خطب الجمعة

فاكهة الأرذلين |خطبة 12-7-1436هـ | د.عمر المقبل |

عمر المقبل

وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل ايها الاحبة ما رأيكم بهذا المشهد؟ جاء احدهم الى صديق له زائرا فاراد او توقف - 00:00:00ضَ

ان تقدم له اشهى الاطعمة. والذ المشارب. فقدم له صاحب البيت رجل ميت من اخوانه المسلمين وقال تفضل كل. اي منظر ابشع ان يقدم لضيف كهذا المنظر. لكنه بعينه هو ذلكم المشهد - 00:00:37ضَ

الذي بشع الله فيه شأن الغيبة حينما نهى عنها بقوله ولا يغتب بعض بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه؟ واتقوا الله ان الله تواب رحيم. وسؤال اخر ماذا يقول الناس عن رجل او انسان اي - 00:01:07ضَ

كان جنسه سرق الف ريال من متجر او من مال معصوم. سيتحدث الناس ان هذا امر عظيم وهو كذلك. وماذا سيكون حديث المجتمع عن انسان ثبت عليه انه وقع في فاحشة عياذا بالله انه لامر عظيم. ولكن كيف وما هي - 00:01:37ضَ

وما هو وقع الغيبة في قلوبهم؟ انها اصبحت امرا هينا. بل لا لا يكاد يخلو منها مجلس. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع سوى بين معتدين على الاعراض والمعتدين على الاموال سوى بينهم وبين اولئك في قوله عليه - 00:02:07ضَ

الصلاة والسلام. ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم. كحرمة في يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. ان هذه مفارقة او هذا التصنيف لشيء محزن. وشيء بعث على الاستهانة بمثل - 00:02:37ضَ

في هذا الامر وهو عظيم جدا. حتى حكى القرطبي رحمه الله اجماع اهل العلم على ان الغيبة من كبائر الذنوب يعني لا تكفرها الصلوات الخمس ولا الجمعة الى الجمعة ولا رمضان الى رمضان وهي من - 00:03:07ضَ

قاطعوا الحقوق التي سيتقاضى فيها الناس يوم القيامة. روى مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يوما اتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع فينا - 00:03:27ضَ

قال ان المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال لكنه يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا واخذ من مال هذا فيؤخذ هذا من حسنات فيأخذ هذا من حسناته - 00:03:49ضَ

وهذا من حسناته. فان فنيت اخذ من سيئاتهم فالقيت عليه فكب على وجهه في النار. ارأيت ايها الاحبة ان الامر لعظيم. يقول ابن القيم رحمة الله عليه ومن العجب وهو يتحدث عن هذه المفارقة - 00:04:09ضَ

وهذا التفريق عند الناس بين الاموال والاعراض وبين الدماء يقول رحمة الله عليه ومن العجب ان الانسان تهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير - 00:04:29ضَ

لذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه. حتى ترى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها ابعد ما بين المشرق - 00:04:49ضَ

والمغرب. وكم ترى من متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات ولا يبالي ما يقول. وتأمل في قوله ويفري في اعراض الاموات. بالله كيف يتحلل هؤلاء من اولئك الاموات. ايها الاخوة ان كثيرا منا بل اكثر المسلمين يعرف ان الغيبة حرام - 00:05:09ضَ

يعرف ان الغيبة حرام. كيف وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في غير ما موضع. وفي اكثر من اسلوب وفي عدة مناسبات ويقول لاصحابه يوما اتدرون ما الغيبة؟ مبينا لهم حقيقتها ومحذرا منها. قالوا الله ورسوله اعلم. قال الغيبة - 00:05:39ضَ

ذكرك اخاك بما يكره. فقال قائل يا رسول الله ارأيت ان كان في اخي ما اقول؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته والبهتان اعظم جرما من الغيبة. لانه جمع بين السوأتين - 00:05:59ضَ

والكذب عليه والعياذ بالله. ولهذا قال العلماء ان الغيبة لا تحل الا لمصلحة شرعية راجحة كالتظلم عند السلطان او القاضي او كطلب النصيحة عند مصاهرة او وظيفة او نحو ذلك - 00:06:19ضَ

او فيما يخص علم الجرح والتعديل عند العلماء او لتحذير المسلمين من الشر او عند الاستفتاء او نحو ذلك من المصالح الشرعية الراجحة ولنقارن بانصاف. كم نسبة هذه المصالح في حديثنا عندما نتكلم عن - 00:06:38ضَ

فلان وفلان ان المشاهد ان عامة غيبتنا غيبة الناس في مجالسهم ليس ليست من هذه الاسباب في شيء الا ما ندر. بل والعياذ بالله اصبحت فاكهة المجالس عند كثير من الناس. افسدها - 00:06:58ضَ

ومحق بركتها واحل بدلا من ذكر الله فيها ذكر عباد الله. وصدق من قال من السلف ان الناس داء وذكر الله عز وجل داء دواء. يقول الحسن البصري رحمه الله والله لا الغيبة - 00:07:18ضَ

اسرع في دين الرجل من الاكلة في الجسد. وهنا على العاقل ان يبحث عن علاج لهذا البلاء حتى لا يقدم على الله مفلسا كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرته انفا ومن السبل في ذلك - 00:07:38ضَ

ان يتأمل الانسان في اثارها. فانها معول هدم وسلوك يفرق بين ابناء المجتمع وبهتان يغطي على محاسن الاخرين. وبذرة تنبت الشرور بين افراد المجتمع المسلم ومن ذلك ايضا ان يتأمل الانسان العاقل خطورة هذا المعنى خطورة هذه الغيبة شرعا فهي تحسد - 00:07:58ضَ

حسنات وتهدي اليك سيئات الاخرين. وهي تغضب الله عز وجل قبل ذلك. وهي علامة خذلان واثقال والعياذ بالله. ومن العلاج في هذا ايها الاحبة ان نتعاون جميعا على ردها فور سماعها - 00:08:28ضَ

لا يهولنك ان يكون المتحدث مندفعا ويقول دعه فلم اقل فيه الا الحق ونقول وهل الغيبة الا ان تقول فيه ما فيه فان لم يكن فيه ما تقول فهذا هو البهتان. واعجبتني فكرة طبقها مجموعة من الاخوة. وفقهم الله - 00:08:48ضَ

لهم من توفيقه. ذلك انهم مجموعة يتسامرون ويجتمعون كما يجتمع الناس. فاتفقوا على منع الغيبة في مجلسهم واطلقوا شعارا فيما بينهم اذا بدأ احدهم يغتاب يطلق ويذكره بالاتفاق ويقول الا - 00:09:08ضَ

الا لساني. فلله درهم. وهل التعاون على البر والتقوى الا بمثل هذا ومن الامور التي يمكن ان يعالج بها مثل هذا الاسلوب انه حينما يبلغك عن شخص يكثر من غيبتك - 00:09:28ضَ

ان تفعل ما فعله الحسن البصري رحمه الله. فقد ذكر له رجل اغتابه. فذهب اليه ومعه طبق من تمر ورطب. فطرق عليه الباب وقال له الحسن انه بلغني انك اهديتني بعض حسنات - 00:09:48ضَ

فاردت ان اكافئك عليها فاعذرني فاني لا اقدر على التمام. وماذا تصنع رطبات في مقابل حسنات اهديتها. فاستحى الرجل ويرجى انه كف عن ذلك. ومن الاسلوب الذي ينبغي سلوكه هو - 00:10:08ضَ

اسلوب الوعظ والتذكير. فيقال لمثل هذا ما قاله محمد ابن واسع. رحمه الله تعالى حينما رأى في المسجد قد خاضوا في بحر الغيبة والضلالة. فقال لهم رحمة الله عليه ايجمل بكم - 00:10:28ضَ

ان يكون احدكم له حبيب فيخالفه ليفوز به غيره؟ قالوا لا. قالوا قال لهم انتم قعود في بيت الله وتخالفون امره وتغتابون الناس. قالوا قد تبنا. ثم قال يا اولاد - 00:10:48ضَ

هو ربكم وحبيبكم. واذا عصيتموه واطاعه غيركم خسرتموه. وربحه غيركم افلا يضركم ذلك؟ قالوا بلى. فقال ومن خالفه وربما يعاقبه لو عاقبه فلا تغيرون او تغارون على شبابكم كيف يعاقب بالنار والعذاب؟ وغيركم يفوز بالجنة والثواب - 00:11:08ضَ

قالوا نعم ايها الشيخ. ثم اعلنوا توبتهم ورجوعهم الى الله. ايها المؤمنون ثمة اساليب كثيرة لنتعاون فيها على كبح ووأد هذا الداء العضال الذي اهدر حسناتنا واهداها الى غيرنا وجلب سيئات غيرنا الينا. وان الانسان ايها الاحبة والله لان يلقى الله عز وجل بذنوب - 00:11:38ضَ

عظيمة فيما بينه وبين الله اهون اهون من ان يلقى الله بحقوق الخلق. فان حق الله يرجى له العفو والمسامحة وعلى رجا رحمة ارحم الراحمين. لكن الخلق والله لو كانوا اقرب الناس اليك يوم القيامة. والله لن - 00:12:08ضَ

استظفر منهم بحسنة ولن يتنازلوا ابدا عن التخفف عن سيئة كنت سببا في في حصولهم عليها من قبلك. فلنتقي الله عز وجل ولنكن على الخير اعوانا. نفعني الله واياكم بهدي كتابه. وبسنة خير انبيائه. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم - 00:12:28ضَ

ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. اما بعد. فهاتان ومظتان مشرقت من كلام اهل العلم في هذا الموضوع العظيم. وفي هذا الموضوع الجلل الذي اصبحنا نعايشه لا اقول يوميا بل اصبحنا - 00:12:48ضَ

ما نعايشه صباح مساء. يقول بعض اهل العلم ادركنا السلف وهم لا يرون العبادة. يعني لا يرون حقيقة التعبد في الصوم ولا في الصلاة. ولكن في الكف عن اعراض الناس. وصدق رحمه الله - 00:13:08ضَ

والامر يقال فيه ما قاله ابن القيم رحمه الله انك لترى الرجل يعجبك مظهره في التعبد والزهد لكنه لا يبالي ابدا في الخوض في اعراض الناس. اما الومضة الاخرى فهي كلمة قالها ابن الجوزي - 00:13:28ضَ

رحمه الله ولله دره وما اجمل ما قال حينما قال حينما قال كم افسدت الغيبة من اعمال الصالحين. وكم احبطت من اجور العاملين. وكم جلبت من سخط رب العالمين. فال - 00:13:48ضَ

فاكهة الارذلين وسلاح العاجزين طالما لفظها المتقون. نعمة طالما مجتها اسماع الاكرمين. فاتقوا الله يا عباد الله. واحفظوا السنتكم. احفظوا السنتكم. من الخوظ فيما لا يحل تنجو وتفلح. اللهم انا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة. وتقواك في السر والعلن. اللهم - 00:14:08ضَ

على تحقيق عبوديتك في جوارحنا كلها يا رب العالمين - 00:14:38ضَ