Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والستون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. فقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بطلان تأويل المتأولين لاستواء الله على عرشه بانه الاستيلاء من وجوه - 00:00:21ضَ

احدها ان هذا التفسير لم يفسره احد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين فانه لم يفسره احد في الكتب الصحيحة عنهم بل بل اول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة كما ذكره ابو الحسن الاشعري في كتاب المقالات وكتاب - 00:00:40ضَ

بالابانة الثاني ان معنى هذه الكلمة مشهور ولهذا لما سئل ربيعة ابن ابي عبد الرحمن ومالك بن انس عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال الاستواء معلوم والكيف مجهول - 00:01:02ضَ

والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ولا يريد ان الاستواء ولا يريد ان الاستواء معلوم في اللغة دون الاية لان السؤال عن الاستواء في الاية لا في اللغة الثالث انه اذا كان معلوما في اللغة التي نزل بها القرآن كان معلوما في القرآن - 00:01:20ضَ

الرابع انه لو لم يكن معنى الاستواء في الاية معلوما لم يحتج ان يقال الكيف مجهول لان نفي العلم بالكيف لا ينفى الا ما قد علم اصله كما نقول انا نقر بالله ونؤمن به ولا نعلم كيف هو - 00:01:43ضَ

الخامس الاستواء سواء كان بمعنى القدرة او القهر او نحو ذلك هو عام في المخلوقات كالربوبية والعرش وان كان اعظم المخلوقات ونسبة الربوبية اليه لا تنفي نسبتها الى غيره كما في قوله تعالى - 00:02:04ضَ

قل من في السماوات قل من رب السماوات كقوله تعالى قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم وكما جاء في دعاء الكرب فلو كان استوى بمعنى استولى كما هو عام في الموجودات كلها لجاز مع اظافته الى العرش ان يقال استوى على السماء وعلى الهواء والبحار - 00:02:24ضَ

والارض وعليها ودونها ونحوها اذ هو مستو على العرش فلما اتفق المسلمون على انه يقال استوى على العرش ولا يقال استوى على هذه الاشياء مع انه يقال استولى على العرش والاشياء - 00:02:48ضَ

علم ان معنى استوى خاص بالعرش ليس عاما كعموم الاشياء السادس انه اخبر بخلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش واخبر ان عرشه كان على الماء قبل خلقها - 00:03:05ضَ

وثبت ذلك في صحيح البخاري عن عمران ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والارض - 00:03:22ضَ

مع ان العرش كان مخلوقا قبل ذلك فمعلوم انه ما زال مستوليا عليه قبل وبعد امتنع ان يكون الاستيلاء العام هذا الاستيلاء الخاص بزمان كما كان مختصا بالعرش السابع انه لم يثبت ان لفظ استوى بمعنى استولى - 00:03:38ضَ

اذ الذين قالوا ذلك عمدتهم البيت المشهور ثم استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق ولم يثبت نقل صحيح انه شعر عربي وكان غير واحد من ائمة اللغة انكروه - 00:04:00ضَ

وقالوا انه بيت مصنوع لم يعرف في اللغة وقد علم انه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا احتاج الى صحته فكيف ببيت من الشعر لا يعرف اسناده وقد طعن فيه ائمة اللغة - 00:04:17ضَ

وذكر عن الخليل كما ذكره ابو المظفر في كتابه الافصاح قال سئل الخليل هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال هذا لا هذا لا هذا ما لا تعرفه العرب - 00:04:36ضَ

ولا هو جائز في لغتها وهو امام في اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل الثامن انه روي عن جماعة من اهل اللغة انهم قالوا - 00:04:50ضَ

لا يجوز استوى بمعنى استولى الا في حق من كان عاجزا ثم ظهر الله سبحانه لا يعجزه شيء. والعرش لا يغالبه في حال فامتنع ان يكون بمعنى استولى فاذا تبين هذا فقول الشاعر ثم استوى بشر على العراق لفظ مجازي لا يجوز حمل الكلام عليه - 00:05:07ضَ

الا مع قرينة تدل على ارادته ومعلوم انه ليس انه انه ليس في الخطاب قرينة اراد بالاية الاستيلاء تدل على انه ليس في الخطاب دليل قرينة تدل على انه اراد بلاية الاستيلاء. وايضا فاهل اللغة قالوا لا - 00:05:29ضَ

استوى بمعنى استولى الا فيما كان منازعا مغالبا فاذا غلب احدهما صاحبه قيل استولى والله لم ينازعه احد في العرش التاسع انه لو ثبت انه في اللغة العربية لم يجب ان يكون - 00:05:56ضَ

باللغة العرب العرباء ولو كان من لفظ بعض العرب لم يجب ان يكون من لغة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان من لغته لكان بالمعنى المعروف في الكتاب والسنة - 00:06:12ضَ

العاشر انه لو حمل عليها انه لو حمل هذا المعنى لادى الى محذور يجب تنزيه بعض الائمة عنه فظلا عن الله ورسوله ولو كان الكلام في الكتاب والسنة كلاما نفهم منه - 00:06:28ضَ

معنى ويريدون به اخر لكان في ذلك تدليس وتلبيس ومعاذ الله ان يكون كذلك فيجب ان يكون استعمال هذا الشاعر في هذا اللفظ في هذا المعنى ليس حقيقة بالاتفاق بل حقيقة في غيره - 00:06:42ضَ

الحادي عشر ان هذا اللفظ يعني لفظ استوى الذي تكرر في الكتاب والسنة والدواعي متوفرة على فهم معناه من الخاصة والعامة عادة ودينا ان جعل ان جعل الطريق الى فهمه بيت شعر - 00:07:01ضَ

احدث فيؤدي الى محذور فلو حمل على معنى البيت للزم للزم تخطيئة الائمة الذين لهم مصنفات في الرد على من تعول ذلك ولكان يؤدي الى الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة والائمة - 00:07:21ضَ

ولا لزم ان الله امتحن عباده بفهم هذا دون هذا الثاني عشر الاستواء معلوم علما ظاهرا بين الصحابة والتابعين وتابعيهم فيكون التفسير المحدث بعده باطلا قطعا وهذا قول وهذا قول يزيد ابن هارون - 00:07:41ضَ

وهذا قول يزيد ابن هارون الواسطي فانه قال من قال الرحمن على العرش استوى خلاف ما تقرر في نفوس العامة فهو جهمي ومنه قول مالك الاستواء معلوم وليس المراد ان هذا اللفظ في القرآن معلوم - 00:08:02ضَ

كما قال بعض الناس والسؤال عن معنى الاستواء والنزول ليس بدعة. فقد تكلم فيه الصحابة والتابعون وانما البدعة السؤال عن الكيفية انتهى ما ذكره شيخ الاسلام بابطال تفسير الاستواء على العرش - 00:08:19ضَ

بالاستيلاء فعلى المسلم الذي يريد الحق ان يسير على منهج السلف في هذا وغيره ويترك تأويلات الخلف التي ليس عليها دليل وانما هي مجرد اراء تنبثق من اعتقادات غير صحيحة - 00:08:37ضَ

ولا مبنية على الكتاب والسنة والله الهادي الى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:54ضَ