أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|111 من 287|الرد على من يسوي بين اليهود والنصارى وبين المسلمين-الجزء الأول

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي عشر بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله رده على من يقول ان اليهود والنصارى مقلدون والمسلمون مقلدون الا لوم على اليهود والنصارى اذا - 00:00:21ضَ

فيقول الشيخ رحمه الله فاذا تبين ان المقلد مذموم وهو من اتبع هوى من لا يجوز اتباعه كالذي يترك طاعة رسل الله ويتبع ساداته وكبراءه او يتبع الرسول ظاهرا من غير ايمان في قلبه - 00:00:44ضَ

تبين ان اليهود والنصارى كلهم مقلدون تقليدا مذموما وكذلك المنافقون من هذه الامة واما اهل البدع ففيهم بر وفجور وبيان ذلك من وجوه احدها ان اليهود والنصارى الذين يزعمون انهم يتبعون موسى وعيسى - 00:01:07ضَ

صلى الله عليهما وسلم انما يتبعونهم لاجل انهم رسل الله وما من طريق تثبت بها نبوة موسى وعيسى الا ومحمد صلى الله عليه وسلم اولى واحرى مثال ذلك اذا قال اليهودي - 00:01:32ضَ

اذا قال اليهود والنصارى قد ثبت بالنقل المتواتر ان موسى وعيسى مع دعواه النبوة ظهرت على يديه الايات الدالة على صدقه وان ما يجيء به مع دعوى النبوية مع دعوى النبوة يثبت انه نبي صادق - 00:01:51ضَ

قيل له كل هاتين الطريقتين دليل يثبت نبوة من محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الاولى فانه من المعلوم ان الذين نقلوا ما دعا اليه محمد صلى الله عليه وسلم من الدين والشريعة - 00:02:10ضَ

ونقلوا ما جاء به من الايات المعجزات اعظم من الذين نقلوا مثل ذلك عن موسى وعيسى بل من نظر بعقله في هذا الوقت الى ما عند المسلمين من العلم النافع والعمل الصالح - 00:02:29ضَ

وما عند اليهود والنصارى علم ان بينهما من الفرق اعظم مما بين العرق والدم فان الذي عند المسلمين من توحيد الله ومعرفة اسمائه وصفاته وملائكته وكتبه ورسله وانبياءه به ومعرفة اليوم الاخر وصفة الجنة والنار. والثواب والعقاب - 00:02:45ضَ

والوعد والوعيد اعظم واجل بكثير مما عند اليهود والنصارى وهذا بين لكل من يبحث عن ذلك وما عند المسلمين من العبادات الظاهرة والباطنة مثل الصلوات الخمس وغيرها من الصلوات والاذكار والدعوات - 00:03:11ضَ

اعظم واجل مما عند اهل الكتاب فالمسلمون فوقهم في كل في كل علم نافع وعمل صالح وهذا يظهر لكل احد بادنى نظر ولا يحتاج الى كثير سعي والمسلمون متفقون على ان كل هدى وخير يحصل لهم فانما حصل بنبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:03:32ضَ

فكيف يمكن مع هذا ان يكون موسى وعيسى نبيين ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس بنبي وان اليهود والنصارى على الحق والمسلمون ليسوا كذلك فما هم عليه من الهدى ودين الحق اعظم مما عند اليهود والنصارى - 00:04:00ضَ

وذلك انما تلقوه عن نبيهم وهذا القدر يعترف به كل عاقل من اليهود والنصارى يعرفون بان دين يعترفون بان دين المسلمين حق وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله - 00:04:21ضَ

وان من اطاعه منهم دخل الجنة بل يعترفون بان دين الاسلام خير من دينهم كما اطبقت على ذلك الفلاسفة كما قال ابن سينا وغيره اجمع فلاسفة العالم على انه لا يقرع العالم ناموس - 00:04:42ضَ

اعظم من هذا الناموس لكن من لم يتبعه يعلل نفسه بانه لا يجب عليه اتباعه لانه رسول الى العرب الاميين دون اهل الكتاب لانه ان كان دينه حقا فديننا ايضا حق. الطريق الى الله تعالى متنوعة - 00:05:01ضَ

ويشبهون ذلك بمذاهب الائمة فانه وان كان احد المذاهب يرجح على الاخر فاهل المذاهب الاخرى ليسوا كفارا هذه الشبهة التي يظل بها المتكايسون من اهل الكتاب والمتفلسفة ونحوهم وبطلانها ظاهر فانه كما علم علما ضروريا متواترا - 00:05:23ضَ

انه صلى الله عليه وسلم دعا المشركين الى الايمان فقد فقد علم بمثل ذلك انه دعا اهل الكتاب الى الايمان به وكذلك خلفاؤه الراشدون من بعده جاهدوا اهل الكتاب وقاتلوا من قاتلهم وظربوا الجزية على من اعطاهم - 00:05:50ضَ

على من اعطاها منهم عن يد وهم صاغرون وهذا القرآن الذي يعرف كل احد انه الكتاب الذي جاء به مملوء من دعوة اهل الكتاب الى اتباعه ويكفر من لم يتبعه منهم ويذمه ويلعنه - 00:06:10ضَ

والوعيد له كما في تكفير من لم يتبعه من المشركين وذمه كما قال تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم الاية وفي القرآن من قوله يا اهل الكتاب يا بني اسرائيل - 00:06:29ضَ

ما لا يحصى الا بكلهى وقال تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين الاية الى قوله خير البرية ومثل هذا في القرآن كثير جدا. وقد قال تعالى - 00:06:48ضَ

قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض وقال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس واستفاض عنه صلى الله عليه وسلم قوله فظلت على الانبياء بخمس - 00:07:06ضَ

وذكر منها انه قال كان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة بل تواتر عنه صلى الله عليه وسلم انه بعث الى الجن والانس فاذا علم بالاضطرار وبالنقل المتواتر الذي تواتر كما تواتر ظهور دعوته - 00:07:24ضَ

انه دعا اهل الكتاب الى الايمان به وانه حكم بكفر من لم يؤمن به منهم وانه امر بقتالهم حتى يسلموا او يعطوا الجزية عيدوا وهم صاغرون وانه قاتلهم بنفسه وبسراياه - 00:07:46ضَ

وانه ظرب الجزية عليهم وقتل مقاتلتهم وسبع ذراريهم وغنم اموالهم وفي عامة السور المدنية من دعوة اهل الكتاب وخطابهم ما لا تتسع هذه الفتوى لعشره ثم خلفاؤه من بعده ثم خلفاء من بعده - 00:08:04ضَ

ومن معهم من المهاجرين والانصار قد غزوا الروم كما غزوا فارس وقاتلوا اهل الكتاب كما قاتلوا المجوس فقاتلوا من قاتلهم وضربوا الجزية على من اداها منهم عن يدوا وهم صاغرون - 00:08:26ضَ

وبهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:43ضَ