أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|117 من 287|الكلام في حقيقة الجن|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع عشر بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله واصحابه وبعد قد تكلم الشيخ رحمه الله عن الجن من حيث وجودهم وتكليفهم وانقسامهم الى مطيع وعاص وعن جزائهم - 00:00:22ضَ
قال رحمه الله وجودهم ثابت بطرق كثيرة غير دلالة الكتاب والسنة فان من الناس من رآهم وفيهم من رأى من رآهم وثبت ذلك عنده بالخبر واليقين ومن الناس من كلمهم وكلموه - 00:00:43ضَ
ومن الناس من يأمرهم وينهاهم ويتصرف فيهم وهذا يكون للصالحين وغير الصالحين وقال انهم مأمورون بالفروع والاصول بحسبهم فانهم ليسوا مماثل الانس في الحد لكنهم مشاركون للانس في جنس التكليف بالامر والنهي والتحليل والتحريم - 00:01:05ضَ
هذا ما لم اعلم فيه نزاعا بين المسلمين وكذلك لم يتنازعوا ان اهل الكفر والفسوق والعصيان منهم مستحقون لعذاب النار كما يدخلها من الادميين لكن تنازعوا في اهل الايمان منهم - 00:01:31ضَ
فذهب الجمهور من اصحاب ما لك والشافعي واحمد وابي يوسف ومحمد الى انهم يدخلون الجنة وروي في حديث رواه الطبراني انهم يكونون في ربض الجنة يراهم الانس من حيث لا يرونهم - 00:01:53ضَ
وذهب طائفة منهم ابو حنيفة فيما نقل عنه الى ان المطيعين منهم يصيرون ترابا كالبهائم ويكون ثوابهم النجاة من النار وهل فيهم رسل ام ليس فيهم الا نذر على قولين - 00:02:11ضَ
فقيل فيهم رسل في قوله تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم وقيل الرسل من الانس والجن فيهم النذر وهذا اشهر فانه اخبر عنهم باتباع دين محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ
وانهم ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى الاية قالوا وقوله الم يأتكم رسل منكم كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وانما يخرج من المالح - 00:02:50ضَ
وكقوله وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والقمر في واحدة واما التكليف بالامر والنهي والتحليل والتحريم فدلائله كثيرة مثل ما في مسلم عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10ضَ
اتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن فانطلقوا فارانا اثار فارانا اثارهم واثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في ايديكم اوفر ما يكون - 00:03:31ضَ
وكل بعرة علف لدوابكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تستنجوا بالعظم والروث وذلك لان لا يفسد عليهم طعامهم وعلفهم وهذا يبين ان من اباح لهم وهذا يبين ان ما اباح لهم من ذلك - 00:03:56ضَ
وهذا يبين انه انما اباح لهم من ذلك ما ذكر اسم الله عليه دون ما لم يذكر اسم الله عليه وقال تعالى واذ زين لهم الشيطان اعمالهم الى قوله اني اخاف الله والله شديد العقاب - 00:04:17ضَ
فاخبر عن الشيطان انه يخاف الله والعقوبة انما تكون على ترك مأمور او فعل محظور وايضا فابليس الذي هو ابو الجن لم تكن معصيته تكذيبا فان الله امره بالسجود. وقد علم ان الله امره - 00:04:35ضَ
ولم يكن بينه وبين الله رسول يكذبه ولما امتنع عن السجود لادم عاقبه الله العقوبة البليغة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سجد ابن ادم ارتجل الشيطان يبكي الحديث - 00:04:55ضَ
وقد قال تعالى في قصة سليمان ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وارسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه من يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير - 00:05:17ضَ
وقد جعل في ذلك ما امرهم به من طاعة سليمان وقد قال تعالى عن ابليس انه عصى ولم يقل انه كذب قد قال تعالى عن الجن يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى - 00:05:35ضَ
الى قوله ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض. الاية وامروا باجابة داعي الله الذي هو الرسول والاجابة والاستجابة هي طاعة الامر والنهي وهي العبادة التي خلق لها الثقلان كما قال تعالى - 00:05:55ضَ
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومن قال ان العبادة هي المعرفة الفطرية الموجودة فيها وان ذلك هو الايمان وهو داخل في الثقلين فقط فان ذلك لو كان كذلك لم يكن من الثقلين كافر - 00:06:19ضَ
والله اخبر بكفر ابليس وغيره من الجن والانس قد قال تعالى لام لان جهنم من الجنة والناس اجمعين. واخبر انه يملؤها منه ومن اتباعه وهذا يبين انه لا يدخلها الا من اتبعه - 00:06:40ضَ
فعلم ان من يدخلها من الكفار والفساق من اتباع ابليس ومعلوم ان الكفار ليسوا بمؤمنين ولا عارفين الله معرفة يكونون بها مؤمنين الى ان قال الى ان قال الشيخ رحمه الله وايضا فقوله تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم - 00:06:58ضَ
يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا الى قوله وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين فبين ان الثقلين جميعا تلت عليهم الرسل ايات الله والدلائل الدالة على هذا والدلائل الدالة على هذا الاصل وما في الحديث والاثار. من كون الجن يحجون ويصلون - 00:07:23ضَ
ويجاهدون وانهم يعاقبون على الذنب كثير جدا قد قال تعالى فيما اخبر عنهم وان منا الصالحون ومنا دون ذلك. كنا طرائق قدداء قالوا مذاهب شتى قالوا مذاهب شتى مسلمين ويهود ونصارى وشيعة وسنة - 00:07:49ضَ
فاخبر ان منهم الصالحون ومنهم دون الصالحين فيكون اما مطيعا في ذلك فيكون مؤمنا واما عاصيا في ذلك فيكون كافرا ولا ينقسم مؤمن الى صالح وغير صالح فان غير الصالح - 00:08:13ضَ
الا يعتقد صلاحه لترك الطاعات والصالح هو القائم بما وجب عليه ودون الصالح لابد ان يكون عاصيا في بعض ما امر به وهو قسم غير الكافر فان الكافر لا يصاب بمثل ذلك - 00:08:33ضَ
وهذا يبين ان فيهم من يترك بعظ الواجبات انتهى ما اورده الشيخ في هذا المعنى قلت وفي زماننا هذا من ينكر وجود الجن اعتمادا على عقله الكاسد ونظره القاصر ولانه لا يؤمن بالغيب ولا شك ان انكار وجود الجن كفر وردة عن الاسلام - 00:08:50ضَ
لانه تكذيب لله ولرسولي ولاجماع المسلمين حيث جاء ذكر الجن في كتاب الله وسنة رسول الله واجمع العلماء على وجودهم ومن ومن الكتاب المعاصرين كان يقر بوجود الجن لكنه ينكر صرعهم للانس - 00:09:14ضَ
ودخولهم فيهم وهذا ضلال وخطأ واضح لانه قد ثبت بالادلة وبالواقع المشاهد لانه قد ثبت بالادلة وبالواقع المشاهد صرعهم للانس والواجب على المسلم ان يسلم لما صحت به النصوص وشهد به الواقع - 00:09:36ضَ
ولا يعتمد على عقله وظنه فينكر شيئا ثابتا وواقعا مشاهدا والله تعالى ولي التوفيق والى الحلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:09:57ضَ