Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الستون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وبعد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن علو الله تعالى واستوائه على عرشه فاجاب بقوله قد وصف الله تعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بالعلو والاستواء على العرش - 00:00:21ضَ

والفوقية في كتابه في ايات كثيرة حتى قال بعض اكابر اصحاب الشافعي في القرآن الف دليل او ازيد تدل على ان الله تعالى عال على الخلق وانه فوق عباده وقال غيره فيه ثلاثمئة فيه ثلاثمئة دليل تدل على ذلك - 00:00:44ضَ

مثل قوله تعالى ان الذين عند ربك وله من في السماوات والارض ومن عنده فلو كان المراد بان عنده كما يقول الجهمي في قدرته لكان الخلق كلهم عنده فانهم كلهم في قدرته ومشيئته - 00:01:06ضَ

ولم يكن فرق بين من في السماوات ومن في الارض ومن عنده. كما ان الاستواء على العرش لو كان المراد به الاستيلاء عليه لو كان المراد به الاستيلاء عليه لكان مستويا على جميع المخلوقات - 00:01:24ضَ

ولكان مستويا على العرش قبل ان يخلقه دائما الاستواء مختص بالعرش بعد خلق السماوات والارض. كما اخبر بذلك في كتابه دل على انه تارة كان مستويا عليه وتارة لم يكن مستويا عليه - 00:01:40ضَ

ولهذا كان العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل والشرع عند الائمة المثبتة. واما الاستواء على العرش فمن الصفات المعلومة بالسمع فقط دون العقل والمقصود انه تعالى وصف نفسه بالمعية وبالقرب والمعية معيتان - 00:01:59ضَ

عامة وخاصة فالاولى مثل قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم. والثانية في قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون الى غير ذلك من الايات. واما القرب فهو كقوله فاني قريب - 00:02:20ضَ

وقوله ونحن اقرب اليه منكم وافترق الناس في هذا المقام اربع فرق الجهمية النفاة الذين يقولون لا هو داخل العالم ولا خارج العالم ولا فوق ولا تحت. لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته - 00:02:37ضَ

بل الجميع عندهم متأول او مفوض وجميع اهل البدع قد يتمسكون بنصوص كالخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة وغيرهم الا الجهمية فانه ليس معهم عن الانبياء كلمة واحدة توافق ما يقولونه من النفي - 00:02:54ضَ

ولهذا قال ابن مبارك ويوسف ابن اسباط الجهمية خارجون عن الثلاث والسبعين فرقة وهذا اعدل الوجهين لاصحاب احمد. ذكرهما ابو عبدالله ابن حامد وغيره ثم ذكر رحمه الله بقية الفرق المنحرفة في هذا المقام الى ان قال والرابع سلف الامة - 00:03:16ضَ

وائمتها وائمة اهل العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة فانهم اثبتوا وامنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة من غير تحريف للكلم عن مواضعه اثبتوا ان ان الله فوق سماواته على عرشه - 00:03:41ضَ

بائن من خلقه وهم بائنون منه وهو ايضا مع العباد عموما بعلمه ومع انبيائه واوليائه بالنصر والتأييد والكفاية وهو ايضا قريب مجيب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل - 00:04:01ضَ

فهو مع المسافر في سفره ومع اهله في وطنه. ولا يلزم من هذا ان تكون ذاته مختلطة بذواتهم كما قال محمد رسول الله والذين معه اي على الايمان لا ان ذاته في ذاتهم بل هم مصاحبون له - 00:04:23ضَ

قوله فاولئك مع المؤمنين يدل على موافقتهم في الايمان وموالاتهم. فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم اينما كانوا وعلمه بهم من لوازم المعية وفي القرآن ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون - 00:04:42ضَ

فانه يراد برؤيته وسمعه اثبات علمه بذلك وانه يعلم هل ذلك خير او شر؟ فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات وكذلك اثبات القدرة على الخلق كقوله وما انتم بمعجزين في الارض ولا في السماء - 00:05:04ضَ

وقوله ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقون ساء ما يحكمون والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة والانتقام وهذا كثير مما يصف وهكذا كثير مما يصف به الرب نفسه - 00:05:24ضَ

بالعلم باعمال العباد وهكذا كثيرا ما يصف الرب نفسه بالعلم باعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد اريد ايضا لازم ذلك المعنى. فقد اريد ما يدل عليه اللفظ في اصل اللغة بالمطابقة - 00:05:42ضَ

فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط. بل اريد مدلوله الملزوم وذلك حقيقة واما القرب ذكره تارة بصيغة المفرد لقوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان - 00:06:09ضَ

وفي الحديث اربعوا على انفسكم الى ان قال ان الذي تدعونه اقرب الى الى احدكم من عنق راحلته وتارة يذكر القرب بصيغة الجمع كقوله تعالى ونحن اقرب اليه منكم ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. وهذا مثل قوله نتلوا عليك ونقص عليك - 00:06:29ضَ

وعلينا جمعه وقرآنه وعلينا بيانه فالقرآن هنا حين يسمعه جبريل فالقرآن فالقراءة هنا حين يسمعه جبريل والبيان هنا لمن يبلغه القرآن ومذهب سلف الامة وائمتها وخلفها ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع القرآن من جبريل - 00:06:52ضَ

وجبريل سمعه من الله عز وجل واما قوله نتلو ونقص ونحوه فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له اعوان يطيعونه. فاذا فعل اعوانه فعلا بامره قال فعلنا كما يقول الملك نحن فتحنا هذا البلد - 00:07:17ضَ

وهزمنا هذا الجيش ونحو ذلك ومن هذا الباب قوله تعالى الله يتوفى الانفس فانه سبحانه يتوفاها برسله الذين مقدمهم ملك الموت. كما قال تعالى توفته رسلنا. قل يتوفاكم ملك الموت - 00:07:37ضَ

وكذلك ذوات الملائكة تقرب من المحتضر. قوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فانه سبحانه هو وملائكته يعلمون ما توسوس به نفس العبد من حسنة وسيئة والهم بالنفس قبل العمل فقوله ونحن اقرب - 00:07:56ضَ

اليه من حبل الوريد هو قرب ذوات الملائكة وقرب علم الله وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. والحمد لله رب العالمين - 00:08:19ضَ