أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|157 من 287|تفويض النصوص ليس طريقة السلف|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعاني الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والخمسون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد قد رد الشيخ رحمه الله على الذين يقولون ان طريقة السلف تفويض نصوص الصفات من غير اعتقاد لما يدل عليه ظاهرها. قال رحمه الله اعلم - 00:00:22ضَ

ان من المتأخرين من يقول مذهب السلف امرارها مذهب السلفي اقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد ان ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل فان قوله ظاهرها غير مراد يحتمل انه اراد بالظاهر نعوت المخلوقين - 00:00:42ضَ

وصفات المحدثين مثل ان يراد بكون الله قبل وجه المصلي انه مستقر في الحائط الذي يصلي اليه. وان الله معنا ظاهره انه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك ان هذا غير مراد. ومن قال ان مذهب السلف ان هذا غير مراد فقد اصاب في المعنى. لكن اخطأ باطلاق - 00:01:03ضَ

القول بان هذا ظاهر الايات والاحاديث فان هذا المحال ليس هو الظاهر. اللهم الا ان يكون هذا المعنى الممتنع يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيبا بهذا كبار معذورا في هذا الاطلاق - 00:01:25ضَ

فان الظهور والبطون قد يختلف باختلاف احوال الناس وهو من الامور النسبية وكان الاحسن من هذا ان يبين لمن اعتقد ان هذا هو الظاهر ان هذا ليس هو الظاهر. حتى يكون حتى يكون قد اعطي كلام الله كلام رسوله - 00:01:44ضَ

حقه لفظا ومعنى وان كان الناقل عن السلف اراد بقوله الظاهر غير مراد ان المعاني التي تظهر من هذه الايات والاحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته. ولا يختص بصفة المخلوقين - 00:02:04ضَ

هل هي واجبة لله وجائزة عليه جوازا ذهنيا او جوازا خارجيا غير مراد فهذا قد اخطأ فيما نقله عن السلف او تعمد الكذب فما يمكن احد قط ان ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصا ولا ظاهرا انهم كانوا يعتقدون ان الله ليس فوق العرش - 00:02:22ضَ

ولعل الله ليس له سمع ولا بصر ولا يد حقيقية وقد رأيت هذا المعنى ينتحله بعض من يحكيه عن السلف ويقولون ان طريقة اهل التأويل فهي في الحقيقة طريقة السلف. بمعنى ان الفريقين اتفقوا على ان هذه الايات والاحاديث لم - 00:02:44ضَ

دل على صفات لله سبحانه وتعالى. ولكن السلف امسكوا عن تأويلها والمتأخرون رأوا المصلحة في تأويلها لمسيس الحاجة الى ذلك. ويقولون الفرق بين الطريقين ان هؤلاء قد يعينون المراد بالتأويل واولئك لا يعينون بجواز ان يراد غيره - 00:03:03ضَ

وهذا القول على الاطلاق كذب صريح على السلف اما في كثير من الصفات فقطعا مثل ان الله تعالى فوق العرش فان من تأول فان من تأمل كلام السلف المنقول عنهم الذي لم يحكى هنا - 00:03:28ضَ

عشره علم بالاضطرار ان القوم كانوا مصرحين بان الله فوق العرش حقيقة وانهم اعتقدوا خلاف هذا قط وكثير منه قد صرح في كثير من الصفات بمثل ذلك. والله يعلم يقول الشيخ رحمه الله اني بعد البحث التام ومطالب - 00:03:47ضَ

ما امكن من كلام السلف ما رأيت كلام احد منهم يدل لا نصا ولا ظاهرا ولا بالقرائن على نفي الصفات الخبرية في نفس الامر. بل الذي رأيته في المهم يدل اما نصا واما ظاهرا على تقرير - 00:04:07ضَ

جنس هذه الصفات ولا انقل عن كل واحد منهم اثبات كل صفة. بل الذي رأيته انهم يثبتون جنسها في الجملة وما رأيت احدا منه نفاها وانما ينفون التشبيه وينكرون على المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه مع انكارهم - 00:04:24ضَ

على من ينفي الصفات ايضا كقول نعيم ابن حماد الخزاعي شيخ البخاري من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها - 00:04:44ضَ

وكانوا اذا رأوا الرجل قد اغرق في نفي التشبيه من غير اثبات الصفات قالوا هذا جهمي معطل. وهذا كثير جدا في فان الجهمية والمعتزلة الى اليوم يسمون من اثبت شيئا من الصفات مشبها كذبا منهم وافتراء - 00:05:01ضَ

حتى ان منهم من غلى ورمى الانبياء الصلوات صلوات الله وسلامه عليهم بذلك. حتى قال ثمامة بن الاشرس من رؤساء الجهمية ثلاثة من الانبياء مشبهة موسى حيث قال ان هي الا فتنتك - 00:05:21ضَ

وعيسى حيث قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال ينزل ربنا وحتى ان ان جل المعتزلة تدخل عامة الائمة تدخل عامة الائمة - 00:05:39ضَ

مثل ما لك واصحابه والثورية واصحابه والاوزاعي واصحابه والشافعية واصحابه واحمد واصحابه واسحاق بن راهويه وابي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة قد صنف ابو اسحاق ابن عثمان ابن درباس الشافعي جزءا سماه تنزيه الرب - 00:05:58ضَ

اه وقد صنف ابو اسحاق ابن عثمان ابن عثمان ابن درباس الشافعي جزءا سماه تنزيه ائمة الشريعة عن الالقاب الشنيعة ذكر فيه كلام السلف وغيرهم في معاني هذا الباب. وذكر ان اهل ان اهل البدع كل صنف منه يلقب اهل السنة - 00:06:22ضَ

بلقب افتراه يزعم انه صحيح على رأيه الفاسد كما ان المشركين كانوا يلقبون النبي بالقاب افتروها فالروافض تسميهم نواصب والقدرية يسمونهم مجبرة والمرجئة تسميهم شكاكا. والجهمية تسميهم مشبهة واهل الكلام يسمونهم حشوية ونوابت وغثاء وخثراء. الى امثال ذلك كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه - 00:06:43ضَ

وسلم تارة مجنونا وتارة شاعرا وتارة كاهنا وتارة مفتريا. قالوا فهذه علامة الارث الصحيح والمتابعة التامة. فان السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا. فكما ان المنحرف - 00:07:15ضَ

عنه يسمونهم باسماء مذمومة مكذوبة وان اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة فكذلك التابعون على بصيرة الذين هم اولى الناس به في المحيا والممات باطنا وظاهرا واما الذين وافقوه بواطنهم وعجزوا عن اقامة الظواهر والذين وافقوه بظواهرهم وعجزوا عن تحقيق المواطن والذين - 00:07:35ضَ

عقوقه ظاهرا وباطنا بحسب الامكان فلابد للمنحرفين عن سنته ان يعتقدوا فيهم نقصا يذمونهم به انتهى كلام الشيخ رحمه الله قلت ولا يزال هذا مستمرا في الناس ففي ايامنا هذه وجد من يعير العلماء - 00:07:59ضَ

تبرأوا وحيث تبرأوا من الانتماءات المخالفة لمنهج السلف الصالح. فالله المستعان. وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة والى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:08:20ضَ