أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|169 من 287|عبودية العبد لله وذله له|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والستون بعد المئة - 00:00:00ضَ
الحمد لله على فضله واحسانه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه الى يوم الدين وبعد يتكلم الشيخ رحمه الله عن عبودية العبد لله وذله له. وعن قرب الرب من عبده - 00:00:22ضَ
اذا كانت هذه حاله فيقول رحمه الله فاذا كانت العبادة والطاعة والذل له تحقق انه اعلى في نفوس العباد عنده قدرا كما هو الاعلى في ذاته. كما تصير كلمته هي العليا في نفوسهم. كما هي العليا في نفسها - 00:00:42ضَ
فذلك التكبير يراد به ان يكون الله عند العبد اكبر من كل شيء. كما قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن حاتم يا عدي ما يفرك ايفرك ان يقال لا اله الا الله؟ فهل تعلم من اله الا الله - 00:01:07ضَ
يا علي ما يفرك؟ ايفرك ان يقال الله اكبر فهل من شيء اكبر من الله وهذا يبطل قول من جعل اكبر بمعنى كبير. قد قال صلى الله عليه وسلم ان معاشر الانبياء ديننا واحد وهو الاسلام وهو الاستسلام لله لا لغيره - 00:01:28ضَ
بان تكون العبادة والطاعة والذل له سبحانه وتعالى. وهو حقيقة لا اله الا الله ولا ريب ان ما سوى هذا لا يقبل. وهو سبحانه يطاع في كل زمان بما امر به في ذلك الزمان - 00:01:51ضَ
فلا اسلام بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم الا فيما جاء به وطاعته وهي ملة ابراهيم التي لا يرغب عنها التي لا يرغب عنها الا من سفه نفسه وهو الامة الذي يؤتم به - 00:02:10ضَ
كما ان القدوة هو الذي يقتدى به وهو الامام كما في قوله تعالى اني جاعلك للناس اماما وهو القانت والقنوت دوام الطاعة وهو الذي يطيع الله دائما والحنيف المستقيم الى ربه دون ما سواه - 00:02:30ضَ
وقوله من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة فقرب الشيء من الشيء مستلزم لقرب الاخر منه لكن قد يكون قرب الثاني هو اللازم من قرب الاول - 00:02:52ضَ
ويكون ويكون منه ايضا قرب بنفسه فالاول كمن تقرب الى مكة او حائط الكعبة فكلما قرب منه قرب الاخر منه من غير ان يكون من هو فعل والثاني كقرب الانسان - 00:03:15ضَ
الى من يتقرب هو اليه كما تقدم في هذا الاثر الالهي فتقرب العبد الى الله وتقريبه له نطقت به نصوص متعددة مثل قوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب - 00:03:34ضَ
فاما فاما ان كان من المقربين حينا يشرب بها المقربون ولا الملائكة المقربون ومن المقربين وما تقرب الي عبد بمثل ادائي ما افترظته عليه. الحديث وفي الحديث اقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الاخر - 00:03:54ضَ
فهذا قرب الرب نفسه الى عبده. وهو مثل نزوله الى سماء الدنيا. وفي الحديث ان الله يدنو عرفة الحديث فهذا القرب كله خاص وليس في الكتاب والسنة قرب ذاته من جميع المخلوقات في كل حال - 00:04:16ضَ
فعلم بذلك بطلان بطلان قول الحلولية فانهم عمدوا الى الخاص المقيد فجعلوه عاما مطلقا. كما جعل اخوانهم الاتحادية كذلك في مثل قوله كنت سمعه وفي قوله فيأتيهم في سورة غير صورته - 00:04:37ضَ
وان الله قال على لسان نبيه سمع الله لمن حمده كل هذه النصوص حجة عليهم فاذا فصل تبين ذلك فالداعي والساجد يوجه روحه الى الله والروح لها عروج يناسبها فتقرب من الله تعالى بلا ريب بحسب تخلصها من الشوائب - 00:04:58ضَ
فيكون الله عز وجل منها قريبا قربا يلزم من قربها ويكون منه قرب اخر كقربه عشية عرفة وفي جوف الليل والى من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا. وفي الزهد لاحمد عن عمران - 00:05:20ضَ
القصير ان موسى عليه السلام قال يا ربي اين ابغيك؟ قال ابغني قال ابغني عند المنكسرة قلوبهم اني ادنو منه كل يوم باعا ولولا ذلك لانهدموا فقد يشبه هذا قوله قسمت الصلاة قسمت الصلاة بيني - 00:05:40ضَ
وبين عبدي نصفين الى اخره وظاهر قوله فاني قريب يدل على ان القرب نعته ليس هو مجرد ما يلزم من قرب الداعي والساجد ودنوه عشية عرفة هو لما يفعله الحاج ليلة عيد من الدعاء والذكر والتوبة - 00:06:02ضَ
والا فلو قدر ان احدا لم يقف بعرفة لم يحصل منه سبحانه ذلك الدنو اليهم فانه يباهي الملائكة باهل عرفة فاذا قدر انه ليس هناك احد لم يحصل ودل ذلك - 00:06:25ضَ
على تقربهم اليه على ان تقربهم اليه يسبب قربه منهم كما دل عليه الحديث الاخر والناس في اخر الليل يكونوا في قلوبهم من التوجه والتقرب والرقة ما لا يوجد في غير ذلك الوقت. وهذا مناسب - 00:06:43ضَ
بنزوله الى السماء الدنيا وقوله هل من داع؟ هل من سائل؟ هل من تائب ثمان هذا النزول هل هو كدنوه عشية عرفة؟ معلق بافعال فان في بلاد الكفر فانا في بلاد الكفر ليس فيهم فان بلاد الكفر ليس فيهم من يقوم الليل - 00:07:04ضَ
فلا يحصل لهم هذا النزول كما ان دنوه عشية عرفة لا لا يحصل لغير الحجاج في سائر البلاد. اذ ليس لها وقوف اذ ليس لها وقوف مشروع ولا ولا مباهاة الملائكة - 00:07:29ضَ
وكما ان تفتيح ابواب الجنة وتغليق ابواب النار وتصفية للشياطين اذا دخل شهر رمظان انما هو للمسلمين الذين يصومونه الى الكفار الذين لا يرون له حرمة وكذلك اطلاعه يوم بدر قوله لهم اعملوا ما شئتم كان مختصا بالهك كان مختصا باولئك - 00:07:46ضَ
ام هو عام فيه كلام والكلام في هذا القرب من جنس الكلام في نزوله كل ليلة ودنوه عشية عرفة وتكليمه لموسى من الشجرة وقوله ان بورك من في النار ومن حولها - 00:08:12ضَ
ثم ذكر الشيخ رحمه الله مسألة هل يخلو منه العرش حين نزوله سبحانه الى سماء الدنيا او لا يخلو او يتوقف في ذلك. ثم قال والصواب الصواب قول السلف انه ينزل ولا يخلو منه العرش - 00:08:29ضَ
وروح العبد في بدنه ليلا ونهارا لا تزال الى ان يموت ووقت النوم تعرج وقد تسجد تحت العرش وهي لم تفارق جسده وكذلك اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد - 00:08:46ضَ
وروحه في بدنه واحكام الارواح مخالف لاحكام الابدان فكيف بالملائكة؟ فكيف برب العالمين؟ والليل يختلف ويكون ثلثه بالمشرق قبل ان يكون ثلثه بالمغرب ونزوله الذي اخبر به رسوله الى سماع هؤلاء في ثلث ليلهم - 00:09:01ضَ
والى سماع هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن عن شأن. كذلك قربه من الداعي المتقرب اليه والساجد لكل والساجد لكل واحد بحسبه حيث كان واين كان؟ والرجلان يسودان في موضع ولكل واحد قرب يخصه لا يشركه فيه الاخر - 00:09:22ضَ
والنصوص الواردة فيها الهدى والشفاء والذي بلغها بلاغا مبينا هو اعلم هو اعلم الخلق بربه وانصحهم لخلقه واحسنهم بيانا واعظمهم بلاغا فلا يمكن احدا ان يعلم ويقول فلا يمكن فلا يمكن احدا ان يعلم ويقول مثل ما علمه الرسول وقاله - 00:09:45ضَ
وكل من من الله عليه ببصيرة في قلبه تكون معه معرفة بهذا ثم قال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد. وقال في ضدهم - 00:10:13ضَ
والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات. من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم ثم بين الشيخ رحمه الله معنى الظاهر من اسماء الله سبحانه فقال وقوله تعالى الظاهر - 00:10:30ضَ
ضمن معنى العالي كما قال فما اسطاعوا ان يظهروه. ويقال ظهر الخطيب على المنبر وظهر الثوب اعلاه ويقول ظهر الخطيب على المنبر وظاهر الثوب اعلاه بخلاف بطانته كذلك ظاهر البيت اعلاه وظاهر القول ما ظهر منه وبان - 00:10:49ضَ
وظاهر الانسان خلاف باطنه. وكلما علا الشيء ظهر. ولهذا قال انت الظاهر فليس فوقك شيء فاثبت الظهور وجعل موجب الظهور انه ليس فوقه شيء ولم يقل ليس شيء ابين منك - 00:11:12ضَ
ولا اعرف وبهذا تبين خطأ من فسر الظاهر بانه المعروف كما يقوله من يقول الظاهر بالدليل الباطن بالحجاب كما في كلام ابي الفرج وغيره فلم يذكر مراد الله ورسوله وان كان الذي ذكره له معنى صحيح - 00:11:31ضَ
وبهذا القدر نكتفي في هذه الحلقة وبالله التوفيق صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:11:51ضَ