أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|167 من 287|قول أهل السنة وقول مخالفيهم في أسماء الله وصفاته|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والستون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده الصلاة على والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد يقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في بيان مذهب اهل السنة ومذهب المخالفين له في اسماء الله وصفاته. يقول في ذلك - 00:00:21ضَ
وقد اتفق جميع اهل الاثبات على ان الله حي حقيقة عليم الحقيقة قدير حقيقة سميع حقيقة مصير الحقيقة مريب الحقيقة. متكلم حقيقة. كما قالوا عيسى في سائل كما قالوا مع سائر المسلمين. ان الله - 00:00:39ضَ
تعليم الحقيقة قدير الحقيقة. بل ذهب طائفة منهم كابي العباس الناشي الى ان هذه الاسماء حقيقة لله مجاز للخلق واما جمهور المعتزلة مع المتكلمة بفاتية من الاشعرية الكلابية والكرامية والسالمية واتباع الائمة الاربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية - 00:00:58ضَ
واهل الحديث والصوفية فانهم يقولون ان هذه الاسماء حقيقة للخالق سبحانه وتعالى وان كانت تطلق على خلقه حقيقة حقيقة ايضا ويقولون ان لله علما حقيقة وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة وبصرا حقيقة - 00:01:21ضَ
وانما ينكر ان تكون هذه الاسماء حقيقة ان نفات من القرامطة الاسماعيلية الباطنية ونحوها من المتفلسفة الذين ينفون عن الله الاسماء الحسنى الذين يوفون عن الله الاسماء الحسنى ويقولون ليس بحي ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا موجود ولا معدوم - 00:01:40ضَ
وهؤلاء الذين يسميهم المسلمون الملاحدة لانهم الحدوا في اسماء الله واياته. قد قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه فيجزون ما كانوا يعملون وقال تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا - 00:02:02ضَ
وهؤلاء فر من المشركين الذين اخبر الله عنهم بقوله واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمان؟ فنسجد لما تأمرنا وزادهم الكرة قال الله تعالى وكذلك ما ارسلنا في امة - 00:02:23ضَ
وقال الله تعالى كذلك او كذلك ارسلناك في امة قد حلت من قبلها امم لتتلو عليهم الذي اوحينا اليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه نتاب - 00:02:39ضَ
فان اولئك المشركين انما انكروا اسم الرحمن فقط. وهم لا ينكرون اسماء الله وصفاته. ولهذا ولهذا كانوا اي القرامطة وعند المسلمين اكثر من اليهود والنصارى. ولو كانت اسماء الله وصفاته مجازا يصح نفيها عند الاطلاق لكان يجوز ان - 00:02:55ضَ
الله ليس بحي ولا عليم ولا قدير ولا سميع ولا بصير. ولا يحبهم ولا يحبونه ولا استوى على العرش ونحو ذلك ومعلوم بالاضطرار من دين الاسلام انه لا يجوز اطلاق النفي على ما اثبته الله تعالى من الاسماء الحسنى والصفات - 00:03:15ضَ
بل هذا جحد من حالك وتمثيل له بالمعلومات قد قال ابو عمر ابن عبد البر اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز. الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحلون فيه صفة محفورة - 00:03:32ضَ
وما واما اهل البدع من الجهلية والمعتزلة والحوارج فينكرونها ولا يحملونها على الحقيقة ويزعمون ان من اقر بها فهو مشبه وهم عند من اقر بها نافون للمعبود لا مثبتون. والحق فيما قاله القائلون بما نطق به الكتاب والسنة. وهما - 00:03:54ضَ
ائمة الجماعة انتهى ما نقله الشيخ عن ابن عبدالبر. ثم قال الشيخ معلقا عليه وهذا الذي حكاه ابن عبد البر معتزلة ونحوهم هو في بعض ما ينفونه من الصفات. واما فيما يثبتونه من الاسماء والصفات الحي والعليم والقدير - 00:04:14ضَ
تكلم فهم يقولون ان ذلك حقيقة. ومن انكر ان يكون شيء من هذه الاسماء والصفات حقيقة انما انكره لجهله مسمى او لكفره وتعطيله لما يستحقه رب العالمين. وذلك انه كان يظن ان اطلاق ذلك يقتضي ان يكون المخلوق مماهلا - 00:04:34ضَ
الخالق فيقال له هذا باطل فان الله موجود حقيقة والعبد موجود حقيقة وليس هذا مثل هذا. والله تعالى له ذات الحقيقة والعبد له ذات شقيقة وليس وليس ذاته كذات المخلوقات - 00:04:54ضَ
وكذلك له سمع وعلم وبصر حقيقة. وللعبد سمع والعبد علم وسمع وبصر حقيقة. وليس علمه بصره مثل علمه مثل علمي مثل علم الله وسمعه وبصره ولله كلام حقيقة وللعبد كلام حقيقة وليس كلام الخالق مثل كلام المخلوقين - 00:05:11ضَ
والله تعالى استوى على عرشه حقيقة وللعبد استواء على الفلك حقيقة وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين فان الله لا يفتقر الى شيء ولا يحتاج الى شيء بل هو الغني عن كل شيء. والله تعالى يحمل العرش وحملته ويضيق - 00:05:35ضَ
ويمسك السماوات والارض ان تزول. فمن ظن ان قول الائمة ان الله مستو على عرشه حقيقة يقتضي ان يكون استوائه لاحتواء العبد على الفلك والانعام لزمه ان يكون قولهم ان الله - 00:05:56ضَ
ان الله له علم حقيقة وسمع حقيقة وبصر حقيقة وكلام حقيقة يقتضي ان يكون علمه وسمعه وبصره وكلامه مثل علم مخلوقين وسمعهم وبصرهم وكلامهم الى ان قال رحمه الله فمن ظن ان اسماء الله تعالى وصفاته اما ان اسماء - 00:06:11ضَ
الله تعالى وصفاته اذا كانت حقيقة لزم ان يكون مماهلا للمخلوقين. وان صفاته مماثلة كل صفاته كان من اجهل الناس وكان اول كلامه واخره زندقة لانه يقتضي نفي جميع اسماء الله وصفاته. وهذا هو غاية الزندقة والالحاد - 00:06:31ضَ
من فرق بين صفة وصفة مع تساويهما في اسباب الحقيقة والمجاز كان متناقضا في قوله متهافتا في مذهبه مشابها لمن امن ببعض الكتاب وكفر ببعض. واذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الامور تبين له ان مذهب السلف والائمة في - 00:06:52ضَ
غاية الاستقامة والسداد والصحة والاضطراب. وانه مقتضى المعقول الصريح والمنقول الصحيح. وان من خالفه كان مع تناقل قوله الذي يحك عنه ما نهك خارجا عن موجب العقل والسمع مخالفا للفطرة والسمع. انتهى كلام الشيخ رحمه الله - 00:07:12ضَ
هذه الحلقة وبه يظهر بطلان قول الذين لا يزالون يقولون ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم وذلك انهم يظنون ان مذهب السلفي هو التفويض للصفات والجهل بمعناها وان الخلف حلموا المقصود منها وانه خلاف الظاهر - 00:07:32ضَ
فصاروا يأولونها بغرائب المجازات ثم ان قولهم ان مذهب السلف اسلم قول متناقض لانه لا تحصل السلامة ان مع العلم دل على ان السلف يعلمون معنى الصفات ويشيتونه وان الخلف جهلوا المعنى الصحيح للصفات - 00:07:53ضَ
فصاروا يتخبطون في تأويلها ثم كيف يكون الخلف المتأخرون اعلم من السلف المتقدمين بما فيهم الصحابة والتابعون والقرون المفضلة التي اثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذم ما بعدها هل هذا الا عين الجهل بمكانة السلف - 00:08:11ضَ
بمقدار علمهم ولهؤلاء الضلال اشباه من بعض مثقفي عصرنا الذين يجهلون قدر الذين يجهلون قدر العلماء ويجهلونهم يقولون انهم لا يعرفون الا احكام الحيض والنفاس. قصدهم من ذلك التمثيل من علماء المسلمين - 00:08:31ضَ
والفصل بينهم وبين شباب الامة حتى يتسنى لهم تضليلهم وتطويعهم لاغراضهم ومبادئهم. اسأل الله ان يهدي ضلال المسلمين ويقنع الاعداء والحاسدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:08:50ضَ
بهذه انتهت هذه الحلقة - 00:09:10ضَ