أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|156 من 287|معاني المعية|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والخمسون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. يبين الشيخ رحمه الله معنى معية الله لخلقه وانها لا تنافي علوه فوق مخلوقاته واستواءه على عرشه فيقول المعية تختلف احكامها بحسب الموارد - 00:00:22ضَ
فلما قال يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها الى قوله وهو معكم اينما كنتم دل ظاهر الخطاب على ان حكم هذه المعية ومقتضاها انه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف انه معهم بعلمه - 00:00:41ضَ
وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته كذلك في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الله ورابعهم الى قوله وهو معكم اينما كنتم الاية ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار - 00:01:01ضَ
لا تحزن ان الله معنا كان هذا ايضا حقا على ظاهره ودلت الحال على ان ودلت الحالة على ان حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد كذلك قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وكذلك قوله لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى - 00:01:17ضَ
هنا المعية على ظاهرها هو حكمها في هذه المواطن النصر والتأييد وقد يدخل على صبي وقد يدخل على صبي من يخيفه فيبكي فيشرف عليه ابوه من فوق السقف فيقول لا تخافان معك او انا ها هنا - 00:01:44ضَ
او انا حاضر او نحو ذلك انبهه على المعية الموجبة بحكم الحال دفع المكروه تفرق بين المعية وبين مقتضاها او ففرق بين معنى المعية وبين مقتضاها وربما صار مقتضاها من معناها - 00:02:05ضَ
فيختلف باختلاف المواضع فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع امورا لا يقتضيها في الموضع الاخر فاما ان تختلف دلالتها بحسب المواضع او تدل على قدر مشترك في جميع مواردها - 00:02:26ضَ
وان امتاز كل موضع بخاصية فعلى التقدير ان ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال صرفت عن ظاهرها ونظيرها من بعض الوجوه الربوبية والعبودية فانهما - 00:02:49ضَ
وان اشتركا في لفظ الربوبية والعبودية فلما قال رب العالمين رب موسى رب فلما قال رب العالمين رب موسى وهارون كانت ربوبية موسى وهارون لها اختصاص زائد على الربوبية العامة للخلق - 00:03:09ضَ
فان من اعطاه الله من الكمال اكثر مما اعطى غيره فقد ربه ورباه ربوبية وتربية اكمل من غيره. وكذلك قوله عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وسبحان الذي اسرى بعبده ليلا - 00:03:28ضَ
فان العبد تارة يعنى به المعبد فيعم جميع الخلق كما في قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وتارة يعنى به العابد فيخص ثم يختلفون فمن كان اعبد علما - 00:03:49ضَ
وحالا كانت عبوديته اكمل. فكانت الاظافة في حقه اكمل. مع انها حقيقة في جميع المواظع ومثل هذه الالفاظ يسميها بعظ الناس مشككة لتشكك المستمع فيها هل هي من قبيل الاسماء المتواطية - 00:04:09ضَ
او من قبيل المشتركة في اللفظ فقط والمحققون يعلمون انها ليست خارجة عن جنس المتواطئة اذ واضع اللغة انما وضع اللفظ بايزاء القدر المشترك وان كانت نوعا مختصا من المواطأة - 00:04:28ضَ
فلا بأس بتخصصها فلا بأس بتخصيصها بلفظ ومن علم ان المعية تضاف الى كل نوع من انواع المخلوقات كاظافة الربوبية مثلا وان الاستواء ليس الا للعرش وان الله يوصف بالعلو والفوقية الحقيقية - 00:04:45ضَ
ولا يوصف بالسفول ولا بالتحتية قط لا حقيقة ولا مجازة علم ان القرآن على ما هو عليه من غير تحريف ثم من توهم ان كون الله في السماء بمعنى ان السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب - 00:05:05ضَ
فهو كاذب ان نقله عن غيره وظال ان اعتقده في ربه وما سمعنا احدا يفهم هذا من اللفظ ولا رأينا احدا نقله عن عن واحد ولو سئل سائر المسلمين هل تفهمون من قول الله ورسوله ان الله في السماء ان السماء تحوي - 00:05:21ضَ
لبادر كل واحد منهم الى ان يقول هذا شيء لم يخطر ببالنا واذا كان الامر هكذا فمن التكلف ان يجعل ظاهر اللفظ شيئا مما لا يفهمه الناس مما لا يفهمه الناس منه ثم يريد ان يتأوله - 00:05:40ضَ
بل عند الناس ان الله في السماء وهو على العرش واحد اذ السماء انما يراد به العلو هل معنى ان الله في العلو لا في السبل وقد علم المسلمون ان كرسيه سبحانه وتعالى وسع السماوات والارض. وان الكرسي في العرش كحلقة ملقاة - 00:06:02ضَ
بارض فلاة وان العرش خلق من مخلوقات الله لا نسبة له الى قدرة الله وعظمته فكيف يتوهم بعد هذا ان خلقا يحصره ويحويه قد قال سبحانه ولاصلبنكم في جذوع النخل - 00:06:22ضَ
وقال فسيروا في الارض بمعنى علا ونحو ذلك وهو كلام عربي حقيقة لا مجاز وهذا يعلمه من عرف حقائق معاني الحروف وانها متواطئة في الغالب لا مشتركة كذلك قوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:41ضَ
اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبص قبل وجهه الحديث فالحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلي بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات - 00:06:59ضَ
فان الانسان لو انه يناجي السماء او يناجي الشخص والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايضا قبل وجهه وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بذلك ولله المثل الاعلى - 00:07:16ضَ
ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وامكانه لا تشبيه الخالق بالمخلوق. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيرى الا سيرى ربه مخليا به فقال له ابو رزين العقيلي كيف يا رسول الله وهو واحد ونحن جميع - 00:07:32ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم سانبئك بمثل ذلك في الاء الله هذا القمر كلكم يراه مخليا به وهو اية من ايات الله فالله اكبر او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:54ضَ
وقال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر تشبه الرؤية بالرؤية وان لم يشبه وان تشبه الرؤية بالرؤية وان لم يكن المرئي مشابها للمرء فالمؤمنون اذا رأوا ربهم يوم القيامة وناجوه كل يراه فوقه - 00:08:10ضَ
قبل وجهه كما يرى الشمس والقمر لا منافاة اصلا ومن كان له نصيب من المعرفة بالله والرسوخ في العلم بالله فيكون اقراره يكون اقراره للكتاب والسنة على ما هما عليه اوكد. وبهذا القدر نكتفي في هذه - 00:08:33ضَ
فالى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:52ضَ