أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|116 من 287|الكلام في حقيقة الروح-الجزء الثالث|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس عشر بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد يواصل الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله الرد على من يقول ان الارواح قديمة - 00:00:22ضَ
ويبين معنى قوله تعالى قل الروح من امر ربي فيقول واما قوله تعالى قل الروح من امر ربي فقد قيل ان الروح هنا ليس هو روح الادمي وانما هو ملك - 00:00:41ضَ
او ما ذكر في قوله يوم يقوم الروح وقوله تعرج الملائكة والروح اليه وقوله تعرج الملائكة والروح اليه وقوله تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم وقيل بل هو روح الادمي والقولان مشهوران - 00:00:57ضَ
سواء كانت الاية تعمهما او تتناول احدهما فليس فيها ما يدل على ان الروح غير مخلوقة لوجهين اولا ان الامر في القرآن يراد به المصدر تارة يراد به المصدر تارة ويراد به المفعول تارة - 00:01:23ضَ
وهو المأمور به كقوله تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه وقوله وكان امر الله قدرا مقدورا ولو قيل ان الروح بعض امر الله او جزء من امر الله ونحو ذلك مما هو صريح في انها بعض امر الله - 00:01:44ضَ
لم يكن المراد بلفظ الامر الا المأمور به لا المصدر. لان الروح قائمة بنفسها تذهب وتجيء وتنعم وتعذب وهذا لا يتصور ان يكون مسمى مصدر لا لا يتصور ان ان يكون مسمى مصدر امر يأمر امرا. وهذا قول سلف الامة وائمتها وجمهورها - 00:02:06ضَ
ومن قال من المتكلمين ان الروح عرض قائم بالجسم فليس عنده مصدر فليس عنده مصدر امر يأمر امرا والقرآن اذا سمي والقرآن اذا سمي امر الله فالقرآن كلام الله والكلام اسم مصدر وكلم يكلم تكليما وكلام - 00:02:32ضَ
فاذا سمي امرا بمعنى المصدر كان ذلك مطابقا لا سيما والكلام نوعان امر وخبر اما الاعيان القائمة بانفسها فلا تسمى امرا الا بمعنى المفعول به وهو المأمور به كما سمي المسيح كلمة - 00:02:57ضَ
لانه مفعول بالكلمة وكما يسمى المطر قدرة والجنة رحمة في مثل قوله تعالى فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيل الارض بعد موتها وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه انه قال للجنة انت رحمتي ارحم بك من شئت - 00:03:15ضَ
ثم ذكر الشيخ رحمه الله عن ابن قتيبة انواع الروح المذكورة في القرآن فقال هي روح الاجسام التي يقبضها الله عند الممات والروح جبريل قال تعالى نزل به الروح الامين - 00:03:38ضَ
وقال وايدناه بروح القدس اي جبريل والروح فيما ذكره المفسرون ملك عظيم من ملائكة الله تعالى يقوم وحده فيكون صفا وتقوم الملائكة صفا قال تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي - 00:03:53ضَ
قال ابن قتيبة ونسب الروح الى الله لانها بامره او لانها بكلمته يعني عيسى قال الشيخ رحمه الله والوجه الثاني ان لفظة من في اللغة تكون لبيان الجنس كقولهم باب من حديد - 00:04:11ضَ
وقد تكون لابتداء الغاية كقولهم خرجت من مكة فقوله تعالى قل الروح من امر ربي ليس نصا في ان الروح بعض الامر ومن جنسه بل قد تكون في ابتداء الغاية - 00:04:30ضَ
اذ كونت بالامر وصدرت عنه وهذا معنى جواب الامام احمد في قوله وروح منه حيث قال وروح منه يقول من امره يقول من امره كان الروح منه. كقوله وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه - 00:04:49ضَ
ونظير هذا ايضا قوله وما بكم من نعمة فمن الله فاذا كانت المسخرات والنعم من الله ولم تكن بعد ذاته بل منه صدرت لم يجب ان يكون معنى قوله في المسيح وروح منه انها بعض ذات الله - 00:05:08ضَ
ومعلوم ان قوله وروح منه ابلغ من قوله الروح من امر ربي فاذا كان قوله وروح منه لا يمنع ان يكون مخلوقا ولا يوجب ان يكون ذلك بعضا له بل ولا بعضا من امره - 00:05:26ضَ
ثم قال الشيخ وقد يجيء اسم الروح في القرآن بمعنى اخر كقوله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وقوله كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ونحو ذلك فالقرآن الذي انزله الله كلامه - 00:05:44ضَ
ثم اجاب الشيخ رحمه الله عن قول السائل عن الروح المفوض الى الله امر ذاتها او صفاتها او مجموعهما فقال ليس هذا من خصائص الكلام في الروح بل لا يجوز لاحد ان يقفو ما ليس له به علم ولا يقول على الله - 00:06:03ضَ
ما لا يعلم. قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا قال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق - 00:06:24ضَ
وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. الى ان قال وليس في الكتاب والسنة ان المسلمين نهوا ان يتكلموا في الروح بما دل عليه الكتاب والسنة لا في ذاتها ولا في صفاتها - 00:06:39ضَ
واما الكلام بغير علم فذلك محرم في كل شيء ولكن قد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض سكك المدينة وقال بعضهم سلوه عن الروح - 00:06:56ضَ
وقال بعضهم لا تسألوه لا تسألوه فيسمعكم ما تكرهون قال فسألوه وهو متكئ على العسير فانزل الله هذه الاية فبين بذلك ان ملك الرب عظيم وجنوده وصفة ذلك وقدرته اعظم من ان يحيط به الادميون - 00:07:11ضَ
وهم لم يؤتوا من العلم الا قليلا فلا يظن من يدعي العلم انه يمكنه ان يعلم كل ما سئل عنه ولا كل ولا كل ما في الوجود فما يعلم جنود ربك الا هو انتهى كلام الشيخ رحمه الله - 00:07:36ضَ
وملخصه في موضوع الروح انها مخلوقة وانها ليست من ذات الله وان معنى وان معنى قوله تعالى في عيسى عليه السلام وروح منه اي من خلقه وامره كما في قوله تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه - 00:07:55ضَ
فمن هنا ليست تبعيضية وانما هي الابتداء الغاية لقوله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. اي بخلقه وبتقديره وامره وغير ذلك وتبين ايضا من كلام الشيخ رحمه الله انه لا يتعين ان يكون المقصود بالروح في قوله قل الروح من امر ربي - 00:08:16ضَ
ان المراد بها رح الادمي لان الروح في القرآن العظيم وردت بمعان كثيرة وانه لا يمنع الكلام في الروح الادمية في حدود ما دل عليه الكتاب والسنة من صفاتها وتصرفاتها - 00:08:40ضَ
وانما الممنوع القول بلا علم في الروح وغيرها والله اعلم بهذا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:56ضَ