Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي الى رضوانه وبعد. يواصل الشيخ رحمه الله رده على ابن الجو في انكاره على الحنابلة اثبات الصفات فيقول فاما قوله ان مثل هؤلاء لا لا يحدثون - 00:00:21ضَ

فيقال له قد بعث الله الرسل الى جميع الخلق ليدعوهم الى الله. فمن الذي اسقط الله مخاطبته من الناس دعما تعرف انت وغيرك ممن فضلهم الله ولو اراد سفي ان يرد على الرد بمثل رده لم يعجز عن ذلك - 00:00:41ضَ

كذلك قوله انهم يكابرون العقول فنقول المكابرة للعقول اما ان تكون في اثبات ما اثبتوه واما ان تكون في تناقضهم بجمعهم بين اثبات هذه الامور ونفي الجوارح اما الاول فباطل فان المجسمة المحظة - 00:01:02ضَ

التي تصرح بالتجسيم المحظ وتغلو فيه لم يقل احد قط ان قولها مكابرة للعقول ولا قال احد انهم لا يخاطبون بل الذين ردوا على الغالية بل الذين ردوا على غالية المجسمة مثل هشام ابن الحكم وشيعته لم يردوا عليه من الحجج العقلية - 00:01:22ضَ

الا بحجج تحتاج الى نظر واستدلال والمنازع لهم وان كان مبطلا في كثير مما يقوله فقد قابلهم بنظير حججهم. ولم يكونوا عليه باظهر منه عليهم اذ مع كل طائفة حق وباطل. فالنفاة لا يزعمون ان العلم بفساد قول المثبتة معلوم بالظرورة. ولان قوله - 00:01:44ضَ

ومكابرة للعقول وان شنعوا عليهم باشياء ينفر عنها كثير من الناس فذلك ليستعينوا بنفرة النافلين على دفعهم واخماد قولهم لا لان نفور النافلين عنهم يدل على حق او باطل. ولا لان قولهم مكابرة للعقل او معلوما - 00:02:08ضَ

او معلوم بضرورة العقل او او ببديهته فساده. ومن المعلوم ان مجرد نفور النافلين او محبة الموافق لا يدل على صحة قول ولا فساده الا اذا كان ذلك بهدي بهدى من الله - 00:02:29ضَ

بل الاستدلال بذلك هو استدلال باتباع الهوى بغير هدى من الله فان اتباع الانسان لما لما يهواه هو اخذ القول والفعل الذي يحبه ورد القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله. قال تعالى - 00:02:47ضَ

وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم فمن اتبع اهواء الناس بعد العلم الذي بعث الله به رسوله وبعد هدى الله الذي بينه لعباده او بهذه المثابة ولهذا كان السلف يسمون اهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة اهل الاهواء - 00:03:07ضَ

حيث قبلوا ما احبوه وردوا ما ابغضوه باهوائهم بغير هدى من الله واما قول ابي الفرج كانهم يخاطبون الاطفال فلم تخاطب الحنابلة الا بما ورد عن الله ورسوله واصحابه والتابعين لهم باحسان الذين هم اعرف بالله واحكامه - 00:03:29ضَ

وسلمنا لهم امر الشريعة وهم قدوتنا فيما اخبروا عن الله وشرعه وقد انصف من احال عليهم وقد اشتاق من خرج عن طريقهم وادعى ان غيرهم اعلم بالله منهم او انهم علموا - 00:03:52ضَ

وكتموا او انهم لم يفهموا ما اخبروا به او ان عقل غيرهم في باب معرفة الله اتم واكمل واعلم مما نقلوه وعقلوه قال الشيخ رحمه الله الاقوال نوعان اقوال ثابتة عن الانبياء فهي معصومة يجب ان يكون معناها حقا - 00:04:08ضَ

عرفه من عرفه وجهله من جهله والبحث عنها انما هو عما ارادته الانبياء. فمن كان مقصود معرفة مرادهم من الوجه الذي من الوجه الذي يعرف مرادهم فقد سلك طريق الهدى. ومن قصد ان يجعل ما قالوه تبعا له فان وافقه - 00:04:30ضَ

وقبله والا رده وتكلف له من التحريف ما يسميه تأويلا مع انه مع انه يعلم بالظرورة ان كثير من ذلك او اكثره لم ترده. لم ترده الانبياء فهو محرف للكلم عن مواضعه - 00:04:54ضَ

لا طالب لمعرفة التعويل الذي يعرفه الراسخون في العلم النوع الثاني ما ليس منقولا عن الانبياء فمن سواهم ليس معصوما فلا يقبل كلامه ولا يرد الا بعد تصور مراده ومعرفة صلاحه من فساده - 00:05:12ضَ

فمن قال من اهل الكلام انه اي الله لا يفعل الاشياء بالاسباب بل يفعل عندها لا بها ولا يفعل لحكمة ولا في الافعال المأمور بها ما لاجله كانت حسنة ولا المنهي عنها ما لاجله كانت سيئة فهذا مخالف لنصوص القرآن والسنة واجماع الامة من السلف - 00:05:31ضَ

واول من قاله في الاسلام جهم بن صفوان الذي اجمعت الامة على ضلالته فانه اول من انكر الاسباب والطبائع كما انه اول من ظهر عنه القول بنفي الصفات واول من قال بخلق كلام الله وانكار رؤيته في الاخرة - 00:05:53ضَ

ونصوص الكتاب والسنة في ابطال هذا كثيرة جدا. كقوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فسلب النار طبيعتها. وقوله لنحيي لنخرج به حبا ونباتا وقوله حتى اذا قلت سحابا ثقالا فاخبر ان الرياح تقل السحاب اي تحمله - 00:06:13ضَ

فجعل هذا فجعل هذا الجماد فاعلا بطبعه وقال اهتزت وربت وانبتت فجعلها فاعلة بطبعها وقوله فانبتنا فيها من كل زوج كريم. وهو الكثير المنفعة والزوج الصنف والادلة في ذلك كثيرة يخبر فيها بخلق الاسباب - 00:06:40ضَ

والحكم واخبر انه قائم بالقسط وانه لا يظلم الناس شيئا فلا يضع شيئا في غير موضعه ولا يسوي بين مختلفين ولا يفرق بين متماثلين كما قال ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات وقال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:07:04ضَ

عاتك المفسدين في الارض وقال افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ وقال وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور الاية وغير هذا كثير وكقولها الذين يتبعون الرسول النبي الامي الاية فدلت هذه الاية وغيرها على ان ما امرهم به معروف في نفسه تعرفه القلوب فهو مناسب لها مصلح لفسادها - 00:07:30ضَ

ليس معنى كونه معروفا انه مأمور به اذ هذا قدر مشترك. فعلم ان ما يأمر به الرسول مختص. ومع نهى عنه تصم بانه منكر محذور. وما يحله مختص بانه طيب وما يحرمه مختص بانه خبيث - 00:07:59ضَ

ومثل هذا كثير في القرآن وغيره من الكتب التوراة والانجيل والزبور. والله سبحانه وتعالى اعلم. انتهى كلام الشيخ رحمه الله ومقصوده به الرد على الذين ينكرون الحكمة والتعليل في افعال الله واوامره ونواهيه ويقولون انه يفعل ويأمر وينهى بالمشيئة المجردة - 00:08:20ضَ

وهذا القول ضلال وباطل فان الله سبحانه وتعالى حكيم عليم. يفعل ويأمر وينهى لحكمة بالغة قد تظهر لنا وقد لا تظهر واصحاب هذا القول يريدون الرد على القائلين ان الله يجب عليه فعل الاصلح وكلا الطائفة - 00:08:43ضَ

ظالة عن سواء السبيل والحق ما دل عليه الكتاب والسنة في ذلك وغيره. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه الى الحلقة القادمة باذن الله - 00:09:03ضَ