الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين معنا في هذه الجلسة العلمية المباركة مفتاح من المفاتيح العلمية المهمة الخطيرة والتي يبنى عليها كثير من الدين بل يبنى عليها الدين - 00:00:00
كله وما اكثر القواعد التي يقول يبنى عليها الدين كله وهذا بعدة اعتبارات. فهذا المفتاح الذي معنا مفتاح يجب على طالب العلم ان يتفقه فيه وان يتعلم تفاصيله وان يربي ملكته على معرفة التخريج عليه. فان فيه خيرا عظيما وسأبين - 00:00:20
لكم كيف الدين كله يبنى على هذا المفتاح باذن الله في مسائل متعددة حضرتها لكم. فنبدأ مستعينين بالله عز وجل. تفضل يا شباب الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا - 00:00:40
ولوالديه ولوالدينا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم وفقه الله تعالى ميزان ميزان اعمال قلوبي قصدها ووفق فعل المصطفى ظاهرها. اقول وبالله التوفيق الكلام على هذا المفتاح في جمل من مسائل واظن ان هذه المسائل التي حذرتها لكم انما تتكلم عن الشطر الاول فقط. ونرجئ الكلام على الشطر الثاني - 00:01:00
في الدرس القادم ان شاء الله يقول الناظم ميزان اعمال القلوب قصدها. ووفق فعل المصطفى ظاهرها الكلام على هذا المفتاح في جمل من المسائل المسألة الاولى هذا المفتاح يتكلم عن اصل عظيم من اصول الشريعة متفق عليه بين اهل العلم - 00:01:30
رحمهم الله يقول هذا الاصل الاعمال لا يقبلها الله عز وجل الا بالاخلاص والمتابعة. الاعمال لا يقبلها الله عز وجل الا بالاخلاص والمتابعة. فلا يرفع الى الله عز وجل شيء من الاعمال الا اذا كان مبنيا على هذين الركنين - 00:01:53
ان يكون خالصا لله عز وجل وصوابا على وفق سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ويوضح ذلك اكثر ان التعبدات التي امرنا الله عز وجل بها اما تعبدات باطنة واما تعبدات ظاهرة - 00:02:13
فالرسل جاءت بنوعين من انواع التعبدات. بتعبدات باطنة ونقصد بها تعبدات القلب. وبتعبدات ظاهرة ونقصد تعبدات الجوارح واللسان. فالعبادات عندنا اما عبادات قلبية واما عبادات لسانية واما عبادات عملية فالعبادات اللسانية العملية نسميها عبادات الظاهر. والعبادات القلبية نسميها عبادات الباطن - 00:02:33
وقد اجمع علماء الاسلام على ان الظاهر مبني قبولها وكمالها او ردها ونقصها على اعمال الباطن فالاصل في التعبدات انما هي اعمال الباطن وانما جعلت اعمال الظاهر دليلا على وجود هذا العمل في - 00:03:03
باطل ولذلك كلما ضعف تعبدات الباطن كلما ضعفت تعبدات الظاهر. وهذا ينبئك عن مسألة اتفق عليها اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى وهو التلازم بين اعمال القلوب واعمال الجوارح. فلا يمكن ابدا ان يكون في القلب - 00:03:23
شيء لا يظهر اثره على الجوارح ولا يمكن ابدا ان تعمل الجوارح شيئا ليس في ليس في القلب. بل ان الشارع وصف اعماله الجوارح منفردة عن اعمال القلوب بانها اعمال المنافقين. الذين يظهرون اعمالا تعبدية ولكن ليست نابعة عن - 00:03:43
عن ما في عن ايمان قلبي. ولذلك الناس ينقسمون في مثل هذه المسائل الى اربعة اقسام الاول اناس حققوا تعبدات الباطن وبنوا عليها تعبدات الظاهر. فتوفر في تعبداتهم الاخلاص الذي هو واجب الباطن - 00:04:03
والمتابعة التي هي واجب الظاهر. ونسأل الله ان يجعلنا واياكم من هؤلاء. وهم الموفقون المسددون من الله عز وجل وهم اهل الجنة. فاهل الجنة يوم القيامة هم الذين بنوا اعمالهم. الباطنة - 00:04:23
هم الذين بنوا اعمال جوارحهم على على ايمان قلوبهم. فحققوا التعبدين الباطن والظاهر. ومن الناس من حرمه الله وعز وجل واضله عن التعبدين. فلم يقم بواجب الباطن ولم يقم بواجب الظاهر. فتجده يبتدع - 00:04:43
راعيا ببدعته. فلا هو وافق مراد الله عز وجل في قلبه لانه رأى وسمع وافتخر. ولا هو وافق النبي صلى الله عليه وسلم في اعماله الظاهرة لانه ابتدع واحدث. وهؤلاء هم الخاسرون في الدنيا بل هم الاخسرون اعمالا - 00:05:03
ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وطائفة ثالثة حققت مراد الله عز وجل في قلوبها. ولكنها لم تحقق مراده في ظواهر اعمالها فهؤلاء ايضا هم خاسرون واعمالهم مردودة لانه فات في اعمالهم شرط من شروط القبول وهو موافقة الهدي - 00:05:23
ضاغط كاعمال اهل البدع اذا كانت مبنية على ارادة التقرب والاخلاص لوجه الله عز وجل. فليس كل اهل بدعي بواطنهم فاسدة. وانما منهم من باطنه صحيح. وهو لا يريد بهذا العمل الا ارادة وجه الله عز وجل - 00:05:52
والدار الاخرة لكنه لم يهتدي الى العمل الصواب. فهذا عمله مردود. ومن الناس من عكسوا وهم المنافقون وهم عندهم تعبدات وافقوا بها مراد الشارع في الظاهر. ولكنهم اخفقوا في تحقيق مراد الله عز وجل في الباطن - 00:06:12
والذين عناهم الله عز وجل بقوله اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. انما كذبهم لان شهادتهم في الظاهر غير مبنية - 00:06:32
على ايمان في الباطل. انتم معي في هذا؟ فنسأل الله عز وجل ان يعيننا على سلوك طريق النجاة المبني على تحقيق مراد الله عز وجل في الباطن وهو الاخلاص. وعلى تحقيق مراد الله عز وجل في الظاهر وهو المتابعة - 00:06:52
اذا صارت اعمال الدين كله اعمال الدين آآ فاذا صارت اعمال الدين كله مبنية على ماذا؟ مبنية على هذين التعبدين على واجب لله عليك في الباطن وعلى واجب لله عليك في الظاهر اذا صار الدين كله محصور في هذا العصر - 00:07:12
ولذلك فقد اجمع اهل الاسلام على ان قطب رحى الدين مبني على ركنين. على الا يعبد الا الله هو الاخلاص وعلى الا يعبد الا بما شرعه هو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المتابعة - 00:07:32
واعلم هديت الرشد ان تبغي العلا. ان الشريعة اصلها فلكان. ان ليس يعبد غير ربك افتى واعبده بالمشروع ليس الثاني. كما قاله الناظم في نونيته. فكل عمل مبني على اخلاص ومتابعة فهو مقبول - 00:07:52
وكل عمل غير مبني على اخلاص ولا متابعة فمردود. وكل عمل مبني على متابعة بلا اخلاص فمردود وكل عمل مبني على اخلاص بلا متابعة فهو مردود. اذا ثلاثة اقسام كلها رد وكلها تدخل تحت قول النبي صلى الله عليه - 00:08:15
وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وتحت قوله صلى الله عليه وسلم من عمل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولذلك فطريق النجاة ان تأتي بالاعمال - 00:08:35
ها المبنية على اخلاص القلوب وموافقة الظاهر اذا صدق قولنا بان الاعمال مبنية على الاخلاص والمتابعة فلا يقبل الله عز وجل من العمل الا ما كان خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على وفق سنة النبي صلى - 00:08:50
صلى الله عليه وسلم. وبما انهما شرطان فسوف نخصص هذا المجلس ان شاء هذا المجلس ان شاء الله الكلام على تفاصيل الشرط الاول وهو الاخلاص وما يندرج تحته من القواعد. باذن الله عز وجل - 00:09:10
يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان اعظم احاديث السنة ان اعظم احاديث السنة حديثان الحديث الاول ما في الصحيحين من حديث عمر. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات الحديثة - 00:09:32
بتمامه. والحديث الثاني ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فان قلت ولم كان الدين مبني على هذين الحديثين؟ فنقول لان الدين واجب واجب - 00:09:52
ولان الدين فيه واجبان واجب الباطن وميزان الباطن قصد القلوب المذكور في قوله انما الاعمال بالنية واما الاعمال الظاهرة فميزانها الموافقة للنبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في قوله من - 00:10:12
فاحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فغذاني الحديثان يجمعان لك الدين كله. بمعنى انهما يجمعان التعبدات الواجبة عليك شرعا باطنا وظاهرا. ونزيد الامر تفصيلا ونقول المسألة الثانية او المسألة الاولى - 00:10:32
ها؟ المسألة المسألة الاولى اعلم رحمك الله تعالى ان النية تنقسم الى قسمين. الى نية ايقاع العمل والى توحيد المعمول له ذلك العمل فاما النية الاولى فهي النية التي يتكلم عنها الفقهاء رحمهم الله تعالى في كتبهم. في قولهم ولا تصح - 00:10:52
الصلاة الا بنية ولا الوضوء الا بنية ولا الصوم الا بنية. فيتكلمون عن نية ايقاع العمل واما النية الثانية فهي نية توحيد المعمول له ذلك العمل. وهي المعنونة عندنا بقولنا الاخلاص - 00:11:25
فاذا قيل لك ما الاخلاص فقل هو توحيد نية العمل لله عز وجل. فلا تقصد بعملك شيئا من حطام الدنيا او شهواتها او يأتيها من رياء او تسميع او افتخار او عجب - 00:11:46
وهي النية التي يتكلم عنها علماء الاعتقاد. عندما يتكلمون عن وجوب الاخلاص وعندما يتكلمون عن تحريم الرياء وما ورد في ذلك فصار عندنا نيتان نية ايقاع العمل ونية ونية توحيد المعمولين - 00:12:01
له ذلك العمل. فان قلت واي النيتين اعظم عند الله عز وجل؟ فنقول لا جرم انها النية الثانية المسماة بالاخلاص. فانها اعظم وقعا عند الله عز وجل. من النية الاولى. فان قلت - 00:12:21
تو ولماذا؟ فاقول لعدة اوجه الاول ان النية الاولى لا تحتاج الى تكلف في استحضارها واستشعارها. لان القاعدة المتقررة فيها ان تتبع العمل فمتى ما سمعتم الفقهاء يقولون النية تتبع العمل فانما يقصدون بها نية - 00:12:41
العمل بمعنى ان كل من علم ما سيفعل فقد نواه. فهذه النية لا تحتاج الى استشعار ولا تحتاج الى تكلف في ايقاعها لانك متى ما عرفت ما ستفعل فقد نويته - 00:13:11
فاذا سمعت المؤذن فالقيت ما في يدك ثم ذهبت وتوضأت وعمدت الى المسجد. فلو اجتمع الانس والجن لوصفوك لانك مريد لماذا؟ للصلاة. فتلك نية الصلاة المشترطة المشترطة عليك فقها وانما نراه وانما نراه من الموسوسين من التكلف الشديد في ايقاع هذه النية او التلفظ بها - 00:13:31
كله من تسويل الشيطان ووسوسته. ومن تكليف النفس شيئا لم يكلفها الله عز وجل به ولذلك فقد اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على ان التلفظ بهذه النية من البدعة واختلفوا فيما لو تلفظ بها سرا فيما بينه وبين نفسه والاصح انه بدعة - 00:14:01
ايضا فليس من السنة ان يتلفظ بها جهرا بل هو بدعة بالاجماع وليس من السنة من السنة ان يتلفظ بها سرا بل هو بدعة في الاصح. انتم متابعيني ولا لا؟ بل في الاصح. واختار ذلك ابو العباس ابن تيمية - 00:14:31
رحمه الله تعالى. فكل من علم ما سيفعل فقد نواه. فبما انها نية تأتي مباشرة من حين العلم بما ستفعل صارت اخف من النية الاخرى التي تحتاج الى وتحتاج الى مجاهدة وتحتاج الى تفقد الفينة تلو الفينة. وهي النية التي عانى منها السلف وكثر - 00:14:51
شكاواهم منها والتي قال فيها سفيان رحمه الله عالجت نية اربعين سنة حتى استقامت. لا يقصد بغا نيق نية ايقاع العمل وانما يقصد بها نية توحيد المعمول له ذلك العمل وهي نية الاخلاص. فهذا الوجه الاول الذي - 00:15:21
لنا ان نية ان نية الاخلاص اعظم من نية الايقاع. الوجه الثاني اذا عرفت الاثر من فوات النيتين علمت ايهما اعظم فان نية ايقاع العمل ان فاتتك وراها بطلان العمل لكن لا تقع في الشرك ولا في الرياء. واما نية الاخلاص فانها انفا - 00:15:41
فان فواتها يوجب وقوع العبد في ماذا؟ في الشرك والرياء والعياذ بالله. فبفوات النية اين تعرف اعظمهما عند الله عز وجل؟ ولذلك فالوجه الثالث يبين هذا اكثر. وهي ان حرص الشيطان انتبه ان حرص الشيطان على تفويت نية توحيد المعمول له - 00:16:11
واشد من حرصه على تفويت نية ايقاع العمل. لعلم الخبيث بانه ان فاتت ايقاع العمل فانما يبطل العمل وهذا ليس بكبير عنده. بل الاعظم عنده ان يفوت قلبك الاخلاص لعلم الخبيث بانه متى ما فاتت نية الاخلاص وقع العبد في الشرك وقع العبد في الرياء - 00:16:41
وقع العبد في التسميع الذي يبطل عمله ويجرح توحيده. ويؤكد على ذلك الرابع وهي ان المتقرر عندنا معاشر اهل السنة والجماعة. ان الذنب الذي يضرب في التوحيد كمالا او اصالة اعظم من الذنب الذي ينقص الايمان فقط - 00:17:11
فلو ان نية ايقاع العمل فاتتك فقصراها ان ينقص من ايمانك بقدر ما وقعت فيه من بطلان العمل ففوات نية ايقاع العمل لا تجرح في التوحيد. لا كمالا ولا اصالة. اي لا تنقض كما - 00:17:42
ولا تنقض اصله. ولكن فوات نية الاخلاص هي الذنب الذي يجرح في التوحيد فان كانت قد فاتت الفوات المطلق فهذا يكون جرح التوحيد جرح اصالة. فكل كل من صرف تعبدا لغير الله عز وجل فانه يعتبر مشركا الشرك الاكبر. وان فاتت مطلق - 00:18:02
فانها توجب وقوع العبد في الشرك الاصغر الذي هو اعظم العظائم واكبر الكبائر على الاطلاق بعد الشرك الاكبر فتبين لنا من هذه الاوجه الاربعة ان نية توحيد المعمول له اعظم عند الله عز وجل - 00:18:32
اشد وقعا من نية ايقاع العمل. مع ان كلا النيتين شرط في صحة العمل فاذا قلنا لا يقبل الله تعبدا الا بنيته فنعني به نية ايقاعه ونية توحيده لوجه الله تبارك وتعالى. ويوضح ذلك المسألة التي بعدها. ان - 00:18:56
قلت وما فائدة النية اصلا؟ فنقول ان للنية جملا من عند الفقهاء وجملا من الفوائد عند علماء الاعتقاد. فاما فائدتها عند الفقراء فامران انها تميز ها العبادات عن العادات الثاني انها تميز العبادة عما يشابهها من - 00:19:26
عبادات اخرى اي نية نعني؟ نية ايقاع العمل. فاذا قيل لك ما نية ايقاع العمل فقل فائدتان. الاولى انها تميز العبادات عن ما يماثلها في صورته الظاهرة من العادات. الثاني انها تميز العبادات عن ما يماثلها في الصورة من العبادات الاخرى - 00:20:03
فما الفرقان بين انسان جلس من بعد صلاة الفجر في المسجد معتكفا الى المغرب بينما انسان اخر جلس جواره فالاول انما جلس تعبدا بالاعتكاف. والثاني انما جلس لعدم مواءمة منزل او مسكن له يذهب اليه. فجلوس الاول جلوس تعبد. وجلوس الثاني جلوس عادة - 00:20:33
سورتان في الجلوس واحدة ولكن الذي ميز بينهما هو النية. فالنية تميز العادات عن العبادات مثال اخر لو ان الطبيب امرك بالامساك عن الاكل والشراب لاجراء عملية معينة فامسكت من الفجر الى الغروب فامساكك امساك تعبد او عادة امساك عادة. بينما انسان - 00:21:05
والصيام وامسك من بعد صلاة الفجر الى غروب الشمس فصورة الامساكين واحدة والتي تميز العادة عن العبادة انما هي النية. ومثال ثالث. لو سألتكم وقلت كم سنة الفجر من ركعة - 00:21:35
هي ركعتان وكم فريضتها من ركعة؟ ركعتان فهما ركعتان متعاقبتان ولكن الاولى تعتبر والثانية تعتبر فرضا. ما الذي ميز بينهما مع اتفاقهما في الصورة الظاهرية؟ انما هي النية. فالنية يميز العبادة عن العادات التي تماثلها في الصورة وتميز العبادة عما يماثلها من العبادات الاخرى - 00:21:55
الصورة ولو ان الانسان فاتته صلاة الفجر او سنة الفجر وقضاها نهارا ثم صلى بعدها سنة الضحى ركعتين فانك تجد التعبدين متفقين في الصورة الا ان الذي يميز هذا فيجعله سنة فجر بينما - 00:22:25
ويجعله بينما يميز الثاني ويجعله سنة ضحى انما هي النية. هذه فائدة نية ايقاع العمل واما نية الاخلاص فهو ها تحقيق التوحيد. بهذا اذا قيل لك ما فائدة نية الاخلاص؟ اي نية توحيد المعمول له هذا العمل فقل هي تجريد التوحيد وتصفية - 00:22:45
وتنقيته من شوائب الشرك والبدع كما يتكلم عنها علماء الاعتقاد. ولذلك يقول العلماء رحمهم الله تعالى باب من حقق التوحيد اذا دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ولا لا؟ وتحقيقه تصفية نية الاخلاص من شوائب الشرك والبدع - 00:23:17
فصارت النية لها فائدة عند الفقهاء ولها فائدة عند علماء الاعتقاد على التفصيل الذي ذكرته لكم. وكلاهما شرط. في قبول في قبول العمل. المسألة التي بعدها هذا البيت يتضمن جملا من القواعد العظيمة المؤثرة في باب النية. والتي - 00:23:43
سنتعرف بها ان شاء الله على علاقة النية في كل منهج من مناهج تصرفاتنا واعمالنا. ونأخذ لغة واحدة واحدة. القاعدة الاولى الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها وهذه القاعدة قد اجمع عليها علماء الاسلام قاطبة. ووصفوها بانها من القواعد الفقهية - 00:24:17
الخمس الكبرى. والتي يرجع لها نصف الدين. اي التعبدات المبنية على ايش؟ على اخلاص القلوب واعمالها. على اخلاص القلوب واعمالها. واعلم رحمك الله تعالى ان القلب له قول وعمل وتسمعون اهل السنة يقولون قول القلب وعمل القلب. اما قول القلب فتصديقه - 00:24:47
واما عمله فما زاد على ذلك. فتوكل القلب شيء زائد على تصديقه. اذا التوكل من اعماله محبة القلب شيء زائد على اصل التصديق فالمحبة القلبية عمل من اعماله فما زاد على اصل التصديق فمن اعمال القلوب. فمحبة القلوب وخوف القلوب - 00:25:24
وتوكل القلوب ورجاء القلوب وخشية القلوب وافتقار القلوب كلها اعمال لان اشياء زائدة على على اصل الاقرار. فقول القلب اقراره. وعمل القلب ما زاد عليه فالاعمال في الظاهر تختلف كمالا في ثوابها ونقصا في ثوابها - 00:25:54
او صحة في اصلها او بطلانا في اصلها على حسب ما يقوم في هذا القلب فتجد ان العبدين يتعبدان لله عز وجل بعبادة ترفع عبادة احدهما كشعاع الشمس الى العرش - 00:26:27
بينما تلف عبادة الاخر كما يلف الثوب الخلق ثم ترمى في وجهه. والذي فرق بينهما صحة وبطلانا انما وهو النية. ولذلك يقول الفقهاء ان الاعمال الظاهرة صور صور لاعمال الباقات - 00:26:47
ولما كان عمل الباطن هو الاصل استحق ان يكون محط نظر الرب عز وجل. كما في الحديث الصحيح ان الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم. وفي رواية واعمالكم - 00:27:07
محط نظر الرب هو عفوا فمحط نظر الرب هو القلب. وان جميع التصرفات البشرية انما هي مبنية في احكامها الدنيوية والاخروية على ما يقوم ما يقوم في القلب ولذلك وصف العلماء القلب بانه ملك وان الاعضاء جنوده. كما قال صلى الله عليه - 00:27:27
وسلم معنونا عن هذا المعنى الذي اريد اثباته لكم. الا وان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. من عجائب هذا الحديث ان صلاح القلب ينقسم الى - 00:27:57
قسمين الى صلاح الباطن والى صلاح الظاهر فالقلب له عملان عمل معنوي وعمل حسي. فبصلاح اعماله الحسية تستقيم قضاؤك فلا تمرض. اذ ان من اعظم موجبات مرض الاعضاء عدم عمل القلب - 00:28:17
على وجه صحيح. فقد تعتل كليتاك بسبب اعتلال قلبك. وقد تعتل رئتك بسبب اعتلال قلبك وقد يصاب الانسان بالجنون بسبب اعتلال القلب. فاذا سلم عمل القلب الحسي سلمت او هو في الظاهر وكذلك ايظا عمله المعنوي من الايمان وصحة التوحيد وسلامة الاعتقاد - 00:28:45
كل هذه اعمال قلبية. فمتى ما سلمت اعمال القلب المعنوية سلمت ايش؟ اعماله التعبدية. فصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلحت صلح الجسد كله. سواء صلاحا حسيا او صلاحا معنويا دينيا شرعيا. وصل لكم وصلت لكم الفكرة - 00:29:15
فالقلب هذا هو الملك. فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده فجميع الاعمال في الظاهر لا يقبلها الله عز وجل الا بعد ان ينظر ما في قلب صاحبها. فان كان ما في - 00:29:45
بصاحبها مقبولا قبل عمله الظاهر. وان كان ناقصا نقص اجر عمله الظاهر. فالاعمال الظاهرة وصحة وبطلانا كمالا ونقصا تتفاوت على حسب ما يقوم في القلب من التوحيد الصحيح السليم. واما فروع هذه القاعدة فلا نحتاجها لاننا دندنا عندها وحولها كثيرا. حتى نسرد لكم القواعد سردا - 00:30:05
المسألة التي بعدها ومن القواعد المقررة تحت هذا الباب قاعدة عظيمة تقول تختلف الفاظ تختلف احكام الالفاظ باختلاف مقاصد القلوب. تختلف احكام الالفاظ باختلاف مقاصد القلوب فقد يتكلم الانسان بشيء عام - 00:30:35
ولكن ينطق قلبه بخصوصه فالمعتمد هو ما في القلب فالنية تخصص الالفاظ العامة. وتعمم الالفاظ الخاصة فتختلف احكام الالفاظ باختلاف ما في القلوب. وعلى ذلك قول النبي صلى الله الله عليه وسلم في قصة ذلك الرجل الذي ندت منه دابته. وعليها طعامه وشرابه فبحث عنها حتى ايس منها - 00:31:11
فاضطجع في ظل شجرة فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده وعليها طعامه وشرابه فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ. ما الذي اخطأ؟ اذوا. لان قلبه انما اراد - 00:31:46
التوحيد واراد كمال شكر الله عز وجل. فعامله الشارع بخطأ لسانه او بصواب قلبه. عامله بصواب القلب فاحكام الالفاظ تختلف باختلاف ما يقوم في القلوب. ولو ان الانسان اراد ان يقول لزوجته انت - 00:32:06
فاخطأ وقال انت طالق. وتبينت قرائن خطأه لاستقامة الحال بينهما. فحينئذ بصوااب القلب لا بخطأ اللسان. العبرة بصواب القلب لا بخطأ اللسان. بل انك تجد انها مؤثرة حتى في العقود كما سيأتينا ان شاء الله. فاذا قيل لك ايهما اعظم نطق اللسان او نطق القلب؟ الجواب لا جرم - 00:32:26
ان نطق القلب اعظم اذ انه المتحكم في نطق اللسان. في نطق اللسان. فاحكام الالفاظ تختلف باختلاف ما يقوم في القلوب من المقاصد والبواعظ والنيات. وسيأتينا تفصيل ذلك اكثر ان شاء الله. ومن المسائل - 00:32:56
ايضا قاعدة قاعدة ان قلت ما العلاقة بين النية وابواب الدين من مأمورات وطروك؟ ما العلاقة بين النية وابواب الدين من مأمورات وتروك. فنقول العلاقة بينها توضحها هذه القاعدة التي تقول النية شرط في صحة المأمورات. وشرط في - 00:33:16
بالثواب في الطرق. فانظر كيف اثرت النية في ابواب الدين كله. فان كان الباب من المأمورات نية شرط لصحة هذا المأمور. فكل مأمور فلا يصح الا بالنية. فالصلاة لا تصح الا بالنية لان - 00:33:52
من باب المأمورات والزكاة لا تصح الا بالنية لانها من باب المأمورات. والصوم لا يصح الا بالنية لانه من باب مأمورات واما اذا كان الباب باب تروك اي امور امرك السارع بتركها فليس النية - 00:34:12
شرطا لصحة الترك وانما شرط لترتب الثواب على هذا الترك. لان النية شرط لترتب الثواب في باب التروك فلو ان الانسان ترك الزنا طيلة حياته فانه لا يعاقب يوم القيامة على الزنا. لكنه لا ثواب له على هذا الترك. الا اذا - 00:34:35
التعبد لله عز وجل بهذا الترك. فهو يتركه تعبدا ولو استشعر ذلك مرة في حياته ذلك الى مماته ما لم يقطعه قاطع. ولو ان الانسان ترك شرب الخمر طيلة حياته غير - 00:35:00
مستشعر تحريمها عليه لما اثيب عند الله على ترك الخمر. ولم ولا عقاب عليه لانه لم يفعل فاذا اراد الانسان ان يثيبه الله عز وجل على تركه لمروكات الشرع فلا بد ان يستشعر التعبد - 00:35:20
لله عز وجل بهذا الترك فهو يترك الزنا تعبدا لا عادة. ويترك شرب الخمر تعبدا لا عادة. ويترك السرقة تعبدا عادة ويترك حلق اللحية تعبدا لا عادة. ويترك اسبال الثياب تعبدا لا عادة - 00:35:40
انتم معي في هذا؟ لا عادة. ولذلك بحث العلماء في حكم توبة المجبوب من الزنا مع انه غير قادر عليه عادة. فنقول من استشعر ان الترك يثاب عليه صاحبه اذا تعبد به فتصح - 00:36:00
توبته من الزنا فيما لو كانت له شهوة لفعل ولا لا؟ فحين اذ هو يتوب الى الله عز وجل يشعر ليستشعر انه انما ترك الزنا لا عادة او لعدم قدرة وانما تركه تعبدا لله عز وجل بمعنى - 00:36:20
انه لو كانت له قدرة لما فعل. لما فعل. وهي توبة وهي توبة العاجز عن فعل المعصية فان توبته في الشرع تعتبر توبة صحيحة عند اهل العلم رحمهم الله تعالى - 00:36:40
اذا قيل لك ما اثر النية في المأمورات؟ فقل صحتها. واذا قيل لك ما اثر النية في باب التروك فقل ترتب الثواب المسألة التي بعدها ان قلت وما علاقة النية بحقوق المخلوقين الواجبة علي - 00:37:00
وما علاقة النية بحقوق المخلوقين الواجبة علي؟ فنقول جوابها او جواب هذا السؤال في هذه ذي القاعدة التي تقول حقوق المخلوقين تفتقر الى النية في ثوابها في اصل صحته صحتها - 00:37:23
ماشي يا فهد حقوق المخلوقين تفتقر الى النية في ثوابها لا في اصل صحتنا فلو كان عليك دين لغيرك واديته قهرا من غير ارادته بحكم الحاكم فان اداءك صحيح ولو بلا نية. لكن لا ثواب لك في هذا الاداء لانك لم تستشعر - 00:37:47
التعبد لله عز وجل في اداء ما عليك من الحقوق. ولو انك اكرهت اكراها على رد شيء من الامانات لاصحاب فان الرد صحيح ولكن لا ثواب لك على اداء الامانة لانك لم تستشعر التعبد لله عز وجل - 00:38:17
في هذا الاداء. ولو انك رددت مغصوبا او مسروقا لصاحبه. بحكم القضاء فان ردك صحيح ولكن لا ثواب لك في هذا الرد لانك لم تستشعر التعبد لله عز وجل في هذا الرد. والخلاصة من ذلك ان النية في حقوق المخلوقين انما تطلب في - 00:38:37
الثواب. لا في اصل الصحة ونزيد الامر ايضاحا بالقاعدة التي بعدها. انتم معي الان انا اخذ النية وعلاقتها بهذا. النية وعلاقتها بهذا الباب مسألة ان قلت وما العلاقة بين النية والمباحات او العادات - 00:39:07
هل هناك علاقة بينهما؟ الجواب نعم ويوضح هذه العلاقة هذه القاعدة التي تقول المباحات او العادات تنقلب بادات بالنيات الصالحات. المباحات او العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات من بركة النية انها ترفع المباح الذي لا ثواب ولا عقاب في فعله او تركه الى كونه تعبدا لله عز وجل - 00:39:38
يثاب العبد عليه. فالنوم في ذاته من المباحات والعادات. فلا ثواب ولا عقاب على الانسان فيه فعلا او تركا الا انه ان استشعر التعبد والتقرب لله عز وجل بهذه النومة ليتقوى بها على طاعته. صار نومه - 00:40:14
عبادة وكذلك وظيفة الانسان عادة. فاذا استشعر في هذه الوظيفة انه يريد ان يتكسب بها مالا يكف بها يكف به وجهه ووجه اهله عن الناس. وان يتصدق منه وان يأكل - 00:40:34
منه بسببه الطيبات فنقول انقلبت وظيفتك الى عبادة. والاكل والشرب عادة لا ثواب ولا عقاب الانسان فيه فعلا او تركا. لكن لو انه استشعر التقوي على عبادة الله عز وجل بتلك الاكلة او الشربة. فانها تنقلب - 00:40:54
عبادة فهذه هي العلاقة بين النيات بين المباحات وبين وبين النيات. ويزداد الامر وضوحا ايضا بالمسألة التي بعدها. ان قلت وما العلاقة بين النية والمعاملات. ما العلاقة بين النية والمعاملات؟ فنقول - 00:41:14
عن هذا السؤال في هذه القاعدة التي تقول في العقود معتبرة القصور في العقود ايش؟ معتبرة ويوضحها قول الفقهاء ان العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني. لا مجرد الالفاظ والمباني. فقد يتكلم الانسان بالفاظ تنص على عقد لكن قصده و - 00:41:44
وقلبه يقصد عقدا اخر. فالعبرة عند الشارع بمقصود القلب في العقد لا بمجرد نطق اللسان فلو قال لك قائل ليس لك او عليك في ذمته دين. لو قلت له خذ هذا - 00:42:24
فمن عندك حتى ارجع من سفري؟ فان اللفظ يدل على انه عقد رهن لكن صورته في الباطن عقد امانة فانت انما وضعت هذا الشيء عنده كامانة ووديعة. ولكن اخطأ لسانك وقلت خذ هذا رهنا عندك. فالقصور - 00:42:44
في العقود معتبرة. وعليه يخرج القول الراجح في المسألة التي يكثر وقوعها. في هذا الزمان وهي لو ان انسانا دخل الى محل واشترى سلعة ولم يكن عند صاحب الدكان كمال صرف عملته - 00:43:04
فهل تجيزون له ايها الفقهاء ان يبقي شيئا عنده؟ الى تيسره؟ الجواب هذه المسألة فيها خلاف بين اهل العلم. والقول الصحيح عندنا ان هذا مبني على قصد القلب. اذ القصود - 00:43:24
في العقود معتبرة فان كان الله يعلم من قصدك انك اشتريت السلعة مريدا لها حقيقة فحينئذ لا بأس ان تبقي عند صاحب الدكان شيئا من الصرف. لان هذا ابقاء امانة لا ابقاء صرف - 00:43:44
واما اذا كنت تريد فيما بينك وبين الله من القصد الذي يعلمه الله منك. انك انما اردت الصرف ولكن لعلمك بان احدا لن يصرف لك هذا المبلغ الا اذا تريت. فجعلت الشراء - 00:44:04
الصورة لتغطي بها مقصودك فانت في عقدك هذا اظمرت شيئا واظهرت شيئا فالعبرة في العقود بماذا؟ بالقصود. فهل يجوز لك في هذه الحالة ان تبقي عنده شيئا؟ الجواب لا. لان العقد في الظاهر - 00:44:24
عقد شراء سلعة ولكن في الباطن عقد صرف. عملاه بعملة من جنسها. ومتى ما بيع ربوي بجنسه وجب التقابض والتماثل. فلا يجوز لك ابدا ان تبقي عنده شيئا اذا كان - 00:44:44
الله يعلم من مقصود قلبك انك انما اردت الصرف فقط. وعليه يخرج بيع العينة فان بيع العينة بيع صحيح في الظاهر. ولكن باعتبار التحايل القلبي على اكل الزيادة الربوية عامل الشارع اصحاب هذا العقد بانهم مرابون. ولعن النبي صلى الله عليه وسلم اكل الربا - 00:45:04
وموكله وقال صلى الله عليه وسلم من باع بيعتين في بيعة فله اوكسهما او الربا وبيع العينة سمي بعقدين في عقد وببيعتين في بيعة وبشرطين في شرط وببيع العينة ايضا فكلها وان اختلفت الفاظها الا انها تصب في شيء واحد وهو بيع العينة - 00:45:36
فانت تراه بيعا في الظاهر صحيح صحيحا. الا ان الشارع عاملهم بماذا؟ بمقصود قلوبهم وهو انهم انما فعلوا ذلك ليستحلوا بهذا البيع في الظاهر الزيادة الربوية التي نووا ها في الباطن - 00:46:06
هذا دليل على ان القصور في العقود معتبرة. مع ان اصحاب العقود لو اختصموا عليكم السلام ورحمة الله. مع ان اصحاب العقود لو اختصموا وتحاكموا الينا فاننا لا نحكم بالنظر الى مقاصدهم - 00:46:26
فان امور القلوب انما شأنها عند الله تبارك وتعالى. وانما نحكم بما يظهر من عقودهم واقوالهم وشروطهم. اذ لن الظاهر والله يتولى السرائر كما سيأتينا علاقة النية باحكام الاخرة والدنيا ان شاء الله. فالشاهد من ذلك ان النية مؤثرة - 00:46:46
الاثر العظيم في ماذا؟ في العقود. فالعبرة في صحة العقود او بطلانها عند الله. انما هو بالمقاصد والمعاني لا بمجرد الالفاظ لا بمجرد الالفاظ والمباني - 00:47:06
Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين معنا في هذه الجلسة العلمية المباركة مفتاح من المفاتيح العلمية المهمة الخطيرة والتي يبنى عليها كثير من الدين بل يبنى عليها الدين - 00:00:00
كله وما اكثر القواعد التي يقول يبنى عليها الدين كله وهذا بعدة اعتبارات. فهذا المفتاح الذي معنا مفتاح يجب على طالب العلم ان يتفقه فيه وان يتعلم تفاصيله وان يربي ملكته على معرفة التخريج عليه. فان فيه خيرا عظيما وسأبين - 00:00:20
لكم كيف الدين كله يبنى على هذا المفتاح باذن الله في مسائل متعددة حضرتها لكم. فنبدأ مستعينين بالله عز وجل. تفضل يا شباب الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا - 00:00:40
ولوالديه ولوالدينا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم وفقه الله تعالى ميزان ميزان اعمال قلوبي قصدها ووفق فعل المصطفى ظاهرها. اقول وبالله التوفيق الكلام على هذا المفتاح في جمل من مسائل واظن ان هذه المسائل التي حذرتها لكم انما تتكلم عن الشطر الاول فقط. ونرجئ الكلام على الشطر الثاني - 00:01:00
في الدرس القادم ان شاء الله يقول الناظم ميزان اعمال القلوب قصدها. ووفق فعل المصطفى ظاهرها الكلام على هذا المفتاح في جمل من المسائل المسألة الاولى هذا المفتاح يتكلم عن اصل عظيم من اصول الشريعة متفق عليه بين اهل العلم - 00:01:30
رحمهم الله يقول هذا الاصل الاعمال لا يقبلها الله عز وجل الا بالاخلاص والمتابعة. الاعمال لا يقبلها الله عز وجل الا بالاخلاص والمتابعة. فلا يرفع الى الله عز وجل شيء من الاعمال الا اذا كان مبنيا على هذين الركنين - 00:01:53
ان يكون خالصا لله عز وجل وصوابا على وفق سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ويوضح ذلك اكثر ان التعبدات التي امرنا الله عز وجل بها اما تعبدات باطنة واما تعبدات ظاهرة - 00:02:13
فالرسل جاءت بنوعين من انواع التعبدات. بتعبدات باطنة ونقصد بها تعبدات القلب. وبتعبدات ظاهرة ونقصد تعبدات الجوارح واللسان. فالعبادات عندنا اما عبادات قلبية واما عبادات لسانية واما عبادات عملية فالعبادات اللسانية العملية نسميها عبادات الظاهر. والعبادات القلبية نسميها عبادات الباطن - 00:02:33
وقد اجمع علماء الاسلام على ان الظاهر مبني قبولها وكمالها او ردها ونقصها على اعمال الباطن فالاصل في التعبدات انما هي اعمال الباطن وانما جعلت اعمال الظاهر دليلا على وجود هذا العمل في - 00:03:03
باطل ولذلك كلما ضعف تعبدات الباطن كلما ضعفت تعبدات الظاهر. وهذا ينبئك عن مسألة اتفق عليها اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى وهو التلازم بين اعمال القلوب واعمال الجوارح. فلا يمكن ابدا ان يكون في القلب - 00:03:23
شيء لا يظهر اثره على الجوارح ولا يمكن ابدا ان تعمل الجوارح شيئا ليس في ليس في القلب. بل ان الشارع وصف اعماله الجوارح منفردة عن اعمال القلوب بانها اعمال المنافقين. الذين يظهرون اعمالا تعبدية ولكن ليست نابعة عن - 00:03:43
عن ما في عن ايمان قلبي. ولذلك الناس ينقسمون في مثل هذه المسائل الى اربعة اقسام الاول اناس حققوا تعبدات الباطن وبنوا عليها تعبدات الظاهر. فتوفر في تعبداتهم الاخلاص الذي هو واجب الباطن - 00:04:03
والمتابعة التي هي واجب الظاهر. ونسأل الله ان يجعلنا واياكم من هؤلاء. وهم الموفقون المسددون من الله عز وجل وهم اهل الجنة. فاهل الجنة يوم القيامة هم الذين بنوا اعمالهم. الباطنة - 00:04:23
هم الذين بنوا اعمال جوارحهم على على ايمان قلوبهم. فحققوا التعبدين الباطن والظاهر. ومن الناس من حرمه الله وعز وجل واضله عن التعبدين. فلم يقم بواجب الباطن ولم يقم بواجب الظاهر. فتجده يبتدع - 00:04:43
راعيا ببدعته. فلا هو وافق مراد الله عز وجل في قلبه لانه رأى وسمع وافتخر. ولا هو وافق النبي صلى الله عليه وسلم في اعماله الظاهرة لانه ابتدع واحدث. وهؤلاء هم الخاسرون في الدنيا بل هم الاخسرون اعمالا - 00:05:03
ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وطائفة ثالثة حققت مراد الله عز وجل في قلوبها. ولكنها لم تحقق مراده في ظواهر اعمالها فهؤلاء ايضا هم خاسرون واعمالهم مردودة لانه فات في اعمالهم شرط من شروط القبول وهو موافقة الهدي - 00:05:23
ضاغط كاعمال اهل البدع اذا كانت مبنية على ارادة التقرب والاخلاص لوجه الله عز وجل. فليس كل اهل بدعي بواطنهم فاسدة. وانما منهم من باطنه صحيح. وهو لا يريد بهذا العمل الا ارادة وجه الله عز وجل - 00:05:52
والدار الاخرة لكنه لم يهتدي الى العمل الصواب. فهذا عمله مردود. ومن الناس من عكسوا وهم المنافقون وهم عندهم تعبدات وافقوا بها مراد الشارع في الظاهر. ولكنهم اخفقوا في تحقيق مراد الله عز وجل في الباطن - 00:06:12
والذين عناهم الله عز وجل بقوله اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. انما كذبهم لان شهادتهم في الظاهر غير مبنية - 00:06:32
على ايمان في الباطل. انتم معي في هذا؟ فنسأل الله عز وجل ان يعيننا على سلوك طريق النجاة المبني على تحقيق مراد الله عز وجل في الباطن وهو الاخلاص. وعلى تحقيق مراد الله عز وجل في الظاهر وهو المتابعة - 00:06:52
اذا صارت اعمال الدين كله اعمال الدين آآ فاذا صارت اعمال الدين كله مبنية على ماذا؟ مبنية على هذين التعبدين على واجب لله عليك في الباطن وعلى واجب لله عليك في الظاهر اذا صار الدين كله محصور في هذا العصر - 00:07:12
ولذلك فقد اجمع اهل الاسلام على ان قطب رحى الدين مبني على ركنين. على الا يعبد الا الله هو الاخلاص وعلى الا يعبد الا بما شرعه هو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المتابعة - 00:07:32
واعلم هديت الرشد ان تبغي العلا. ان الشريعة اصلها فلكان. ان ليس يعبد غير ربك افتى واعبده بالمشروع ليس الثاني. كما قاله الناظم في نونيته. فكل عمل مبني على اخلاص ومتابعة فهو مقبول - 00:07:52
وكل عمل غير مبني على اخلاص ولا متابعة فمردود. وكل عمل مبني على متابعة بلا اخلاص فمردود وكل عمل مبني على اخلاص بلا متابعة فهو مردود. اذا ثلاثة اقسام كلها رد وكلها تدخل تحت قول النبي صلى الله عليه - 00:08:15
وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وتحت قوله صلى الله عليه وسلم من عمل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولذلك فطريق النجاة ان تأتي بالاعمال - 00:08:35
ها المبنية على اخلاص القلوب وموافقة الظاهر اذا صدق قولنا بان الاعمال مبنية على الاخلاص والمتابعة فلا يقبل الله عز وجل من العمل الا ما كان خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على وفق سنة النبي صلى - 00:08:50
صلى الله عليه وسلم. وبما انهما شرطان فسوف نخصص هذا المجلس ان شاء هذا المجلس ان شاء الله الكلام على تفاصيل الشرط الاول وهو الاخلاص وما يندرج تحته من القواعد. باذن الله عز وجل - 00:09:10
يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان اعظم احاديث السنة ان اعظم احاديث السنة حديثان الحديث الاول ما في الصحيحين من حديث عمر. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات الحديثة - 00:09:32
بتمامه. والحديث الثاني ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فان قلت ولم كان الدين مبني على هذين الحديثين؟ فنقول لان الدين واجب واجب - 00:09:52
ولان الدين فيه واجبان واجب الباطن وميزان الباطن قصد القلوب المذكور في قوله انما الاعمال بالنية واما الاعمال الظاهرة فميزانها الموافقة للنبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في قوله من - 00:10:12
فاحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فغذاني الحديثان يجمعان لك الدين كله. بمعنى انهما يجمعان التعبدات الواجبة عليك شرعا باطنا وظاهرا. ونزيد الامر تفصيلا ونقول المسألة الثانية او المسألة الاولى - 00:10:32
ها؟ المسألة المسألة الاولى اعلم رحمك الله تعالى ان النية تنقسم الى قسمين. الى نية ايقاع العمل والى توحيد المعمول له ذلك العمل فاما النية الاولى فهي النية التي يتكلم عنها الفقهاء رحمهم الله تعالى في كتبهم. في قولهم ولا تصح - 00:10:52
الصلاة الا بنية ولا الوضوء الا بنية ولا الصوم الا بنية. فيتكلمون عن نية ايقاع العمل واما النية الثانية فهي نية توحيد المعمول له ذلك العمل. وهي المعنونة عندنا بقولنا الاخلاص - 00:11:25
فاذا قيل لك ما الاخلاص فقل هو توحيد نية العمل لله عز وجل. فلا تقصد بعملك شيئا من حطام الدنيا او شهواتها او يأتيها من رياء او تسميع او افتخار او عجب - 00:11:46
وهي النية التي يتكلم عنها علماء الاعتقاد. عندما يتكلمون عن وجوب الاخلاص وعندما يتكلمون عن تحريم الرياء وما ورد في ذلك فصار عندنا نيتان نية ايقاع العمل ونية ونية توحيد المعمولين - 00:12:01
له ذلك العمل. فان قلت واي النيتين اعظم عند الله عز وجل؟ فنقول لا جرم انها النية الثانية المسماة بالاخلاص. فانها اعظم وقعا عند الله عز وجل. من النية الاولى. فان قلت - 00:12:21
تو ولماذا؟ فاقول لعدة اوجه الاول ان النية الاولى لا تحتاج الى تكلف في استحضارها واستشعارها. لان القاعدة المتقررة فيها ان تتبع العمل فمتى ما سمعتم الفقهاء يقولون النية تتبع العمل فانما يقصدون بها نية - 00:12:41
العمل بمعنى ان كل من علم ما سيفعل فقد نواه. فهذه النية لا تحتاج الى استشعار ولا تحتاج الى تكلف في ايقاعها لانك متى ما عرفت ما ستفعل فقد نويته - 00:13:11
فاذا سمعت المؤذن فالقيت ما في يدك ثم ذهبت وتوضأت وعمدت الى المسجد. فلو اجتمع الانس والجن لوصفوك لانك مريد لماذا؟ للصلاة. فتلك نية الصلاة المشترطة المشترطة عليك فقها وانما نراه وانما نراه من الموسوسين من التكلف الشديد في ايقاع هذه النية او التلفظ بها - 00:13:31
كله من تسويل الشيطان ووسوسته. ومن تكليف النفس شيئا لم يكلفها الله عز وجل به ولذلك فقد اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على ان التلفظ بهذه النية من البدعة واختلفوا فيما لو تلفظ بها سرا فيما بينه وبين نفسه والاصح انه بدعة - 00:14:01
ايضا فليس من السنة ان يتلفظ بها جهرا بل هو بدعة بالاجماع وليس من السنة من السنة ان يتلفظ بها سرا بل هو بدعة في الاصح. انتم متابعيني ولا لا؟ بل في الاصح. واختار ذلك ابو العباس ابن تيمية - 00:14:31
رحمه الله تعالى. فكل من علم ما سيفعل فقد نواه. فبما انها نية تأتي مباشرة من حين العلم بما ستفعل صارت اخف من النية الاخرى التي تحتاج الى وتحتاج الى مجاهدة وتحتاج الى تفقد الفينة تلو الفينة. وهي النية التي عانى منها السلف وكثر - 00:14:51
شكاواهم منها والتي قال فيها سفيان رحمه الله عالجت نية اربعين سنة حتى استقامت. لا يقصد بغا نيق نية ايقاع العمل وانما يقصد بها نية توحيد المعمول له ذلك العمل وهي نية الاخلاص. فهذا الوجه الاول الذي - 00:15:21
لنا ان نية ان نية الاخلاص اعظم من نية الايقاع. الوجه الثاني اذا عرفت الاثر من فوات النيتين علمت ايهما اعظم فان نية ايقاع العمل ان فاتتك وراها بطلان العمل لكن لا تقع في الشرك ولا في الرياء. واما نية الاخلاص فانها انفا - 00:15:41
فان فواتها يوجب وقوع العبد في ماذا؟ في الشرك والرياء والعياذ بالله. فبفوات النية اين تعرف اعظمهما عند الله عز وجل؟ ولذلك فالوجه الثالث يبين هذا اكثر. وهي ان حرص الشيطان انتبه ان حرص الشيطان على تفويت نية توحيد المعمول له - 00:16:11
واشد من حرصه على تفويت نية ايقاع العمل. لعلم الخبيث بانه ان فاتت ايقاع العمل فانما يبطل العمل وهذا ليس بكبير عنده. بل الاعظم عنده ان يفوت قلبك الاخلاص لعلم الخبيث بانه متى ما فاتت نية الاخلاص وقع العبد في الشرك وقع العبد في الرياء - 00:16:41
وقع العبد في التسميع الذي يبطل عمله ويجرح توحيده. ويؤكد على ذلك الرابع وهي ان المتقرر عندنا معاشر اهل السنة والجماعة. ان الذنب الذي يضرب في التوحيد كمالا او اصالة اعظم من الذنب الذي ينقص الايمان فقط - 00:17:11
فلو ان نية ايقاع العمل فاتتك فقصراها ان ينقص من ايمانك بقدر ما وقعت فيه من بطلان العمل ففوات نية ايقاع العمل لا تجرح في التوحيد. لا كمالا ولا اصالة. اي لا تنقض كما - 00:17:42
ولا تنقض اصله. ولكن فوات نية الاخلاص هي الذنب الذي يجرح في التوحيد فان كانت قد فاتت الفوات المطلق فهذا يكون جرح التوحيد جرح اصالة. فكل كل من صرف تعبدا لغير الله عز وجل فانه يعتبر مشركا الشرك الاكبر. وان فاتت مطلق - 00:18:02
فانها توجب وقوع العبد في الشرك الاصغر الذي هو اعظم العظائم واكبر الكبائر على الاطلاق بعد الشرك الاكبر فتبين لنا من هذه الاوجه الاربعة ان نية توحيد المعمول له اعظم عند الله عز وجل - 00:18:32
اشد وقعا من نية ايقاع العمل. مع ان كلا النيتين شرط في صحة العمل فاذا قلنا لا يقبل الله تعبدا الا بنيته فنعني به نية ايقاعه ونية توحيده لوجه الله تبارك وتعالى. ويوضح ذلك المسألة التي بعدها. ان - 00:18:56
قلت وما فائدة النية اصلا؟ فنقول ان للنية جملا من عند الفقهاء وجملا من الفوائد عند علماء الاعتقاد. فاما فائدتها عند الفقراء فامران انها تميز ها العبادات عن العادات الثاني انها تميز العبادة عما يشابهها من - 00:19:26
عبادات اخرى اي نية نعني؟ نية ايقاع العمل. فاذا قيل لك ما نية ايقاع العمل فقل فائدتان. الاولى انها تميز العبادات عن ما يماثلها في صورته الظاهرة من العادات. الثاني انها تميز العبادات عن ما يماثلها في الصورة من العبادات الاخرى - 00:20:03
فما الفرقان بين انسان جلس من بعد صلاة الفجر في المسجد معتكفا الى المغرب بينما انسان اخر جلس جواره فالاول انما جلس تعبدا بالاعتكاف. والثاني انما جلس لعدم مواءمة منزل او مسكن له يذهب اليه. فجلوس الاول جلوس تعبد. وجلوس الثاني جلوس عادة - 00:20:33
سورتان في الجلوس واحدة ولكن الذي ميز بينهما هو النية. فالنية تميز العادات عن العبادات مثال اخر لو ان الطبيب امرك بالامساك عن الاكل والشراب لاجراء عملية معينة فامسكت من الفجر الى الغروب فامساكك امساك تعبد او عادة امساك عادة. بينما انسان - 00:21:05
والصيام وامسك من بعد صلاة الفجر الى غروب الشمس فصورة الامساكين واحدة والتي تميز العادة عن العبادة انما هي النية. ومثال ثالث. لو سألتكم وقلت كم سنة الفجر من ركعة - 00:21:35
هي ركعتان وكم فريضتها من ركعة؟ ركعتان فهما ركعتان متعاقبتان ولكن الاولى تعتبر والثانية تعتبر فرضا. ما الذي ميز بينهما مع اتفاقهما في الصورة الظاهرية؟ انما هي النية. فالنية يميز العبادة عن العادات التي تماثلها في الصورة وتميز العبادة عما يماثلها من العبادات الاخرى - 00:21:55
الصورة ولو ان الانسان فاتته صلاة الفجر او سنة الفجر وقضاها نهارا ثم صلى بعدها سنة الضحى ركعتين فانك تجد التعبدين متفقين في الصورة الا ان الذي يميز هذا فيجعله سنة فجر بينما - 00:22:25
ويجعله بينما يميز الثاني ويجعله سنة ضحى انما هي النية. هذه فائدة نية ايقاع العمل واما نية الاخلاص فهو ها تحقيق التوحيد. بهذا اذا قيل لك ما فائدة نية الاخلاص؟ اي نية توحيد المعمول له هذا العمل فقل هي تجريد التوحيد وتصفية - 00:22:45
وتنقيته من شوائب الشرك والبدع كما يتكلم عنها علماء الاعتقاد. ولذلك يقول العلماء رحمهم الله تعالى باب من حقق التوحيد اذا دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ولا لا؟ وتحقيقه تصفية نية الاخلاص من شوائب الشرك والبدع - 00:23:17
فصارت النية لها فائدة عند الفقهاء ولها فائدة عند علماء الاعتقاد على التفصيل الذي ذكرته لكم. وكلاهما شرط. في قبول في قبول العمل. المسألة التي بعدها هذا البيت يتضمن جملا من القواعد العظيمة المؤثرة في باب النية. والتي - 00:23:43
سنتعرف بها ان شاء الله على علاقة النية في كل منهج من مناهج تصرفاتنا واعمالنا. ونأخذ لغة واحدة واحدة. القاعدة الاولى الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها وهذه القاعدة قد اجمع عليها علماء الاسلام قاطبة. ووصفوها بانها من القواعد الفقهية - 00:24:17
الخمس الكبرى. والتي يرجع لها نصف الدين. اي التعبدات المبنية على ايش؟ على اخلاص القلوب واعمالها. على اخلاص القلوب واعمالها. واعلم رحمك الله تعالى ان القلب له قول وعمل وتسمعون اهل السنة يقولون قول القلب وعمل القلب. اما قول القلب فتصديقه - 00:24:47
واما عمله فما زاد على ذلك. فتوكل القلب شيء زائد على تصديقه. اذا التوكل من اعماله محبة القلب شيء زائد على اصل التصديق فالمحبة القلبية عمل من اعماله فما زاد على اصل التصديق فمن اعمال القلوب. فمحبة القلوب وخوف القلوب - 00:25:24
وتوكل القلوب ورجاء القلوب وخشية القلوب وافتقار القلوب كلها اعمال لان اشياء زائدة على على اصل الاقرار. فقول القلب اقراره. وعمل القلب ما زاد عليه فالاعمال في الظاهر تختلف كمالا في ثوابها ونقصا في ثوابها - 00:25:54
او صحة في اصلها او بطلانا في اصلها على حسب ما يقوم في هذا القلب فتجد ان العبدين يتعبدان لله عز وجل بعبادة ترفع عبادة احدهما كشعاع الشمس الى العرش - 00:26:27
بينما تلف عبادة الاخر كما يلف الثوب الخلق ثم ترمى في وجهه. والذي فرق بينهما صحة وبطلانا انما وهو النية. ولذلك يقول الفقهاء ان الاعمال الظاهرة صور صور لاعمال الباقات - 00:26:47
ولما كان عمل الباطن هو الاصل استحق ان يكون محط نظر الرب عز وجل. كما في الحديث الصحيح ان الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم. وفي رواية واعمالكم - 00:27:07
محط نظر الرب هو عفوا فمحط نظر الرب هو القلب. وان جميع التصرفات البشرية انما هي مبنية في احكامها الدنيوية والاخروية على ما يقوم ما يقوم في القلب ولذلك وصف العلماء القلب بانه ملك وان الاعضاء جنوده. كما قال صلى الله عليه - 00:27:27
وسلم معنونا عن هذا المعنى الذي اريد اثباته لكم. الا وان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. من عجائب هذا الحديث ان صلاح القلب ينقسم الى - 00:27:57
قسمين الى صلاح الباطن والى صلاح الظاهر فالقلب له عملان عمل معنوي وعمل حسي. فبصلاح اعماله الحسية تستقيم قضاؤك فلا تمرض. اذ ان من اعظم موجبات مرض الاعضاء عدم عمل القلب - 00:28:17
على وجه صحيح. فقد تعتل كليتاك بسبب اعتلال قلبك. وقد تعتل رئتك بسبب اعتلال قلبك وقد يصاب الانسان بالجنون بسبب اعتلال القلب. فاذا سلم عمل القلب الحسي سلمت او هو في الظاهر وكذلك ايظا عمله المعنوي من الايمان وصحة التوحيد وسلامة الاعتقاد - 00:28:45
كل هذه اعمال قلبية. فمتى ما سلمت اعمال القلب المعنوية سلمت ايش؟ اعماله التعبدية. فصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلحت صلح الجسد كله. سواء صلاحا حسيا او صلاحا معنويا دينيا شرعيا. وصل لكم وصلت لكم الفكرة - 00:29:15
فالقلب هذا هو الملك. فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده فجميع الاعمال في الظاهر لا يقبلها الله عز وجل الا بعد ان ينظر ما في قلب صاحبها. فان كان ما في - 00:29:45
بصاحبها مقبولا قبل عمله الظاهر. وان كان ناقصا نقص اجر عمله الظاهر. فالاعمال الظاهرة وصحة وبطلانا كمالا ونقصا تتفاوت على حسب ما يقوم في القلب من التوحيد الصحيح السليم. واما فروع هذه القاعدة فلا نحتاجها لاننا دندنا عندها وحولها كثيرا. حتى نسرد لكم القواعد سردا - 00:30:05
المسألة التي بعدها ومن القواعد المقررة تحت هذا الباب قاعدة عظيمة تقول تختلف الفاظ تختلف احكام الالفاظ باختلاف مقاصد القلوب. تختلف احكام الالفاظ باختلاف مقاصد القلوب فقد يتكلم الانسان بشيء عام - 00:30:35
ولكن ينطق قلبه بخصوصه فالمعتمد هو ما في القلب فالنية تخصص الالفاظ العامة. وتعمم الالفاظ الخاصة فتختلف احكام الالفاظ باختلاف ما في القلوب. وعلى ذلك قول النبي صلى الله الله عليه وسلم في قصة ذلك الرجل الذي ندت منه دابته. وعليها طعامه وشرابه فبحث عنها حتى ايس منها - 00:31:11
فاضطجع في ظل شجرة فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده وعليها طعامه وشرابه فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ. ما الذي اخطأ؟ اذوا. لان قلبه انما اراد - 00:31:46
التوحيد واراد كمال شكر الله عز وجل. فعامله الشارع بخطأ لسانه او بصواب قلبه. عامله بصواب القلب فاحكام الالفاظ تختلف باختلاف ما يقوم في القلوب. ولو ان الانسان اراد ان يقول لزوجته انت - 00:32:06
فاخطأ وقال انت طالق. وتبينت قرائن خطأه لاستقامة الحال بينهما. فحينئذ بصوااب القلب لا بخطأ اللسان. العبرة بصواب القلب لا بخطأ اللسان. بل انك تجد انها مؤثرة حتى في العقود كما سيأتينا ان شاء الله. فاذا قيل لك ايهما اعظم نطق اللسان او نطق القلب؟ الجواب لا جرم - 00:32:26
ان نطق القلب اعظم اذ انه المتحكم في نطق اللسان. في نطق اللسان. فاحكام الالفاظ تختلف باختلاف ما يقوم في القلوب من المقاصد والبواعظ والنيات. وسيأتينا تفصيل ذلك اكثر ان شاء الله. ومن المسائل - 00:32:56
ايضا قاعدة قاعدة ان قلت ما العلاقة بين النية وابواب الدين من مأمورات وطروك؟ ما العلاقة بين النية وابواب الدين من مأمورات وتروك. فنقول العلاقة بينها توضحها هذه القاعدة التي تقول النية شرط في صحة المأمورات. وشرط في - 00:33:16
بالثواب في الطرق. فانظر كيف اثرت النية في ابواب الدين كله. فان كان الباب من المأمورات نية شرط لصحة هذا المأمور. فكل مأمور فلا يصح الا بالنية. فالصلاة لا تصح الا بالنية لان - 00:33:52
من باب المأمورات والزكاة لا تصح الا بالنية لانها من باب المأمورات. والصوم لا يصح الا بالنية لانه من باب مأمورات واما اذا كان الباب باب تروك اي امور امرك السارع بتركها فليس النية - 00:34:12
شرطا لصحة الترك وانما شرط لترتب الثواب على هذا الترك. لان النية شرط لترتب الثواب في باب التروك فلو ان الانسان ترك الزنا طيلة حياته فانه لا يعاقب يوم القيامة على الزنا. لكنه لا ثواب له على هذا الترك. الا اذا - 00:34:35
التعبد لله عز وجل بهذا الترك. فهو يتركه تعبدا ولو استشعر ذلك مرة في حياته ذلك الى مماته ما لم يقطعه قاطع. ولو ان الانسان ترك شرب الخمر طيلة حياته غير - 00:35:00
مستشعر تحريمها عليه لما اثيب عند الله على ترك الخمر. ولم ولا عقاب عليه لانه لم يفعل فاذا اراد الانسان ان يثيبه الله عز وجل على تركه لمروكات الشرع فلا بد ان يستشعر التعبد - 00:35:20
لله عز وجل بهذا الترك فهو يترك الزنا تعبدا لا عادة. ويترك شرب الخمر تعبدا لا عادة. ويترك السرقة تعبدا عادة ويترك حلق اللحية تعبدا لا عادة. ويترك اسبال الثياب تعبدا لا عادة - 00:35:40
انتم معي في هذا؟ لا عادة. ولذلك بحث العلماء في حكم توبة المجبوب من الزنا مع انه غير قادر عليه عادة. فنقول من استشعر ان الترك يثاب عليه صاحبه اذا تعبد به فتصح - 00:36:00
توبته من الزنا فيما لو كانت له شهوة لفعل ولا لا؟ فحين اذ هو يتوب الى الله عز وجل يشعر ليستشعر انه انما ترك الزنا لا عادة او لعدم قدرة وانما تركه تعبدا لله عز وجل بمعنى - 00:36:20
انه لو كانت له قدرة لما فعل. لما فعل. وهي توبة وهي توبة العاجز عن فعل المعصية فان توبته في الشرع تعتبر توبة صحيحة عند اهل العلم رحمهم الله تعالى - 00:36:40
اذا قيل لك ما اثر النية في المأمورات؟ فقل صحتها. واذا قيل لك ما اثر النية في باب التروك فقل ترتب الثواب المسألة التي بعدها ان قلت وما علاقة النية بحقوق المخلوقين الواجبة علي - 00:37:00
وما علاقة النية بحقوق المخلوقين الواجبة علي؟ فنقول جوابها او جواب هذا السؤال في هذه ذي القاعدة التي تقول حقوق المخلوقين تفتقر الى النية في ثوابها في اصل صحته صحتها - 00:37:23
ماشي يا فهد حقوق المخلوقين تفتقر الى النية في ثوابها لا في اصل صحتنا فلو كان عليك دين لغيرك واديته قهرا من غير ارادته بحكم الحاكم فان اداءك صحيح ولو بلا نية. لكن لا ثواب لك في هذا الاداء لانك لم تستشعر - 00:37:47
التعبد لله عز وجل في اداء ما عليك من الحقوق. ولو انك اكرهت اكراها على رد شيء من الامانات لاصحاب فان الرد صحيح ولكن لا ثواب لك على اداء الامانة لانك لم تستشعر التعبد لله عز وجل - 00:38:17
في هذا الاداء. ولو انك رددت مغصوبا او مسروقا لصاحبه. بحكم القضاء فان ردك صحيح ولكن لا ثواب لك في هذا الرد لانك لم تستشعر التعبد لله عز وجل في هذا الرد. والخلاصة من ذلك ان النية في حقوق المخلوقين انما تطلب في - 00:38:37
الثواب. لا في اصل الصحة ونزيد الامر ايضاحا بالقاعدة التي بعدها. انتم معي الان انا اخذ النية وعلاقتها بهذا. النية وعلاقتها بهذا الباب مسألة ان قلت وما العلاقة بين النية والمباحات او العادات - 00:39:07
هل هناك علاقة بينهما؟ الجواب نعم ويوضح هذه العلاقة هذه القاعدة التي تقول المباحات او العادات تنقلب بادات بالنيات الصالحات. المباحات او العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات من بركة النية انها ترفع المباح الذي لا ثواب ولا عقاب في فعله او تركه الى كونه تعبدا لله عز وجل - 00:39:38
يثاب العبد عليه. فالنوم في ذاته من المباحات والعادات. فلا ثواب ولا عقاب على الانسان فيه فعلا او تركا الا انه ان استشعر التعبد والتقرب لله عز وجل بهذه النومة ليتقوى بها على طاعته. صار نومه - 00:40:14
عبادة وكذلك وظيفة الانسان عادة. فاذا استشعر في هذه الوظيفة انه يريد ان يتكسب بها مالا يكف بها يكف به وجهه ووجه اهله عن الناس. وان يتصدق منه وان يأكل - 00:40:34
منه بسببه الطيبات فنقول انقلبت وظيفتك الى عبادة. والاكل والشرب عادة لا ثواب ولا عقاب الانسان فيه فعلا او تركا. لكن لو انه استشعر التقوي على عبادة الله عز وجل بتلك الاكلة او الشربة. فانها تنقلب - 00:40:54
عبادة فهذه هي العلاقة بين النيات بين المباحات وبين وبين النيات. ويزداد الامر وضوحا ايضا بالمسألة التي بعدها. ان قلت وما العلاقة بين النية والمعاملات. ما العلاقة بين النية والمعاملات؟ فنقول - 00:41:14
عن هذا السؤال في هذه القاعدة التي تقول في العقود معتبرة القصور في العقود ايش؟ معتبرة ويوضحها قول الفقهاء ان العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني. لا مجرد الالفاظ والمباني. فقد يتكلم الانسان بالفاظ تنص على عقد لكن قصده و - 00:41:44
وقلبه يقصد عقدا اخر. فالعبرة عند الشارع بمقصود القلب في العقد لا بمجرد نطق اللسان فلو قال لك قائل ليس لك او عليك في ذمته دين. لو قلت له خذ هذا - 00:42:24
فمن عندك حتى ارجع من سفري؟ فان اللفظ يدل على انه عقد رهن لكن صورته في الباطن عقد امانة فانت انما وضعت هذا الشيء عنده كامانة ووديعة. ولكن اخطأ لسانك وقلت خذ هذا رهنا عندك. فالقصور - 00:42:44
في العقود معتبرة. وعليه يخرج القول الراجح في المسألة التي يكثر وقوعها. في هذا الزمان وهي لو ان انسانا دخل الى محل واشترى سلعة ولم يكن عند صاحب الدكان كمال صرف عملته - 00:43:04
فهل تجيزون له ايها الفقهاء ان يبقي شيئا عنده؟ الى تيسره؟ الجواب هذه المسألة فيها خلاف بين اهل العلم. والقول الصحيح عندنا ان هذا مبني على قصد القلب. اذ القصود - 00:43:24
في العقود معتبرة فان كان الله يعلم من قصدك انك اشتريت السلعة مريدا لها حقيقة فحينئذ لا بأس ان تبقي عند صاحب الدكان شيئا من الصرف. لان هذا ابقاء امانة لا ابقاء صرف - 00:43:44
واما اذا كنت تريد فيما بينك وبين الله من القصد الذي يعلمه الله منك. انك انما اردت الصرف ولكن لعلمك بان احدا لن يصرف لك هذا المبلغ الا اذا تريت. فجعلت الشراء - 00:44:04
الصورة لتغطي بها مقصودك فانت في عقدك هذا اظمرت شيئا واظهرت شيئا فالعبرة في العقود بماذا؟ بالقصود. فهل يجوز لك في هذه الحالة ان تبقي عنده شيئا؟ الجواب لا. لان العقد في الظاهر - 00:44:24
عقد شراء سلعة ولكن في الباطن عقد صرف. عملاه بعملة من جنسها. ومتى ما بيع ربوي بجنسه وجب التقابض والتماثل. فلا يجوز لك ابدا ان تبقي عنده شيئا اذا كان - 00:44:44
الله يعلم من مقصود قلبك انك انما اردت الصرف فقط. وعليه يخرج بيع العينة فان بيع العينة بيع صحيح في الظاهر. ولكن باعتبار التحايل القلبي على اكل الزيادة الربوية عامل الشارع اصحاب هذا العقد بانهم مرابون. ولعن النبي صلى الله عليه وسلم اكل الربا - 00:45:04
وموكله وقال صلى الله عليه وسلم من باع بيعتين في بيعة فله اوكسهما او الربا وبيع العينة سمي بعقدين في عقد وببيعتين في بيعة وبشرطين في شرط وببيع العينة ايضا فكلها وان اختلفت الفاظها الا انها تصب في شيء واحد وهو بيع العينة - 00:45:36
فانت تراه بيعا في الظاهر صحيح صحيحا. الا ان الشارع عاملهم بماذا؟ بمقصود قلوبهم وهو انهم انما فعلوا ذلك ليستحلوا بهذا البيع في الظاهر الزيادة الربوية التي نووا ها في الباطن - 00:46:06
هذا دليل على ان القصور في العقود معتبرة. مع ان اصحاب العقود لو اختصموا عليكم السلام ورحمة الله. مع ان اصحاب العقود لو اختصموا وتحاكموا الينا فاننا لا نحكم بالنظر الى مقاصدهم - 00:46:26
فان امور القلوب انما شأنها عند الله تبارك وتعالى. وانما نحكم بما يظهر من عقودهم واقوالهم وشروطهم. اذ لن الظاهر والله يتولى السرائر كما سيأتينا علاقة النية باحكام الاخرة والدنيا ان شاء الله. فالشاهد من ذلك ان النية مؤثرة - 00:46:46
الاثر العظيم في ماذا؟ في العقود. فالعبرة في صحة العقود او بطلانها عند الله. انما هو بالمقاصد والمعاني لا بمجرد الالفاظ لا بمجرد الالفاظ والمباني - 00:47:06