أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|144 من 287|موقف المسلم مما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والاربعون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم باحسان وبعد يتكلم الشيخ رحمه الله عن الذين اسلموا من الصحابة رضي الله عنهم عام الفتح - 00:00:22ضَ
وعما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما فيقول الطلقاء الذين اسلموا عام الفتح مثل معاوية واخيه يزيد وعكرمة ابن ابي جهل وصفوان ابن امية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو قد ثبت بالتواتر عند الخاصة اسلامهم - 00:00:39ضَ
وبقاؤهم على الاسلام الى حين الموت ومعاوية اظهر اسلاما من غيره فانه تولى اربعين سنة عشرين سنة نائبا لعمر وعثمان مع ما كان في خلافة علي رضي الله عنه وعشرين سنة مستوليا - 00:01:03ضَ
وانه تولى سنة ستين بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة وسلم اليه الحسن بن علي رضي الله عنهما الامر عام اربعين الذي يقال له عام الجماعة الذي يقال له عام الجماعة لاجتماع الكلمة وزوال الفتنة بين المسلمين - 00:01:21ضَ
وهذا الذي فعله الحسن رضي الله عنه مما اثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم به. كما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن ابي بكر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين - 00:01:44ضَ
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم مما اثنى به على ابنه الحسن ومدحه عليه ان اصلح الله تعالى به بين فئتين اثنتين من المسلمين وذلك حين سلم الامر الى معاوية وكان قد سار كل منهما - 00:02:08ضَ
الى الاخر بعساكر عظيمة فلما اثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بالاصلاح وترك القتال دل على ان الاصلاح بين تلك الطائفتين كان احب الى الله تعالى من فعله - 00:02:26ضَ
دل على ودل على ان الاقتتال لم يكن مأمورا به ولو كان معاوية كافرا لم تكن لم لم تكن تولية كافر وتسليم الامر اليه مما يحبه الله ورسوله بل دل الحديث على ان معاوية واصحابه كانوا مؤمنين. كما ان الحسن واصحابه كانوا مؤمنين - 00:02:41ضَ
وان الذي فعله الحسن كان محمودا عند الله تعالى محبوبا مرضيا له ولرسوله وهذا كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري انه قال - 00:03:08ضَ
تمرق مارقة على حين فرقة من الناس فتقتلهم اولى الطائفتين بالحق وفي لفظ فتقتلهم ادناهم الى الحق فهذا الحديث الصحيح دليل على ان كلا الطائفتين المقتتلتين علي واصحابه ومعاوية واصحابه على حق - 00:03:23ضَ
وان عليا واصحابه كانوا اقرب الى الحق من معاوية واصحابه فان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هو الذي قاتل المارقين وهم الخوارج الحرورية الذين كانوا من شيعة علي ثم خرجوا عليه وكفروه. وكفروا من والاه ونصبوا له العداوة. وقاتلوا - 00:03:46ضَ
ومن معه وهم الذين اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة المستفيضة بل المتواترة حيث قال فيهم يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم - 00:04:07ضَ
يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الظمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم ان في قتلهم اجرا عند الله يوم القيامة ايتهم ان فيهم رجلا مخدج اليدين له عضل عليها شعرات تبربر - 00:04:24ضَ
وهؤلاء هم الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه. وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافرا وقتلوا احد وقتله احد رؤوسهم عبدالرحمن بن ملجم المرادي فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون اذ قالوا انا عمر - 00:04:45ضَ
ومعاوية ومن معهما كانوا كفارا مرتدين فان من حجة المسلمين عليهم ما تواتر من ايمان الصحابة وما ثبت بالكتاب والسنة من مدحهم من مدح الله تعالى لهم وثناء الله عليهم ورضاه عنهم - 00:05:06ضَ
واخباره بانهم من اهل الجنة ونحو ذلك من النصوص ومن لم يقبل هذه الحجج لم يمكنه ان يثبت ايمان علي بن ابي طالب وامثاله فانه لو قال هذا الناصبي للرافضي ان عليا كان كافرا او فاسقا او ظالما وانه قاتل على الملك بطلب الرياسة لا للدين - 00:05:25ضَ
وانه قتل من اهل الملة من امة محمد صلى الله عليه وسلم بالجمل والصفين وحرورة انوفا مغلفة ولم يقاتل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كافرا ولا فتح مدينة بل قاتل اهل القبلة - 00:05:48ضَ
ونحو هذا الكلام الذي تقوله النواصب المفيدون لعلي رضي الله عنه لم يكن ليجيب هؤلاء النواصب الا اهل السنة والجماعة الذين يحبون السابقين الاولين كن لهم ويوالونهم. فيقولون لهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة. والزبير ونحوهم ثبت بالتواتر ايمانهم وهجرتهم - 00:06:03ضَ
وجهادهم وثبت في القرآن ثناء الله عليهم والرضا عنهم وثبت بالاحاديث الصحيحة انه النبي صلى الله عليه وسلم عليهم كفوفا وعموما. كقوله في الحديث المستفيض عنه لو كنتم متخذا من اهل الارض خليلا اتخذت ابا بكر خليلا - 00:06:27ضَ
وقوله انه قد كان في الامم قبلكم محدثون فإن كنت امتي احد فعمر وقوله عن عثمان الا استحي ممن تستحي منه الملائكة وقوله لعلي لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه - 00:06:48ضَ
وقوله لكل نبي حواريون وحواري الزبير وامثال ذلك واما الرافظي فلا يمكنه اقامة الحجة على من يبغظ عليا من النواصب كما يمكن ذلك اهل السنة الذين يحبون الجميع فانه ان قال اسلام علي معلوم بالتواتر - 00:07:11ضَ
قال له وكذلك اسلام ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم ما معلوم بالتواتر وانت تطعن في هؤلاء اما في اسلامهم واما في عدالتهم فان قال ايمان علي ثبت بثناء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:31ضَ
قلنا له هذه الاحاديث انما نقلها الصحابة الذين تطعن انت فيهم ورواة فضائلهم سعد بن ابي وقاص وعائشة وسهل بن سعد الساعدي وامثالهم والرافضة تقدح في هؤلاء. فان كانت رواية هؤلاء وامثالهم ضعيفة - 00:07:50ضَ
بطل كل فضيلة تروى لعلي ولم يكن للرافضة حجة وان كانت روايتهم صحيحة ثبتت فضائل علي وغيره ممن روى هؤلاء فضائله كابي بكر وعمر روى عثمان وغيرهم الى ان قال رحمه الله في حق معاوية رضي الله عنه فان معاوية ثبت بالتواتر انه امره النبي صلى الله عليه - 00:08:10ضَ
وسلم كما امر غيره وجاهد معه وكان امينا عنده يكتب له الوحي وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي. وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من اخبر الناس بالرجال قد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته - 00:08:35ضَ
وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اباه ابا سفيان الى ان مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ولايته ومعاوية خير من ابيه واحسن اسلاما من ابيه باتفاق المسلمين - 00:08:55ضَ
واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ولى اباه وولايته من باب اولى واحرى. والله اعلم بهذا القدر فانتهي هذه الحلقة. والى الحلقة القادمة باذن الله. وصلى الله وسلم على - 00:09:09ضَ
نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:23ضَ