بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه هذه - 00:00:00
في المجالس المباركة والتي هي مدارسة في علم اصول الفقه. وقد اخترنا ان تكون البداية مع مقدمة الامام القصاري رحمه الله تعالى في هذا الفن. وينبغي ان يعلم ان هذا الفن من اعظم الفنون وانفعها لطلاب - 00:00:20
وقد كان الصدر الاول من الصحابة والتابعين غير محتاجين الى جل مباحث هذا العلم لان ما يتعلق منه بالدلالات كان طبيعة وملكة مركوزة في اذهانهم بحكم انهم يتقنون كلام العرب. ويعرفوا - 00:00:40
هنا تصرفات العرب في كلامها ولذلك وردت مسائل اصولية كثيرة عن بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلموا فيها لا عن دراسة وانما لكون هذا العلم صديقة لهم. فمن ذلك مثلا حديث ام سلمة رضي الله تعالى عنها لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:01:00
لا ينظر الله الى من خرج يجر ثوبه خيلاء قالت ام سلمة رضي الله تعالى عنها فما تفعل النساء يا رسول الله قال تلقينا شبرا المهم ان ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت فما تفعل النساء؟ فهذه الجملة تدل على ان ام - 00:01:28
تعرف بطبعها وبسليقتها مسألتين من اهم مسائل الاصول. المسألة الاولى هي ان من من الفاظ العموم لا من خرج فهذا يشمل جميع الناس. المسألة الثانية ان النساء يدخلن في من؟ ان من وان كان لفظها - 00:01:50
الا انها تشمل النساء ايضا وهذه مسائل تبحث في علم اصول الفقه كما هو معلوم. ومن ذلك ايضا حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه في شأن الفدية في الحج حين سئل عنها - 00:02:10
قال نزلت في خاصة وهي لكم عامة. يعني قول الله تعالى فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك. قال نزلت في خاصة. لان النبي صلى الله عليه وسلم رآه وقد اذاه هوام رأسه - 00:02:29
فاذن له في ان يحلق وامره بان يفتدي فكعب رضي الله تعالى عنه يعلم بسريقته ان هذا اللفظ وهو من من كان منكم مريضا عام فلذلك قال هو هي نزلت في خاصة ولكن هي لكم - 00:02:50
فهذا اللفظ عام. فخصوص السبب لا ينافي عموم العموم وهي مسألة اصولية. وهكذا ولكن هؤلاء تكلموا بسرقته. وكذلك التابعون واتباعهم ممن كانوا قبل الامام الشافعي رحمه الله تعالى لانه هو اول من تكلم في هذا العلم وهو اول من جمع مسائله - 00:03:07
فالامام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ جاء ببعض المسائل الاصولية لكن تكلم فيها بسرقته لان الامام مالكا كان قبل آآ وجود هذا العلم فمن ذلك مثلا استدلاله على ان الاعتكاف لا يختص بالمساجد الثلاثة - 00:03:32
بقول الله تعالى وانتم عاكفون في المساجد المساجد لفظ معرف بال فهو من الفاظ العموم فمالك رحمه الله تعالى يعرف بسليقته وفطرته المركوزة عنده ان المساجد لفظ يشمل جميع المساجد ولا يختص بالمساجد الثلاثة - 00:03:52
ولم يزل الناس كذلك حتى ضعفت السرقة فالهم الله تعالى العلماء انشاء هذا العلم كما الهم النحات انشاء العلم لان الناس محتاجون الى هذه العلوم بفهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:14
فكان اول كتاب اؤلف في هذا الفن هو رسالة الامام الشافعي رحمه الله تعالى التي بعث بها للفقيه عبدالرحمن بن مهدي في الخراسة فهي اول رسالة كتبت في هذا العلم. ثم بعد ذلك انتشر هذا العلم - 00:04:33
وكثر من كتبوا فيه والفوا فيه كما هو معلوم وهذا العلم من اهم العلوم التي يحتاج اليها طالب العلم بان طالب العلم يحتاج الى نصب الادلة الشرعية على الاحكام ومعلوم انه يحتاج اولا الى حصر الادلة - 00:04:51
وهذا لا يجده الا في علم اصول الفقه فيحتاج الى ان يحصر الادلة الشرعية ما كان منها متفقا عليه وما كان مختلفا فيه وان يرتبها بحسب ترتيبها وهذا لا يمكن ان يتوصل اليه الا من هذا الفن - 00:05:13
ثم ايضا اذا كان مستدلا بنص شرعي من كتاب او سنة فانه يحتاج في استدلاله الى اربعة شروط ما هو مكرر الشرط الاول ان يثبت ان الشارع تكلم بهذا الكلام - 00:05:28
اي دليل شرعي نطقي من كتاب او سنة ستستدل به لابد ان تثبت اولا ان الشارع تكلم به بان يكون حديثا صحيحا او حسنا او ان يكون اية تتلى. فهنا يحتاج طالب العلم الى ان يكون ملما بكتاب الله سبحانه وتعالى وهو محفوظ بحمد الله - 00:05:45
على لا خلاف بين الامة فيه وليس فيه ما هو ضعيف فهو محفوظ لكن الاحاديث النبوية منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف يحتاج الطالب هنا الى ان يحصل علم مصطلح الحديث - 00:06:11
وان يحصل علم الرجال ليعرف الحكم على رواة هذه الاحاديث من وجوه القبول والرد كما هو معلوم الشرط الثاني هو ان يكون هذا النص الذي ستستدل به باقي الحكم غير منسوخ. اذا - 00:06:27
انت لا بد ان تقف على مواضع النسخ من الكتاب والسنة. بان تعلم الايات الناسخة والايات المنسوخة وان تعلم الاحاديث الناسخة والاحاديث المنسوخة. وهذا مبحث من مباحث علم اصول الفقه. نعم تكلم اهل علوم القرآن على الناسخ والمنسوخ - 00:06:48
وتكلم تكلم اهل المصطلح كذلك عليه لكن آآ العلم الذي هو اقعد بهذا المبحث وهو من صميمه هو علم اصول الفقه فالوصوليون هم الذين يبحثون مسائل نسخ ويبينونها ويفصلونها كما هو معلوم - 00:07:08
الشرط الثالث من هذه الشروط هو ان يكون النص الذي تستدل به واضح الدلالة على المراد وهنا تميز السلف الاول بان مسألة الدلالة لم تكن مطروحة عندهم لانها كانت سليقة مركوزة في اذهانهم لا يحتاجون فيها الى صناعة الملك. واما من جاء بعد الصدر الاول من - 00:07:28
والتابعين ممن فسدت السليقة في عهدهم فانهم يحتاجون الى صناعة ملكة الاستدلال هذه الملكة تتطلب من الانسان الالمام بعدة علوم. من اهمها علوم اللغة العربية واهم علوم باللغة العربية اربعة علوم وهي اللغة المعجمية اي علم مفردات اللغة العربية ومعاني ذلك - 00:07:57
وعلم النحو وعلم الصرف وعلم البلاغة لان كلام العرب ينقسم الى مفردات وجمل. فالعلم الذي يتناول بناء الكلمة العربية مفردة عادة هو علم الصرف وان شئت سميه علم التصريف. وان شئت سمه علم التصريف. فهذا العلم يبحث في بناء - 00:08:26
الكلمة العربية المفردة بناء موافقا لقانون العرب في تكلمها. والعلم الذي يشرح لك معنى الكلمة المفردة هو علم اللغة المعجمية. اذا اذا حصلت هذين العلمين علم التصريف وعلم اللغة المعجمية عرفت كيف تبنى المفردات - 00:08:50
ذات العربية بناء صحيحا موافقا لقانون العرب في التكلم وعرفت معنى ما تحتاج الى معرفته منها. والعلم الذي تبنى به وتؤلف به الجمل هو علم النحو. علم النحو يحتاج اليه في تأليف الجمل العربية تأليفا - 00:09:11
موافقا لقانون العرب في التكلم والعلم الذي تعرف به معاني الجمل واساليب العرب في تكلمها من الحقيقة والمجاز والكناية ووجوه تصرفها في كلامها هو علم البلاغة اذا لمباحث الدلالة لابد ان نكون ملمين بعلوم اللغة العربية الاساسية. ثم ايضا لابد ان نكون ملمين بعلم اصول - 00:09:36
لان هذا من صميم علم اصول الفقه فمباحث الالفاظ كلها تتعلق بالدلالة. كالاوامر والنواهي والعموم والخصوص والتقييدي والبياني والاجمالي وغير ذلك فانت لكي تستدل بهذا النص لابد ان يكون واضح الدلالة على المراد ووضوحه - 00:10:04
يكون بكونه نصا لا يحتمل الا معنى واحدا او ظاهرا او مؤولا بدليل قوي وخرج من ذلك المجمل فانه لا لا يصح الاستدلال به لان الاجمال فيه الاحتمال وبقاء الاحتمال مخل بالاستدلال كما هو معلوم - 00:10:26
الشرط الرابع من شروط الاستدلال هو ان يكون هذا النص الذي تستدل به خاليا من المعارضة او راجحا على على معارضه ان وجدت المعارضة لابد ان يكون خاليا من المعارضة بان لا يوجد نص اخر يعارضه. فان وجد نص اخر يعارض - 00:10:46
فلا بد ان يكون راجحا على معارضيه. وهذا مبحث من مباحث علم اصول الفقه يسمى التعادل والتراجع. ولذلك استقرت منهجية المتأخرين من الوصوليين على تبويب هذا الفن الى مقدمة على مقدمة وسبعة كتب. يتناولون في المقدمة الاحكام التكليف - 00:11:14
كيفيته والوضعية وبعض المسائل العقلية التي يحتاج اليها في بناء الاحكام. كمباحث شك واليقين والسهو وغير ذلك من المسائل. والكتاب الاول هو كتاب القرآن الكريم. والقرآن الكريم كالكتاب كالسنة ينظر فيهما من جهة دلالتهما ومن جهة ورودهما - 00:11:44
اما جهة الورود في القرآن الكريم فهي محسومة واضحة. فالقرآن الكريم لا خلاف فيه بحمد الله. فذلك تجد مبحث الكتاب في كتب اصول الفقه مبحثا قليلا جدا. دي ان باب الرواية محسوم. ليس عندنا بحمد الله ما هو مختلف في قرآنيته - 00:12:14
عندنا ما هو مختلف في حديثيته من الاحاديث. لكن ليس عندنا ما هو مختلف في قرآنيته. فلذلك الاصوليون كملوا هذا المبحث اللطيف بمباحث الالفاظ وجعلوا هذا هو الكتاب الاول. مع ان مباحث الالفاظ لا تختص بالقرآن الكريم. فمباحث العموم والخصوص والاطلاق والتقييد والنسخ - 00:12:33
والاجمالي وغير ذلك موجودة في السنة كما توجد في القرآن الكريم. ثم الكتاب الثاني هو كتاب آآ السنة النبوية وفي هذا الكتاب يتناول آآ ما يتعلق بالسنة من حيث الورود كحجية مثلا المرسل - 00:12:55
ونحو ذلك كصيغ الاداء اه غير ذلك من المسائل المتعلقة بالسنة من جهة الرواية الكتاب الثالث هو كتاب الاجماع. والكتاب الرابع هو كتاب القياس. والكتاب الخامس هو كتاب استدرال. وهذا الباب عادة يذكرون فيه كل دليل شرعي ليس بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس - 00:13:15
لان هناك ادلة اخرى كثيرة منها ما هو متفق عليها. كالبراءة الاصلية مثلا. ومنها ما هو مختلف فيه كسد ذرائع والمصالح مرسلتي واجماع اهل المدينة وقول الصحابي وغير ذلك من المسائل - 00:13:45
فيذكرون فيه الادلة التي ليست بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس. ثم الكتاب السادس هو كتاب التعادل والتراجع. وهذا كتاب عادة يخصصونه تعارض الادلة المرجحات ما ترجح به النصوص الشرعية ثم ما ترجح به الاجماعات والاقيس المرجحات التي ترجح الادلة - 00:14:02
الشرعية. ثم الكتاب السابع والاخير وهو الكتاب الذي يخصصونه عادة للاجتهاد والتقليدي وادب المفتي والمستفتي. فهذه هي المنهجية التي استقر عليها عمل الاصوليين عمل المتأخرين من الاصوليين. والكتاب الذي بين - 00:14:32
الان هو مقدمة في هذا الفن للامام ابي الحسن علي بن عمر بن احمد بن ارض البغدادي المالكي رحمه الله تعالى. المتوفى سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. وهو امام من ائمة المالكية - 00:14:52
ومن الفقهاء المعروفين والاصوليين وقد وضع هذه المقدمة مقدمة لكتاب له كبير. وهو كتاب مفيد. يسمى عيون الادلة في اختلاف فقهاء الامصار. مسائل خلاف. وهو من احسن ما كتب في مسائل الخلاف. عيون الادلة. يذكر فيه - 00:15:12
مذهب الامام مالك رحمه الله تعالى ويناقش فيه ادلة من خالفه من الائمة. وهذا هو المقصود الاصلي ما سيتبين لنا من خلال مقدمة المؤلف. ولكن لما اراد ان يؤلف هذا الكتاب - 00:15:39
رأى ان يقدم بين يديه جملة من اصول الامام مالك رحمه الله تعالى. وهذه المقدمة هي التي سنقرأ ان شاء الله تعالى هذه المقدمة تمتاز ببعض المميزات منها قرب منبعها من الصدر الاول - 00:15:57
وذلك ان المؤلف عاش في القرن الرابع توفي سنة سبع وتسعين ثلاثمائة وهذا متقدم بالنسبة كثير من الاصوليين لان هذا العلم لم ينضج ولم يحترق الا بعد ذلك. في القرن الخامس والسادس - 00:16:15
وايضا مما تتميز به هذه المقدمة سهولة العبارات وهذا شأن كتب السلف الاول. لانهم لم آآ تلوث عباراتهم بالمنطق اليوناني والفلسفات وكانوا يتكلمون باللغة العربية السهلة قبل ان يغلب فعلم الكلام على علم اصول الفقه. فكانت عباراتهم سهلة مبسطة قريبة - 00:16:33
ايضا كذلك مما يمتاز به هذا الكتاب خلوص المادة الاصولية فيه فهي خالصة من الشوائب بالمسائل الاخرى التي ليست من صميم هذا العلم. خلافا لكتب متأخرين من الوصول لجينا فان المتأخرين من الاصوليين غلبت عليهم المدرسة الكلامية فادخلوا في هذا العلم - 00:17:13
كثيرا من المسائل الكلامية التي لا علاقة لها بعلم اصول الفقه فهنا لن تجد من مسائل الكلام شيئا ستجد مسائل اصولية. لانه كان انا قبل ان يمتزج علم الكلام بعلم اصول الفقه امتزاجا قويا انما وقع ذلك بعد الامام ابن القصار - 00:17:43
رحمه الله تعالى وعلى كل حال فان هذه المقدمة كسائر الكتب لا تخلو من نقص كشأن كل عمل بشري كما هو معلوم ولكن من قرأها في سياقها الزمني فانه ايضا سيعذرها - 00:18:08
لانه ليس لدينا علم يولد مكتملا او يكتمل تكتمل مباحثه وفصوله وترتيبه على يد الاولي من رواده اذا استثنينا مثلا علما اه العروض لا يوجد علم ناضج ولد ناضجا او ناضج على يد مخترعه - 00:18:26
او حتى على يد صدر الاول من المؤلفين فيه فلذلك قد نجد تشويشا في ترتيب بعض المسائل وخلطا بين بعض الابواب ولكن اذا قرأنا الرسالة في سياقها الزماني فاننا سنعذر مؤلفها لان هذا كان قبل نضج هذه آآ - 00:18:49
آآ هذا الفن وهذا امر في كل فن حتى نحات مثلا يعتبرون ان امامهم الاكبر هو الامام الصبوي رحمه الله تعالى. وانت لو قرأت كتاب السبويه اليوم ستكون استفادتك استفادتك منه محدودة جدا - 00:19:12
لان عباراته عبارات نضج هذا الفن بعدها. وترتيب الفن بعده ايضا تغير وهذا في سائر الفن في كل الفنون. اذا آآ سنبدأ بحول الله تعالى في الحصة المقبلة ان شاء - 00:19:31
الله! ما تيسر من التعليق على هذه المقدمة. اقول قولها واستغفر الله لي ولكم. بارك الله فيكم - 00:19:52
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه هذه - 00:00:00
في المجالس المباركة والتي هي مدارسة في علم اصول الفقه. وقد اخترنا ان تكون البداية مع مقدمة الامام القصاري رحمه الله تعالى في هذا الفن. وينبغي ان يعلم ان هذا الفن من اعظم الفنون وانفعها لطلاب - 00:00:20
وقد كان الصدر الاول من الصحابة والتابعين غير محتاجين الى جل مباحث هذا العلم لان ما يتعلق منه بالدلالات كان طبيعة وملكة مركوزة في اذهانهم بحكم انهم يتقنون كلام العرب. ويعرفوا - 00:00:40
هنا تصرفات العرب في كلامها ولذلك وردت مسائل اصولية كثيرة عن بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلموا فيها لا عن دراسة وانما لكون هذا العلم صديقة لهم. فمن ذلك مثلا حديث ام سلمة رضي الله تعالى عنها لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:01:00
لا ينظر الله الى من خرج يجر ثوبه خيلاء قالت ام سلمة رضي الله تعالى عنها فما تفعل النساء يا رسول الله قال تلقينا شبرا المهم ان ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت فما تفعل النساء؟ فهذه الجملة تدل على ان ام - 00:01:28
تعرف بطبعها وبسليقتها مسألتين من اهم مسائل الاصول. المسألة الاولى هي ان من من الفاظ العموم لا من خرج فهذا يشمل جميع الناس. المسألة الثانية ان النساء يدخلن في من؟ ان من وان كان لفظها - 00:01:50
الا انها تشمل النساء ايضا وهذه مسائل تبحث في علم اصول الفقه كما هو معلوم. ومن ذلك ايضا حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه في شأن الفدية في الحج حين سئل عنها - 00:02:10
قال نزلت في خاصة وهي لكم عامة. يعني قول الله تعالى فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك. قال نزلت في خاصة. لان النبي صلى الله عليه وسلم رآه وقد اذاه هوام رأسه - 00:02:29
فاذن له في ان يحلق وامره بان يفتدي فكعب رضي الله تعالى عنه يعلم بسريقته ان هذا اللفظ وهو من من كان منكم مريضا عام فلذلك قال هو هي نزلت في خاصة ولكن هي لكم - 00:02:50
فهذا اللفظ عام. فخصوص السبب لا ينافي عموم العموم وهي مسألة اصولية. وهكذا ولكن هؤلاء تكلموا بسرقته. وكذلك التابعون واتباعهم ممن كانوا قبل الامام الشافعي رحمه الله تعالى لانه هو اول من تكلم في هذا العلم وهو اول من جمع مسائله - 00:03:07
فالامام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ جاء ببعض المسائل الاصولية لكن تكلم فيها بسرقته لان الامام مالكا كان قبل آآ وجود هذا العلم فمن ذلك مثلا استدلاله على ان الاعتكاف لا يختص بالمساجد الثلاثة - 00:03:32
بقول الله تعالى وانتم عاكفون في المساجد المساجد لفظ معرف بال فهو من الفاظ العموم فمالك رحمه الله تعالى يعرف بسليقته وفطرته المركوزة عنده ان المساجد لفظ يشمل جميع المساجد ولا يختص بالمساجد الثلاثة - 00:03:52
ولم يزل الناس كذلك حتى ضعفت السرقة فالهم الله تعالى العلماء انشاء هذا العلم كما الهم النحات انشاء العلم لان الناس محتاجون الى هذه العلوم بفهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:14
فكان اول كتاب اؤلف في هذا الفن هو رسالة الامام الشافعي رحمه الله تعالى التي بعث بها للفقيه عبدالرحمن بن مهدي في الخراسة فهي اول رسالة كتبت في هذا العلم. ثم بعد ذلك انتشر هذا العلم - 00:04:33
وكثر من كتبوا فيه والفوا فيه كما هو معلوم وهذا العلم من اهم العلوم التي يحتاج اليها طالب العلم بان طالب العلم يحتاج الى نصب الادلة الشرعية على الاحكام ومعلوم انه يحتاج اولا الى حصر الادلة - 00:04:51
وهذا لا يجده الا في علم اصول الفقه فيحتاج الى ان يحصر الادلة الشرعية ما كان منها متفقا عليه وما كان مختلفا فيه وان يرتبها بحسب ترتيبها وهذا لا يمكن ان يتوصل اليه الا من هذا الفن - 00:05:13
ثم ايضا اذا كان مستدلا بنص شرعي من كتاب او سنة فانه يحتاج في استدلاله الى اربعة شروط ما هو مكرر الشرط الاول ان يثبت ان الشارع تكلم بهذا الكلام - 00:05:28
اي دليل شرعي نطقي من كتاب او سنة ستستدل به لابد ان تثبت اولا ان الشارع تكلم به بان يكون حديثا صحيحا او حسنا او ان يكون اية تتلى. فهنا يحتاج طالب العلم الى ان يكون ملما بكتاب الله سبحانه وتعالى وهو محفوظ بحمد الله - 00:05:45
على لا خلاف بين الامة فيه وليس فيه ما هو ضعيف فهو محفوظ لكن الاحاديث النبوية منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف يحتاج الطالب هنا الى ان يحصل علم مصطلح الحديث - 00:06:11
وان يحصل علم الرجال ليعرف الحكم على رواة هذه الاحاديث من وجوه القبول والرد كما هو معلوم الشرط الثاني هو ان يكون هذا النص الذي ستستدل به باقي الحكم غير منسوخ. اذا - 00:06:27
انت لا بد ان تقف على مواضع النسخ من الكتاب والسنة. بان تعلم الايات الناسخة والايات المنسوخة وان تعلم الاحاديث الناسخة والاحاديث المنسوخة. وهذا مبحث من مباحث علم اصول الفقه. نعم تكلم اهل علوم القرآن على الناسخ والمنسوخ - 00:06:48
وتكلم تكلم اهل المصطلح كذلك عليه لكن آآ العلم الذي هو اقعد بهذا المبحث وهو من صميمه هو علم اصول الفقه فالوصوليون هم الذين يبحثون مسائل نسخ ويبينونها ويفصلونها كما هو معلوم - 00:07:08
الشرط الثالث من هذه الشروط هو ان يكون النص الذي تستدل به واضح الدلالة على المراد وهنا تميز السلف الاول بان مسألة الدلالة لم تكن مطروحة عندهم لانها كانت سليقة مركوزة في اذهانهم لا يحتاجون فيها الى صناعة الملك. واما من جاء بعد الصدر الاول من - 00:07:28
والتابعين ممن فسدت السليقة في عهدهم فانهم يحتاجون الى صناعة ملكة الاستدلال هذه الملكة تتطلب من الانسان الالمام بعدة علوم. من اهمها علوم اللغة العربية واهم علوم باللغة العربية اربعة علوم وهي اللغة المعجمية اي علم مفردات اللغة العربية ومعاني ذلك - 00:07:57
وعلم النحو وعلم الصرف وعلم البلاغة لان كلام العرب ينقسم الى مفردات وجمل. فالعلم الذي يتناول بناء الكلمة العربية مفردة عادة هو علم الصرف وان شئت سميه علم التصريف. وان شئت سمه علم التصريف. فهذا العلم يبحث في بناء - 00:08:26
الكلمة العربية المفردة بناء موافقا لقانون العرب في تكلمها. والعلم الذي يشرح لك معنى الكلمة المفردة هو علم اللغة المعجمية. اذا اذا حصلت هذين العلمين علم التصريف وعلم اللغة المعجمية عرفت كيف تبنى المفردات - 00:08:50
ذات العربية بناء صحيحا موافقا لقانون العرب في التكلم وعرفت معنى ما تحتاج الى معرفته منها. والعلم الذي تبنى به وتؤلف به الجمل هو علم النحو. علم النحو يحتاج اليه في تأليف الجمل العربية تأليفا - 00:09:11
موافقا لقانون العرب في التكلم والعلم الذي تعرف به معاني الجمل واساليب العرب في تكلمها من الحقيقة والمجاز والكناية ووجوه تصرفها في كلامها هو علم البلاغة اذا لمباحث الدلالة لابد ان نكون ملمين بعلوم اللغة العربية الاساسية. ثم ايضا لابد ان نكون ملمين بعلم اصول - 00:09:36
لان هذا من صميم علم اصول الفقه فمباحث الالفاظ كلها تتعلق بالدلالة. كالاوامر والنواهي والعموم والخصوص والتقييدي والبياني والاجمالي وغير ذلك فانت لكي تستدل بهذا النص لابد ان يكون واضح الدلالة على المراد ووضوحه - 00:10:04
يكون بكونه نصا لا يحتمل الا معنى واحدا او ظاهرا او مؤولا بدليل قوي وخرج من ذلك المجمل فانه لا لا يصح الاستدلال به لان الاجمال فيه الاحتمال وبقاء الاحتمال مخل بالاستدلال كما هو معلوم - 00:10:26
الشرط الرابع من شروط الاستدلال هو ان يكون هذا النص الذي تستدل به خاليا من المعارضة او راجحا على على معارضه ان وجدت المعارضة لابد ان يكون خاليا من المعارضة بان لا يوجد نص اخر يعارضه. فان وجد نص اخر يعارض - 00:10:46
فلا بد ان يكون راجحا على معارضيه. وهذا مبحث من مباحث علم اصول الفقه يسمى التعادل والتراجع. ولذلك استقرت منهجية المتأخرين من الوصوليين على تبويب هذا الفن الى مقدمة على مقدمة وسبعة كتب. يتناولون في المقدمة الاحكام التكليف - 00:11:14
كيفيته والوضعية وبعض المسائل العقلية التي يحتاج اليها في بناء الاحكام. كمباحث شك واليقين والسهو وغير ذلك من المسائل. والكتاب الاول هو كتاب القرآن الكريم. والقرآن الكريم كالكتاب كالسنة ينظر فيهما من جهة دلالتهما ومن جهة ورودهما - 00:11:44
اما جهة الورود في القرآن الكريم فهي محسومة واضحة. فالقرآن الكريم لا خلاف فيه بحمد الله. فذلك تجد مبحث الكتاب في كتب اصول الفقه مبحثا قليلا جدا. دي ان باب الرواية محسوم. ليس عندنا بحمد الله ما هو مختلف في قرآنيته - 00:12:14
عندنا ما هو مختلف في حديثيته من الاحاديث. لكن ليس عندنا ما هو مختلف في قرآنيته. فلذلك الاصوليون كملوا هذا المبحث اللطيف بمباحث الالفاظ وجعلوا هذا هو الكتاب الاول. مع ان مباحث الالفاظ لا تختص بالقرآن الكريم. فمباحث العموم والخصوص والاطلاق والتقييد والنسخ - 00:12:33
والاجمالي وغير ذلك موجودة في السنة كما توجد في القرآن الكريم. ثم الكتاب الثاني هو كتاب آآ السنة النبوية وفي هذا الكتاب يتناول آآ ما يتعلق بالسنة من حيث الورود كحجية مثلا المرسل - 00:12:55
ونحو ذلك كصيغ الاداء اه غير ذلك من المسائل المتعلقة بالسنة من جهة الرواية الكتاب الثالث هو كتاب الاجماع. والكتاب الرابع هو كتاب القياس. والكتاب الخامس هو كتاب استدرال. وهذا الباب عادة يذكرون فيه كل دليل شرعي ليس بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس - 00:13:15
لان هناك ادلة اخرى كثيرة منها ما هو متفق عليها. كالبراءة الاصلية مثلا. ومنها ما هو مختلف فيه كسد ذرائع والمصالح مرسلتي واجماع اهل المدينة وقول الصحابي وغير ذلك من المسائل - 00:13:45
فيذكرون فيه الادلة التي ليست بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس. ثم الكتاب السادس هو كتاب التعادل والتراجع. وهذا كتاب عادة يخصصونه تعارض الادلة المرجحات ما ترجح به النصوص الشرعية ثم ما ترجح به الاجماعات والاقيس المرجحات التي ترجح الادلة - 00:14:02
الشرعية. ثم الكتاب السابع والاخير وهو الكتاب الذي يخصصونه عادة للاجتهاد والتقليدي وادب المفتي والمستفتي. فهذه هي المنهجية التي استقر عليها عمل الاصوليين عمل المتأخرين من الاصوليين. والكتاب الذي بين - 00:14:32
الان هو مقدمة في هذا الفن للامام ابي الحسن علي بن عمر بن احمد بن ارض البغدادي المالكي رحمه الله تعالى. المتوفى سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. وهو امام من ائمة المالكية - 00:14:52
ومن الفقهاء المعروفين والاصوليين وقد وضع هذه المقدمة مقدمة لكتاب له كبير. وهو كتاب مفيد. يسمى عيون الادلة في اختلاف فقهاء الامصار. مسائل خلاف. وهو من احسن ما كتب في مسائل الخلاف. عيون الادلة. يذكر فيه - 00:15:12
مذهب الامام مالك رحمه الله تعالى ويناقش فيه ادلة من خالفه من الائمة. وهذا هو المقصود الاصلي ما سيتبين لنا من خلال مقدمة المؤلف. ولكن لما اراد ان يؤلف هذا الكتاب - 00:15:39
رأى ان يقدم بين يديه جملة من اصول الامام مالك رحمه الله تعالى. وهذه المقدمة هي التي سنقرأ ان شاء الله تعالى هذه المقدمة تمتاز ببعض المميزات منها قرب منبعها من الصدر الاول - 00:15:57
وذلك ان المؤلف عاش في القرن الرابع توفي سنة سبع وتسعين ثلاثمائة وهذا متقدم بالنسبة كثير من الاصوليين لان هذا العلم لم ينضج ولم يحترق الا بعد ذلك. في القرن الخامس والسادس - 00:16:15
وايضا مما تتميز به هذه المقدمة سهولة العبارات وهذا شأن كتب السلف الاول. لانهم لم آآ تلوث عباراتهم بالمنطق اليوناني والفلسفات وكانوا يتكلمون باللغة العربية السهلة قبل ان يغلب فعلم الكلام على علم اصول الفقه. فكانت عباراتهم سهلة مبسطة قريبة - 00:16:33
ايضا كذلك مما يمتاز به هذا الكتاب خلوص المادة الاصولية فيه فهي خالصة من الشوائب بالمسائل الاخرى التي ليست من صميم هذا العلم. خلافا لكتب متأخرين من الوصول لجينا فان المتأخرين من الاصوليين غلبت عليهم المدرسة الكلامية فادخلوا في هذا العلم - 00:17:13
كثيرا من المسائل الكلامية التي لا علاقة لها بعلم اصول الفقه فهنا لن تجد من مسائل الكلام شيئا ستجد مسائل اصولية. لانه كان انا قبل ان يمتزج علم الكلام بعلم اصول الفقه امتزاجا قويا انما وقع ذلك بعد الامام ابن القصار - 00:17:43
رحمه الله تعالى وعلى كل حال فان هذه المقدمة كسائر الكتب لا تخلو من نقص كشأن كل عمل بشري كما هو معلوم ولكن من قرأها في سياقها الزمني فانه ايضا سيعذرها - 00:18:08
لانه ليس لدينا علم يولد مكتملا او يكتمل تكتمل مباحثه وفصوله وترتيبه على يد الاولي من رواده اذا استثنينا مثلا علما اه العروض لا يوجد علم ناضج ولد ناضجا او ناضج على يد مخترعه - 00:18:26
او حتى على يد صدر الاول من المؤلفين فيه فلذلك قد نجد تشويشا في ترتيب بعض المسائل وخلطا بين بعض الابواب ولكن اذا قرأنا الرسالة في سياقها الزماني فاننا سنعذر مؤلفها لان هذا كان قبل نضج هذه آآ - 00:18:49
آآ هذا الفن وهذا امر في كل فن حتى نحات مثلا يعتبرون ان امامهم الاكبر هو الامام الصبوي رحمه الله تعالى. وانت لو قرأت كتاب السبويه اليوم ستكون استفادتك استفادتك منه محدودة جدا - 00:19:12
لان عباراته عبارات نضج هذا الفن بعدها. وترتيب الفن بعده ايضا تغير وهذا في سائر الفن في كل الفنون. اذا آآ سنبدأ بحول الله تعالى في الحصة المقبلة ان شاء - 00:19:31
الله! ما تيسر من التعليق على هذه المقدمة. اقول قولها واستغفر الله لي ولكم. بارك الله فيكم - 00:19:52