Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والخمسون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه الصلاة والسلام على نبينا محمد واله واصحابه وبعد يواصل الشيخ رحمه الله بيانه لاقسام الناس في صفات الرب سبحانه وتعالى فيقول واما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها - 00:00:22ضَ

اعني الذين يقولون ليس لها في الباطن مدلول قط هي هو صفة لله تعالى وان الله لا صفة له ثبوتية او صفاته اما سلبية واما اضافية واما مركبة منهما او يثبتون بعض الصفات - 00:00:41ضَ

وهي الصفات السبع او الثمان او الخمس عشرة او يثبتون الاحوال دون الصفات ويقرون من الصفات الخبرية بما في القرآن دون الحديث على ما قد عرف من مذاهب المتكلمين فهؤلاء قسمان - 00:01:00ضَ

قسم يتأولون ويعينون المراد مثل قولهم استوى بمعنى استولى او بمعنى علو المكانة والقدر او بمعنى ظهور نوره للعرش او بمعنى انتهاء الخلق اليه الى غير ذلك من معاني المتكلمين - 00:01:17ضَ

وقسم يقولون ان الله اعلم بما اراد بها. لكنا نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجية. واما القسمان الواقفان فقوم يقولون يجوز ان يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال الله ويجوز الا يكون المراد صفة لله - 00:01:35ضَ

ونحو ذلك وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث. معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات فهذه الاقسام الستة يعني القسمين المذكورين في هذه الحلقة والاقسام الاربعة التي لك مر ذكرها في الحلقة السابقة - 00:01:58ضَ

هذه الاقسام لا يمكن ان يخرج الرجل عن واحد منها والصواب في كثير من ايات الصفات واحاديثها القطع بالطريقة الثابتة كالايات والاحاديث الدالة على ان الله سبحانه وتعالى فوق عرشه - 00:02:25ضَ

ويعلم طريقة الصواب في هذا وامثاله بدلالة الكتاب والسنة والاجماع على ذلك دلالة لا تحتمل النقيض وفي بعضها قد يغلب على الظن ذلك مع احتمال النقيض وتردد المؤمن في ذلك هو هو بحسب ما يؤتاه من العلم والايمان - 00:02:44ضَ

ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ومن اشتبه عليه ذلك او غيره فليدعو بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام يصلي من الليل قال اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل - 00:03:04ضَ

عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وفي رواية لابي داوود انه كان يكبر - 00:03:26ضَ

في صلاته ثم يقول ذلك فاذا افتقر العبد الى الله ودعاه وادمن النظر في كلام الله ورسوله وكلام الصحابة والتابعين وائمة المسلمين انفتح له طريق الهدى ثم ان كان قد - 00:03:46ضَ

خبر نهايات اقدام المتفلسفة والمتكلمين في هذا الباب وعرف ان غالب ما يزعمونه برهانا هو شبهة ورأى ان غالب ما يعتمدونه يؤول الى دعوة لا حقيقة لها او شبهة مركبة من قياس فاسد - 00:04:04ضَ

او قضية كلية لا تصح الا جزئية او دعوة اجماع لا حقيقة له او التمسك في المذهب والدليل بالالفاظ المشتركة ثم ان ذلك اذا ركب بالفاظ كثيرة طويلة غريبة عن من لم يعرف اصطلاحهم - 00:04:24ضَ

اوهمت الغر ما يوهمه السراب للعطشان ازداد ايمانا وعلما بما جاء به الكتاب والسنة فان الضد يظهر حسنه الضد وكل من كان بالباطل اعلم كان للحق اشد تعظيما وبقدره اعرف اذا هدي اليه - 00:04:46ضَ

فاما المتوسطون من المتكلمين فيخاف عليهم ما لا يخاف على من لم يدخل فيه وعلى من قد انهاه نهايته فان من لم يدخل فيه فهو في عافية. ومن انهاه فقد عرف الغاية - 00:05:07ضَ

فما بقي يخاف من شيء اخر. فاذا ظهر له الحق وهو عطشان اليه قبله واما المتوسط فيتوهم بما يتلقاه من المقالات المأخوذة تقليدا لمعظمه لمعظمة هؤلاء وقد قال بعض الناس - 00:05:24ضَ

اكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم ونصف متفقه ونصف متطبب ونصف نحوي هذا يفسد الاديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد الابدان وهذا يفسد اللسان. ومن علم ان المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم في الغالب في قول - 00:05:44ضَ

تلف يوفك عنه من افك يعلم الذكي منهم والعاقل انه ليس هو فيما يقوله على بصيرة وان حجته ليست ببينة وانما هي كما قيل حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل وكل كاسر مكسور - 00:06:06ضَ

ويعلم العليم البصير بهم انهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي الله عنه حيث قال حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من اعرض عن - 00:06:26ضَ

الكتاب والسنة واقبل على علم الكلام ومن وجه اخر اذا نظرت اليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم وترفقت بهم اوتوا ذكاء وما اوتوا زكاء واعطوا فهوما وما اعطوا علوما - 00:06:44ضَ

واعطوا سمعا وبصرا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون - 00:07:06ضَ

ومن كان عليما بهذه الامور تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن علم الكلام ونهوا عنه وذموا اهله وعابوهم وعلم ان من ابتغى الهدى من غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله الا بعدا - 00:07:23ضَ

فنسأل الله العظيم ان يهدينا صراطه المستقيم صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:43ضَ

- 00:08:10ضَ