أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|164 من 287|أدلة علو الله-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعاني الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والستون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده وعلى اله وصحبه وبعد. يقرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله علو الله على خلقه بالادلة الواضحة المقنعة فيقول - 00:00:21ضَ

وجوب اثبات علو الله تعالى يتبين من وجوه حدوى ان يقال ان القرآن والسنن المستفيضة المتواترة وغير المتواترة وكلام السابقين والتابعين وسائر القرون الثلاثة مملوء بما فيه اثبات العلو لله تعالى على عرشه بانواع من الدلالات ووجوه - 00:00:39ضَ

من الصفات واصناف من العبارات تارة يخبر انه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش قد ذكر الاستواء على العرش في سبعة مواضع وتارة يخبر بعروج الاشياء وصعودها وارتفاعها - 00:01:02ضَ

اليه تعالى كقوله تعالى بل رفعه الله اليه اني متوفيك ورافعك الي. تعرج الملائكة والروح الي قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وتارة يخبر بنزولها منه او من عنده. فقوله تعالى - 00:01:20ضَ

والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق قل نزله رح القدس من ربك بالحق. حا ميم تنزيل من الرحمن الرحيم. حا ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم - 00:01:39ضَ

تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم وتارة يخبر انه العلي الاعلى قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى. قوله وهو العلي وهو العلي العظيم تارة يخبر انه في السماء كقوله تعالى امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. اما منتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا - 00:01:55ضَ

فذكر السماء دون الارظ ولم يعلق بذلك الوهية او غيرها كما ذكر في قوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله قال تعالى وهو الله في السماوات وفي الارض - 00:02:21ضَ

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء وقال للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال اعتقها فانها مؤمنة وتارة يجعل بعض الخلق عنده دون بعض كقوله تعالى وله من في السماوات والارض - 00:02:35ضَ

ويخبر ويخبر عمن عنده بالطاعة كقوله ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته تارة يجعل بعض الخلق عنده دون بعض كقوله تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده - 00:02:56ضَ

وتارة يخبر عمن عنده بالطاعة كقوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون فلو كان فلو كان موجب العندية معنى عاما كدخولهم تحت قدرته ومشيئته. وامثال ذلك - 00:03:14ضَ

ولكان كل مخلوق عنده. ولم يكن احد مستكبرا عن عبادته بل مسبحا له ساجدا. قد قال تعالى ان الذين يستكثرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وهو سبحانه وصف الملائكة بذلك ردا على الكفار المستكثرين عن عبادته - 00:03:36ضَ

وامثال هذا في القرآن لا يحصى الا بكلفة واما الاحاديث والاثار عن الصحابة والتابعين فلا يحصيها الا الله تعالى. فلا يخلو اما ان يكون ما اشتركت فيه هذه النصوص من اثبات علو الله - 00:03:58ضَ

نفس من اثبات علو الله على خلقه هو الحق او الحق نقيضه اذ الحق لا يخرج عن النقيضين واما ان يكون نفسه فوق الخلق او لا يكون فوق الخلق. كما تقول الجهمية - 00:04:14ضَ

اما ان يكون الحق اثبات ذلك او نفيه فان كان نهي فان كان نفي ذلك هو الحق فمعلوم ان القرآن لم يبين هذا قط لا نصا ولا ظاهرا ولا الرسول ولا احد من الصحابة والتابعين وائمة المسلمين لا ائمة المذاهب الاربعة ولا غيرهم. ولا يمكن احدا - 00:04:31ضَ

ان ينقل عن واحد من هؤلاء انه نفى ذلك او اخبر به واما ما نقل من الاثبات عن هؤلاء فاكثروا من ان يحصى او يحصر فان كان الحق هو النفي فان كان الحق هو النفي دون الاثبات - 00:04:54ضَ

والكتاب والسنة والاجماع انما دل على الاثبات اه لم ولم يذكر النفي اصلا لزم ان يكون الرسول والمؤمنون لم ينطقوا بالحق في هذا الباب. بل نطقوا بما يدل اما نصا واما ظاهرا - 00:05:10ضَ

على الظلال والخطأ المناقض للهدى والصواب ومعلوم ان من اعتقد هذا في الرسول والمؤمنين فله اوفر حظ من قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له هدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا - 00:05:25ضَ

فان القائل اذا قال هذه النصوص اريد بها خلاف ما يفهم منها او خلاف ما دلت عليه او انه لم يرد ذات علو علو الله نفسه على خلقه. وانما اريد بها علو المكانة ونحو ذلك. فيقال له فكان يجب ان يبين - 00:05:46ضَ

ناس الحق الذي يجب التصديق به باطنا وظاهرا. بل بل ويبين لهم ما يدلهم على ان هذا الكلام لم يرد به مفهومه ومقتضاه فان غاية ما يقدر انه تكلم بالمجاز المخالف للحقيقة - 00:06:06ضَ

والباطن المخالف للظاهر ومعلوم باتفاق العقلاء ان المخاطب المبين اذا تكلم بالمجاز فلابد ان يقرن بخطابه يدل على ارادة المعنى المجازي. فاذا كان الرسول المبلغ المبين الذي يبين للناس ما نزل اليهم - 00:06:23ضَ

يعلم ان المراد بالكلام خلاف مفهومه ومقتضاه كان عليه ان يقرن بخطابه ما يصف القلوب عن فهم المعنى الذي لم يرد. لا سيما اذا كان باطلا لا يجوز اعتقاده في الله - 00:06:43ضَ

فان عليه ان ينهاهم ان يعتقدوا في الله ما لا يجوز اعتقاده اذا كان ذلك مخوفا عليهم. ولو لم يخاطبهم بما يدل على ذلك فكيف اذا كان خطابه هو الذي يدلهم على ذلك الاعتقاد الذي تقول. الذي تقول النفاة هو اعتقاد باطل. فاذا لم يكن في الكتاب - 00:06:57ضَ

ولا في السنة ولا في كلام احد من السلف والائمة ما يوافق قول النفاة اصلا بل هم دائما يتكلمون بالاثبات امتنع حينئذ الا يكون مراده الاثبات وان يكون وان يكون النفي هو الذي يعتقدونه ويعتمدونه وهم لم يتكلموا به قط ولم يظهروه وانما اظهروا ما يخالف - 00:07:20ضَ

وانما اظهر ما يخالفه وينافيه. وهذا كلام مبين لا مخلص لاحد منه وما هو هذا وما زال كلام الشيخ رحمه الله في الوجه الاول من وجوه اثبات علو الله على عرشه ومناقشة النفاة لعلو - 00:07:46ضَ

ومن خلال مباحث هذا الوجه وبه نختم هذه الحلقة الى الحلقة القادمة باذن الله للانتقال الى الوجه الثاني وبالله التوفيق. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:06ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:23ضَ