شرح منظومة زبدة البلاغة (مكتمل)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. من تبعا باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه ما تيسر من التعليق على منظومة زبدة البلاغة. وهي منظومة موجزة - 00:00:00
في علم البلاغة نظمها الشيخ الدكتور محمد عبدالعزيز نصيف حفظه الله ورعاه وجعلها مقدمة موجزة لعلم البلاوة كمدخل لهذا العلم فيمكن ان تعتبر اوجز المنجزات في هذا الباب اه لانها تناسب مقام بعض المبتدئين. الذين يحتاجون ان يتدرجوا في طلب هذا العلم - 00:00:20
وقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال في تفسير الرباني وهو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كبارها قال حفظه الله حمدني ربي واصلي دائما على النبي خذ زبدة ولتحكم - 00:00:57
بحمد الله تعالى لان الله تعالى يستحق الحمد على نعمه التي لا تحصى. وما بكم من نعمة فمن الله. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ولان الله تعالى افتتح كتابه بالحمد. واصلي دائما ثنى بالصلاة - 00:01:20
على النبي صلى الله عليه وسلم على النبي على النبي خذ الزبدة. تقرأ هكذا بالاسكان على النبي. خذ زبدة لاجل الوزن. ويقال النبي والنبي فكلتاهما لغة فصيحة قرأ بها خذ زبدة اي بعد ان ابتدأت بحمد الله تعالى - 00:01:42
والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم فهذه زبدة اي خلاصة لعلم البلاغة. فخذها انتفع بها ولتحكم اي حاول ان تحكم اي تتقن هذا. فاذا اتقنته اوصلك الى معرفة ما - 00:02:12
ما فوقه وهكذا حتى تكون لك يد في مطولات هذا العلم والمؤلف اه لخص في هذا النوم خلاصة كتاب له منثور يسمى زبدة البلاغة. فله كتاب منثور. آآ لخصه او اختصره في هذه المنظومة. وجعلها في خمسين بيتا. وهذا اوجز ما يمكن ان - 00:02:37
يلم بعلم البلاغة فيه. ثم انتقل الى المقدمة. فقال بلاغة الكلام بالمطابقة للحال مع فصاحة محققة بيسر نطق ووضوح معنى وصحة التركيب قولوا المبنى. البلاغة هي مطابقة الكلام مقتضى الحال. البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته. لابد ان يكون فصيحا اولا - 00:03:15
اذا كان فصيحا مطابقا للمقام كان بليغا. العرب تراعي قامات التي تتكلم فيها. وتتكلم في كل مقام بما يناسبه. فمثلا الخطاب الذكي يختلف عن خطاب الغبي. اذا كنت تخاطب ذكيا يناسبه لايجازه والاشارة - 00:03:54
واذا كنت تخاطب غبيا فانما يناسب حينئذ ان تبسط وتزيد الكلام ايضاحا حتى افهم. فالحال هو الداعي الى التكلم على وجه مخصوص الحال هو الذي دعاك الى ان تتكلم على هذا الوجه. الذي دعاك الى ان تتكلم ببسط وايضاح - 00:04:24
خطابك لي وابي. واللي دعاك الى ان تتكلم برمز وايجاز هو خطابك الذكي فهذا الذي دعاك الى ان تتكلم على هذا الوجه يسمى حالا. والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى اي ما يقتضيه الحال. ويوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم - 00:04:54
لكن لا توصف بها الكلمة. لا يقال هذه كلمة بليغة. لان البلاغة من خصائص الكلام. فالكلمة الواحدة لا تصاب بها. نحن كنا في تعريفها انها مطابقة الكلام اذا لا توصف به الكلمة المفردة. لكن يوصف بها الكلام. فيقال هذا كلام بليغ اذا كان فصيحا مطابقا لمقتضى الحال - 00:05:23
ويوصف بها المتكلم ويقال هذا متكلم بليغ اذا كان ذا ملكة تؤهله لان يتكلم ان ينشئ كلاما بليغ. قال بلاغة الكلام بالمطابقة للحال مع اي البلاغة تحصل بامرين. الامر الاول هو الفصاحة واخره - 00:05:45
امر الثاني بعد ان يكون الكلام فصيحا ينبغي ان يكون مطابقا لمقتضى الحد. ثم شرع في بيان الفصح فقال مع فصاحة محققة بيسر نطق. يعني ان الفصاحة لها شروط فصاحة توصف بها الكلمة. ويوصف بها الكلام - 00:06:13
بها المتكلم. تقدم ان البلاغة يوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم ولكن لا توصف بها الكلمة المفردة اما الفصاحة فانها تزريه في الثلاث. توصف بها الكلمة المفردة. ويوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم - 00:06:41
جمعه بين الشروط شروط فصاحة الكلام وفصاحة طاحت الكلمة آآ لانها متقاربة. ولكن للايضاح نبين شروط فصاحة الكلمة ثم نبين شروط مساحة الكلام. فقال بيسر نطقه. الكلمة المفردة توصف بانها فصيحة اذا استجمعت ثلاث - 00:07:01
الامر الاول هو ما عبر عنه بيسر النطق. ويعبر عنه ايضا بعدم التنافر. والتنافر هو وصف بالكلمة يوجب ثقلها على لسان ذي الذوق السليم. وصف بالكلمة يوجب ثقلها على لسانه - 00:07:31
ذوقي السليم. وهذا التنافر متفاوت. بعضه يكون اشد من بعض فمن اشده مثلا ما يروى ان اعرابيا سئل اين تركت ناقتك؟ قال تركتها ترعى العخوع هذه الكلمة متناثرة جدا صعبة على اللسان. ودون ذلك ايضا - 00:07:51
راتب تتفاوت فمنها مثلا قول امرئ القيس غدائره مستشزرات الى العلا تظل المدارة في مثنى ومرسل او تضل العقاص في مثنى ومرسل. غدائره مستشزرة اي مرتفعات مستشفى زياراتنا هذه الكلمة فيها ثقل ولكنه دون ثقة الذي انتقد - 00:08:21
الشرط الثاني من فصائل من شروط فصاحة الكلمة ان تكون غير غريبة وهو الذي عبر عنه المؤلف هنا بوضوح بالمعنى الغرابة ركن الكلمة غير مألوفة اه غير مألوفة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال. آآ لبعدها وآآ - 00:08:51
الى البحث الى بحث ذي اللغة عنها وتنقيره عن معناها. وذلك كما يروى ان آآ احد النخاة وهو عيسى ابن عمر النحوي كان يوما يركب على حمار له فساقط اجتمع عليه الناس فقال - 00:09:21
ما لكم تكأكأتم علي كتاكؤكم على ذي جنة. افرنقعوا عني فهل كلام فيه كلمات بعيدة غريبة غير مألوفة ولا مأنوسة يحتاج اللغوي الى ان يبحث عنها وان آآ يرجع الى موانها لكي يعرفها. فمثل هذا من التقعر مخالف - 00:09:45
البلاغ لكن لابد ان نعرف ان هذه الامور نسبية. الناس اليوم آآ لجهالة بعضهم باللغة بعض ما ليس بغريب. وحتى الغريب منه ما ليس منه هناك ما يسمى بغريب ولكن غرابته لا تخل بالفصاحة - 00:10:15
وذلك القرآن الكريم وقعت فيه بعض الكلمات آآ التي ليست من لغة العامة التي يتكلم بها الناس يعرفونها. اهل اللغة يعرفونها ولا يستوحشونها ويعتقدون انها في اقصى واكمل درجات البلاعة. لكن العوام وصغار المبتدئين من طلبة العلم - 00:10:39
لا يعرفونها. هل يقتضي هذا انها غير فصيحة؟ لا ليس الامر كذلك. غريب القرآن ليس فيه ما يخرجه آآ يخرجه عن الفصاحة كله فصيح بليغ ومثله وقع في السنة. والنبي صلى الله عليه وسلم هو افصح الفصحاء - 00:11:04
فمثل هذا غرابته لا تخل بي الفصاحة انما تخلوا الغرابة حين تكون تقعرا وامعانا في الكلمات البعيدة التي آآ آآ معناها بعيد جدا او تخريجها بعيد جدا. ايضا فهذا هو الذي يخل بالفصاحة حين - 00:11:22
الشرط الثالث في المفردة العربية هو صحة مبناها. الكلمة العربية يوم فيها في معناها وفي مبناه. المبنى هو الذي وضع له علم التصريف. والمعنى هو الذي وضع له علم ما يسمى بعلم اللغة المعجمية مثلا او علم اللغة علم مفردات اللغة هذا ما يتعلق - 00:11:44
بالكلمة المفردة. اما النحو والبلاغة فلا يتناولان الا الجمل النحو علم النحو وعلم البلاغة لا يتناول لا يتناولان الا الجمل. لماذا؟ لان الكلام الكلام عند النحات ما هو لفضول مفيد - 00:12:16
الافادة لا تحصل الا مع التركيب. اللفظ الواحد لا يكون آآ مفيدا مفهوم؟ اذا علمنا ان نعلم النحو لا يتناول الا الجمل. بما عرفنا البلاغة مطابقة الكلام اذا البلاغة لابد ان لا تتناول الا الكلام. اذا عندنا علماني يتناولان الكلام وهما علم النحو وعلم البلاغ - 00:12:36
وعلماني يتناولان لفظ الكلمة الواحدة المفردة علم يتعلق بالمعنى وعلم يتعلق بالمبنى فالعلم الذي يتعلق بالمبنى هو علم تصريف. تصرفه ليقولون لنا ان فرح آآ اراها مكسورة وكتب وان فرح مضارعها يفرح فتح الراء فيضبط لنا مباني المفردات العربية - 00:13:00
وعلم مفردات اللغة او اللغة المعجمية يقول لنا معنى هذه الكلمة كذا مفهوم؟ طيب اذا الكلمة المفردة جئنا الى معناها وهو ما يتعلق بمسألة الغراب وتجاوزناها ونجيء الى مبناها وهو ان تكون موافقة للقانون - 00:13:29
القواعد المقررة في علم التصريف. ان لا تكون آآ مخلة بشيء من قواعد علم التصريف فمثلا اذا اخلت به كانت غير فصيحة. كادغام مثلا ما آآ فك ما يجب اضغامه. في قول ابي النجم العجلي الحمد - 00:13:52
الله العلي الاجلال الجلالي ينبغي ان يقول الاجل فهذا هذا لفظ غير فصيح لاجلل كلمة غير فصيحة اذا هذا ما يتعلق بالمفردة العربية. تحتاج الى لكي تكون فصيحة ان تكون حروفها غير متناثرة. وان يكون معناها غير غريب هو ان - 00:14:10
مبناها سليم. من جد علم تصرف؟ انتقل للكلام. الكلام يشترط ايضا لفصاحة تؤمر الاول هو عدم التنافر ولكن المقصود بعدم التنافر هنا ليس عدم التنافر في اجزاء الكلمة. وانما عدم تنافر الكلمات فيما بينها. عدم تنافر الكلمات فيما بينها - 00:14:42
اذا كانت كلمات فيما بينها يحصل ثقل بالنطق بها لم يكن الكلام فصيحا ويتفاوت التنافر فبعضه اشد من بعض فمن اشده آآ قول القائد وقبر حرب بمكان كفر وليس قرب قبر حرب قبر - 00:15:12
وليس قرب قبر حرب كبروا هذا متنافر. وهو لذلك يمتحنون احيانا الانسان بان يكرره ثلاث مرات غلاية غلط ودون ذلك ايضا ما يكون فيه تناظر دون ذلك. كقول ابي تمام؟ االبس ثوب الهجو من لو هجوته اذا اللهجاني عنه معروفه عندي كريم متاع - 00:15:34
امدحه والورى معي واذا ما لمته لمته وحدي. كريم متى امدحه امدحه توالي هذه الحروف الحلقية مع تكرارها معا نشأ عنه ثقال الشرط الثاني وضوح المعنى. ووضوح المعنى هنا اه يعبر عنه - 00:16:08
احيانا بعدم التعقيد. والتعقيد ينقسم الى قسمين الى تعقيد اللفظيين وتعقيد معنوي. تعقيد لفظي هو اختلال نظام الكلام. بتقديم بعض وتأخير بعض وتوسط بعض بين شيئين متلازمة حيث يصعب فهم الكلام نظرا لاختلال نومه - 00:16:38
وهذا كقول الفرزدق يمدح ابراهيم بن اسماعيل بن هشام بن المغيرات بن عبدالله بن عمر بن مخزوم وما مثله في الناس الا مملكا ابو امه حي ابوه يقاربه. هذا بتعقيد لفظي وما مثله في الناس الا مملكا ابوء امه حي ابوه يقاربه. اي وما مثله - 00:17:05
للناس حي يقاربه الا مملكا ابو امه ابوه. اي خاله. ها من من ابو امه آآ ابوك فهو خالك طبعا. فهذا البيت في تعقيد. اختلال في النوم بسبب تقديم وتأخير متوسط وتوسط شيء بين متلازمين. نشأ عنه آآ تعقيد لفظي مخل - 00:17:35
بالفصاح والتعقيد المعنوي اه مثاله مثلا قصد اه تعبير اللوازم البعيدة عند اه مثلا بالكلام بحيث يكون الكلام يفهم خلاف المقصود كما اذا كنتم تتكلمون مثلا عن شخص فقلت فلان اسد. وانت تقصد انه كريه - 00:18:05
رائعة لان البخر وهو كراهة الراحة من لوازم الاسد. لكن هذا لازم بعيد. الذي يتبادر الى الذهن النائب من اسد انه شجاع وانه جريء. فهذا يخل بما سماه تعقيدا معنويا. لانك قصدت لازما ليس من شيء - 00:18:32
به ان يقصد فليس هو الذي يتبادر الى اذهان الناس. فهذا يخل بفصاحة الكلام الشرط الثالث من شروط فصاحة الكلام هو مخالفة المشهور من قواعد النحو هنا قلنا النحو ولم نقل تصريف - 00:18:52
لاننا كنا نتحدث عن الكلمة المفردة والعلم الذي يخدمها هو علم تصرف. الان نتكلم عن الجملة والعلم الذي يخدم الجملة من جهة اللفظ هو علم النحو. وذلك الاضمار مثلا آآ قبل الذكر مثلا عود الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة - 00:19:14
قولك مثلا ضرب غلامه زيدان ولامه هذا ضمير عائد على متأخر في الذكر وهو زيد وهو ايضا متأخر في الرتبة لان رتبة المفعول متأخرة عن رتبة الفاعل فهذا الكلام ضعيف من جهة الصناعة النحوية. وذلك قال ابن مالك بالالفية واشتد نحو زان نوره الشجر - 00:19:35
اذا هذه هي شروط الفصاحة. لكن الشيخ آآ دمجها لتقاربها ان التنافر كما يوجد في المفردة يوجد ايضا في الجملة. ووضوح المعنى كما يشترط في المفردة يشترط ايضا كذلك في الجملة. ثم قال وصحة التركيب والمبنى فذكر التركيب يقصد - 00:20:02
الجملة والمبنى يقصد المفرد نعم. قال وصحة التركيب قل والمبنى وانما انحسرت اه هذه الشروط فيما ذكر لان العيب في الكلمة اما ان يكون في مادتها او في حروفها اه - 00:20:32
اه اما ان يكون في مادتها اي في حروفها واما ان يكون في صورتها اي صيغتها واما ان يكون في دلالتها فالعيب اما ان يكون في مادة الكلمة ما تتألف منه وهو الحروف - 00:21:05
واما ان يكون في صيغتها كيفية بنائها واما ان يكون في دلالتها اي في معناها فانحصر في ثلاثة امور. هذه العلل الثلاثة هي التي راعينا هنا اذا هذا معنى قريب يسر نطق - 00:21:29
ووضوح معنى وصحة التركيب قل والمبنى والفصاحة كما يوصف بها المفرد يوصف بها الكلام توصف بها يوصف بها المتكلم ايضا. فيقال ها هذا متكلم فصيح لكن اه ما معنى الفصاحة في المتكلم؟ الفصاحة للمتكلم - 00:21:49
هي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام فصيح. ان يكون له يقول هذا متكلم فصيح؟ اذا كانت عنده ملكة يقتدر بها على تأليف كلام الفصح فليس كل متكلم بفصيح فصيحة. يمكن ان يحفظ الاعجمي الذي لا يعرف شيئا من اللغة جملة فصيحة - 00:22:20
اه ولا يكون بذلك نصيحا ليس كل من تكلم بالفصيح فصيحة. انما يكون فصيحا اه اذا كانت له ملكة يقتدر بها على تأديف كلام آآ فصيح. وينبغي ان نعلم ان مرجع الفصائل - 00:22:43
البلاغة آآ بحسب ما ذكرنا يرجع الى امرين. الامر الاول هو تمييز الفصيح من غيره. والامر الثاني هو الرزو عن التأدية الخطأ اه التحرز عن الخطأ في تأدية المعنى التحرز عن الخطأ في تأدية المعنى - 00:23:03
الامر الاول وهو آآ ما ذكرناه من تمييز الفصيح من غيره يحتاج الى عدة علوم. يحتاج الى عدة علوم. لاننا ذكرنا اننا نحتاج الى معرفة اه اه ان الكلمات تحتاج الى ان تكون غير متنافرة - 00:23:29
وان تكون واضحة المعنى وان تكون صحيحة المبنى ويحتاج ايضا كذلك الكلام الى ما ذكرنا فتميز الفصيح من غيره يحتاج فيه الانسان الى عدة علوم يحتاج الى علم اللغة المعجمية لانه يميز به الغريب من غيره - 00:23:55
ويحتاج الى علم النحو لان من شروط فصاحة الكلام ان يكون الكلام موافقا لقواعد النحو ويحتاج الى علم الصرف لان من شروط فصاحة الكلمة ان تكون موافقة للاقيسة التي وضعها التصريفيون. ويحتاج الى علم البيان لانه هو الذي يحترف به عن التعقيب - 00:24:15
في اداء المعنى ومن ذلك ما يرجع الى الذوق وليس له علم كمسألة التنافر فعلم ان التمييز الفصيح من غيره يحتاج فيه الانسان الى عدة علوم فالانسان لا يمكن ان يكون من اهل البلاغة الا اذا عرف النحو - 00:24:36
لان الفصاحة تتوقف عليه وعرف الصرف لان في الصحيح تتوقف عليه. وعرف البيان ايضا كذلك لان فصاحة تتوقف آآ عليه وآآ الشرط الثاني هو اه كما ذكرنا اه الاحتراز عن الخطأ - 00:24:55
في تأدية المعنى. ان يحترز الانسان عن خطأ في تأدية المعنى. هذا هو اللي يوضع له علم المعاني كيف تؤدي الكلام بلفظ مطابق للحال. هذا السؤال يجيب عنه علم المعاني - 00:25:18
اذا نحن نحتاج الى شرطين. تمييز الفصيح من غيره والتحرز عن الخطأ في تأدية المعنى. تمييز الخطأ من غيره ينبني على عدة علوم بنى على علم اللغة علم النحو علم تصرف علم البيان. ومنهم يرجع الى الذوق. كما ذكرنا في مسألة التنافر - 00:25:35
واما الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى فهو غرض علمي المعاني. بالنسبة للبديع ليس له في اه اه ليس شرطا في البلاغة. يمكن ان يكون الكلام بليغا وهو هو خالي خالي من المحسنات. البديع امر تكميلي. امر تكميلي - 00:26:00
قال آآ لطب كحال وضعوا المعاني يعني ان ما يطابق به آآ المقتضى الحال الاحوال التي تقع بها مطابقة الحال وضعوا لها علم المعاني. لكي يحرز بها عن الخطأ في تأدية المعنى - 00:26:30
ويعرف الوضوح بالبيان. علم البيان الغرض منه هو وضوح الدلالة والسلامة من التعقيد. وهذا شرطناه في الفصاحة لان علم البيان هو علم تعرف به كيفية تدية البحر الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة - 00:26:49
اذن علم البيان فائدته معرفة وضوح الدلالة وسلامة الكلام من التعقيد والحسن بالبدء البديع محسن. يعني يمكن ان تحصل البلاغة بدونه. يمكن ان يكون الكلام بليغا وليس مشتملا على شيء - 00:27:11
من المحسنات فيمثلونه بالصبغ لان البناء نحن هنا نبني بناء فاننا نريد منه ان يقينا الحر والقار. الحر والبرد الصبغ لا اثر له في هذا فائدة البناء موجودة بدونه يتحقق المقصود منه. لكن هو محسن. تماما - 00:27:29
في البديع كذلك ايضا فائدة الكلام والمقصود منه دون اه البديع. ويؤتى بها على وجه التحسين كما بين وصفه بقوله ذي التجديد لان علم البديع من العلوم التي كثر فيها التجديد والاستدراك - 00:27:55
اه لكثرة المحزنات وعدم انحصارها الى الان يعني حتى المؤلفون كثير منهم عندما يؤلف يستدرك هو في نفسه. ثم يستدرك تستدرك فنون اخرى بالمحسنات. اذا نقتصر على هالقدر ان شاء الله - 00:28:16
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. من تبعا باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه ما تيسر من التعليق على منظومة زبدة البلاغة. وهي منظومة موجزة - 00:00:00
في علم البلاغة نظمها الشيخ الدكتور محمد عبدالعزيز نصيف حفظه الله ورعاه وجعلها مقدمة موجزة لعلم البلاوة كمدخل لهذا العلم فيمكن ان تعتبر اوجز المنجزات في هذا الباب اه لانها تناسب مقام بعض المبتدئين. الذين يحتاجون ان يتدرجوا في طلب هذا العلم - 00:00:20
وقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال في تفسير الرباني وهو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كبارها قال حفظه الله حمدني ربي واصلي دائما على النبي خذ زبدة ولتحكم - 00:00:57
بحمد الله تعالى لان الله تعالى يستحق الحمد على نعمه التي لا تحصى. وما بكم من نعمة فمن الله. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ولان الله تعالى افتتح كتابه بالحمد. واصلي دائما ثنى بالصلاة - 00:01:20
على النبي صلى الله عليه وسلم على النبي على النبي خذ الزبدة. تقرأ هكذا بالاسكان على النبي. خذ زبدة لاجل الوزن. ويقال النبي والنبي فكلتاهما لغة فصيحة قرأ بها خذ زبدة اي بعد ان ابتدأت بحمد الله تعالى - 00:01:42
والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم فهذه زبدة اي خلاصة لعلم البلاغة. فخذها انتفع بها ولتحكم اي حاول ان تحكم اي تتقن هذا. فاذا اتقنته اوصلك الى معرفة ما - 00:02:12
ما فوقه وهكذا حتى تكون لك يد في مطولات هذا العلم والمؤلف اه لخص في هذا النوم خلاصة كتاب له منثور يسمى زبدة البلاغة. فله كتاب منثور. آآ لخصه او اختصره في هذه المنظومة. وجعلها في خمسين بيتا. وهذا اوجز ما يمكن ان - 00:02:37
يلم بعلم البلاغة فيه. ثم انتقل الى المقدمة. فقال بلاغة الكلام بالمطابقة للحال مع فصاحة محققة بيسر نطق ووضوح معنى وصحة التركيب قولوا المبنى. البلاغة هي مطابقة الكلام مقتضى الحال. البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته. لابد ان يكون فصيحا اولا - 00:03:15
اذا كان فصيحا مطابقا للمقام كان بليغا. العرب تراعي قامات التي تتكلم فيها. وتتكلم في كل مقام بما يناسبه. فمثلا الخطاب الذكي يختلف عن خطاب الغبي. اذا كنت تخاطب ذكيا يناسبه لايجازه والاشارة - 00:03:54
واذا كنت تخاطب غبيا فانما يناسب حينئذ ان تبسط وتزيد الكلام ايضاحا حتى افهم. فالحال هو الداعي الى التكلم على وجه مخصوص الحال هو الذي دعاك الى ان تتكلم على هذا الوجه. الذي دعاك الى ان تتكلم ببسط وايضاح - 00:04:24
خطابك لي وابي. واللي دعاك الى ان تتكلم برمز وايجاز هو خطابك الذكي فهذا الذي دعاك الى ان تتكلم على هذا الوجه يسمى حالا. والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى اي ما يقتضيه الحال. ويوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم - 00:04:54
لكن لا توصف بها الكلمة. لا يقال هذه كلمة بليغة. لان البلاغة من خصائص الكلام. فالكلمة الواحدة لا تصاب بها. نحن كنا في تعريفها انها مطابقة الكلام اذا لا توصف به الكلمة المفردة. لكن يوصف بها الكلام. فيقال هذا كلام بليغ اذا كان فصيحا مطابقا لمقتضى الحال - 00:05:23
ويوصف بها المتكلم ويقال هذا متكلم بليغ اذا كان ذا ملكة تؤهله لان يتكلم ان ينشئ كلاما بليغ. قال بلاغة الكلام بالمطابقة للحال مع اي البلاغة تحصل بامرين. الامر الاول هو الفصاحة واخره - 00:05:45
امر الثاني بعد ان يكون الكلام فصيحا ينبغي ان يكون مطابقا لمقتضى الحد. ثم شرع في بيان الفصح فقال مع فصاحة محققة بيسر نطق. يعني ان الفصاحة لها شروط فصاحة توصف بها الكلمة. ويوصف بها الكلام - 00:06:13
بها المتكلم. تقدم ان البلاغة يوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم ولكن لا توصف بها الكلمة المفردة اما الفصاحة فانها تزريه في الثلاث. توصف بها الكلمة المفردة. ويوصف بها الكلام ويوصف بها المتكلم - 00:06:41
جمعه بين الشروط شروط فصاحة الكلام وفصاحة طاحت الكلمة آآ لانها متقاربة. ولكن للايضاح نبين شروط فصاحة الكلمة ثم نبين شروط مساحة الكلام. فقال بيسر نطقه. الكلمة المفردة توصف بانها فصيحة اذا استجمعت ثلاث - 00:07:01
الامر الاول هو ما عبر عنه بيسر النطق. ويعبر عنه ايضا بعدم التنافر. والتنافر هو وصف بالكلمة يوجب ثقلها على لسان ذي الذوق السليم. وصف بالكلمة يوجب ثقلها على لسانه - 00:07:31
ذوقي السليم. وهذا التنافر متفاوت. بعضه يكون اشد من بعض فمن اشده مثلا ما يروى ان اعرابيا سئل اين تركت ناقتك؟ قال تركتها ترعى العخوع هذه الكلمة متناثرة جدا صعبة على اللسان. ودون ذلك ايضا - 00:07:51
راتب تتفاوت فمنها مثلا قول امرئ القيس غدائره مستشزرات الى العلا تظل المدارة في مثنى ومرسل او تضل العقاص في مثنى ومرسل. غدائره مستشزرة اي مرتفعات مستشفى زياراتنا هذه الكلمة فيها ثقل ولكنه دون ثقة الذي انتقد - 00:08:21
الشرط الثاني من فصائل من شروط فصاحة الكلمة ان تكون غير غريبة وهو الذي عبر عنه المؤلف هنا بوضوح بالمعنى الغرابة ركن الكلمة غير مألوفة اه غير مألوفة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال. آآ لبعدها وآآ - 00:08:51
الى البحث الى بحث ذي اللغة عنها وتنقيره عن معناها. وذلك كما يروى ان آآ احد النخاة وهو عيسى ابن عمر النحوي كان يوما يركب على حمار له فساقط اجتمع عليه الناس فقال - 00:09:21
ما لكم تكأكأتم علي كتاكؤكم على ذي جنة. افرنقعوا عني فهل كلام فيه كلمات بعيدة غريبة غير مألوفة ولا مأنوسة يحتاج اللغوي الى ان يبحث عنها وان آآ يرجع الى موانها لكي يعرفها. فمثل هذا من التقعر مخالف - 00:09:45
البلاغ لكن لابد ان نعرف ان هذه الامور نسبية. الناس اليوم آآ لجهالة بعضهم باللغة بعض ما ليس بغريب. وحتى الغريب منه ما ليس منه هناك ما يسمى بغريب ولكن غرابته لا تخل بالفصاحة - 00:10:15
وذلك القرآن الكريم وقعت فيه بعض الكلمات آآ التي ليست من لغة العامة التي يتكلم بها الناس يعرفونها. اهل اللغة يعرفونها ولا يستوحشونها ويعتقدون انها في اقصى واكمل درجات البلاعة. لكن العوام وصغار المبتدئين من طلبة العلم - 00:10:39
لا يعرفونها. هل يقتضي هذا انها غير فصيحة؟ لا ليس الامر كذلك. غريب القرآن ليس فيه ما يخرجه آآ يخرجه عن الفصاحة كله فصيح بليغ ومثله وقع في السنة. والنبي صلى الله عليه وسلم هو افصح الفصحاء - 00:11:04
فمثل هذا غرابته لا تخل بي الفصاحة انما تخلوا الغرابة حين تكون تقعرا وامعانا في الكلمات البعيدة التي آآ آآ معناها بعيد جدا او تخريجها بعيد جدا. ايضا فهذا هو الذي يخل بالفصاحة حين - 00:11:22
الشرط الثالث في المفردة العربية هو صحة مبناها. الكلمة العربية يوم فيها في معناها وفي مبناه. المبنى هو الذي وضع له علم التصريف. والمعنى هو الذي وضع له علم ما يسمى بعلم اللغة المعجمية مثلا او علم اللغة علم مفردات اللغة هذا ما يتعلق - 00:11:44
بالكلمة المفردة. اما النحو والبلاغة فلا يتناولان الا الجمل النحو علم النحو وعلم البلاغة لا يتناول لا يتناولان الا الجمل. لماذا؟ لان الكلام الكلام عند النحات ما هو لفضول مفيد - 00:12:16
الافادة لا تحصل الا مع التركيب. اللفظ الواحد لا يكون آآ مفيدا مفهوم؟ اذا علمنا ان نعلم النحو لا يتناول الا الجمل. بما عرفنا البلاغة مطابقة الكلام اذا البلاغة لابد ان لا تتناول الا الكلام. اذا عندنا علماني يتناولان الكلام وهما علم النحو وعلم البلاغ - 00:12:36
وعلماني يتناولان لفظ الكلمة الواحدة المفردة علم يتعلق بالمعنى وعلم يتعلق بالمبنى فالعلم الذي يتعلق بالمبنى هو علم تصريف. تصرفه ليقولون لنا ان فرح آآ اراها مكسورة وكتب وان فرح مضارعها يفرح فتح الراء فيضبط لنا مباني المفردات العربية - 00:13:00
وعلم مفردات اللغة او اللغة المعجمية يقول لنا معنى هذه الكلمة كذا مفهوم؟ طيب اذا الكلمة المفردة جئنا الى معناها وهو ما يتعلق بمسألة الغراب وتجاوزناها ونجيء الى مبناها وهو ان تكون موافقة للقانون - 00:13:29
القواعد المقررة في علم التصريف. ان لا تكون آآ مخلة بشيء من قواعد علم التصريف فمثلا اذا اخلت به كانت غير فصيحة. كادغام مثلا ما آآ فك ما يجب اضغامه. في قول ابي النجم العجلي الحمد - 00:13:52
الله العلي الاجلال الجلالي ينبغي ان يقول الاجل فهذا هذا لفظ غير فصيح لاجلل كلمة غير فصيحة اذا هذا ما يتعلق بالمفردة العربية. تحتاج الى لكي تكون فصيحة ان تكون حروفها غير متناثرة. وان يكون معناها غير غريب هو ان - 00:14:10
مبناها سليم. من جد علم تصرف؟ انتقل للكلام. الكلام يشترط ايضا لفصاحة تؤمر الاول هو عدم التنافر ولكن المقصود بعدم التنافر هنا ليس عدم التنافر في اجزاء الكلمة. وانما عدم تنافر الكلمات فيما بينها. عدم تنافر الكلمات فيما بينها - 00:14:42
اذا كانت كلمات فيما بينها يحصل ثقل بالنطق بها لم يكن الكلام فصيحا ويتفاوت التنافر فبعضه اشد من بعض فمن اشده آآ قول القائد وقبر حرب بمكان كفر وليس قرب قبر حرب قبر - 00:15:12
وليس قرب قبر حرب كبروا هذا متنافر. وهو لذلك يمتحنون احيانا الانسان بان يكرره ثلاث مرات غلاية غلط ودون ذلك ايضا ما يكون فيه تناظر دون ذلك. كقول ابي تمام؟ االبس ثوب الهجو من لو هجوته اذا اللهجاني عنه معروفه عندي كريم متاع - 00:15:34
امدحه والورى معي واذا ما لمته لمته وحدي. كريم متى امدحه امدحه توالي هذه الحروف الحلقية مع تكرارها معا نشأ عنه ثقال الشرط الثاني وضوح المعنى. ووضوح المعنى هنا اه يعبر عنه - 00:16:08
احيانا بعدم التعقيد. والتعقيد ينقسم الى قسمين الى تعقيد اللفظيين وتعقيد معنوي. تعقيد لفظي هو اختلال نظام الكلام. بتقديم بعض وتأخير بعض وتوسط بعض بين شيئين متلازمة حيث يصعب فهم الكلام نظرا لاختلال نومه - 00:16:38
وهذا كقول الفرزدق يمدح ابراهيم بن اسماعيل بن هشام بن المغيرات بن عبدالله بن عمر بن مخزوم وما مثله في الناس الا مملكا ابو امه حي ابوه يقاربه. هذا بتعقيد لفظي وما مثله في الناس الا مملكا ابوء امه حي ابوه يقاربه. اي وما مثله - 00:17:05
للناس حي يقاربه الا مملكا ابو امه ابوه. اي خاله. ها من من ابو امه آآ ابوك فهو خالك طبعا. فهذا البيت في تعقيد. اختلال في النوم بسبب تقديم وتأخير متوسط وتوسط شيء بين متلازمين. نشأ عنه آآ تعقيد لفظي مخل - 00:17:35
بالفصاح والتعقيد المعنوي اه مثاله مثلا قصد اه تعبير اللوازم البعيدة عند اه مثلا بالكلام بحيث يكون الكلام يفهم خلاف المقصود كما اذا كنتم تتكلمون مثلا عن شخص فقلت فلان اسد. وانت تقصد انه كريه - 00:18:05
رائعة لان البخر وهو كراهة الراحة من لوازم الاسد. لكن هذا لازم بعيد. الذي يتبادر الى الذهن النائب من اسد انه شجاع وانه جريء. فهذا يخل بما سماه تعقيدا معنويا. لانك قصدت لازما ليس من شيء - 00:18:32
به ان يقصد فليس هو الذي يتبادر الى اذهان الناس. فهذا يخل بفصاحة الكلام الشرط الثالث من شروط فصاحة الكلام هو مخالفة المشهور من قواعد النحو هنا قلنا النحو ولم نقل تصريف - 00:18:52
لاننا كنا نتحدث عن الكلمة المفردة والعلم الذي يخدمها هو علم تصرف. الان نتكلم عن الجملة والعلم الذي يخدم الجملة من جهة اللفظ هو علم النحو. وذلك الاضمار مثلا آآ قبل الذكر مثلا عود الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة - 00:19:14
قولك مثلا ضرب غلامه زيدان ولامه هذا ضمير عائد على متأخر في الذكر وهو زيد وهو ايضا متأخر في الرتبة لان رتبة المفعول متأخرة عن رتبة الفاعل فهذا الكلام ضعيف من جهة الصناعة النحوية. وذلك قال ابن مالك بالالفية واشتد نحو زان نوره الشجر - 00:19:35
اذا هذه هي شروط الفصاحة. لكن الشيخ آآ دمجها لتقاربها ان التنافر كما يوجد في المفردة يوجد ايضا في الجملة. ووضوح المعنى كما يشترط في المفردة يشترط ايضا كذلك في الجملة. ثم قال وصحة التركيب والمبنى فذكر التركيب يقصد - 00:20:02
الجملة والمبنى يقصد المفرد نعم. قال وصحة التركيب قل والمبنى وانما انحسرت اه هذه الشروط فيما ذكر لان العيب في الكلمة اما ان يكون في مادتها او في حروفها اه - 00:20:32
اه اما ان يكون في مادتها اي في حروفها واما ان يكون في صورتها اي صيغتها واما ان يكون في دلالتها فالعيب اما ان يكون في مادة الكلمة ما تتألف منه وهو الحروف - 00:21:05
واما ان يكون في صيغتها كيفية بنائها واما ان يكون في دلالتها اي في معناها فانحصر في ثلاثة امور. هذه العلل الثلاثة هي التي راعينا هنا اذا هذا معنى قريب يسر نطق - 00:21:29
ووضوح معنى وصحة التركيب قل والمبنى والفصاحة كما يوصف بها المفرد يوصف بها الكلام توصف بها يوصف بها المتكلم ايضا. فيقال ها هذا متكلم فصيح لكن اه ما معنى الفصاحة في المتكلم؟ الفصاحة للمتكلم - 00:21:49
هي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام فصيح. ان يكون له يقول هذا متكلم فصيح؟ اذا كانت عنده ملكة يقتدر بها على تأليف كلام الفصح فليس كل متكلم بفصيح فصيحة. يمكن ان يحفظ الاعجمي الذي لا يعرف شيئا من اللغة جملة فصيحة - 00:22:20
اه ولا يكون بذلك نصيحا ليس كل من تكلم بالفصيح فصيحة. انما يكون فصيحا اه اذا كانت له ملكة يقتدر بها على تأديف كلام آآ فصيح. وينبغي ان نعلم ان مرجع الفصائل - 00:22:43
البلاغة آآ بحسب ما ذكرنا يرجع الى امرين. الامر الاول هو تمييز الفصيح من غيره. والامر الثاني هو الرزو عن التأدية الخطأ اه التحرز عن الخطأ في تأدية المعنى التحرز عن الخطأ في تأدية المعنى - 00:23:03
الامر الاول وهو آآ ما ذكرناه من تمييز الفصيح من غيره يحتاج الى عدة علوم. يحتاج الى عدة علوم. لاننا ذكرنا اننا نحتاج الى معرفة اه اه ان الكلمات تحتاج الى ان تكون غير متنافرة - 00:23:29
وان تكون واضحة المعنى وان تكون صحيحة المبنى ويحتاج ايضا كذلك الكلام الى ما ذكرنا فتميز الفصيح من غيره يحتاج فيه الانسان الى عدة علوم يحتاج الى علم اللغة المعجمية لانه يميز به الغريب من غيره - 00:23:55
ويحتاج الى علم النحو لان من شروط فصاحة الكلام ان يكون الكلام موافقا لقواعد النحو ويحتاج الى علم الصرف لان من شروط فصاحة الكلمة ان تكون موافقة للاقيسة التي وضعها التصريفيون. ويحتاج الى علم البيان لانه هو الذي يحترف به عن التعقيب - 00:24:15
في اداء المعنى ومن ذلك ما يرجع الى الذوق وليس له علم كمسألة التنافر فعلم ان التمييز الفصيح من غيره يحتاج فيه الانسان الى عدة علوم فالانسان لا يمكن ان يكون من اهل البلاغة الا اذا عرف النحو - 00:24:36
لان الفصاحة تتوقف عليه وعرف الصرف لان في الصحيح تتوقف عليه. وعرف البيان ايضا كذلك لان فصاحة تتوقف آآ عليه وآآ الشرط الثاني هو اه كما ذكرنا اه الاحتراز عن الخطأ - 00:24:55
في تأدية المعنى. ان يحترز الانسان عن خطأ في تأدية المعنى. هذا هو اللي يوضع له علم المعاني كيف تؤدي الكلام بلفظ مطابق للحال. هذا السؤال يجيب عنه علم المعاني - 00:25:18
اذا نحن نحتاج الى شرطين. تمييز الفصيح من غيره والتحرز عن الخطأ في تأدية المعنى. تمييز الخطأ من غيره ينبني على عدة علوم بنى على علم اللغة علم النحو علم تصرف علم البيان. ومنهم يرجع الى الذوق. كما ذكرنا في مسألة التنافر - 00:25:35
واما الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى فهو غرض علمي المعاني. بالنسبة للبديع ليس له في اه اه ليس شرطا في البلاغة. يمكن ان يكون الكلام بليغا وهو هو خالي خالي من المحسنات. البديع امر تكميلي. امر تكميلي - 00:26:00
قال آآ لطب كحال وضعوا المعاني يعني ان ما يطابق به آآ المقتضى الحال الاحوال التي تقع بها مطابقة الحال وضعوا لها علم المعاني. لكي يحرز بها عن الخطأ في تأدية المعنى - 00:26:30
ويعرف الوضوح بالبيان. علم البيان الغرض منه هو وضوح الدلالة والسلامة من التعقيد. وهذا شرطناه في الفصاحة لان علم البيان هو علم تعرف به كيفية تدية البحر الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة - 00:26:49
اذن علم البيان فائدته معرفة وضوح الدلالة وسلامة الكلام من التعقيد والحسن بالبدء البديع محسن. يعني يمكن ان تحصل البلاغة بدونه. يمكن ان يكون الكلام بليغا وليس مشتملا على شيء - 00:27:11
من المحسنات فيمثلونه بالصبغ لان البناء نحن هنا نبني بناء فاننا نريد منه ان يقينا الحر والقار. الحر والبرد الصبغ لا اثر له في هذا فائدة البناء موجودة بدونه يتحقق المقصود منه. لكن هو محسن. تماما - 00:27:29
في البديع كذلك ايضا فائدة الكلام والمقصود منه دون اه البديع. ويؤتى بها على وجه التحسين كما بين وصفه بقوله ذي التجديد لان علم البديع من العلوم التي كثر فيها التجديد والاستدراك - 00:27:55
اه لكثرة المحزنات وعدم انحصارها الى الان يعني حتى المؤلفون كثير منهم عندما يؤلف يستدرك هو في نفسه. ثم يستدرك تستدرك فنون اخرى بالمحسنات. اذا نقتصر على هالقدر ان شاء الله - 00:28:16
شرح منظومة زبدة البلاغة (مكتمل)