Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السبعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد يواصل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الكلام في تقرير قرب الله سبحانه من خلقه فيقول والرب سبحانه لا يشغله سمع عن سمع - 00:00:21ضَ

ولا تغلطه المسائل بل هو سبحانه يكلم العباد يوم القيامة ويحاسبهم ولا يشغله هذا عن هذا قيل لابن عباس كيف يكلم كيف يكلمهم يوم القيامة كلهم في ساعة واحدة قال كما يرزقهم في ساعة واحدة - 00:00:40ضَ

قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيخلو به ربه كما يخلو احدكم بالقمر. ليلة البدر والله سبحانه في الدنيا يسمع دعاء الداعين ويجيب دعاء السائلين مع اختلاف اللغات - 00:01:01ضَ

وفنون الحاجات والواحد منا قد يكون له قوة سمع يسمع كلام عدد آآ يسمع كلام عدد كثير من المتكلمين كما ان بعض المقرئين يسمع كما ان بعض المقرئين يسمع قراءة عدة. لكن لا يكون الا عددا قليلا قريبا منه - 00:01:18ضَ

والواحد منا يجد في نفسه قربا ودنوا وميلا الى بعض الناس الحاضرين والغائبين دون بعض ويجد تفاوت ذلك الدنو والقرب والرب تعالى واسع عليم وسع سمعه الاصوات كلها وعطاؤه الحاجات كلها. ومن الناس من غلط - 00:01:42ضَ

وظن ان قربه من جنس حركة بدن الانسان اذا مال الى جهة انصرف عن الاخرى وهو يجد عمل روحه يخالف عمل بدنه فيجد نفسه تقرب من نفوس كثير من الناس - 00:02:04ضَ

من غير ان ينصرف قربها الى هذا عن قربها الى هذا كذلك يجد في نفسه خضوعا لبعض الناس ومحبة ويجد فيها اعراضا عن قوم غير ما هو قائم بالبدن ففي الجملة ما نطق به الكتاب والسنة من قرب الرب - 00:02:20ضَ

من عابديه وداعيه هو مقيد بخصوص لا مطلق عام لجميع الخلق فبطل قول الحلولية كما قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب فهذا قربه من داعيه واما قربه من عابديه ففي مثل قوله تعالى - 00:02:40ضَ

اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب وقوله وما تقرب الي عبدي بمثلي بمثل اداء ما افترظته عليه وقال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. فهذا قربه الى عبده وقرب عبده اليه - 00:03:01ضَ

ودنوه عشية عرفة الى سماء الدنيا لا يخرج عن القسمين فانه صلى الله عليه وسلم قال افضل الدعاء دعاء يوم عرفة فدنوه لدعائهم. واما نزوله الى سماء الدنيا كل ليلة - 00:03:23ضَ

فان كان لمن يدعوه ويسأله ويستغفره فان ذلك الوقت يحصل فيه من قرب الرب الى عابديه ما لا يحصل في غيره فهو من هذا وان كان مطلقا فيكون بسبب الزمان لكونه يصلح لهذا وان لم يقع فيه - 00:03:39ضَ

ونظيره ساعة الاجابة يوم الجمعة روي انها مقيدة بفعل الجمعة وهي من حين يصعد الامام على المنبر الى ان تقضى الصلاة ولهذا تكون مقيدة بفعل الجمعة. فمن لم يصلي الجمعة لغير عذر - 00:03:58ضَ

ويعتقد فمن لم يصلي الجمعة لغير عذر ويعتقد وجوبها لم يكن له فيها نصيب واما من كانت عادته الجمعة ثم مرض او سافر فانه يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم. وكذلك المحبوس - 00:04:16ضَ

فهؤلاء لهم مثل اجر من شهد الجمعة فيكون دعاؤهم كدعاء من شهدها تكون الرحمة التي تنزل على الحجاج عشية عرفة وعلى من شهد الجمعة تنتشر بركاتها الى غيرهم من اهل الاعذار - 00:04:34ضَ

فيكون لهم نصيب من اجابة الدعاء وحظ مما وحظ مع من شهد ذلك كما في شهر رمضان فهذا موجود لمن يحبهم ويحب ما هم فيه من العبادة فيحصل لقلبه تقرب الى الله - 00:04:52ضَ

ويود لو كان معهم واما الكافر والمنافق الذي لا يرى الحج ولا الجمعة فرضا وبرا بل هو معرض عن محبة ذلك وارادته فهذا قلبه بعيد عن رحمة الله فان رحمة الله قريب من المحسنين - 00:05:12ضَ

وهذا ليس منهم وروي في ساعة الجمعة انها اخر النهار. فيكون سببها الوقت وقد ثبت في الصحيح ان في الليل ساعة يستجاب الدعاء فيها كما في الجمعة وذلك كل ليلة - 00:05:31ضَ

واقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الاخر. في جوف الليل الاخر واما قرب الرب من قلوب المؤمنين هو قرب قلوبهم منه فهذا امر معروف لا يجهل فان القلوب تصعد اليه على قدر ما فيها من الايمان والمعرفة - 00:05:48ضَ

والذكر والخشية والتوكل وهذا متفق عليه بين الناس بخلاف القرب الذي قبله فان هذا ينكره الجهمي الذي يكون ليس فوق السماوات رب يعبد ولا اله المصلى له ويسجد وهذا كفر وفند. والاول تنكره الكلابية. ومن يقول لا تقوم الامور الاختيارية به - 00:06:07ضَ

ثم بين الشيخ رحمه الله تفاوت المؤمنين في ايمانهم بالله عز وجل فقال بل الخلق في ايمانهم بالله وكتابه ورسوله متنوعون فلكل منهم في قلبه الكتاب والرسول مثال علمي بحسب معرفته مع اشتراكهم في الايمان بالله وبكتابه وبرسوله. فهم متنوعون في ذلك متفاضلون - 00:06:31ضَ

وكذلك ايمانهم بالمعالي والجنة والنار وغير ذلك من امور الغيب وكذلك ما يخبر به الناس بعضهم بعضا من امور الغيب بل يشاهدون الامور ويسمعون الاصوات وهم متفاوتون ومتنوعون في الرؤية والسماع - 00:06:58ضَ

الواحد منهم يتبين له من حال المشهود ما لم يتبين للاخر. حتى يختلفون فيثبت هذا ما لا يثبته الاخر. فكيف فيما اخبروا به من امور الغيب؟ والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم عن الغيب باحاديث كثيرة - 00:07:18ضَ

وليس كلهم سمعها مفصلة والذين سمعوا ما سمعوا ليس كلهم فهم مراده بل هم متفاضلون في السمع والفهم كتفاضل معرفتهم وايمانهم بحسب ذلك حتى يثبت احدهم امورا كثيرة. والاخر لا يثبتها - 00:07:35ضَ

لا سيما من علق بقلبه شبه النفات. فهو ينفي ما اثبته الكتاب والسنة. وما عليه اهل الحق وهذا يبين لك ان هؤلاء اي كلهم مؤمنون بالله وكتابه ورسوله واليوم الاخر. وان كانوا متفاضلين في الايمان - 00:07:58ضَ

الا من شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين ثم هم يتفاضلون في العلم والارادة. فاذا كان احدهم اكثر محبة لله وذكرا وعبادة كان الايمان عنده اقوى وارسخ من حيث المحبة والعبادة لله - 00:08:15ضَ

وان كان لغيره من العلم بالاسماء والصفات ما ليس له. فصاحب المحبة والذكر والتأله يحصل له من حضور الرب في قلبه وانسه به ما لا يحصل لي ما لا يحصل لمن ليس مثله - 00:08:35ضَ

وكذلك الايمان بالرسول قد يكون احد الشخصين اعلم بصفاته والاخر اكثر محبة له الى ان قال رحمه الله وهذا يبين ان كل من اقر بالله فعنده من الايمان بحسب ذلك - 00:08:50ضَ

ثم من لم تقم عليه الحجة بما جاءت به الاخبار لم يكفر بجحده وهذا يبين ان عامة اهل اهل الصلاة مؤمنون بالله ورسوله وان اختلفت اعتقاداتهم في معبودهم وصفاته الا من كان منافقا يظهر الايمان بلسانه ويبطن الكفر بالرسول - 00:09:07ضَ

فهذا ليس بمؤمن وكل من اظهر الاسلام ولم يكن منافقا فهو مؤمن له من الايمان بحسب ما اوتيه من ذلك وهو ممن يخرج من النار ولو كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان - 00:09:28ضَ

ويدخل في هذا جميع المتنازعين في الصفات والقدر على اختلاف عقائدهم ولو كان لا يدخل الجنة الا من يعرف الله كما يعرفه نبيه صلى الله عليه وسلم لم تدخل امته الجنة - 00:09:45ضَ

فانهما واكثرهم لا يستطيعون هذه المعرفة. بل يدخلون وتكون منازلهم متفاضلة بحسب ايمانهم ومعرفتهم واذا كان الرجل قد حصل له ايمان يعرف الله به واتى اخر باكثر من ذلك عجز عنه - 00:09:59ضَ

ولم لم يحمل ما لا يطيق. وان كان يحصل له بذلك فتنة لم يحدث بحديث وان كان يحصل له بذلك فتنة لم يحدث بحديث يكون له فيه فتنة فهذا اصل عظيم في تعليم الناس ومخاطبتهم بالخطاب العام بالنصوص التي اشتركوا في سماعها كالقرآن - 00:10:18ضَ

والحديث المشهور وهم مختلفون في معنى ذلك والله اعلم. وبهذا انتهت هذه الحلقة. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:10:40ضَ