برنامج قلوب للشيخ الدكتور محمد حسان رمضان 2021

صفات القلب المريض في القرآن والسنة (٢) | حلقة ٢٨ من برنامج قلوب - رمضان ١٤٤٢هـ | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

بين اضلاع البرايا وتكمن خلفها فمن قلب كمثل الصخر قاسي وقلب وقلب وليس بوسعه الا الشكايا وقلب اجرة مثل السراج ما بين الحنان هو المشكاة ما بين الحنان الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي - 00:01:00ضَ

ولا زلنا بحول الله وتوفيقه ومدده نتحدث عن القلب المريض وعن صفات القلب المريض ومن اخطر صفات القلب المريض انه قلب غليظ والغلظة ضد الرقة والقلب الغليظ هو القلب الشديد القاسي - 00:01:23ضَ

الذي لا يتأثر بشيء وهو ضد القلب الرقيق فيقال غلظ الرجل اي كان فظا شديدا ذا قساوة وغلظة وغلظ طبعه اي اشتد وصعب واغلظ له القول اي خاطبه بشدة وفحش - 00:01:47ضَ

وقد تكلمت عن صفة القساوة والغلظة والشدة في القلب الميت فاذا سادة الغلظة وزارة الشدة الى حد القساوة فقد ينتقل القلب من قلب مريض الى قلب الى قلب ميت ثم قست قلوبكم من بعد ذلك - 00:02:17ضَ

هي كالحجارة او اشد قسوة الى اخر الايات العظيمة القلب المريض قلب غليظ ولذلك قال الله لنبينا صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فما الفرق بين الفظ - 00:02:51ضَ

وغليظ القلب ولو كنت فظا غليظ القلب. ما الفرق بينهما الفظ هو سيء الخلق وغليظ القلب هو صاحب القلب القاسي الشديد الذي لا رقة فيه ولا لينا فيه ولا رحمة - 00:03:14ضَ

ولا تأثر بشيء ولو كان هذا الشيء مؤثرا وقد لا يكون الانسان سيء الخلق ولا يؤذي احدا ولكنه غليظ القلب لا يرق لهم ولا يرحم ضعفهم ولا يرحم فقرهم ولا تأثروا بيؤسهم وحالهم - 00:03:38ضَ

وربما يرى امام عينيه وبين يديه صور المهجرين في المخيمات المؤلمة ولا تبكي عينه ولا تأثر قلبه ولا يشهد ربه انه عاجز عن ان يفعل شيء الا بالدعاء او بالكلمة - 00:03:59ضَ

او بالمساعدة ان كان يقدر على ذلك ربما لا يتأثر لحالهم ابدا والعجيب ان الاية العظيمة ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل - 00:04:21ضَ

على الله ان الله يحب المتوكلين. العجيب انها نزلت في احداث غزوة احد بعد ما وقعت الهزيمة بالفعل بعدما ترك الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرض النبي فعلا لقتل حقيقي - 00:04:39ضَ

فلما افاقوا وعادوا اليه صلى الله عليه وسلم بعد انهزامهم رحمهم بابي هو وامي ولانا لهم ولم يعنفهم ولم يوبخهم ولم يلمهم ولو فعل بهم ذلك لانفضوا من حولي هيبة له - 00:05:06ضَ

وحياء منه، عليه الصلاة والسلام لكن الله جل وعلا قد ارسله رحمة للعالمين فكيف باصحابه المقربين فكيف بالغر الميامين ولم يجمع الله تبارك وتعالى اسمين من اسمائه سبحانه لاحد من خلقه الا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:05:27ضَ

وقال تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم في صحيح مسلم انه طلب منه يوما صلى الله عليه وسلم ان يدعوا الله على المشركين - 00:05:55ضَ

الحديث رواه مسلم من حديث ابي هريرة قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين وقال اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة والحديث عن رحمته ولينه ورفقه بامته وفي دعوته وبالمرأة وبالطفل وبالحيوان بل وبالعصاة بل وبالفقراء والمساكين - 00:06:17ضَ

حديث طويل جدا ورب الكعبة يحتاج الى برنامج رمضاني متكامل رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم او وما ارسلناك الا رحمة للعالمين برنامج كامل طويل ويكفي ان نعلم انه صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن بغي - 00:06:44ضَ

دخلت الجنة في كلب وعن امرأة دخلت النار في قطة في هرة القلب الغليظ لا يؤثر فيه ترغيب ولا ترهيب ومن ثم فهو لا يفهم عن الله ولا عن رسول الله. واذا استحكمت الغلظة - 00:07:09ضَ

واكتملت الغلظة حتى وصلت الى حد القساوة واصبح القلب صلدا قاسيا لا يسمع عن الله ولا عن رسول الله ينتقل حينئذ من قلب مريض الى قلب ميت ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:07:30ضَ

من صفات القلب المريض ايضا انه قلب مفرق مشتت وفرقوا الفكر مضطرب كثير القلق ممزق مشتت ممزع في احواله كما قال تعالى في شأن المنافقين الم تر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم - 00:07:49ضَ

لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان قاتلتم لننصرنكم والله يشهد انه لكاذبون لنخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قاتلوا لينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله. ذلك بانهم قوم لا يفقهون. لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة - 00:08:13ضَ

او من وراء جدر بأسهم بينهم شديد. اسمع اسمع القرآن تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى مبعثرة ممزقة ليه يا رب ذلك بانهم قوم لا يعقلون تراهم مجتمعين ومتضافرين وتحسبهم جميعا وانهم على قلب رجل واحد - 00:08:44ضَ

ولكنه في الحقيقة قد شتت ومزعت ومزقت قلوبهم وقلوب متباغضة متفرقة مشتتة وهم لا يعقلون عن الله ولا عن رسول الله لا عقول عندهم والقلب المشتت بين الشهوات وبين الشبهات - 00:09:12ضَ

لا يفلح ابدا ولو اجتمعت بين يديه الدنيا ولن تجمعه الدنيا لا يجمع القلب المشتت الا الله وان يخلص هذا القلب العبودية لله وحده جل علاه اما ان اتبع هو اه - 00:09:34ضَ

واتبع الشهوات والشبهات ومرض صار قلبا موزعا ممزقا مبعثرا في هموم الدنيا ولا تعلق له اطلاقا بهموم الاخرة ولذا قال عليه الصلاة والسلام ومن كانت الاخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع الله عليه شمله. واتته الدنيا وهي راغمة - 00:09:59ضَ

واتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله. ولم من الدنيا الا ما قدر له. والحديث رواه الترمذي وغيره من حديث انس بسند صحيح - 00:10:28ضَ

فلن يجتمع القلب الا بالله والا بالعودة الى الله والا بالسجود بين يدي سيدي ومولاه والا بامثال امره واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده اما القلب المشتت هو قلب موزع مبعثر لانه ليس له قبلة واحدة - 00:10:46ضَ

وليس له اله واحد يعبده ولا حول ولا قوة الا بالله ولا شك ولا ريب ان تشتت القلب ان وصل الى حد عبادة غير الله ينتقل القلب يقينا من قلب مريض الى قلب ميت - 00:11:11ضَ

نوصل به التشتت الى حد ترك الاخرة وترك التوحيد وترك العبودية. ينتقل من قلب مريض الى قلب ميت من صفات القلب المريضة انه قلب في حسرة وهي التلهف الشديد والحزن الكبير والندم العظيم - 00:11:28ضَ

والالم على ما فات يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم - 00:11:50ضَ

والله يحيي ويميت والله ما تعملون بصير حسرة القلب الندم والحزن والالم الشديد على ما فات وربنا جل وعلا ينهى المؤمنين الصادقين من اهل التوحيد ومن اهل الايمان عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الباطل الفاسد في اخوانهم الذين ماتوا في القتال او في الاسفار والحروب والمعارك - 00:12:10ضَ

وقالوا قولتهم الخبيثة لو كانوا تركوا ذلك وجلسوا معنا لما اصابهم ما اصابهم وكان ذلك المعتقد الفاسد حسرة وندامة وخسرانا وخذلانا لهم في الحال والمآل اذ ان الامر كله لله - 00:12:42ضَ

ولا رد لقضائه ولا مبدل لكلماته ولمغير لحكمه ولا محيص عما قدر سبحانه والعجيب ان العلم الحديث قد اثبت ان الحسرة التي تصيب القلب تعادل الضرر الذي ينتج عن السكتة القلبية - 00:13:06ضَ

اكرر هذه المعلومة الخطيرة اثبت العلم الحديث ان الحسرة التي تصيب القلب تعادل الضرر الناتج عن السكتة القلبية الحسرة في القلب من اخطر العوائق والقواطع التي تعوق سير السائر الى الله جل وعلا. الذي يبحث عن الحق والهدى - 00:13:32ضَ

ولا يمكن ان تزول هذه الحسرة الا بتحقيق الايمان بالله وبحكمه الشرعي والديني وبحكمه الكوني القدري والتفكر في نعم الله تبارك وتعالى التي لا تعد ولا تحصى لمزيد من الشكر والامتنان والعرفان - 00:13:56ضَ

وبالنظر الى الامور الايجابية التي من الله عز وجل بها على العبد وانها محض فضل الله عليه والله وحده هو صاحب الفضل وولي النعم وصاحب العطاء والاحسان فحينئذ تذهب الحسرة - 00:14:17ضَ

اما ان ظل القلب مريضا بالحسرة وصاحبه على خطر عظيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ايضا من صفات القلب المريض انه قلب مرتاب والريبة هي الشك والظن - 00:14:39ضَ

والتهمة قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عفا الله عنك يا سلام. قدم العفو عنه عليه الصلاة والسلام قبل ان يبين له ما اراد ان يبينه سبحانه وتعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم - 00:14:58ضَ

حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم - 00:15:19ضَ

وهم في ربهم يترددون اذا كانت الريبة وهي التهمة والظن السيء والشك يصل الى حد الريبة بالله تبارك وتعالى وفي دينه وفي رسوله فهذا القلب ليس مريضا بل هذا قلب ميت خبيث. ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:15:41ضَ

اما ان كان القلب مريضا بشك والريبة قد يشك في دليل قد يسيء الظن بدليل سواء كان قرآنيا او نبويا فحينئذ يكون صاحب هذا القلب مريضا كما قال تعالى لا يزال بنيانه الذي بنوا ريبة في قلوبهم - 00:16:10ضَ

يقال فلان في ريبة من امره اي في قلق وشك واضطراب. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال ايه؟ قال وهو يعلم الحسن ابن علي رضي الله عنه قال له دع ما يريبك الى ما لا يريبك - 00:16:38ضَ

دع ما يريبك اي دعم تشك فيه الى ما لا تشك فيه دع ما يريبك الى ما لا يريبك. فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة القلب المرتاب قلب ان شك في دين الله ووحدانية الله - 00:16:53ضَ

وفي رسول الله وصدقه وبلاغه عن الله هو قلب ميت وليس قلبا مريضا فحسب قال تعالى ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات اي جاءكم يوسف من قبل موسى بالمعجزات الظاهرات - 00:17:16ضَ

فما زلتم في شك مما جاءكم به. حتى اذا هلك اي اذا مات قلتم اي قلتم قولا باطلا من غير برهان ولا دليل. قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا. كذلك يضل الله من هو مسرف - 00:17:36ضَ

مرتاب الريبة ان كانت في دين الله وفي اصول دين الله كالبعث بعد الموت وقدرة الله على ذلك وفي صدق الرسل الذين جاء الذين جاءوا بالايات من عند الله الى غير ذلك فهذه ريبة - 00:17:50ضَ

تنقل القلب من مرض الى موت ولا حول ولا قوة الا بالله. لذا قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون - 00:18:15ضَ

القلب المريض قلب فيه ريبة ولا حول ولا قوة الا بالله تعرض عليه الادلة من كتاب الله او من سنة رسول الله ان قلت قال الله قال رسوله همزوك همز المنكر المتغالي - 00:18:37ضَ

وقلت قال الصحابة والتابعون لهم في القول والاعمال لو قلت قال الشافعي احمد وابو حنيفة والامام الغالي صدوا عن وحي الاله ودينه واحتالوا على حرام الله بالاحلال يا امة لعبت بدين نبيها - 00:18:54ضَ

كتلاعب الصبيان في الاوحال حاشا رسول الله يحكمه الهوى والجهل تلك حكومة الضلال الريبة قد تكون مرضا وقد تكون موتا للقلب ولا حول ولا قوة الا بالله ومن اخطر صفات القلب المريض النفاق - 00:19:14ضَ

لكن تعالوا بنا لنتعرف على هذه الصفة في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قلب اجرة مثل السراج - 00:19:35ضَ

والمشكاة ما بين الحنان ناصع يقظ سليم بفطرته تجمل السجاير فثبت يا اله العرش قلبا منيبا - 00:19:58ضَ