Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس عشر - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده على فضله واحسانه. الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد. نتابع حديثنا في القاء على فتاوى شيخ الاسلام بن تيمية. ونتناول في حلقتنا هذه رسالة جليلة من رسائله - 00:00:20ضَ

تسمى الواسطة بين الخلق والحق ذلك ان هذه المسألة ساءت فيها افهام كثير من الناس مما ادى ببعضهم الى الكفر والضلال وقد سئل شيخ الاسلام عن رجلين تناظرا فقال احدهما لابد لنا من واسطة بيننا وبين الله - 00:00:39ضَ

فانا لا نقدر ان نصل اليه بغير ذلك فاجاب بقوله الحمد لله رب العالمين ان اراد بذلك انه لا بد من واسطة تبلغنا امر الله فهذا حق فان الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه - 00:01:00ضَ

وما امر به وما نهى عنه وما اعده لاوليائه من كرامته وما وعد به اعداءه من عذابه ولا يعرفون ما يستحقه الله تعالى من اسمائه الحسنى وصفاته العليا التي تعجز العقول عن معرفتها - 00:01:18ضَ

وامثال ذلك الا بالرسل الذين ارسلهم الله الى عباده فالمؤمنون بالرسل المتبعون لهم هم المهتدون الذين يقربهم اليه زلفى ويرفع درجاتهم ويكرمهم في الدنيا والاخرة واما المخالفون للرسل فانهم ملعونون - 00:01:36ضَ

وهم عن ربهم محجوبون ضالون قال تعالى يا بني ادم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:01:58ضَ

قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا - 00:02:19ضَ

قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى قال ابن عباس تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة وقال تعالى عن اهل النار - 00:02:36ضَ

كلما القي فيها فوج سالهم خزنتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير الى ان قال - 00:02:54ضَ

وهذا مما اجمع عليه جميع اهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى فانهم يثبتون الوسائط بين الله وبين عباده وهم الرسل الذين بلغوا عن الله امره وخبره قال تعالى الله يصطفيه من الملائكة رسلا ومن الناس - 00:03:10ضَ

ومن انكر هذه الواسطة فهو كافر باجماع اهل الملل يعني لانه كافر بالرسل ومكذب لهم قد قص الله قصص الكفار الذين كذبوا الرسل كيف اهلكهم ونصر رسوله والذين امنوا قال فهذه الوسائط تطاع وتتبع ويقتدى بها - 00:03:31ضَ

كما قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ثم بين رحمه الله الواسطة الاخرى التي من اثبتها كفر - 00:03:55ضَ

فقال وان اراد بالواسطة انه لا بد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يكون واسطة في في رزق العباد ونصرهم وهداهم يسألونه ذلك ويرجونه فيه فهذا من اعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين - 00:04:15ضَ

حيث اتخذوا من دونه اولياء وشفعاء يجتنبون بهم المنافع ويتجنبون المضار ثم استثنى رحمه الله الشفاعة التي ياذن الله بها لمن رضي قوله وعمله فقال لكن الشفاعة لمن يأذن الله له فيها حق - 00:04:36ضَ

لكن الشفاعة لمن يأذن الله له فيها حق ثم قال فمن جعل الملائكة والانبياء وسائطا يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب - 00:04:58ضَ

وتفريج الكروب وشد الفاقات فهو كافر باجماع المسلمين وذكر الايات الدالة على ذلك ومنها قوله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - 00:05:18ضَ

ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون قال فبين سبحانه ان اتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كفر - 00:05:40ضَ

فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب فهو كافر باجماع المسلمين قال ومن ومن سوى الانبياء من مشائخ العلم ومن سوى الانبياء من مشائخ العلم والدين - 00:06:02ضَ

فمن اثبتهم وسائط بين الرسول وامته يبلغونهم ويعلمونهم ويؤدبونهم ويقتدون بهم فقد اصاب في ذلك وهؤلاء يعني العلماء اذا اجمعوا فاجماعهم حجة قاطعة لا يجتمعون على ضلالة وان تنازعوا في شيء - 00:06:28ضَ

ردوه الى الله والرسول اذ الواحد منهم ليس بمعصوم على الاطلاق بل كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء - 00:06:49ضَ

فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر فالعلماء وسائط بهذا المعنى واما من جعلهم وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته - 00:07:08ضَ

بحيث يكونون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه الخلق يسألونهم وهم يسألون الله فمن اثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب ان يستتاب فان تاب والا قتل لان هذا من تشويه المخلوق بالخالق - 00:07:28ضَ

واتخاذ الانداد له هذا ما قرره شيخ الاسلام في هذه المسألة المهمة التي هي اتخاذ الوسائط حيث بين رحمه الله ان وساطة الرسل بين الله وبين خلقه وساطة تبليغ عن الله - 00:07:47ضَ

وواجبنا طاعتهم في ذلك ووساطة العلماء بين الرسل والامة هي وساطة تبليغ العلم الذي جاءت به الرسل لان العلماء ورثة الانبياء اما اتخاذ الانبياء والعلماء وسائط عند الله في قضاء الحاجات وقبول الدعوات - 00:08:06ضَ

فهي وساطة باطلة ومن اثبتها فهو كافر بالله عز وجل لان الله لم يجعل بيننا وبينه وسائط في دعائه وعبادته بل حكم بكفر من اعتقد ذلك. قال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ان الله يحكم بينهم فيما فيه يختلفون - 00:08:29ضَ

ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار والى الحلقة القادمة ان شاء الله لاستكمال كلام الشيخ في هذا الموضوع والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:57ضَ