بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والخمسون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد يبين الشيخ رحمه الله معاني التأويل وايها التعويل الذي لا يعلمه الا الله - 00:00:22ضَ

ليقطع بذلك حجة الذين جعلوا اسماء الله وصفاته مما لا يعلم تأويله الا الله وهم من يسمون بالمفوضة فيقول رحمه الله فان لفظ التأويل يراد به ثلاث معان فالطويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو صرف اللفظ - 00:00:47ضَ

عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح بدليل يقترن بذلك فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهره تأويلا على اصطلاح هؤلاء وظنوا ان مراد الله تعالى بلفظ التأويل ذلك وان للنصوص تأويلا يخالف مدلولها - 00:01:10ضَ

لا يعلمه الا الله ولا يعلمه المتأولون ثم كثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها وظاهرها مراد مع قولهم ان لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله وهذا تناقض وقع فيه كثير - 00:01:31ضَ

من هؤلاء المنتسبين الى اصحاب الائمة الاربعة وغيرهم والمعنى الثاني للتأويل انه تفسير الكلام سواء وافق ظاهره او لم يوافقه وهذا هو التعويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم وهذا التأويل يعلمه الراسخون في العلم. وهو موافق لوقف من وقف من السلف على قوله - 00:01:50ضَ

وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم كما نقل ذلك كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن اسحاق وابن قتيبة وغيرهم وكلا وكلا القولين حق باعتباره - 00:02:18ضَ

ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق والمعنى الثالث للتأويل انه هو الحقيقة التي يؤول الكلام اليها وان وافقت الظاهرة فتأويل ما اخبر الله به في الجنة من الاكل والشرب واللباس والنكاح وقيام الساعة - 00:02:39ضَ

غير ذلك هو الحقائق الموجودة انفسها لا ما يتصور من معانيها في الاذهان ويعبر عنه اللسان وهذا هو التأويل في لغة القرآن. كما قال تعالى عن يوسف انه قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. قال تعالى هل ينظرون الا تأويله - 00:03:00ضَ

يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا - 00:03:26ضَ

وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه الا الله وتعويل الصفات هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف كمالك ووغيره الاستواء معلوم والكيف مجهول - 00:03:44ضَ

فالاستواء معلوم يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة اخرى وهو من التأويل الذي يعلمه الراسخون في العلم واما كيفية ذلك الاستواء ها هو التأويل الذي لا يعلمه الا الله فقد روي عن ابن عباس - 00:04:06ضَ

ما ذكره عبدالرزاق وغيره في تفسيرهم عنه انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:04:26ضَ

فمن ادعى علمه فهو كاذب. وهذا كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى - 00:04:49ضَ

اعددت لعبادي اعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله تعالى. وان كنا نفهم معاني ما خوطبنا به - 00:05:05ضَ

ونفهم من الكلام ما قصد افهامنا اياه كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال افلم يتدبروا القول فامر بتدبر القرآن كله لا بتدبر بعضه قال ابو قال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن. عثمان بن عفان - 00:05:26ضَ

وعبدالله بن مسعود غيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قال فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا - 00:05:51ضَ

وقال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية واسأله عنها والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة التي اوجبت التي اوجبت الظلالة في باب العلم والايمان - 00:06:08ضَ

لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان من جعل الرسول غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل عليه ولا جبريل جعله غير عالم بما بالسمعيات ولم يجعل القرآن هدى ولا بيانا للناس - 00:06:29ضَ

فثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية فلا يجعلون عند الرسول وامته في باب معرفة الله عز وجل لا علوما عقلية ولا سمعية وهم قد شاركوا الملاحدة في هذه من وجوه متعددة وهم مخطئون - 00:06:47ضَ

بما نسبوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل كما اخطأوا في ذلك كما اخطأ في ذلك اهل التحريف والتأويلات الفاسدة وسائر اصناف الملاحدة ثم ذكر الشيخ رحمه الله - 00:07:05ضَ

كثيرا من كلام السلف في اثبات اسماء الله وصفاته كما جاءت مع اعتقاد معانيها ووصف الله بها وتفويض معرفة كيفيتها الى الله على قاعدة الاستواء معلوم والكيف مجهول وانهم يقولون امروها كما جاءت بلا كيف - 00:07:22ضَ

قال الشيخ رحمه الله فقولهم رضي الله عنهم امروها كما جاءت رد على المعطلة وقولهم بلا كيف؟ رد على الممثلة قال الشيخ ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول - 00:07:45ضَ

ولما قالوا امروها كما جاءت بلا كيف فان الاستواء حين اذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم وايضا فانه لا يحتاج الى نفي الكيفية اذا لم يفهم معنى اللفظ وانما يحتاج الى نفي الكيفية اذا اثبتت الصفات - 00:08:08ضَ

وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:08:33ضَ