أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|152 من 287|الفرق بين مذهب السلف ومذهب الخلف في الصفات|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والخمسون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه وكل من اتبعه وواله وبعد ابدى الشيخ رحمه الله مقارنة بين مذهب السلف في اسماء الله وصفاته وبين مذاهب مخالفيهم فقال - 00:00:23ضَ

ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه كما لا يمثلون ذاته بذات بذوات خلقه. ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فيعطل اسماءه الحسنى - 00:00:43ضَ

وصفاته العليا ويحرف الكلم عن مواضعه ويلحد في اسماء الله واياته وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل فهو جامع بين التعطيل والتمثيل اما المعطلون فانهم لم يفهموا من اسماء الله وصفاته الا ما هو اللائق بالمخلوق ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات - 00:01:01ضَ

وقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل مثلوا اولا وعتق الواخرة وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من اسمائه وصفاته بالمفهوم من اسماء خلقه وصفاته. وصفاتهم وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الاسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى - 00:01:25ضَ

فانه اذا قال القائل لو كان الله فوق العرش لزم اما ان يكون اكبر من العرش او اصغر او مساويا. كل ذلك من المحال نحو ذلك من الكلام فانه لم يفهم من كون الله على العرش الا ما يثبت لاي جسم كان على اي جسم كان. وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم - 00:01:49ضَ

اما استواء يليق بجلال الله تعالى ويختص به فلا يلزمه شيء من اللوازم الباطلة التي يجب نفيها كما يلزم من سائر الاجسام وصار هذا مثل قول الممثل اذا كان وللعالم صانع فاما ان يكون جوهرا او عرظا - 00:02:11ضَ

وكلاهما محال الا يعقل موجود الا هذان. وقوله اذا كان مستويا على العرش فهو مماثل لاستواء الانسان على السرير والفلك اذ لا اذ لا يعلم الاستواء الا هكذا فان كليهما مثل وكليهما عطل حقيقة ما وصف الله - 00:02:33ضَ

به نفسه وامتاز الاول بتعطيل كل اسم للاستواء الحقيقي وامتاز الثاني باثبات استواء هو من خصائص المخلوقين والقول الفاصل هو ما عليه هو ما عليه الامة الوسط. من ان الله سبحانه مستو على عرشه استواء يليق - 00:02:53ضَ

بجلاله ويختص به فكما انه موصوف لانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه سميع بصير ونحو ذلك ولا يجوز ان يثبت للعلم والقدرة خصائص الاعراض التي التي لعلم المخلوقين وقدرتهم - 00:03:13ضَ

فكذلك هو سبحانه فوق العرش ولا يثبت ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوق على المخلوق ولوازمه واعلم انه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق ما يوجب مخالفة الطريق السلفي - 00:03:33ضَ

نيتي اصله ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الامة من المتأولين لهذا الباب في امر مريج فان من انكر الرؤيا يزعم ان العقل يحيلها وانه مضطر الى التأويل. ومن يحيل ان الله ان لله علما - 00:03:54ضَ

قدرة وان يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك تقول ان العقل احال ذلك فاضطر الى التأويل قال من ينكر حقيقة حشر الاجساد والاكل والشرب الحقيقي في الجنة يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر - 00:04:13ضَ

الى التعويل. ومن يزعم ان الله ليس فوق العرش يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى التأويل ويكفيك دليلا على فساد قول هؤلاء انه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل. بل منهم من يزعم ان العقل جوز - 00:04:33ضَ

واوجب ما يدعي الاخر ان العقل احاله فيا ليت الشعر باي عقل يوزن الكتاب والسنة رضي الله عن الامام ما لك بن انس حيث قال اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء - 00:04:53ضَ

وكل من هؤلاء مخصوم بما خصم به الاخر وهو من وجوه احدها بيان ان العقل لا يحيل ذلك والثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل التأويل والثالث ان عامة هذه الامور قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطرار. كما انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان - 00:05:14ضَ

فالتأويل الذي يحيلها عن عن هذا بمنزلة تأويل القرامطة والباطنية في الحج والصلاة والصوم وسائر ما جاءت به النبوات والرابع ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص. وان كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل - 00:05:36ضَ

ما يعجز العقل عن درك التفصيل فيه وانما يعلمه مجملا الى غير ذلك من الوجوه على ان الاساطين والفحول من هؤلاء معترفون بان العقل لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية - 00:05:58ضَ

واذا كانت هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه ومن المعلوم للمؤمنين ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا - 00:06:15ضَ

وانه بين للناس ما اخبرهم به من الامور من امور الايمان بالله واليوم الاخر والايمان والايمان بالله واليوم الاخر يتضمن الايمان بالمبدأ والميعاد وهو الايمان بالخلق والبعث كما جمع بينهما في قوله تعالى - 00:06:34ضَ

ومن الناس من يقول امنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين قال تعالى ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة وقال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده قد بين الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر ما هدى الله به عباده - 00:06:52ضَ

وكشف به مراده ومعلوم للمؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم من غيره بذلك وانصح من غيره للامة وافصح من غيره عبارة وبيانا بل هو اعلم الخلق بذلك وانصح الخلق للامة وافصحهم - 00:07:16ضَ

فقد اجتمع في حقه صلى الله عليه وسلم كمال العلم والقدرة والارادة ومعلوم ان المتكلم او الفاعل اذا كمل علمه وقدرته وارادته كمل كلامه وفعله وانما يدخل النقص اما من نقص علمه واما من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان - 00:07:34ضَ

والرسول هو الغاية في كمال العلم والغاية في ارادة البلاغ المبين والغاية في قدرته على البلاغ المبين. وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. وبهذا القدر انتهت هذه الحلقة. فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله - 00:07:58ضَ