فوائد من محاضرة (مقتل الحسين رضي الله عنه والحقائق الغائبة)

شر شيعة العراق وغدرهم بالحسين | الشيخ عبد الله العنقري

عبدالله العنقري

هم اهل الكوفة من شيعة الحسين. الذين احسن رضي الله عنه بهم الظن. ووثق بنصرتهم له. وذلك لانهم اظهروا له اتم الاستعداد لاستقباله وكلموه بلغة تؤثر في الحسين التقي الورع. اذ قالوا ان السنة فيهم قد اميتت. وانهم يريدون من مجيئه اليهم ان يصلح الله به حالهم - 00:00:00ضَ

بان يقيم العدل فيهم ويقيم الحدود التي عطلت بمعنى انهم صوروا للحسين ان مجيئه ستزول به المنكرات ويؤمر فيه بالمعروف ومعلوم ان الحسين رضي الله عنه من اعظم الامة صلاحا وتقوى. وهو يأمل ان يجعل الله ذلك على يديه ابتغاء الاجر من الله. فترجح عنده ان يأتي اليهم - 00:00:20ضَ

في هذا القصد لا طلبا للملك والسلطان ومن اعظم ما يجلي لك ما عند اهل الكوفة من الشر الذي يلامون عليه ما يأتي. اولا انهم بايعوا الحسين رضي الله عنه بيعة غلظوها على انفسهم بالايمان - 00:00:40ضَ

موثقة. وكاتبه عدد كبير منهم بذلك حتى وصلت الاوراق في كثرتها حدا احتاج الحسين معه ان يحملها في حقيبتين. ثم تخلوا عن الحسين وكأن شيئا لم يكن. ثانيا زاد هؤلاء في الطغيان حين تعاملوا اسوأ التعامل مع مسلم ابن عقيل. رسول الحسين. وهو احد فرسان ال البيت - 00:00:54ضَ

النبوي وشجعانهم. فلما وصل الى الكوفة بايعه للحسين الوف كثيرة الى الكوفة بايعه للحسين ينصرنه باموالهم وانفسهم. مما جعل مسلما الى الحسين بالقدوم فانه لما رأى هذه الكثرة الكافرة جزم بان الامور تسير في مسار سليم. لان كتابات القوم التي وصلت الى الحسين قد ثبتها - 00:01:14ضَ

اهلها بالبيعة المغلظة بالايمان دون ادنى اجبار او اكراه لاحد على هذه البيعة ثم ان هؤلاء الكذبة بمجرد ان اغرى امير الكوفة امراء قبائلهم بالعطايا والرشاوى فكلموا اولئك الذين طوقوا قصر ابن زياد مع - 00:01:34ضَ

مسلم بمجرد ان كلموهم ان خذلوا عن مسلم حتى لم يبقى معه الا عدد قليل. ثم بمجرد ان حل الظلام تركوه جميعا رحمه الله وهو الفارس المقدام الى ان يبحث عن شربة ماء عند امرأة عجوز - 00:01:50ضَ

ثم ادخلته بيتها لانها رحمته رحمة. وهو من هو في مكانته فانظر كيف صار يبحث عن موضع يأوي اليه. وسعت المرأة الى ان يختفي عندها حتى طوق بيتها وقبض عليه. فاين ما يدعيه اولئك الغدرة من حب ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتفديتهم بالارواح. ثالثا - 00:02:05ضَ

اكتمل شر هؤلاء وبلغ منتهاه عندما توجهوا نحو الحسين نفسه مع جيش ابن زياد. وقاتلوه وكانهم لم يطلبوا من الحسين رضي الله عنهم قدوما اليهم وكأنهم لم يبايعوه على ان يكون خليفتهم. وهذا الصنيع من شيعة الكوفة هو اوقح واقبح ما فعلوه. حيث شكوا الى الحسين احوالهم ليصلح - 00:02:26ضَ

الله على يديه كما في رسائلهم. ثم لما وصلهم الحسين بناء على الحاحهم انضموا الى الجيش الذي اتجه نحو الحسين ليقاتله. ومن اصعب بهذه الحادثة تذكير الحسين لهم وقد عددهم باسمائهم واحدا واحدا تذكيره لهم بانهم قد كاتبوه فانكروا ذلك - 00:02:46ضَ

فحلف رضي الله عنه وهو الصادق البار وهم الكذبة. حلف بانهم قد كتبوا له. ولكن اغراء ابن زياد وعطاياه مقدم عند هؤلاء على نصرة الحسين وادعاء محبته والتشيع له والحاصل ان اول فريق يوجه له اللوم في هذه الفاجعة هم شيعات العراق. فما اكثر دعاواهم وكلامهم وما ابعدهم عن الصدق. وقد تحقق فيهم ما توقعه الصابرون - 00:03:05ضَ

الصحابة والتابعون الذين حذروا الحسين منهم. اذ وصفوهم بانهم اهل غدر عبيد للدينار والدرهم. وصدق فيهم قول احد النفر الاربعة الذين من الوصول الى الحسين اشراف الناس ابن عليك. لانهم قد عظمت رشوتهم. وملئت غرارهم اي من عطايا اميرهم ابن زياد. ومراد الصحابة والتابعين - 00:03:27ضَ

بسابقة اهل العراق التي حذروا الحسين من مثلها ما فعلوه مع علي رضي الله عنه. كما قال ابو سعيد رضي الله عنه. كما قال ابو سعيد ابيه في اهل في اهل العراق والله لقد مللتهم وابغضتهم الى اخره. وكان علي رضي الله عنه كثير الدعاء عليهم. لما كانوا عليه من مساوئ الاخلاق - 00:03:47ضَ

التي بلغت بهم حدا ركبوا معه مرة نحو سرادق الحسن بن علي بعد مبايعتهم له بالخلافة. فنهبوا سرادق الحسن وطعنه احدهم بخنجر اشتكى بعده من اثار تلك الطعنة اشهرا. وتحول عنهم الحسن - 00:04:08ضَ

وقال عليكم اللعنة فلا خير فيكم. وقد طعنوه اثناء صلاته بهم في وركه رضي الله عنه فسابقة اهل العراق مع علي وبنيه رضي الله عنهم سابقة سوء. ومضرب مثل في الغدر. ولذا لاحظت في كلام مسلم ابن عقيل حين ارسل الى - 00:04:23ضَ

يطلب منه الا يجيء الى الكوفة لاحظت انه قال لا يغرنك اهل الكوفة فقد كذبوك وكذبوني. ولاحظت ايضا ان الحسين لما بلغه مقتل مسلم ابن عمه قال لمن معه خذلتنا شيعتنا. ولاحظت قول علي الاكبر ابن الحسين ارجع يا اباه. فانهم اهل العراق وغدرهم وقلة وفائهم - 00:04:40ضَ

ولو كانوا اهل وفاء لما التزموه لفعلوا ما فعله الحر التميمي احد القادة عند عبيد الله بن زياد فانه حين رأى ان جيش ابن زياد مصمم على قتال الحسين خرج من ذلك الجيش وانضم لجيش الحسين. وترك ذلك الجيش الظالم وقاتل مع الحسين. وقال لاهل الكوفة الحر - 00:05:00ضَ

قال لامكم الهبل ادعوتم الحسين اليكم حتى اذا اتاكم اسلمتموه ثم عدوتم عليه لتقتلوه؟ امام هذا الظلم العظيم لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل العراق. دعا عليهم الحسين دعوات اصابتهم بحمد الله وحلت بديارهم - 00:05:20ضَ

كقوله اللهم شتت عليهم امرهم واحصهم عددا وقوله لما قتلوا ابنه الصغير بسهم وهو في حجره اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. وقد قال الزهري رحمه الله ما بقي احد من قتلة الحسين الا عوقب في الدنيا - 00:05:39ضَ

ذكر ابن كثير ان اكثر ما روي من الفتن التي اصابت قتلة الحسين صحيح. فانه قل من نجا منه من افة وعاهة في الدنيا واكثرهم اصابه الجنون ولخص ابن كثير ما صنعه اهل الكوفة مع الحسين بالاتي. انهم كاتبوه ليتوصلوا به الى اغراضهم ومقاصدهم الفاسدة - 00:05:57ضَ

فلما علم ابن زياد منهم ذلك بلغهم ما يريدون من الدنيا. واخذهم على ذلك وحملهم عليه بالرغبة والرهبة. فانكفوا عن الحسين وخذلوه ثم وبكل حال فهؤلاء الكوفيون المدعون للتشيع. يغيب عند بعض الناس التركيز على جريمتهم. وكأنما هم حمل وديع لا يد له في مظلمة الحسين - 00:06:16ضَ

مع انه من الاجرام بالمقام الذي علمت. ولذا سار في العرب مثل صادق عنهم. وهو قول العرب اغدر من كوفي. صار هذا مثلا سائرا. وصار ومضرب المثل في الغدر وفعله مع الحسين وقبله مع اخيه الحسن ومع ابيه مع علي رضي الله عنهم اوضح دليل على صحة هذا المثل ودقته فهم في العهود - 00:06:36ضَ

التي يقطعونها كما قال الشاعر حلفت لنا الا تخون عهودها فكأنما حلفت لنا ان لا تفي. وهم في مجموع المخازي التي اسلفنا بعضا منها كما قال الشاعر مساو لو قسمنا على الغواني لما امهرنا الا بالطلاق. وقد ظل السلف الصالح رضي الله عنهم يذكرون جرم اهل العراق وما - 00:06:56ضَ

بالحسين لفداحة امره. فهذه ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها لما بلغها مقتل الحسين قالت في اهل العراق قتلوه قتلهم الله وذلوه لعنهم الله. ولما سأل رجل من اهل العراق عبد الله ابن عمر عن المحرم يقتل الذباب. قال ابن عمر اهل العراق يسألون عن - 00:07:16ضَ

في الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراده ان يعجب الناس من سؤال عراقي يظهر من سؤاله شدة الورع عن دم الذباب. في الوقت الذي لم يتورع اهل العراق عن دم رجل جده - 00:07:36ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالجملة فان من الحقائق التي لا بد من تجليتها جرم هؤلاء الكوفيين الذين تسببوا في اخراج الحسين من الحجاب حيث كان له بها كل العز والمنعة والتقدير. الى ان خرج الى العراق ففعلوا به ما فعلوا من الغدر والخيانة - 00:07:51ضَ