أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|134 من 287|تعيين الذبيح من ابني إبراهيم عليهم الصلاة والسلام|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والثلاثون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد فهذه الحلقة الاربعون بعد المئة من برنامج هو على فتاوى ابن تيمية نلقي فيها الاضواء على فتوى اللهو رحمه الله لما سئل عن الذبيح من ولد خليل الله - 00:00:21ضَ

عليه السلام هل هو اسماعيل او اسحاق فاجاب رحمه الله بقوله الحمدلله رب العالمين هذه المسألة فيها مذهبان مشهوران للعلماء كل منهما مذكور عن طائفة من السلف وذكر ابو يعلى في ذلك روايتين عن احمد - 00:00:45ضَ

ونصر انه اسحاق تباعا لابي بكر عبد العزيز وابو بكر اتبع محمد ابن جرير ولهذا يذكر ابو الفرج ابن الجوزي ان اصحاب احمد ينصرون انه اسحاق وانما ينصره هذان ومن اتبعهما - 00:01:08ضَ

ويحكى ذلك عن مالك نفسه لكن حالته طائفة من اصحابه وذكر الشريف ابو علي ابن ابي يوسف ان الصحيح في مذهب احمد انه اسماعيل وهذا هو الذي رواه عبدالله ابن احمد عن ابيه - 00:01:31ضَ

قال مذهب ابي انه اسماعيل وفي الجملة النزاع فيها مشهور ولكن الذي يجب القطع به انه اسماعيل وهذا هو الذي عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة وهو الذي تدل عليه التوراة التي بايدي اهل الكتاب - 00:01:51ضَ

وايضا فيها انه قال لابراهيم اذبح ابنك وحيدة وفي ترجمة اخرى ذكرك واسماعيل هو الذي كان وحيده وبكره لاتفاق المسلمين واهل الكتاب لكن اهل الكتاب حرفوا فزادوا اسحاق اتلقى ذلك عنهم من تلقاه وشاع عند بعض المسلمين انه اسحاق - 00:02:14ضَ

واصله من تحريف اهل الكتاب ومما يدل على انه اسماعيل قصة الذبيح المذكورة في سورة الصافات قال تعالى وبشرناه بغلام حليم قد انطوت البشارة على ثلاث على ان الولد غلام ذكر - 00:02:41ضَ

وانه يبلغ الحلم وانه يكون حليما واي حلم اعظم من حلمه حين عرض عليه ابوه اللبس فقال ستجدني ان شاء الله من الصابرين وقيل لم ينعت الله الانبياء باقل من الحلم وذلك لعزة وجوده - 00:03:02ضَ

ولقد نعت ولقد نعت ابراهيم به في قوله تعالى ان ابراهيم لاواه حليم ان ابراهيم لحليم اواه منيب لان الحادثة شهدت في حلمهما فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى - 00:03:24ضَ

قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. الى قوله وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين. انه من عبادنا المؤمنين - 00:03:49ضَ

وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين فهذه القصة تدل على انه اسماعيل من وجوه احدها انه بشره بالذبيح وذكر قصته اولا - 00:04:07ضَ

فلما استوفى ذلك قال وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحاق تبين انه ما بشارتان تشاركوا بالذبيح وبشارة ثانية باسحاق وهذا بين الثاني انه لم يذكر قصة الذبيح في القرآن الا في هذا الموضع - 00:04:29ضَ

وفي سائر المواضع يذكر البشارة باسحاق خاصة كما في سورة هود من قوله تعالى وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب فلو كان الذبيح اسحاق لكان خلفا للوعد في يعقوب. قال تعالى فاوجس من مخيفة قالوا لا تخف وبشرناه - 00:04:51ضَ

لغلام عنيم فاقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قال تعالى في سورة الحجر قالوا لا توجل وبشروه بغلام عنيم قال بشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين - 00:05:17ضَ

ولم يذكر انه الذبيح ثم لما ذكر البشارتين جميعا البشارة بالذبيح والبشارة باسحاق بعده كان هذا من الادلة على ان اسحاق ليس هو الذبيح ويؤيد ذلك انه ذكر هيبته وهيبة يعقوب لابراهيم في قوله تعالى وهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا - 00:05:40ضَ

صالحين ولم يذكر الله الذبيح الوجه الثالث انه ذكر في الذبيح انه غلام حليم ولما ذكر البشارة باسحاق ذكر البشارة بغلام عليم في غير هذا الموضع والتخصيص لابد له من حكمة - 00:06:08ضَ

وهذا مما يقوي اقتران الوصفين اقتران الوصفين والحلم هو مناسب للصبر الذي هو خلق ذبيح واسماعيل وصف بالصبر في قوله تعالى واسماعيل واليسع وذا الكفل كل من الصابرين وهذا ايضا وجه ثالث فانه قال في الزبيح يا ابت افعل ما تؤمر - 00:06:26ضَ

ستجدني ان شاء الله من الصابرين وقد وصف الله اسماعيل انه من الصابرين فوصف الله تعالى اسماعيل بصدق الوعد في قوله تعالى انه كان صادق الوعد لانه وعد اباه من نفسه الصبر على الذبح - 00:06:53ضَ

فوفى به الوجه الرابع ان البشارة باسحاق كانت معجزة لان العجوز عقيم. ولهذا قال الخليل عليه السلام ابشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرون؟ وقالت امرأة واعالج وانا عجوز وهذا بعلي شيخا - 00:07:11ضَ

فقد سبق ان البشارة باسحاق في حال الكبر وكانت البشارة مشتركة بين ابراهيم وامرأته واما البشارة بالذبيح فكانت لابراهيم عليه السلام وامتحن بذبحه دون الام المبشرة به وهذا مما يوافق وهذا مما يوافق ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في الصحيح وغيره - 00:07:32ضَ

من ان اسماعيل لما ولدته هاجر غارت سارة فذهب ابراهيم باسماعيل وامه الى مكة وهناك امر بالذبح وهذا مما يؤيد ان هذه الذبيح دون ذلك. ومما يدل على ان الذبيحة ليس هو اسحاق. ان الله تعالى قال فبشرناها باسحاق - 00:07:59ضَ

قال فبشرناها باسحاق ونورا اسحاق يعقوب فكيف يأمر بعد ذلك بذبحه؟ والبشارة بيعقوب تقتضي ان اسحاق يعيش ويولد له يعقوب بل يعقوب انما ولد بعد موت ابراهيم عليهما السلام وقصة الذبيح كانت في حياة ابراهيم بلا ريب - 00:08:22ضَ

مما يدل على ذلك ان قصة الذبيح كانت بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة كان قرن الكبش بالكعبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسادم اني امرك اني امرك ان تخمر - 00:08:44ضَ

ما يمكنش فانه لا ينبغي ان يكون في القبلة ما يلهي المصلي ولهذا جعلت من محلا للنسك من عهد ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وهما اللذان بنيا البيت بنص القرآن ولم ينقل احد ان اسحاق ذهب الى مكة لا من اهل الكتاب ولا غيرهم - 00:09:03ضَ

لكن بعض المؤمنين يزعمون ان قصة الذبح كانت بالشام فهذا افتراء فان هذا لو كان ببعض جبال الشام لعرف ذلك الجبل وربما جعل منسكا كما جعل المسجد كما جعل المسجد الذي بناه ابراهيم. وما حوله من المشاعر - 00:09:26ضَ

انتهى ما ذكره الشيخ في قصة الذبيح ومنه اتضح ان الذبيح اسماعيل عليه السلام والحمد لله رب العالمين وبهذا انتهى هذه الحلقة صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:46ضَ