Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد بقي عندنا في هذه المنظومة المسماة بمنظومة مفاتيح العلم مفتاحان فقط - 00:00:00ضَ
وبختمهما نكون قد اختتمنا مفاتيح هذه المنظومة وبقية الابيات انما هي وصايا ونصائح من الناظم لطالب العلم من باب بتكميل الاستفادة من هذه المفاتيح من باب تكميل الاستفادة من هذه المفاتيح؟ لا لا استريح استريح استريح - 00:00:24ضَ
المفتاح الاول معنا في هذا الدرس هو مفتاح القصد واناطة الاجر بالقصد. والمفتاح الثاني قاعدة الافضلية بين التعبدات في الاسلامية فهد معك المضمومة نقرأ ان شاء الله البيت ونشرحه باذن الله عز وجل - 00:00:49ضَ
لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولوالدينا وللحاضرين قال الناظم وفقه الله تعالى والاجر رهن القصد قد نيط به - 00:01:12ضَ
والافضل الاصلح فلتنتبهي. نعم القاعدة الاولى في هذا الدرس نصها يقول لا ثواب الا بالنية لا ثواب الا بالنية. ومن باب تذكيركم فان جميع مسائل النية وقواعدها ذكرناها في قاعدة لا يقبل الله الاعمال الا بالاخلاص - 00:01:32ضَ
والمتابعة وهذه القاعدة تنص على ان الثواب مربوط بالنية. فالاجر رهن القصد قد نيط به فلا ثواب للعامل عند الله عز وجل الا اذا كان عمله مبنيا على قصد صحيح ونية سليمة - 00:01:52ضَ
فالاعمال عند الله عز وجل لا تتفاضل بصورها وانما تتفاضل بمقاصد اصحابها ومحط نظر الرب عند الله ومحط نظر الرب عز وجل ليس هو ظاهر العمل وانما مقصود العمل ونية العمل - 00:02:12ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم اعماله وان اتفقت صورها في الظاهر الا انها تختلف صحة وبطلانا وكمالا ونقصا. على حسب ما يقوم في قلب - 00:02:29ضَ
العامل من المقاصد فيجب على الانسان ان يراقب نيته وان يراعيها دائما الفينة بعد الفينة حتى لا تتفلت عليه. فان كثيرا من الناس يعمل الاعمال التعبدية الكثيرة وقد لا يكتب عند الله عز وجل له منها مثقال ذرة اجر. بسبب انه لم يبنيها على نية صحيحة وقصد سليم - 00:02:49ضَ
فمن اراد الثواب ابتداء واصالة وكمالا عند الله عز وجل فليكن تعبده مبنيا على قصد سليم وعلى ذلك جمل من الفروع والادلة. فالفروع التي سأذكرها فروع وادلة وساحاول الاختصار حتى نخرج من هذا المجلس وقد ختمنا المنظومة ان شاء الله - 00:03:12ضَ
منها مثلا الصدقة فالصدقة من الاعمال التعبدية التي لا يثبت اجرها الا بالقصد. كما قال الله عز وجل وما اتيتم من ربا اللي يربو في اموال الناس فلا يربو عند الله وما اتيتم من زكاة اي من صدقة تريدون وجه الله فاولئك هم - 00:03:35ضَ
فعلق الله عز وجل الاجر في الصدقة على نية صاحبها. وبناء عليه فكل من تصدق بلا قصد صحيح فان اجره باطل حابط فان من تصدق ليمدحه الناس او ليقال او ليقال عنه جواد فلا اجر له. ولا يخفاكم الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه - 00:03:55ضَ
وسلم ان اول الناس يقضى عليه ثلاثة. وذكر منهم ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال كله فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل خير تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك. اذا هو - 00:04:18ضَ
صدق في المقطع الاول ولكن لم يصدق في قوله لك فلما كانت صدقته غير مبنية على قصد صحيح ونية سليمة. قال الله عز وجل له كذبت ولكنك تصدقت قال جواد او كريم. فامر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. فجميع الصدقات لا يقبلها الله عز وجل ولا يكتب اجره - 00:04:37ضَ
صاحبيها الا بالنية والقصد السليم. ومن ذلك ايضا بناء المساجد فليس كل من بنى المسجد يكتب له الاجر عند الله. وان كنا نشكره على بناء المسجد الا ان الاجر في بنائه مربوط بالنية اذ لا ثواب عند الله عز وجل الا بالنية. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه - 00:05:02ضَ
وسلم من بنى مسجدا ثم قال كلمة مهمة في ترتب الاجر والثواب وهي لله. من بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في جنة وبناء على ذلك فكل من بنى المسجد من باب المفاخرة والمباهاة والرياء والتسميع فان اجره - 00:05:22ضَ
قابط عند الله عز وجل ومن الفروع ايضا الدعوة الى الله عز وجل فانها من الاعمال التعبدية فلا ثواب لك ايها الداعية ايها المعلم ايها المؤلف الا اذا بنيت دعوتك - 00:05:42ضَ
وتعليمك على نية صحيحة وقصد سليم. وعلى ذلك قول الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم ليعينها صريحة امام اتباع من العلماء والدعاة قل هذه سبيلي ادعو الى من؟ الى الله - 00:05:55ضَ
الى الله لا ادعو الى عصبية ولا ادعو الى مذهبية ولا ادعو الى قبلية ولا ادعو الى نفسي ولا ادعو الى حزبية وانما ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فالدعوة على منهاج النبوة لابد ان ان تكون قائمة على ساق الاخلاص لله عز وجل. فكل - 00:06:12ضَ
داعية بنى دعوته على على الشهرة او على كثرة الاتباع او على الرياء والتسميع والمفاخرة والمباغات او على تحقيق شيء من الشهوات النفسية والبواطن النفسية التي لا يعلمها الا الله فانه ليس له من دعوته الا الكد الا الكد والتعب فقط. وعلى ذلك قوله - 00:06:32ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اشرت اليه انفا. قال ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فاوتي به عرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فيقول كذبت. ولكنك - 00:06:52ضَ
ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. لما؟ لان كل عمل لم يكن قائما على ساق الاخلاص والنية الصحيحة السليمة فانه لا حظ لصاحبه ولا اجر له. اذ الاجر مربوط بالنية. وعلى ذلك ايضا قول - 00:07:12ضَ
قول النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله. لا يتعلمه الا لينال به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة حديث صحيح لغيره. وقوله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف وجوه الناس اليه. ادخله الله - 00:07:32ضَ
النار يوم القيامة. فيجب علينا ان نتقي الله عز وجل في كل عمل تعبدي ونتفقد فيه النية بين الفينة والاخرى. ومن كذلك الوقف في سبيل الله عز وجل. فان الوقف عبادة عظيمة قد دل على فضلها دليل الكتاب والسنة والاجماع. الا ان - 00:07:52ضَ
وقفة لا ينظر الله اليه نظر ثواب واجر الا اذا كان مبنيا على ارادة وجه الله عز وجل والدار الاخرة. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله ايمانا بالله وتصديقا بوعده. كان كان - 00:08:12ضَ
وريه وريه وروثه وبوله في ميزانه الى يوم القيامة. فاشترط في ثبوت الاجر ان يكون الوقف قائما على الصحيحة السليمة. ومن ذلك ايضا طاعة ولاة الامر. فان طاعتهم تعبد يتعبد به العبد الى ربه عز وجل - 00:08:32ضَ
ابرارا كانوا او فجارا. ولكن من الناس من يبني طاعته لولاة الامر على غير ارادة وجه الله عز وجل. وعلى غير النية الصحيحة السليمة فحينئذ ليس له من طاعته ثواب ولا اجر. وعلى ذلك قول الله عز وجل فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون - 00:08:52ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. قالوا من يا رسول الله ذكر الحديث وفيه ورجل بايع امامه لا يبايعه الا لدنيا. ان اعطاه منها - 00:09:12ضَ
رضي وان لم يعطه منها سخط. فاذا لم يبايعه لوجوب المتابعة امتثالا. وتعبدا لله عز وجل. وانما بايعه لينال ببيعته عرضا من الدنيا فلا اجر له لان الاجر مربوط بالنية. ومنها ايضا - 00:09:32ضَ
ما حكم قراءة القرآن خوفا من النسيان فقط فهو يقرأ القرآن خوفا من نسيانه. لا يستشعر في وقت مراجعته انه يريد ان يتعلم ولا يريد ان يتدبر ولا يريد ان - 00:09:52ضَ
وانما يريد ان يثبت الحفظ فقط. فان من الحفاظ انما يستشعر في بداية الحفظ. بل يكون الباعث الاصلي الاساسي لجلسته انما هي مراجعة القرآن حتى لا ينسى. سئل ابو العباس ابن تيمية عن هذه المسألة فقال من قرأ من قرأ القرآن خوف النسيان اثيب - 00:10:06ضَ
على كل حال لماذا؟ لان خوف النسيان خوف النسيان هذا وسيلة توصله الى امر تعبدي وهي بقاء القرآن في قلبه فان نسيان القرآن بعد حفظه ذنب من الذنوب. فكل من حفظ القرآن ثم نسيه فقد وقع في ذنب من الذنوب لا سيما اذا كان نسيانه - 00:10:26ضَ
بسبب التفريط والاشتغال بالدنيا. واما من اصيب بافة في ذاكرته او حافظته ثم نسي. فلا بأس عليه نسيان القرآن نسيان اختيار هذا هو الذنب. واما نسيان القرآن نسيان اضطرار فلا بأس عليه. فكون الانسان يقرأ القرآن - 00:10:46ضَ
خوفا من نسيانه فهو مأجور على قراءته وعلى مراجعته. ومن الفروع التي تخرج على هذا الاصل وهو ان ان الاجر مربوط ومرهون بالنيات. هل يؤجر العبد على الحزن وهل يؤجر العبد على الفرح؟ الجواب اعلموا ان الشريعة لا تأمر بالحزن لذاته. فكل من حزن لذات الحزن فانه لا اجر له في - 00:11:06ضَ
حزنه بل ان ادلة كثيرة دلت على النهي عن الحزن لا سيما اذا كان حزنا على امر ها على امر دنيوي او على امر هو خارج عن طاقة الانسان لا يطيقه. ولذلك تجدون ان الله عز وجل يعاتب نبيه صلى الله عليه وسلم احيانا في كتابه على - 00:11:33ضَ
انه حزن لفوات امر ليس في يده. لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين. فان هدايتهم وايمانهم ليست في يدك. فاذا كل من حزن على فوات شيء من امور الدنيا او حزن على فوات امر ليس في يده تصحيحه ولا تحصيله فان هذا من الحزن - 00:11:53ضَ
الذي ذمه القرآن لانه لا يزيد الانسان الا ضيق صدر واحتباس نفس. وتعطل عن مصالح الدارين. ولكن من حزن على فوات طاعة فالحزن على فوات الطاعات هو الحزن الذي يأجر الله عز وجل صاحبه عليه. كان تفوته صلاة الجماعة - 00:12:13ضَ
يحزن او يفوته حفظ القرآن فيحزن او يفوته درس مهم من دروس العلم فيحزن. او او يفوته صلاح الاولاد فيحزن هذا الحزن انما هو حزن على فوات شيء من فضل الله عز وجل. فالحزن وسيلة لا يؤجر الانسان عليه الا اذا كان حزنا يعبر - 00:12:33ضَ
عن امر يحبه الله عز وجل ويرضاه. فاذا حزن الانسان على انه لم يكن عالما مع قدرته او حزن على انه لم يحفظ الحديث مع قدرته. او حزن على ان - 00:12:53ضَ
انه لم يكن من طلاب العلم مع قدرته او حزن على عدم حضور الدرس العلمي مع قدرته او حزن على عدم صحبة الاخيار في سفرتهم او رحلتهم في العلم مع قدرته فهذا لا بأس لا بأس به ولا حرج. وعليها قول النبي صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت - 00:13:06ضَ
سقت الهدي ولجعلتها ولجعلتها عمرة وهذا يجرنا الى مسألة مهمة نختم بها هذه القاعدة لننتقل للقاعدة الثانية. وهذا على خلاف المعهود ها وهي ان الاجر اهو منوط بالقصد الاول؟ ام منوط بالقصد الاول والثاني؟ بمعنى لو ان الانسان كان سبب تعبده اصالة - 00:13:26ضَ
مرضاة الله عز وجل. ولكنه قصد في القصد الثاني شيئا من المقاصد الشرعية المتاحة التي لا بأس بها. فهل طلب شيء اخر من هذا التعبد بالقصد الثاني يتنافى مع قولك لا ثواب الا بالنية. ولا يقبل الله من الاعمال الا ما كان خالصا صواب. الجواب - 00:13:55ضَ
في هذه القاعدة التي تقول يغتفر في المقاصد التبعية ما لا يغتفر في المقاصد الاصلية الاساسية. يغتفر في مقاصد التبعية ما لا يغتفر في المقاصد الاصلية الاساسية فاذا وصل الانسان ارحامه امتثالا لامر الله عز وجل في القصد الاول. ثم في القصد الثاني نوى ان يزاد له ان ينسأ له في - 00:14:15ضَ
باثره ويبارك له في رزقه فان هذا جائز اذ يغتفر تبعا ما لا يغتفر قصدا واساسا. ولو ان الانسان تصدق بصدقة تالا وتعبدا لله عز وجل في المقصود الاول. ثم في المقصود الثاني اراد ان يحفظ بها ماله ويشفى بها مريضه. فان - 00:14:43ضَ
هذا جائز لا بأس به لانه يغتفر. في المقاصد التبعية ما لا يغتفر في المقاصد الاصلية الاساسية. ولو ان الانسان بكلية او مدرسة او معهد او مركز اسلامي شرعي. لينال العلم ليعبد الله عز وجل على بصيرة تعبدا لله عز وجل - 00:15:03ضَ
في المقصود الاول ولكنه ايضا اراد ان يأخذ شهادة لتنفعه في وظيفته في المقصود الثاني فان ذلك سائغ جائز لانه يغتفر تبعا ما لا يغتفر ما لا يغتفر اصلا. فاذا لا بد يا طلاب العلم نفرق بين المقاصد الاصلية الاساسية - 00:15:23ضَ
وبين المقاصد الثانوية الفرعية التبعية ونعلق قبول العمل وثواب العامل على المقصود الاول فالمقصود الاول لا يرضى الشارع فيه بامرين. فالمقصود الاول لا يرضى الشارع فيه بامرين. لا يرضى بانتقاضه اصالة ولا - 00:15:43ضَ
يرضى بمزاحمته. فالشارع في المقصود الاول لا يرضى بانتقاظه بان يكون اصل الحامل لك على التعبد. هو شيء اخر او بمزاحمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انا اغنى شركائي عن - 00:16:03ضَ
شرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته تركته وشركه. هذا ما يتعلق بالمفتاح الاول وهو ان الاجر مرهون ومنوط بالمقاصد. فلا اجر عند الله عز وجل على عمل تعبدي ظاهر او باطن قولي او عملي - 00:16:24ضَ
الا اذا بني على نية صحيحة سليمة - 00:16:44ضَ