أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|122 من 287|رد الشيخ على المنكرين لعذاب القبر|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والعشرون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله على فضله وانعامه والصلاة والسلام على نبينا محمد صلاة وسلاما دائمين الى يوم القيامة. وعلى اله واصحابه اهل الجد والاستقامة. وبعد قال الشيخ رحمه الله في اثبات عذاب القبر - 00:00:22ضَ
والرد على المنكرين له قال مذهب سائل المسلمين وسائر اهل الملل اثبات القيامة الكبرى وقيام الناس من قبورهم والثواب والعقاب هناك واثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت الى يوم القيامة - 00:00:39ضَ
هذا قول السلف قاطبة واهل السنة والجماعة وانما انكر ذلك في البرزخ قليل من اهل البدع لكن من اهل الكلام من يقول بل هو اي عذاب البرزخ على النفس فقط - 00:01:03ضَ
كانه ليس عنده نفس تفارق البدن. كقول من يقول ذلك من المعتزلة والاشعرية ومنهم من يقول بل هو على النفس فقط بناء على انه ليس في البرزخ عذاب على البدن ولا نعيم. كما يقول ذلك ابن ميسرة - 00:01:19ضَ
انه حجم ومنهم من يقول بل البدن ينعم ويعذب بلا حياة فيه كما قاله طائفة من اهل الحديث والمقصود هنا ان كثيرا من اهل ان كثيرا من اهل الكلام ينكر ان يكون للنفس - 00:01:36ضَ
وجود بعد الموت ولا ثواب ولا عقاب ويزعلون انه لم يدل على ذلك القرآن والحديث كما ان الذين انكروا عذاب القبر والبرزخ مطلقا زعموا انه لم يدل على ذلك القرآن - 00:01:53ضَ
وهذا غلط من القرآن قد بين في غير موضع بقاء النفس بعد فراق البدن. وبين النعيم والعذاب في البرزخ وهو سبحانه بالسورة الواحدة يذكر القيامة الكبرى والصغرى. كما في سورة الواقعة فانه ذكر في اولها القيامة الكبرى - 00:02:09ضَ
وان الناس يكونون ازواجا ثلاثة كما قال تعالى اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا وكنتم ازواجا ثلاثة ثم ثم انه ذكر في اخرها - 00:02:30ضَ
القيامة الصغرى بالموت وانهم ثلاثة اصناف بعد الموت فقال تعالى فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعون ان كنتم صادقين - 00:02:53ضَ
فاما ان كان من المقربين فروحه ريحان وجنة نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتسلية جحيم - 00:03:15ضَ
فهذا فيه ان النفس تبلغ الحلقوم وانهم لا يمكنهم رجعها وبين حال المقربين واصحاب اليمين والمكذبين حينئذ وفي سورة القيامة ذكر ايضا القيامتين وقال لا اقسم بيوم القيامة ثم قال ولا اقسم بالنفس اللوامة وهي نفس الانسان - 00:03:35ضَ
وقد قيل ان النفس تكون لوامة وغير لوامة وليس كذلك بل نفس كل انسان لوامة فانه ليس بشر الا يلوم نفسه ويندم اما في الدنيا واما في الاخرة ثم ذكر معاد البدن فقال ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه - 00:03:57ضَ
فلا قادرين على ان نسوي بنانه بل يريد الانسان ليفتر امامه. يسأل ايان يوم القيامة ووصف حال القيامة الى قوله تظن ان يفعل بها فاقرة ثم ذكر الموت فقال كلا اذا بلغت التراقي - 00:04:19ضَ
وهذا اثبات للنفس وانها تبلغ التراقي كما قال هناك بلغت الحلقوم والتراقي متصلة بالحلقوم ثم قال وقيل من اراق ان يرقيها وقيل من صاعد يصعد بها الى الله؟ والاول اظهر - 00:04:38ضَ
لان هذا قبل الموت فانه قال وظن انه الفراق فدل على انهم يرجونه ويطلبون له راقيا يرقيه. وايضا فصعودها لا يفتقر الى طلب من يرقي من يرقى بها فان لله ملائكة يفعلون ما يؤمرون - 00:04:59ضَ
والرقية اعظم الادوية فانها دواء الروحاني ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المتوكلين لا يسترقون والمراد انه يخاف والمراد انه يخاف الموت ويرجو الحياة بالراقي. ولهذا قال وظن انه الفراق - 00:05:18ضَ
ثم قال والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق فدل على نفس موجودة قائمة بنفسها تساق الى ربها والعرب القائم بغيره لا يساق ولا بدن الميت يعني لا يساق فهذا نص في اثبات نفس تفارق البدن تساق الى ربها - 00:05:39ضَ
كما نطقت بذلك الاحاديث المستفيضة في قبض رح المؤمن وروح الكافر. ثم ذكر بعد هذا صفة الكافر بقوله مع هذا عيدي الذي قدمه فلا صدق ولا صلى وليس المراد ان كل نفس من هذه النفوس كذلك. وكذلك سورة قاف هي في ذكر وعيد القيامة. ومع هذا - 00:06:05ضَ
قال فيها وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ثم قال بعد ذلك ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد فذكر القيامتين الصغرى والكبرى قوله وجاءت سكرة الموت بالحق اي جاءت بما بعد الموت من ثواب وعقاب - 00:06:30ضَ
وهو الحق الذي اخبرت به الرسل ليس مراده انها جاءت بالحق الذي هو الموت فان هذا مشهور لم ينازع فيه ولم يقل احد ان الموت باطل حتى يقال جاءت بالحق. قوله ذلك ما كنت منه تحيد فالانسان. وان كره - 00:06:50ضَ
فهو يعلم انه تلاقيه ملائكته وهذا كقوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. واليقين ما بعد الموت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما عثمان ابن مظعون فقد جاءه اليقين من ربه والا فنفس الموت مجردا - 00:07:10ضَ
ما بعده امر مشهور لم ينازع فيه احد حتى يسمى يقينا وذكر عذاب القيامة والبرزخ معا في غير موضع ذكره في قصة ال فرعون فقال وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا - 00:07:30ضَ
ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وقال في قصة قوم نوح مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا الم يجدوا لهم من دون الله انصارا مع اخبار نوح لهم بالقيامة في قوله والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا - 00:07:51ضَ
وقال عن المنافقين سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. قال غير واحد من العلماء المرة الاولى في الدنيا والثانية في البرزخ ثم يردون الى عذاب عظيم في الاخرة قال تعالى في الانعام ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة ماسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب - 00:08:15ضَ
بما كنتم تقولون على الله غير الحق. كنتم عن اياته تستكبرون. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وهذه صفة حال الموت. وقوله اخرجوا انفسكم دل على وجود النفس التي تخرج من - 00:08:40ضَ
قوله اليوم تجزون عذاب الهول دل على وقوع الجزاء عقب الموت يعني ومنه عذاب ويعني ومنه عذاب القبر. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة - 00:09:00ضَ
القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:17ضَ