خطب الجمعة

غلام يقود أمة |خطبة 28-6-1436هـ| د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ

فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله جل وعلا. ايها المؤمنون ايها المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان نبيكم يتخول اصحابه بالموعظة بين الفينة والاخت ويقص عليهم القصص ليعتبر اصحابه ولتكون القصص زادا لهم في الطريق - 00:00:22ضَ

الطريق الذي من طبيعته انه لا يخلو من مكدرات ومن منغصات. فيحتاج الانسان وهو حائر الى الله جل وعلا الى ما يثبته ويحتاج الى ما يزيد يقينه ويحتاج الى ان يتأسى - 00:00:52ضَ

بقدوات ساروا على هذا الطريق فصبروا ثم ظفروا. ومما حدث به نبينا صلى الله عليه وسلم انه كان ملك فيمن كان قبلنا. وكان له ساحر. فلما كبر فلما كبر هذا الساحر قال للملك اني قد كبرت فابعث الي بغلام - 00:01:12ضَ

ان اعلمه السحر فبعث اليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه اذا سلك كان في طريقه راهب اي في طريق هذا الغلام الصغير. فقعد اليه هذا الغلام فسمع منه. فاعجبه كلامه - 00:01:42ضَ

وهنا وقفة فان من نعمة الله عز وجل على الشاب في مقتبل عمره ان يهيئ الله له بيئة ايمانية. وان يهيئ الله له من يعلمه الخير. ويقوده اليه ويحذره من الشر. كما سخر الله تعالى هذا الراهب لهذا الغلام الصغير. فكان - 00:02:02ضَ

قضى الغلام اذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد اليه فاذا اتى الساحر ضربه فشكى ذلك الى الراهب فقال له الراهب اذا خشيت الساحر فقل حبسني اهلي. واذا خشيت اهلك فقل حبس - 00:02:32ضَ

سني الساحر فبينما هو كذلك اي ما زال على هذه الحال يتردد هذا الغلام الصغير حديث التجارب قليل العلم. بينما هو كذلك على هذه الحال. لا يدري اطريق الساحر صح ام طريق الراهب اقوم واحب الى الله؟ فبينما هو كذلك اذ اتى على دابة عظيمة - 00:02:52ضَ

قد حبست الناس اي سدت عليهم الطريق. فقال هذا الغلام بفطرته. وبعد ان سمع ما سمع قال اليوم اعلم الساحر افضل ام الراهب افضل؟ يعني عند الله. وهنا عبرة ووقفة فان من رحمة الله تعالى بعبده خصوصا اذا كان في بداية طريق الهداية - 00:03:22ضَ

ان يقيم الله له من الادلة. ما يعينه على معرفة الحق بيقين. ليكون ذلك سببا للثبات فاخذ هذا الغلام حجرا فقال اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر - 00:03:52ضَ

فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها هذا الغلام بحجر صغير. مثله عادة لا يقتل دابة عظيمة. فرماها فقتلها فسار الناس ومضوا. وفي هذا دروس منها ان الانسان عليه ان يفعل السبب. ولا يتكل فقط على مجرد الدعاء. ما دام امكان الاسباب - 00:04:12ضَ

مطلوبا كما امر الله مريم عليها السلام حينما جاءها المخاض امرت بهز جذع النخلة. وهي ماخض ضعيفة وتهز جذع نخلة طويلة بدليل قوله تساقط عليك رطبا فماذا كانت الثمرة تتساقط عليك رطبا جنيا كما في القراءة الاخرى. بمجرد هزها - 00:04:42ضَ

سقط عليها تمر كثير. ورطب كثير. فالمقصود ان على الانسان ان يفعل ما استطاع من الاسباب كما فعل هذا الغلام حيث رمى هذه الدابة فازاحها الله من طريق الناس ومن العبر في هذا ان - 00:05:12ضَ

انسانة اذا اشتبه عليه امر فله ان يستثني في الدعاء كما قال هذا الغلام اللهم ان كان ويشبه هذا قول سعد رضي الله عنه لما عيب لما عيب في دينه من قبل بعض ظلمة اهل - 00:05:32ضَ

اهل الكوفة في زمانه فقال قائلهم انه لا يحسن يصلي. وقال مرة انه جبان. وقال مرة انه لا يخرج الى الناس يوما في الاسبوع. فقال سعد رضي الله عنه لهذا الرجل الذي ظلمه وبهته وكان - 00:05:52ضَ

اسمه اسامة بن قتادة قال اللهم ان كان هذا الرجل وكان قد قام في مسجد لبني عبس اللهم ان انا هذا الرجل انما قام رياء وسمعة. لاحظوا هذا الاستثناء. لانه لا يعلم ما في القلوب الا الله عز وجل - 00:06:12ضَ

فقال اللهم ان كان هذا الرجل انما قام رياء وسمعة. اللهم اطل عمره واعم بصره وعرضه للفتن قال الراوي فلقد رأيت هذا الرجل شيخا كبيرا قد سقط حاجباه على عينه - 00:06:32ضَ

تعرضوا للجواري في السوق ويقول عبد مفتون اصابتني دعوة سعد. لنعد الى القصة فاتى هذا الغلام الراهب فاخبره بما وقع له. من قصته مع الدابة. فقال له الراهب اي بني انت اليوم افضل مني وقد بلغ من امرك ما ارى. وانك ستبتلى. فاذا ابتليت - 00:06:52ضَ

فلا تدل علي. وفي هذا عبرة او في هذا فوائد منها التحفيز والتشجيع للابن وللشاب ولطالب الهداية والحق. اذا وفق لصواب ان يسمع كلمات تشجيعية من ابيه او من استاذه ومربيه. وفيها ايضا ان يبلغ ويبصر المهتدي والسالك للطريق الحق. ان - 00:07:22ضَ

هذا طريق ليس مفروشا بالورود والرياحين. بل هو طريق محفوف بالمكاره كما قال صلى الله عليه وسلم. طريق فيه اشواك وفيه ابتلاءات وفيه محن تتفاوت بتفاوت المجتمعات وتفاوت الازمان عن التي يعيش فيها الانسان قال عليه الصلاة والسلام وكان الغلام يبرئ الاكمه والابرص ويداوي - 00:07:52ضَ

الناس من سائر الادواء. وهذا في عرف ذلك المجتمع نوع من السحر لا يؤمنون بشيء اسمه كرامة فسمع جليس من جلساء الملك كان قد عمي سمع بهذا الغلام. فاتى اليه بهدايا كثيرة. فقال له - 00:08:22ضَ

يا غلام كل ما ها هنا لك اجمع ان انت شفيتني. فقال الغلام بكل وضوح انا لا اشفي احدا انما يشفي الله عز وجل. فان انت امنت بالله دعوت الله عز وجل فشفاك - 00:08:42ضَ

فامن هذا فامن هذا الرجل الاعمى جليس الملك فامن فشفي وبرئ وابصر الطريق. فرجع الجليل الى مجلسه المعتاد مع الملك فجلس اليه كما كان يجلس فقال له الملك بتعجب من رد اليك بصرك - 00:09:02ضَ

فقال بتلقائية وبسرعة قال ربي فقال هذا الملك الطاغية اولك رب غيري اولك رب غيري؟ انها لغة الطغيان يا عباد الله. هي تماما كلغة فرعون الذي كان يقول لقومه ما علمت - 00:09:22ضَ

لكم من اله غيري. فقال الاعمى بكل ثبات ربي وربك الله. فاخذه هذا الملك فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجيء بالغلام. فقال له الملك اي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكمة والابرص وتفعل وتفعل فقال له الغلام اني لا اشفي احدا انما يشفي الله عز وجل - 00:09:42ضَ

وهكذا المؤمن يرد النعم الى واهبها. ولا يغتر بما اوتي من نعمة مالية او بدنية او نعمة جاه او سلطان او منصب او غير ذلك. قارن كلمة هذا الغلام الصغير بكلمة قارون - 00:10:12ضَ

حينما وعظ بما وعظ به فقال بكل استعلاء وجبروت وتكبر. انما اوتيته على علم عندي. تلك لغة المؤمنين وهذه لغة الطغاة والمجرمين. يقول عليه الصلاة والسلام فاخذه فلم يزل تعذبه اي يعذب هذا هذا الغلام حتى دل على الراهب المعلم الاول. فجيء بالراهب فقيل له - 00:10:32ضَ

ارجع عن دينك. فابى فدعا فدعي بالمأشار فوضع المأشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقة وهذا ايها الاحبة هو عين ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء اليه خباب رضي الله عنه - 00:11:02ضَ

ان يشكو اليه الاذى الذي لحق بالمؤمنين في مكة. وكان عليه الصلاة والسلام متوسدا بردة في ظل الكعبة فقام صلى الله عليه وسلم واعظا خباب ومن معه من الصحب الكرام رضوان الله عليهم. قال ان من كان قبلكم يؤتى - 00:11:22ضَ

احدهم فيشق بالمنشار ما بين لحمه وعظمه. ما يصده ذلك عن دينه. ووالله والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه. ولكنكم - 00:11:42ضَ

دي لون ثم جيء بالغلام فقيل له كما قيل للراهب ارجع عن دينك. فابى فابى ان يرجع عن ديني. وهنا الامر الان انحصر في شأن هذا الغلام. فالاعمي قد قتل والراهب - 00:12:02ضَ

وقد قتل فلم يبقى على الحق في تلك البلد الا هذا الغلام. فابى هذا الغلام مع انه صغير كان يمكنه ان يتعذر بصغر سنه. وان الله سيهيئ غيره فيما بعد ليقوم بحمل الدعوة. لكنه لم يفعل شيئا من ذلك - 00:12:22ضَ

بل ثبت وهذا هو الواجب في المواقف التي لا يعرف الحق من خلالها الا بشخص معين. وهذا احد اسباب ثبات الامام احمد رحمه الله بعد توفيق الله جل وعلا. فانه لما دعي الى تلك البدعة المنكرة القول بخلق - 00:12:42ضَ

القرآن كان الناس في رحبة في رحبة بغداد معهم اقلام ومحابر. فكان المعتصم او من حوله من وزراء السوء يقولون له يا ابا عبد الله كلمة واحدة فقط. قل القرآن مخلوق. فكان احمد يقول انظر لهؤلاء - 00:13:02ضَ

الموجودين في الساحة. ما معهم؟ قال معهم اقلام ومحابر. فقال اتريد ان اضل هؤلاء كلهم ويأتون يوم القيامة بكلمة اقولها لا والله. القرآن كلام الله غير مخلوق. فثبت فظفر اصاب ثبت وصبر فظفر رحمه الله ورظي عنه. هنا قال عليه الصلاة والسلام فدفع الملك - 00:13:22ضَ

هذا الغلام الى نفر من اصحابه. لاحظوا انه لم يقتله كما فعل بالراهب والاعمى. فاولئك كانوا كبارا في السن اما هذا الغلام فان هذا الطاغية مارس معه اساليب اخرى في التعذيب والفتنة. ورغبة منه في - 00:13:52ضَ

ابقاء هذا الغلام الذي ذاع خبره في الناس. ليستمر في الانتفاع به ان صحت العبارة باظلال عباد الله الله عز وجل وتقريبهم للملك الذي لديه غلام يشفي ويبرئ الى اخره باذن الله تعالى - 00:14:12ضَ

وهذا منهج مسلوك في حرص الاعداء على اضلال الشباب والفتيات. اكثر من استهدافهم لكبار السن واليوم الساحة تشهد بذلك شهودا بينا واضحا. فان اعداء الله جل وعلا سلطوا في الاعلام وفي غير الاعلام على استهداف الشباب واختطاف عقولهم وقلوبهم. فهل ينتبه شبابنا لذلك - 00:14:32ضَ

قال الملك لاصحابه اذهبوا به الى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل فاذا بلغتم ذروته. فان رجع والا فالقوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فلما بلغ قمته وارادوا به ان وارادوا ان يكيدوه قال بكل - 00:15:02ضَ

بثقة وثبات اللهم اكفنيهم بما شئت. هنا ايها الاحبة تظهر ثمرة التربية على التوحيد والتعلق بالله عز وجل هذه تماما تذكرنا بوصايا النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس احفظ الله - 00:15:22ضَ

يحفظك احفظ الله تجده تجاهك الحديث. فرجف بهم الجبل فسقطوا. ونجا هذا الغلام. والسؤال من رب هذا الجبل؟ الله الله رب الجبل لذا ايها الاخ ايها الشيخ شاب بل يا كل مسلم اعتمد على الله واصدق في التوكل عليه يكفيك ما اهمك. جاء هذا الغلام يمشي - 00:15:42ضَ

الى الملك وهذا عجب من العجب. وغاية ما يكون في الثبات. فان المتوقع ان يهرب هذا الغلام ويغيب وجهه عن هذا الملك الجبار الظالم. لكن يظهر والله اعلم انه اوحي اليه وحي الهام وليس وحي نبوة - 00:16:12ضَ

ان امظي الى هذا الملك لتبين له مدى قوتك وثباتك وقناعتك بهذا الطريق وان ربك الذي امنت به سيغلب هذا الملك الظالم الذي ادعى الربوبية. فقال الملك له متعجبا ما فعل اصحابك؟ قال - 00:16:32ضَ

تفانيهم الله وكانه يرسل له رسالة الله ربي قد كفاني. فماذا فعلت انت باصحابك؟ لم تكفهم. بل انكفأت بهم الجبل الذي هو مربوب لله جل وعلا. فطرحهم وماتوا وهلكوا. فهتم عندك. هتم عندك ما العقوبة - 00:16:52ضَ

اذا التي تقترحها قال النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقوب يعني في سفينة فتوسطوا به البحر. فان رجع عن دينه والا فاقذفوه فيه. في البحر. فذهبوا - 00:17:12ضَ

به فقال كما قال في الاول اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة. فغرقوا جميعا وسلم هذا الغلام. من رب البحر يا عباد الله؟ الله اين ربهم؟ اين رب هؤلاء؟ اعوان هذا - 00:17:32ضَ

المجرم هذا الطاغية اين ذهبوا؟ غرقوا. السفينة واحدة. وما وجان البحر واحد. لكن الذي ينجي ويغرق هو الله عز وجل اغرق اولئك وانجى هذا. ويجيء بكل ثبات مرة ثانية ثانية الى الملك فيقول له هذا الملك ما فعل اصحابك؟ فيقول بكل ثبات كفانيهم الله عز وجل. هنا - 00:17:52ضَ

يظهر موقف اخر واعجب في مواقف العزة والثبات على الحق. فيقول له الغلام ايها الملك انك لست بقاتل حتى تفعل ما امرك به. الله اكبر. الله اكبر. انها الثقة المطلقة بوعد الله عز وجل - 00:18:22ضَ

والثقة المطلقة بهذا الحق الذي سلكه. قال وما هو؟ جواب هذا السؤال نعرفه في الخطبة الثانية ان شاء الله. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. قولوا ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:18:42ضَ

قال الملك قال الغلام للملك تجمع الناس في صعيد واحد لاحظوا كيف شرح له طريقة قتله بالتفصيل ولا شك ان هذا الهام من الله عز وجل. والا فالانسان ابتداء لا يجوز ان يقتل نفسه او يعين على قتلها - 00:19:02ضَ

لكن في قتله مصلحة عظيمة ظاهرة كما سيتبين. قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام. ثم ارميني فان - 00:19:22ضَ

فاذا فعلت ذلك قتلتني. هنا عرف الغلام ان اغلى اماني الطاغية في ذلك الوقت ان يتخلص من هذا الغلام الذي بظنه يفتن الناس عن دينه عن دينهم الذي هم عليه وهو ان ان يعبدوا رب ان يعبدوا هذا الملك. لكن - 00:19:42ضَ

فالغلام رمى الى شيء ابعد. والمؤمن الحق رزقنا الله واياكم الثبات. المؤمن الحق لا يهاب الموت ولا يهمه ذات الموت. فالموت كما قال المتنبي فطعم الموت في امر يسير او حقير كطعم الموت كطعم الموت - 00:20:02ضَ

في امر خطير اذا ما المهم؟ المهم ان يموت الانسان على الحق. وان يموت ونظره وعينه على الاخر كما قال سحرة فرعون فاقض ما انت قاض يا فرعون اقض ما انت قاض افعل ما تشاء ما حدودك ان - 00:20:22ضَ

كما تقضي هذه الحياة الدنيا. ما سر هذا الثبات؟ انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا اما اكرهتنا عليه من السحر. والله خير وابقى. فجمع الناس هذا الملك في صعيد واحد. وصلبه على جذع - 00:20:42ضَ

ثم اخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس اعني هذا القاتل وليس الذي كلف بقتل هذا الغلام تضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام. وهنا حكمة بالغة. لم يقل الغلام له قل بسم - 00:21:02ضَ

الله وكفى لكن اراد ان يوصل له رسالة. وهي ان يعلم الناس الذين اجتمعوا في ذلك الصعيد انه كما استطاع ان يقتله بسم الله رب هذا الغلام الذي قتل. وليس باسم ذلك الملك الذي ادعى انه رب للناس - 00:21:22ضَ

من دون الله ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه وهو ها هنا ما بين العين والاذن تقريبا وقع السهم في ذلك الموضع فمات. هنا قال الناس بصوت واحد امنا برب الغلام. امنا - 00:21:42ضَ

بالغلام امنا برب الغلام. الله اكبر. يموت فرد وتحيا امة. يموت شاب صغير وتحيا به امة. فيا شبابنا من منكم كذلك؟ ليس بالضرورة ان يصلب ويقتل عافانا الله واياكم من - 00:22:02ضَ

فتن ولكن حياة الامة يمكن ان تكون بان تهيئ نفسك لان تكون رقما مؤثرا وان يكون لك بصمة في مجتمعك. تبدأ من بيتك ثم من حولك ثم بلدك ثم امتك كلها. تستطيع ان تكون - 00:22:22ضَ

رقما مؤثرا كما كان هذا الغلام. وكما كان ابن عباس وغيرهم من اكابر من الاكابر والعظماء المؤثرين في اممهم وبلدانهم فاتي الملك فقيل له ارأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك لقد امن الناس كله - 00:22:42ضَ

هم هنا يلجأ هذا الطاغية الى اسلوب اخر ظنا منه انه يقضي ويطفئ نور الله. ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. فامر بالاخدود وهي الحفر في الطرق والسكك فخدت واضرمت فيها النيران - 00:23:02ضَ

واصدر امره الظالم وقال من لم يرجع عن دينه فاقحموه. او قيل له اقتحم. ففعلوا فالقي الناس كلهم هنا ينتقل المشهد ببلاغة نبوية بارعة. يقول فيها صلى الله عليه وسلم - 00:23:22ضَ

مسلطا الضوء على هذا المشهد العجيب. فجاءت امرأة ومعها صبي قيل في بعض الروايات ان عمره سبعة اشهر فتقاعست هذه المرأة ترددت اتتقدم للحفرة المليئة بالنار؟ ام تحجم لا خوفا على نفسها؟ ولكن - 00:23:42ضَ

خوفا على رضيعها. فقال لها الغلام الصغير يا امة اصبري فانك على الحق وفي هذا عبرة عظيمة. وهي ان المؤمن الصادق قد تعرض له في طريق سيره الى الله. مواقف قد - 00:24:02ضَ

رددوا فيها كما سبق في اول القصة. فيهيء الله له من الاسباب ما يبصره بالحق ويزيده ثباتا عليه فاللهم انا نسألك يا ارحم الراحمين نسألك كما هديتنا للاسلام والسنة ان تثبتنا عليها حتى نلقاك يا رب العالمين - 00:24:22ضَ

اللهم احينا وامتنا على السنة غير مفتونين ولا مبدلين ولا مغيرين. اللهم احينا وامتنا على السنة واختم لنا بالحسنى واجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله برحمتك يا ارحم الراحمين - 00:24:42ضَ