Baheth

قلوب بين اضلاع البرايا وتكمن خلفها فمن قلب كمثل الصخر قاس وقلب وليس بوسعه الا الشكايا وقلب اجره السراج والمشكاة ما بين الحنان يا هو المشكات ما بين الحنان الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصلى علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا - 00:01:01ضَ

ايها الاخوة والاخوات ولا زلنا مع انواع القلوب لا زال حديثنا في هذا البرنامج الهادئ الهادف الماتع عن النوع الاول من انواع القلوب الا وهو القلب السليم وقلت لا يسلم القلب - 00:01:25ضَ

حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد ومن بدعة تناقض السنة ومن شهوة تناقض الامر ومن غفلة تناقض الذكر ومن هوى يناقض الاخلاص القلب السليم القلب السليم لا يمكن اطلاقا ان يكون في غفلة عن ربه - 00:01:48ضَ

وان يكون في غفلة عن ذكر الهه وسيده ومولاه وان يكون في غفلة عن الغاية التي من اجلها خلق وان يكون في غفلة عن الاخرة الغفلة اصل كل بلاء وسبب كل داء - 00:02:19ضَ

في دار الفناء ودار البقاء لانها تحول بين العبد وبين في مراتب الفضل والسعادة والثناء وكما يذبل الورد ويموت الزرع بالغفلة عن سقياه كذلك يمرض القلب ويموت بالغفلة عن ذكر سيده ومولاه - 00:02:40ضَ

وبالغفلة عن الغاية التي من اجلها خلق وبالغفلة عن الاخرة الغفلة اعظم العوائق عن السير الى الله واخطر القواطع عن عز الدنيا وسعادة الاخرة فهي مفتاح كل الشرور وباب فساد الامور - 00:03:06ضَ

وسبيل ضياع الاجور وقد تمرض الغفلة في القلب اوتوميتو فلا تأثر القلب باية قرآنية ولا باية كونية ولا تهزه موعظة ربانية بل ولا نبوية ولا يحرك قلبه قول عالم فاهل الغفلة - 00:03:34ضَ

في لهوهم غارقون وفي غيهم تائهون وبدنياهم منشغلون ولذكر ربهم ناسون. قال سبحانه اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون لا هي تنقل قلوبهم - 00:04:00ضَ

واعظم دواء وعلاج للغفلة التي تمرض القلب وتحرمه من طعم السلامة اعظم دواء للغفلة هو الذكر واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال. ولا تكن من الغافلين - 00:04:26ضَ

الذكر يدع القلب الحزين مسرورا بل ويجعل الذاكر مذكورا قال سبحانه فاذكروني اذكركم زين الله بالذكر السنة الذاكرين كما زين بالنور ابصار الناظرين فاللسان الغافل عن الذكر كالعين العمياء كالاذن الصماء - 00:04:58ضَ

كالاذن الصماء واليد الشلاء والذكر باب الله الاعظم الذي فتحه بينه وبين عباده الذاكرين ما لم يغلقه العبد بغفلته عن ذكر سيده ومولاه وبالذكر يصرع العبد الشيطان كما يصرع الشيطان اهل الغفلة والضلال والنسيان - 00:05:29ضَ

والذكر هو روح الاعمال فاذا خلى العمل اقصد عمل القلب وعمل الجوارح وعمل اللسان اذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الميت الذي لا روح فيه لذا امر ربنا جل وعلا - 00:05:57ضَ

بالاكثار من ذكره في كثير من المواضع حتى في مواضع الطاعة والعبادة قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة واصيلا. قال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا - 00:06:26ضَ

وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين. وقال سبحانه واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وقال جل وعلا محذرا من الغفلة يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم - 00:06:42ضَ

ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون بل واخبر سبحانه وتعالى ان الذكر اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء وددت ان لو سمعت الامة كلها مثل هذه الكلمات - 00:07:01ضَ

لاننا نعيش غفلة مطبقة مهلكة قال جل جلاله اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. انتبه انتبه ولذكر الله اكبر الله ولذكر الله اكبر - 00:07:24ضَ

والله يعلم ما تصنعون ولذكر الله اكبر اي اكبر من كل شيء فذكر الله افضل الطاعات واعظم القربات بل هو المقصود بكل الطاعات والقربات فهو سر كل طاعة وروحوا كل عبادة - 00:07:47ضَ

ففي الحديث الذي رواه ابو داوود والترمذي وغيره بسند صحيح من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت - 00:08:09ضَ

وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله لان الغاية من كل هذه الطاعات ومن كل هذه العبادات ذكر رب الارض والسماوات ولذكر الله اكبر اي اذا ذكرتموه سبحانه وتعالى - 00:08:25ضَ

كان ذكره لكم اعظم من ذكركم له واكبر واشرف واجل. فاذكروني اذكركم ولذكر الله اكبر اي اكبر من ان يبقى معه فاحشة او ان يبقى معه منكر فان ذكرت الله جل جلاله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه - 00:08:47ضَ

ذكرا يليق باسمائه الحسنى وصفاته العلى محى الله عنك كل خطيئة وحماك الله جل وعلا بهذا الذكر الذي يحيي القلب من كل ذنب ومعصية ولذكر الله اكبر اي ما تشتمل عليه الصلاة من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر - 00:09:19ضَ

هذا كلام سادتنا من اهل الفضل والعلم في قوله تعالى ولذكر الله اكبر اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر - 00:09:44ضَ

بل لقد جعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الذكر خير الاعمال وازكاها وجعله في الدرجات اعلاها وقال كما في مسند احمد بسند صحيح من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الا - 00:10:04ضَ

انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله - 00:10:24ضَ

قال ذكر الله عز وجل اعظم من كل هذا في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال لا يقعد قوم يذكرون الله. اسمع اسمع اسمع الى هذه الغنائم العظيمة - 00:10:48ضَ

لا يقعد قوم يذكرون الله يقرأون القرآن يسبحون الله يستغفرون الله يهللون يكبرون في مجلس علم لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده - 00:11:08ضَ

وسنعرف الان معنى السكينة وصفة من صفات القلب السليم بل الذاكر لله حي وان حبست منه الاعضاء والغافل عن ذكر الله ميت وان ملأ الدنيا ضجيجا بين الاحياء اكرر الذاكر لله حي - 00:11:38ضَ

وان حبست منه الاعضاء اي بالمرض ونحوه والغافل عن ذكر الله ميت وان ملأ الدنيا ضجيجا بين الاحياء كما قال امام الانبياء والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابي موسى الاشعري - 00:12:02ضَ

قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت في رواية جميلة في مسند احمد بسند صحيح من حديث عبدالله ابن بصر - 00:12:21ضَ

رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وصدقة وجهاد فاخبرني بشيء اتشبث به وقال عليه الصلاة والسلام - 00:12:42ضَ

لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل في الحديث القدسي الجليل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:13:02ضَ

قال الله تعالى في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وانا معه انظر الى هذه المعية انها معية الحفظ والنصر والمدد والتأييد والخير والبركة والود واللطف والاحسان والبر قال الله جل جلاله انا عند ظن عبدي بي وانا معه - 00:13:19ضَ

اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. وان اتاني يمشي اتيته هرولة - 00:13:43ضَ

الحديث عن ذكر الله جميل بجماله جليل بجلاله الشاهد الذي اود ان اؤكد عليه انه لا يمكن ابدا للقلب ان يكون سليما الا اذا سلم من غفلة تناقض الذكر تناقض الذكر والذكر مراتب - 00:14:08ضَ

ذكر الثناء وذكر الالاء والنعماء وذكر الدعاء وذكر الرعاية ولا يتسع الوقت لتفصيل هذه المعاني الرائقة ذكر الدعاء وذكر الثناء وذكر الالاء والنعماء وذكر الرعاية بمعنى ان تعتقد قولا وقلبا وحالا - 00:14:32ضَ

الله معي الله ناظري الله مطلع علي يعلم سري وعلانيتي يعلم حالي لا يغيب عنه من حالي شيء فلا يسلم القلب حتى يسلم من هذه الغفلة التي تناقض الذكر بمراتبه - 00:15:05ضَ

والشرط الخامس من شروط سلامة القلب ان يسلم القلب من الهوى الذي يناقض الاخلاص الهوى يميل بالنفس الى كل ما تشتهيه وتهواه في غير مرضات الله جل علاه وهو مخالف للكتاب والسنة - 00:15:33ضَ

وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يطلب ما يرضي الله ورسوله ولا يرضى لرضى الله ورسوله. ولا يغضب لغضب الله ورسوله. بل يرضى اذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب اذا لم يحصل - 00:15:56ضَ

ما لم يريده بالهوى فلا يمكن ابدا ان يكون صاحب الهوى ان يكون قصد صاحب الهوى وجه الله جل وعلا او اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ابدا. بل قصده - 00:16:20ضَ

من يغضب لنفسه او لجماعته او لحزبه او لطائفته او قصده الرياء او قصده ان يثنى عليه عند الخلق وعند الناس لغرض من اغراض الدنيا فلا يغضب لله ولا يحب لله - 00:16:39ضَ

ولا يعطي لله ولا يمنع لله بل ربما يغضب على من خالفه وان كان هذا المخالف مجتهدا معذورا لا يغضب الله عز وجل عليه ويرضى صاحب الهوى عمن يوافقه في حزبه او في جماعته او في فكره او في تنظيره وان كان هذا المخالف الموافق لصاحب الهوى - 00:16:59ضَ

اهلا جهلا مطبقا سيء القصد بذيء القول والفعل. ليس له علم وليس له نية وليس له دين وليس له صلاح انه الهوى فالسرور والبدع والمعاصي والاهواء والشهوات كلها من الهوى - 00:17:26ضَ

كلها من تقديم الهوى على دين الله قال جل علاه ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. قال جل وعلا فاما من طغى واثر والحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى. فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى. اسمع لما - 00:17:47ضَ

بعدها واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى عن الهوى فان الجنة هي المأوى فاما اتباع الهدى واما اتباع الهوى. قال تعالى فان لم يستجيب لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه - 00:18:11ضَ

خير هدى من الله. قال تعالى فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وحذر الله نبيا كريما من انبيائه فقال يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى - 00:18:31ضَ

فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. بل وامر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله - 00:18:48ضَ

وهو ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون. قال جل وعلا افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم. وختم على سمعه وقلبه. وجعل على بصره غشاوة. فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون - 00:19:10ضَ

كان السلف هنا يقولون احذروا من الناس صنفين صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا قد اعجبته دنياه. وكان علي رضي الله عنه يقول ان اخوف ما اخاف عليكم اثنتان اتباع الهوى وطول الامل اما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما - 00:19:30ضَ

الامل فينسي الاخرة يا من اسره هواه يا من عبد هواه وبظلام الغفلة اعماه وفي بحور الشهوات والشبهات القاه انتبه انتبه فليس فليس للشيطان على الانسان مدخل الا من باب هواه - 00:19:50ضَ

فكم اوقع الهوى في رذيلة ورد عن فضيلة وكم اورث ذما واعقب ذلا وكسر جاها ونكس رأسا فالهوى عن الخير صاد وللاخلاص مضاد تتخلص من الهواء بالتذلل والتضرع بين يدي الله جل وعلا - 00:20:15ضَ

ان يجنبك الهوى وان يرزقك الاخلاص والصدق في الاقوال والاعمال والاحوال هذه باختصار شروط سلامة القلب فما هي صفات القلب السليم هذا ما نتعرف عليه في اللقاء المقبل ان شاء الله تعالى. واسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم قلب - 00:20:39ضَ

قلبا سليما وان يزينه بهذه الصفات الجميلة التي سنتعرف عليها في اللقاءات المقبلة. انه ولي ذلك مولاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:21:06ضَ

قلب اجرة مثل السراج. والمشكاة ما بين الحنان والمشكاة ما بين الحنايا ناصع يقظ سليم بفطرته تجملت فثبت يا اله العرش - 00:21:25ضَ