شرح منظومة أحسن الأخلاق

شرح منظومة أحسن الأخلاق (٥) - محمد بن سعيد ابن طوق المري

محمد ابن طوق المري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ومشايخه والمسلمين اجمعين. مقال الناظم وفقه الله محدثي مقدم الاكبر في التحدث بالخير تنطقا والا فصمتي وقبل نقل خبر تثبتي مقدما صلاة الاستخارة اذا هممت ثم الاستشارة - 00:00:00ضَ

الخطأ باعتذاري واتبع الذنب بالاستغفار. احسنتم. احسنتم بارك الله فيك. قال وفقه الله. اقبل وانصتن للمحدث اقدم الاكبر في التحدث. اقبل وانصتن للمحدث. حسن الناظي وفقه الله على الاقبال كما يحدثك بالانصات له. فمن المروءة ان يقبل الاخ على اخيه اذا حدث وان ينصت له - 00:00:28ضَ

واول العلم حسن الاستماع. ولا ينتفع الرجل بالقول مع سوء الاستماع فمن الاخلاق الحسنة حسن الحديث اذا حدثت وحسن الاستماع اذا حدثت. وقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:58ضَ

يستقبلون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبلون عليه بوجوههم اذا حدثهم في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله. اي مقبلين عليه - 00:01:14ضَ

وقد ترجم عليه البخاري بقوله باب يستقبل الامام القوم واستقبال الناس الامام اذا خطب واستقبال الناس الامام اذا خطب قال واستقبل ابن عمر وانس رضي الله عنهم الامام لذا كان من السنة ان تستقبل الامام يوم الجمعة اذا خطب - 00:01:34ضَ

قال الامام مالك في الموطأ السنة عندنا ان يستقبل الناس الامام يوم الجمعة اذا اراد ان يخطب. من كان منهم يلي القبلة وغيرها وقد وردت في ذلك احاديث منها الصحيح والضعيف والعمل على هذا عند اهل العلم. كما ذكر الترمذي في جامعه. وقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:54ضَ

ينصتون له اذا حدثهم. فكانوا في مجلسه كأنما على رؤوسهم الطير اي يسكنون. ولا يتحركون من حسن استماعهم وتوقيرهم مجلسه والطير لا يقع الا على ساكن. قال مقدم الاكبر في التحدث. السنة تقديم الاكبر في الحديث - 00:02:14ضَ

ودليل ذلك كما في الصحيحين عن سعد ابن ابي حثمة عن رجال من كبراء قومه ان عبد الله ابن سهل ومحيصة ابن مسعود رضي الله هل هما؟ خرجا الى خيبر من جهد اصابهم. فاوتي محيصة فاخبر ان عبد الله بن سار قد قتل وطرح في عين - 00:02:34ضَ

يا يهود فقال انتم والله قتلتموه. قالوا والله ما قتلناه. فاقبل هو واخوه حويصة وعبد الرحمن ابن سهلة الى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب محيصة يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر كبر يريد - 00:02:54ضَ

السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة. وقوله صلى الله عليه وسلم كبر معناه ليبدأ الاكبر بالكلام. وكبر الثانية توكيد للاولى تنبيها على شرف السن. ويريد السن هذا مدرج في الحديث في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم كبر - 00:03:14ضَ

وقد ترجم عليه الامام البخاري بقوله باب اكرام الكبير ويبدأ الاكبر بالكلام والسؤال. ويبدأ الاكل بالكلام والسؤال هذا مطابق لقول الناظم وفقه الله وقدم الاكبر في التحدث. فهذا الحديث هو الاصل في تقديم الاكبر في التحدث. وفي حديث - 00:03:34ضَ

ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة مع اكابركم. وصحح جماعة وقفه عن ابن عباس رضي الله عنهما. وليس هذا خاصا بالتحدث. بل كذلك يقدم الاكبر في الدخول. وقد ترجم الخطيب البغدادي في كتابه الجامعي لاخلاق الراوي واداب السامع - 00:03:54ضَ

بقوله تقديم الاكابر في الدخول. واخرج تحته عن ما لك ابن مغول انه قال كنت امشي مع طلحة ابن مصرف فصرنا الى مضيق. فتقدمني ثم قال لي لو كنت اعلم انك اكبر مني بيوم ما تقدمتك - 00:04:14ضَ

خرج عن فضل موسى انه قال انتهيت انا وعبدالله بن المبارك الى قنطرة فقلت له تقدم وقال لي تقدم حاسبته فاذا انا اكبر منه بسنتين. وقد كان الحسن بن صالح واخوه علي توأمين. وقد خرج - 00:04:34ضَ

الحسن من بطن امه قبل علي. فلم يرى الحسن مع علي في مجلس الا جلس علي دونه. ولم يكن يتكلم مع الحسن اذا اجتمعا في مجلس وقوله هنا مقدم الاكبر في التحدث هو صورة من صور تلجيل الكبير - 00:04:54ضَ

فهو داخل في قوله قبل بج الكبيرا وارحم الصغير وسائل الضعيف والفقيرا ثم قال وفقه الله بالخير فانطقوا والا فاصمتي. وقبل نقل خبر تثبتي. بالخير فانطقا الا فاصمتي عقد بهذا قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. وهذه كلمة جامعة من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم - 00:05:16ضَ

سلم. مقتماها وجوب حفظ اللسان من الكلام الا في خير. فمن اراد ان يتكلم فلينظر. فان كان هذا الذي يريد ان يقوله ان كان هذا الذي يريد ان يقوله خيرا يثاب عليه فليتكلم. وان لم يظهر له انه خير يثاب عليه فليمسك - 00:05:41ضَ

في كلام قل يصل لسانه. وقد قال الناظم فيما تقدم. تصوين اللسان واحفظ الجوارح احب كل مسلم كن ناصحا قال وقبل نقل خبر تثبتي. اي لا تعجل بنقل الاخبار. بل تأكد من صحتها قبل نشرها. وخدمنا الله تعالى بالتثبت والتبين - 00:06:01ضَ

قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. وبهذا التثبت والتبين وعدم التسرع دين العبد وعقله ورزانته. وقد قال صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع - 00:06:21ضَ

تأكدوا التثبت قبل نقل الخبر اذا كان المنقول من حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال صلى الله عليه وسلم ان كذبا هي ليس ككذب على احد. فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. بل جرم الناقل للكذب على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:41ضَ

من غير تثبت كجرم الكاذب. قال صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين وهما واظن الحديث ويعقله اي الذي افتراه والذي نشره ففي الحديث التغميض في من نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لم يقله ولو كان ناقلا. ثم قال مقدما صلاة الاستخارة - 00:07:01ضَ

اذا هانت ثم الاستشارة. الاستخارة طلب العبد من الله تعالى ان يختار له. وقد كان النبي صلى الله يعلم اصحابه رضي الله عنهم الاستخارة في الامور كلها. كما يعلمهم السورة من القرآن. وفي هذا العناية التامة بالاستخارة - 00:07:27ضَ

انها متأكدة مرغب فيها. حتى قال بعض العلماء لا ينبغي لاحد ان يقدم على امر من امور الدنيا حتى يسأل ربه الخيرة في ذلك توفيق الله عبده الاستخارة علامة سعادة العبد وارادة الله بالخير - 00:07:47ضَ

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سعادة ابن ادم استخارته الله. ومن سعادة ابن ادم رضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن ادم تركه استخارة الله. ومن شقوة ابن ادم سخطه بما قضى الله عز وجل. الحديث اخرجه احمد والترمذي - 00:08:07ضَ

وحسنه الحافظ ابن حجر فمن هم بامر شرع له ان يركع ركعتين من غير فريضة ثم ادعوا بالدعاء الذي اخرجه البخاري. من حديث جابر رضي الله عنه. قال جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعذبني - 00:08:27ضَ

قالت في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير فريضة. ثم ليقل اللهم استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم - 00:08:47ضَ

ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان - 00:09:07ضَ

ثم اعطني به. قال ويسمي حاجته. وهذا الدعاء العظيم الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو عوض لهذه الامة اما كان عليه اهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالازلام اذا بدت للواحد من حاجة للنكاح او سفر او بيع كانوا - 00:09:27ضَ

يستقسمون بالازلام او يجدون الطير طلبا لعلم ما قصر ما قسم لهم في الغيب وهذا من ضلالهم وسفههم الاسلام فقد هداهم الله تعالى الى سبل السعادة في الدنيا والاخرة. ومن ذلك هذا الدعاء العظيم - 00:09:47ضَ

الذي هو توحيد وافتقار وتوكل عبودية وسؤال لمن بيده الخير كله الذي لا يأتي بالحسنات الا هو. ولا يصرف السيئات الا هو الذي اذا فتح لعبده رحمة لم احد حبسها عنه. واذا امسكها لم يستطع احد ارسالها اليه. وقد تضمن هذا الدعاء توحيد الله تعالى والتوكل عليه وتفويض الامور - 00:10:05ضَ

والرضا به وباختياره سبحانه وتعالى. وتضمن الاقرار بصفات كماله سبحانه وتعالى من العلم والقدرة والارادة فلذلك كان علامة السعادة والتوفيق. وما ندم من استخار ربه بعلمه واستخبره بقدرته. وسأله من فضله العظيم - 00:10:30ضَ

قول جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها. كما يعلمنا السورة من القرآن في الامور كلها هذا عام اريد بخصوص هؤلاء السخار في فعل واجب او ترك محرم. والحديث يتناول العظيم من الامور هو الحقير. فرب حقير - 00:10:51ضَ

يترتب عليه الامر العظيم. وقوله فليقرأ ركعتين من غير فريضة. اي ليصلي ركعتين من غير الصلوات المفروضة وذلك لتكون صلاته مفتاحا له يعني الخير وسببا لايجاد مطلوبه وتحقيق مروا به يقع المستخير ما يسره الله من القرآن. دون التزام شيء معين. لانه لم - 00:11:12ضَ

يأتي في شيء من طرق الحديث تعيين شيء من اهل القرآن وسوره. قال بعض العلماء يقرأ الكافرون والاخلاص. وقال بعضهم يقرأ في الاولى وربك يخلق ما يشاء ويختار. ما كان له من - 00:11:42ضَ

سبحان الله وتعالى عما يشركون. ويقرأ في الثانية وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعصي دعوا رسوله فقد ظل بلاء مبينا. وقيل غير ذلك. والصواب انه ليس في ذلك تخصيص لعدم وروده. والاصل عدم التحديد الا الا بدليل - 00:12:02ضَ

وقوله ثم ليقل ظاهره ان الدعاء يكون بعد الفراغ من الصلاة اي بعد ان يسلم. ويحتمل ان ذلك بعد التشهد قبل السلام لان اكثر دعائه صلى الله عليه وسلم كان قبل السلام. والاول اولى لان ثم للتقي مع الانفصال - 00:12:22ضَ

فيكم بعد السلام. يكون الدعاء وبعد السلام. ويشرع ان يرفع يديه عند الدعاء. لان رفعه من اسباب الاجابة. ومن كان احفظوا هذا الدعاء فلا بأس ان يقرأه من كتاب لا حرج عليه في ذلك. وينبغي ان يجتهد الداعي في احضار قلبه - 00:12:42ضَ

وفي الخشوع لله والصدق في الدعاء والتأمل في معاني هذا الدعاء العظيم. وقوله اللهم اني استخيرك بعلمك اي اطلب منك ان تختار لي الخير الامور بعلمك المحيط بكل شيء. واستقدرك بقدرتك اطلب منك ان تقدرني عليه بقدرتك على كل شيء. واسألك من فضلك العظيم - 00:13:02ضَ

منك ان تكرمني بفضلك العظيم. فانت المتفضل وحدك لا شريك لك. قال فانك تقضي ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب وفي الاعتراف بقدرة الله تعالى التامة وعلمه الكامل. والاعتراف باعز العبد وجهله وافتقاره الى ربه - 00:13:22ضَ

وتعالى اقوله اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر يسميه يعني يقول اللهم ان كنت تعلم ان زواجي ان سفري ان شرائي كذا يعني ان كان لي ان كان في علمك ذلك - 00:13:42ضَ

فاقدره لي ويسره لي لي ويسره لي. ان كان في علمك ذلك فاقدره لي ويسره لي. فالشك هنا في ان كنت فعلا هو بالنسبة للداعي. لا الى علام الغيوب. ان كنت تعلم يرجع الى عدم علم العبد بعاقبة امره. اما - 00:13:59ضَ

سبحانه وتعالى فانه محيط بكل شيء. وقوله خير لي في ديني ومعاشي وعاقفي اهلي قدم الدين لانه الاهم اذا سجن الدين فالخير ويختل فلا خير بعده. او قال عاجل امري واجله. هذا شك من الراوي. ولم تختلف طرق الحديث في ذلك. وقد رجح ابن القيم - 00:14:22ضَ

الافهام اللفظ الاول انه يقول خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري. قوله فاقدوه لي ويسره لي اجعله لي مقدرا ميسرا ثم بارك لي فيه. البركة كثرة الخير ودوامه. اي كثره لي وادمه علي - 00:14:42ضَ

وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي فاصرفه عني في سؤال الله ان يصرف هذا الامر عن باله ان كان شرا حتى لا يبقى قلبه بعد صرف هذا الامر عنه. متعلقا به. واصرفني عنه اصرف خاطري عنه حتى لا يكمل سبب اشتغال البال - 00:15:01ضَ

واقدر لي الخير حيث كان. يعني اجعل الخير لي مقدرا حيث كان الخير من زمان او مكان. ثم اضني به اي ارزقني ان تسكن نفسي الى واذا اتى العبد بالاستخارة على وجهها فان ما استخار الله فيه ان كان خيرا فسيسيء - 00:15:21ضَ

الله. وان كان شرا فسيصرفه الله عنه. فيمضي بعد الاستغاثة ما هو عازم عليه. والخير فيما يختاره الله تعالى فيستحب للعبد ان شعر غيره من اهل الحكمة والعقل ممن يثق بدينه وودته اذا اراد الاقدام على امر فانه يساوي - 00:15:41ضَ

غيرهم من اهل الحكمة والعقل. وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الناس عقلا. واصوبهم رأيا قال تعالى وشاورهم في الامر قال قتادة ما تشاور قوم يبتغون وجه الله الا هدوا الى ارشد امرهم. وكان شيخ الاسلام ابن تيمية يقول - 00:16:01ضَ

ما ندري عن استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في امره. وقد قال الشاعر شامل سواك اذا نابتك نائبة وان كنت من اهل المشورات فالعين تلقى كفاحا من نأى ودنا ولا ترى نفسها الا مرآتي. ويستحب الجمع - 00:16:21ضَ

بين الاستخارة والاستشارة. وقد اختلف العلماء هل يقدم الاستخارة او الاستشارة؟ والامر في ذلك تواسع ولم يرد ما يقطع معه باحد القولين ويدل لما ذكره الناظم من تقديم الاستخارة قوله صلى الله - 00:16:41ضَ

عليه وسلم اذا هم احدكم بالامر فليركع. والفاء والترقيب بلا فاصل. هذا يدل على تقديم الاستخارة. ويشهد لهما في صحيح مسلم من ان زينب بنت جحش رضي الله عنها لما انقضت عدتها من زيد وارسل النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها قالت ما انا - 00:17:01ضَ

لصانعة شيئا حتى اوامر ربي. فقامت الى مسجدها قالت ما انا بصانعة شيئا حتى اوامر ربي. فقامت الى مسجدها. وتقديم الاستخارة على الاستشارة اختيار الشيخ بن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله. لكن من هم بامر وقابل صالحا قبل استخارته فلا مانع ان يستشيره - 00:17:21ضَ

شعر في هذا واسع. قال واتبع الخطأ باعتذاري. واتبع الذنب بالاستغفار. واتبع الخطأ باعتدال من اخلاق الكبار اعتذار لمن اخطأ في حقه. وطلب الصفح منه. فبذلك تتحقق مقاصد شرع من الالفة والمحبة وازالة البغضاء والحقد من القلب. وفيه نفي العرب عن النفس. وهذا نبي الله موسى عليه السلام - 00:17:47ضَ

لما اشترط عليه خضر الا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا. وخالف موسى عليه السلام الشرط اعتذر. قال لا تؤاخذني بما نسيت وترهقني من امري عسرا. قال الشاعر اذا كدر الجاني محل عذر ذنبه. وكان الذي لا يقبل العذر جانيا - 00:18:17ضَ

وينبغي لما اليه ان يقبل عذر المعتذر ويقيل العثرة ويستر الزلة سينسب للامام الشافعي اقبل معاذير من يأتيك معتذرا ان برن عندك فيما قال او فجرا لقد اطاعك من يرضيك ظاهره؟ وقد اجل لك من يعصيك مستترا. فينبغي لمن اليه ان يقبل عذر المعتذر. قال واتبع - 00:18:37ضَ

الذنب باستغفار من وقع في ذنب فانه يجب عليه ان يبادر الى التوبة والاستغفار. فان التوبة تمحو الذنب تمحو الصغائر والكبائر. قال الله تعالى ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجري الله - 00:19:07ضَ

الرحيمة وقال تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله وينبغي العبد ان لا يقنط من رحمة ربه. وان عظمت ذنوبه وكثرت. فان باب التوبة مفتوح. قال الله تعالى - 00:19:27ضَ

الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده؟ وقال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. قال ابن عباس رضي الله عنهما من ايس عباد الله من التوبة بعده - 00:19:51ضَ

هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل. وقال الله تعالى في حق المنافقين ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد ولن اذا لهم نصيرا الا الذين تابوا. وقال في شأن النصارى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. وما من اله الا اله واحد - 00:20:11ضَ

وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم. افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه. والله غفور رحيم. وقال في شأن الكفار الذين حرقوا اوديائه ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا. قال الحسن البصري رحمه الله انظروا الى هذا الكرم موجود - 00:20:31ضَ

قتلوا اولياءه وهو يدعوهم الى التوبة والمغفرة. وهنا مسألة مهمة وهي انه لا ينبغي للمسلم ان يؤخر التوبة ويؤجلها ويسويها فيها. فالواجب المبادرة الى التوبة المساعات اليها. والى ذلك اشار الناظم بقوله واتبع الذنب باستغفار. لان المرء لا يدري ما يعرض له في هذه الحياة. لذا فالواجب على الانسان ان يبادر - 00:20:51ضَ

التوبة قبل فوات اوانها. وقبل ان يحال بينه وبينها بالموت او بطلوع الشمس من مغربها. ولا يجوز له تأخيرها في اي حال من الاحوال فان تأخيرها يعد معصية ينبغي ان يتاب منها. وقل ان تخطر هذه المسألة ببال العاصي التائب كما - 00:21:21ضَ

يقول ابن القيم بل عنده انه اذا كان يذنب لم يبقى عليه شيء اخر. وقد بقي من تأخير التوبة. ولا ينجي من هذا الا توبة عامة. مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم. والذي لا يعلمه العبد من ذنوبه - 00:21:41ضَ

اكثر مما يعلمه. لذلك ما اجمل ان نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء الذي كان يقوله قبل السلام من الصلاة في صحيح مسلم انه صلى الله عليه وسلم كان من اخر ما يقول في صلاته بين التشهد والسلام اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت - 00:22:01ضَ

وما اسررت وما اعلنت. وما اسرفت وما انت اعلم به مني. انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. وهذا التعميم فائدته ان تأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه. بحيث لا تدع التوبة ذنبا الا تناولته - 00:22:21ضَ

لا ريب ان هذا من النصح في التوبة. الذي امر الله عز وجل به. قال تعالى يا ايها الذين اوتوا الى الله توبة نصوحا. عسى ربكم ان يكفر امسياتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها انهار. وقد بين القيم رحمه الله في مدارج السالكين ان النصح في التوبة يتضمن ثلاث اشياء. الاول - 00:22:41ضَ

تعميم جميع الذنوب وسراقها بها. بحيث لا تدع ذنبا الا تناولته. كانت تدعو ومن دعاء السابق او وتدعو بمكان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في صلاته. اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري. وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي جدي - 00:23:01ضَ

في وهزمي وخطئي وامني وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت. وما انت اعلم به مني انت الهي لا اله الا انت ثاني اجماع العزم والصدق بكليته التوبة. بحيث لا يبقى عنده تردد - 00:23:21ضَ

ولا تلوم ولا انتظار بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلون وانتظار بل يجمع على التوبة كل لارادته وعزيمته مبادرا بها. والثالث مما تتحقق به التوبة النصوح. تخليص التوبة من الشوائب والعلل القابحة في اخلاصها. ووقوعها لمحض الخوف من الله تعالى وخشيته. والرغبة فيما لديه والرهبة فيما عنده - 00:23:41ضَ

ذاك من يتوب بحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته. او لحفظ حاله او لحفظ قوته وماله او لاستدعاء حمل الناس او الهرع من دمهم او لالا يتسلط عليه السفهاء او لقضاء نهمته من الدنيا او لافلاح - 00:24:11ضَ

ونحو ذلك من العيلة التي تقدح في التوبة النصوح. بهذه الامور الثلاثة يكون العبد قد اتى باكمل ما يكون من التوبة. والتوفيق بيد الله تعالى. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ذنوبنا. وان يمن علينا بالتوبة النصوح. وان يهدينا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا هو - 00:24:31ضَ

ويصرف عنا سيئها. لا يصرف عنا سيئها الا هو. هذا اخره. والله تعالى اعلم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:24:51ضَ