أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|168 من 287|الجمع بين علو الرب وبين قربه من خلقه|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والستون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الجمع بين علو الرب عز وجل وبين قربه من داعيه وعابديه - 00:00:22ضَ
قال فنقول قد وصف الله نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بالعلو والاستواء على العرش والفوقية في كتابه في ايات كثيرة حتى قال بعضك بعض كبار اصحاب الشافعي في القرآن الف دليل او ازيد تدل على ان الله عال على الخلق وانه فوق عباده. وقال غيره فيه ثلاثمئة فيه ثلاث - 00:00:36ضَ
ثلاثمئة دليل تدل على ذلك مثل قوله ان الذين عند ربك وله من في السماوات والارض ومن عنده ولو كان المراد بان معنى عنده في قدرته كما يقول الجهمية لكان الخلق كلهم عنده كما ان الاستواء لو كان المراد به الاستيلاء لكان مستويا على جميع المخلوقات ولكان مستويا على - 00:01:00ضَ
مش قبل ان يخلقه دائما والاستواء مختص بالعرش بعد خلق السماوات والارض. كما اخبر بذلك في كتابه ودل على انه تارة كان مستويا عليه وتارة لم يكن مستويا عليه. ولهذا كان العلو من الصفات المعلومة بالسمع مع العقل - 00:01:24ضَ
عند ائمة المثبتة واما الاستواء على العرش فمن الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل والمقصود انه تعالى وصف نفسه ايضا بالمعية والقرب والمعية معيتان عامة وخاصة فالاولى كقوله وهو معكم اينما كنتم. والثانية في قوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم - 00:01:43ضَ
الى غير ذلك من الايات واما القرب فهو كقوله فاني قريب وقوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. ونحن اقرب اليه منكم. قد افترق الناس في هذا المقام الى اربع فرق - 00:02:04ضَ
الجهمية النفاة الذين يقولون ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا فوق ولا تحت لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته. بل الجميع عندهم متأول او مفوض. وجميع اهل البدع قد يتمسكون بنصوص كالخوارج - 00:02:19ضَ
والقدرية والرافضة والمرجئة وغيرهم الا الجهمية فانهم ليس معهم عن الانبياء كلمة واحدة. توافق ما يقولونه من النهي ولهذا قال ابن المبارك ويوسف ابن اسباط ان الجهمية خارجون عن الثلاث والسبعين فرقة - 00:02:36ضَ
وهذا احد الوجهين لاصحاب احمد ذكرهما ابو عبد ابو عبد الله ابن حامد وغيره وقسم ثان يقولون انه بذاته في كل مكان. كما تقوله النجارية وكثير من الجهمية عبادهم وصوفيتهم وعوامهم يقولون انه عين وجود المخلوقات. كما يقوله اهل الوحدة القائلون بان الوجود واحد - 00:02:54ضَ
ومن يكون قوله مرتبا من الحلول والاتحاد وهم يحتجون بنصوص المعية والقرب ويتأولون نصوص العلو والاستواء وكل نص يحتجون به هو حجة عليهم فان المعية اكثرها فان المعية اكثرها خاصة بانبيائه واوليائه. وعندهم انه في كل مكان وفي النصوص ما يبين نقيض قولهم. فانه قال - 00:03:18ضَ
لله ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. فكل من في السماوات والارض يسبح والمسبح وغير غير المسبح والمسبح غير المسبح. ثم قال له ملك السماوات فبين ان الملك له. ثم قال هو الاول والاخر والظاهر والباطن - 00:03:46ضَ
وبكل شيء عليم. وفي الصحيح انت الاول وليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء انت الباطل فليس دونك شيء فاذا كان هو فاذا كان هو الاول كان هناك ما يكون بعده. واذا كان اخرا كان هناك - 00:04:07ضَ
ما الرب بعده واذا كان ظاهرا ليس فوقه شيء كان هناك من ربه ظاهرا عليه. واذا كان باطنا ليس دونه شيء كان هناك اشياء نفى عنها ان تكون دونه ولهذا قال ابن عربي من اسمائه الحسنى العلي على من يكون عاليا وما ثم الا هو وعلى ماذا يكون عاليا وما - 00:04:27ضَ
يكون الا هو فعلوه لنفسه وهو من حيث الوجود. عين الموجودات. تعالى الله عما يقوله هذا الملحد. ثم قال الشيخ والقسم الثالث من يقول هو فوق العرش وهو في كل مكان. ويقول انا اقر بهذه النصوص وهذه وهذه لا لا اصرف واحدا - 00:04:49ضَ
انهى عن ظاهره وهذا قول طوائف ذكرهم الاشعري في المقالات الاسلامية وهو موجود في كلام طائفة من السالمية والصوفية قال الشيخ وهذا الصنف الثالث وان كان اقرب الى التمسك بالنصوص - 00:05:09ضَ
وابعد عن مخالفتها من الصنفين الاولين فان الاول لم يتبع شيئا من النصوص بل خالفها كلها. والثاني ترك النصوص الكثيرة المحكمة المبينة وتعلق بنصوص قليلة اشتبهت عليه معانيها. واما هذا الصنف فيقول انا اتبعت النصوص كلها لكنه غالط - 00:05:26ضَ
ايضا فكل من قال ان الله بذاته في كل مكان فهو مخالف للكتاب والسنة واجماع سلف الامة وائمتها مع مخالفته لما ففطر الله عليه عباده ولصريح المعقول وللادلة الكثيرة وهؤلاء يقولون اقوالا متناقضة يقولون انه فوق العرش ويقولون نصيب العرش منه كنصيب قلب العارف كما يذكر - 00:05:46ضَ
وذلك كما يذكر ذلك ابو طالب وغيره الى ان قال الشيخ رحمه الله واما القسم الرابع فهم سلف الامة وائمتها ائمة العلم والذين هم من شيوخ العلم والعبادة فانهم اثبتوا وامنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة. كله من غير تحريف للكلم. اثبتوا ان الله - 00:06:12ضَ
وتعالى فوق سماواته وانه على عرشه بائن من خلقه وهم بائنون منه وهو ايضا مع العباد عموما بعلمه ومع انبيائه واوليائه بالنصر والتأييد والكفاية. وهو ايضا قريب مجيب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل فهو سبحانه مع المسافر في سفره ومع اهله - 00:06:33ضَ
في وطنه ولا يلزم من هذا ان تكون ذاته مختلطة بذاتهم. كما قال محمد رسول الله والذين معه. اي معه على الايمان لا ان ذاتهم في ذاته بل هم مصاحبون له. قوله فاولئك مع المؤمنين. يدل على موافقتهم في الايمان - 00:06:58ضَ
وموالاة في الله اه وموالاتهم فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم اينما كانوا. وعلمه بهم من لوازم المعية كما قالت المرأة زوجي طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد فهذا كله حقيقة مقصوده ان نعرف ومقصودها ان نعرف - 00:07:18ضَ
لزم ذلك وهو طول القامة والكرم بكثرة الطعام وقرب البيت من مواضع الاضياف وفي القرآن هم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم فانه يراد برؤيته وسمعه اثبات علمه بذلك وانه يعلم هل ذلك - 00:07:40ضَ
بك خير ام شر؟ فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات. كذلك اثبات القدرة على الخلق كقوله وما انتم من معجزين في الارض ولا في سمع قوله ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا ساء ما يحكمون. والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة - 00:07:58ضَ
والانتقام وهذا كثير ما يصف الرب نفسه بالعلم بالعلم بالاعمال تحذيرا وتخويفا وترغيبا للنفوس بالخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد اريد ايضا لازم ذلك والمعنى - 00:08:18ضَ
لازم ذلك المعنى واما لفظ القرب فقد ذكره تارة بصيغة المفرد وتارة بصيغة الجمع. فالاول انما جاء في اجابة الداعي واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي. كذلك في الحديث اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا - 00:08:39ضَ
ان الذي تدعو انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من علق راحلته وجاء بصفة الجمع في قوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وهذا مثل قوله نتلوا عليك نحن نقص عليك - 00:09:02ضَ
ان علينا جمعه وقرآنه الى قوله ثم انا علينا بيانه. فالقرآن فالقرآن هنا حين يسمعه من جبريل والبيان هنا بيانه من يبلوه القرآن ومذهب وسلف الامة وائمتها وخلفها ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع القرآن من جبريل - 00:09:19ضَ
وجبريل سمعه من الله عز وجل واما قوله نتلو نقص فاذا قرأناه هذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له اعوان يطيعونه فاذا فعل اعوانه فعلا بامره قال نحن فعلنا كما يقول الملك نحن فتحنا هذا البلد هزمنا هذا الجيش ونحو ذلك - 00:09:41ضَ
لانه انما يفعل باعوانه. والله تعالى رب الملائكة وهم لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وهو مع هذا خالقهم وخالق افعالهم وقدرتهم وهو غني عنهم وليس هو كالملك الذي يفعل اعوانه - 00:10:03ضَ
بقدرة وحركة يستغانون بها عنه. فكان قوله لما فعله بملائكته نحن فعلنا احق واولى من قول بعض الملوك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:10:23ضَ