أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|145 من 287|وجوب الكف عن أعراض الصحابة وموقف المسلم من الفتن السابقة واللاحقة
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والاربعون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه. ومن اتبعه ووالاه وبعدي يواصل شيخ الاسلام رحمه الله الكلام في الدفاع عن الصحابة ويستطرد في ذلك بعد كلام بعد الكلام عن ابي سفيان وابنه معاوية رضي الله تعالى عنهما - 00:00:22ضَ
ويقول في حق يزيد ابن معاوية بل يزيد ابن معاوية مع ما احدث من الاحداث من قال فيه انه كافر مرتد فقد افترى عليه. بل كان ملكا لملوك المسلمين كسائر ملوك المسلمين - 00:00:43ضَ
واكثر الملوك لهم حسنات ولهم سيئات وحسناتهم عظيمة وسيئاتهم عظيمة. فالطاعن في واحد منهم دون نظرائه اما جاهل واما ظالم وهؤلاء لهم مال سائر المسلمين. منهم من تكون حسناته واكثر من سيئاته - 00:00:59ضَ
ومنهم من قد تاب من سيئاته ومنهم من كفر الله عنه ومنهم من قد يدخله الجنة ومنهم من قد يعاقبه لسيئاته ومنهم من يتقبل الله فيه شفاعة نبي او غيره - 00:01:18ضَ
من الشفعاء كالشهادة لواحد من هؤلاء بالنار هو من اقوال اهل البدع والضلال وكذلك قصد لعنة احد وكذلك قصد لعنة احد منهم بعينه ليس هو من اعمال الصالحين الابرار وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعن الله الخمرة وعاصرها ومعتصرها وحاملها وساقيها وشاربها وبائعها - 00:01:33ضَ
ومشتريها واكل ثمنها وصح عنه انه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يكثر شربها يدعى حمارا وكان كلما اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم جلده فاوتي به ليجلده مرة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به النبي صلى الله عليه - 00:02:00ضَ
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم شارب الخمر عموما ونهى عن لعنة المؤمن المعين كما انا نقول ما قاله الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يكونون في بطونهم نارا - 00:02:24ضَ
الا ينبغي لاحد ان يشهد لواحد بعينه انه في النار بامكانه ان يتوب او يغفر له الله بحسنات ماحية او مصائب مكفرة او شفاعة مقبولة او يعفو الله عنه او غير ذلك - 00:02:47ضَ
فهكذا الواحد من الملوك او غير الملوك. وان كان صدر منه ما هو ظلم فان ذلك لا يوجب ان نلعنه. ونشهد له بالنار ومن دخل في ذلك كان من اهل البدع والضلال - 00:03:04ضَ
فكيف اذا كان للرجل حسنات عظيمة وجاء له بها المغفرة مع ظلمه كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اول جيش يغزو قسطنطينية مغفور له - 00:03:18ضَ
واول جيش غزاها كان اميرهم يزيد ابن معاوية. وكان معه في الغزاة ابو ايوب الانصاري توفي هناك وقبره هناك الى الان ولهذا كان المقتصدون من ائمة السلف يقولون في يزيد وامثاله انا لا نسبهم ولا نحبهم - 00:03:33ضَ
اي لا نحب ما صدر منهم من ظلم والشخص الواحد يجتمع فيه حسنات وسيئات وطاعات ومعاصي. وبر وفجور وشرور زور وشر فيثيبه الله على حسناته ويعاقبه على سيئاته ان شاء - 00:03:53ضَ
او يغفر له ويحب ما فعله من الخير ويبغض ما فعله من الشر فاما من كانت سيئاته صغائر فقد وافقت المعتزلة على ان الله يغفرها واما صاحب الكبيرة فسلف الامة - 00:04:15ضَ
ائمتها وسائر اهل السنة والجماعة لا يشهدون له بالنار. بل يجوزون ان يغفر الله له كما قال تعالى. ان الله الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:04:31ضَ
فهذه في حق من لم يشرك فانه قيدها بالمشيئة. واما قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا فهذا في حق من تاب. ولذلك اطلق وعم. والخوارج والمعتزلة يقولون ان صاحب الكبيرة يخلد في النار - 00:04:45ضَ
ثم انه قد يتوهمون في بعض الاخيار انه من اهل الكبائر. كما تتوهم الخوارج في عثمان وعلي واتباعهما انه مخلدون في النار كما يتوهم بعض ذلك كما يتوهم بعض ذلك في مثل معاوية - 00:05:08ضَ
وعمرو بن العاص وامثالهما ويبنون مذاهبهم على مقدمتين باطلتين. احداهما ان فلانا من اهل الكبائر. والثاني ان كل صاحب كبيرة يخلد في النار كلا القولين باطل. واما الثاني فباطل على الاطلاق. واما الاول فقد يعلم بطلانه فقد يتوقف فيه. ومن قال عن معاوية - 00:05:26ضَ
وامثاله ممن ظهر اسلامه وصلاته وحجه وصيامه انه لم يسلم وانه كان مقيما على الكفر فهو بمنزلة من يقول ذلك في غيره كما لو ادعى مدع ذلك في العباس وجعفر وعقيل وفي ابي بكر وعمر وعثمان. وكما لو ادعى ان الحسن والحسين ليسا ولدي علي ابن ابي طالب - 00:05:49ضَ
انما هما اولاد سلمان الفارسي ولو ادعى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج ابنة ابي بكر وعمر ولم يزوج بنتيه عثمان الانكار الاسلامي معاوية اقبح من انكار هذه الامور - 00:06:14ضَ
فان منها ما لا يعرفه الا العلماء. واما اسلام معاوية وولايته على المسلمين. والامارة والخلافة وولايته على المسلمين والامارة والخلافة فامر يعرفه جماهير الخلق ولو انكر منكر اسلام علي وادعى بقاءه على الكفر لم يحتج عليه لم يحتج عليه الا بمثل ما يحتج به على من - 00:06:29ضَ
انكر اسلام ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم وان كان بعضهم افضل من بعض فتفاضلهم لا يمنع اشتراكهم في ظهور اسلامهم. واما قول القائل ايمان معاوية كان نفاقا او ايظا من من الكذب المختلق فانه ليس في علماء المسلمين من اتهم معاوية بالنفاق - 00:06:55ضَ
بل العلماء متفقون على حسن اسلامه ومعاوية واخوه يزيد فلم يتنازعوا في في حسن اسلامهم كما كما لم يتنازعوا في حسن اسلام عكرمة ابن ابي جهل وسهيل بن عمرو صفوان ابن امية وامثالهم من مسلمة الفتح - 00:07:17ضَ
وكيف يكون رجل متوليا على المسلمين اربعين سنة نائبا ومستقلا يصلي بهم الصلوات الخمس ويخطب ويعظهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيم فيهم الحدود ويقسم بينهم فياهم ومغانمهم وصدقاتهم ويحج بهم. ومع هذا يخفى نفاقه عليهم كلهم - 00:07:40ضَ
وفيهم من اعيان الصحابة جماعة كثيرة. بل ابلغ من ذلك انه ولله الحمد لم يكن من الخلفاء الذين لهم ولاية عامة من خلفاء بني وميتة وبني العباس احد اتهم بالزندقة والنفاق. وان كان قد ينسب الرجل منهم الى نوع من البدعة - 00:08:04ضَ
او نوع من الظلم لكن لم ينسب لكن لم ينسب لكن لم ينسب احدا منهم من اهل العلم الى زندقة ونفاق اتفق العلماء على ان معاوية افضل ملوك هذه الامة - 00:08:23ضَ
فان الاربعة قبله كانوا خلفاء نبوة فانه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ثم تصير ملكا. وكان ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم هم الخلفاء الراشدين - 00:08:41ضَ
والائمة المهديين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها او عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة. وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة - 00:09:00ضَ
الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:20ضَ