعلقة كبيرة. انبه لهذا لانك ان كنت تقرأ المعلقة من كتاب اخر فسوف - 00:09:48ضَ

تلاحظ هذه الاختلافات يقول لحي حلال يعصم الناس امرهم اذا طرقت احدى الليالي بمعظمي اي ان الديات تذهب لحي حلال. الحلال يعني جماعات البيوت اي انهم حي كبير يعصم الناس امرهم اي انهم اقوياء ويحمون الناس عند الشدائد - 00:10:08ضَ

اذا طرقت احدى الليالي بمعظم الطرق هو الاتيان ليلا معظم يعني شيء رهيب. يعني اذا حدثت مصيبة في احدى الليالي وطرقت الناس فان هذا الحي يحميهم. ويعني بهم قبيلة عبس - 00:10:36ضَ

كرام فلا ذو الضغن يدرك تبله. ولا الجارم الجاني عليهم بمسلمين يقول انهم كرام ولا يستطيع الحاقد ان يدرك ثأره عندهم الضغن هو الحقد الشديد في الصدور ولا الجارم الجاني عليهم بمسلمين - 00:10:56ضَ

الجارم يعني الذي يرتكب جريمة. يعني ان المجرم الذي يجني عليهم لن يسلم كما رأيتم هو يلطف الامور بمدح الطرفين بعيدا عن امثال الحسين ابن ضمضم الذي كاد يفسد الاتفاقية - 00:11:17ضَ

هكذا تنتهي هذه الحلقة من شرح معلقة زهير بن ابي سلمان معظم الابيات كما رأيتم سهلة في الحلقة القادمة سيبدأ في ابيات الحكمة الشهيرة وهي تقريبا اشهر ابياته التي يعرفها الناس من المعلقة - 00:11:34ضَ

انتظرونا في الحلقة القادمة. ولا تنس الاعجاب بهذه الحلقة. والاشتراك في قناة مدرسة الشعر العربي كان معكم محمد صالح. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:52ضَ