أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|17 من 287|الفرق بين الواسطة عند الله وعند الخلق|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع عشر - 00:00:00ضَ

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه وبعد نستكمل كلام الشيخ تقي الدين ابن تيمية في موضوع الواسطة بين الله وبين خلقه - 00:00:20ضَ

قال رحمه الله مبينا الفرق بين الواسطة التي تكون بين الملوك وبين رعاياهم وبينما يزعم من الواسطة بين الله وبين خلقه قال فهؤلاء مشبهون لله شبه المخلوق بالخالق فان الوسائط التي بين الملوك وبين الناس - 00:00:38ضَ

يكونون على احد وجوه ثلاثة اما لاخبارهم من احوال الناس بما لا يعرفونه ومن قال ان الله لا يعلم احوال عباده حتى يخبروه بتلك حتى يخبره بتلك بعض الملائكة او الانبياء او غيرهم فهو كافر - 00:01:01ضَ

بل هو سبحانه يعلم السر واخفى لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات لا يشغله سمع عن سمع - 00:01:21ضَ

ولا تغلطه المسائل ولا ولا يتبرم بالحاح الملحين الوجه الثاني ان يكون الملك عاجزا عن تدبير رعيته ودفع اعدائه الا باعوان يعينونه فلابد له من انصار واعوان لزله وعجزه والله سبحانه ليس له ظهير ولا ولي من الذل - 00:01:37ضَ

قال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير وقال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبروا تكثيرا - 00:02:03ضَ

وكل ما في الوجود من الاسباب فهو خالقه وربه ومليكه. فهو الغني عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه بخلاف الملوك المحتاجين الى ظهرائهم وهم في الحقيقة شركاؤهم في الملك - 00:02:26ضَ

والله تعالى ليس له شريك في الملك بل لا اله الا هو وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والوجه الثالث ان يكون الملك ليس مريدا لنفع رعيته والاحسان اليهم ورحمتهم الا بمجرد الا بمحرك يحركه - 00:02:43ضَ

من خارج فاذا خاطب الملك من ينصحه ويعظمه او من يدل عليه بحيث يكون يرجوه ويخافه تحركت ارادة الملك وهمته في قضاء حوائج رعيته اما لما حصل في قلبه من كلام الناصح الواعظ المشير - 00:03:05ضَ

واما لما يحصل من الرغبة او الرهبة من كلام المدل عليه والله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وهو ارحم بعباده من الوالدة بولدها وكل الاشياء انما تكون بمشيئته. فما شاء كان. وما لم يشأ لم يكن - 00:03:26ضَ

وهو اذا نفع العباد وهو اذا نفع العباد بعضهم على يد بعض فجعل هذا يحسن الى هذا ويدعو له ويشفع فيه ونحو ذلك فهو الذي خلق ذلك كله وهو الذي خلق في قلب هذا المحسن الداعي الشافع - 00:03:47ضَ

ارادة الاحسان والدعاء والشفاعة ولا يجوز ان يكون في الوجود من يكرهه على خلاف مراده او يعلمه ما لم يكن يعلم ومن يرجوه الرب او يخافه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت - 00:04:07ضَ

اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم ولكن ليعزم المسألة فان الله لا مكره له والشفعاء الذين يشفعون عنده لا يشفعون الا باذنه. كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه - 00:04:28ضَ

وقال ولا يشفعون الا لمن ارتأ. وهذا بخلاف الملوك فان الشافع عندهم قد يكون له ملك وقد يكون شريكا في الملك وقد يكون مظاهرا لهم معاونا لهم على ملكهم وهؤلاء يشفعون عند الملوك بغير اذنهم والملوك تقبل شفاعتهم تارة لحاجتهم اليهم - 00:04:46ضَ

وتارة وتارة لخوفهم منهم وتارة بجزاء احسانهم اليهم ومكافأتهم الله تعالى لا يرجو احدا ولا يخافه ولا يحتاج الى احد بل هو الغني قال تعالى الا ان لله من في السماوات ومن في الارض - 00:05:09ضَ

وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يحرصون والمشركون يتخذون شفعاء من جنس ما يعهدونه من الشفاعة يعني عند الملوك في الدنيا - 00:05:30ضَ

قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون - 00:05:46ضَ

واخبر ان المشركين قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ثم بين الشيخ رحمه الله ان دعاء الخلق بعضهم لبعض شفاعة ولكن لابد لهذا الدعاء من شروط وهي ان يكون المدعو له مسلما غير مشرك - 00:06:01ضَ

وان يدعو الداعي بما يصلح فقال ولا ريب ان دعاء الخلق بعضهم لبعض نافع والله قد امر بذلك لكن الداعي الشافع ليس له ان يدعو ويشفع الا ان يأذن الله له في ذلك - 00:06:21ضَ

فلا يشفع شفاعة نهي عنها كالشفاعة للمشركين والدعاء للمشركين بالمغفرة قال تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم - 00:06:39ضَ

وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم وقد ثبت في الصحيح ان الله نهى نبيه عن الاستغفار للمشركين والمنافقين - 00:06:57ضَ

واخبر انه لا يغفر لهم كما في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به وقوله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون - 00:07:18ضَ

قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين اي في الدعاء ومن الاعتداء في الدعاء ان يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله مثل ان يسأله منازل الانبياء وليس منهم - 00:07:35ضَ

او او المغفرة للمشركين ونحو ذلك او يسأله ما فيه معصية لله كاعانته على الكفر والفسوق والعصيان وكل داع فهو شافع. ولا يكون دعاؤه وشفاعته الا بقضاء الله وقدره ومشيئته - 00:07:54ضَ

وهو الذي يجيب الدعاء ويقبل الشفاعة فهو الذي خلق السبب والمسبب والدعاء من جملة الاسباب التي قدرها الله سبحانه وتعالى. واذا كان كذلك فالالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا نقص في العقل - 00:08:13ضَ

والاعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرع بل العبد يجب ان يكون توكله ودعاءه وسؤاله ورغبته الى الله سبحانه وتعالى والله يقدر له من الاسباب من دعاء الخلق وغيرهم ما شاء - 00:08:33ضَ

وبهذا القدر نختم هذه الحلقة على ان نستكمل بقيتها ان شاء الله في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:50ضَ